إعداد – د.محمد عبدالكريم

الباحث المتخصص في الشئون الأفريقية

استهلت القارة الأفريقية العام 2023 باستقبال جولات خارجية لعدد من الدول أبرزها الصين وتركيا واليونان وترقب لعدد آخر في الأسابيع المقبلة (من بينها إيران والولايات المتحدة)، ما يؤشر إلى استمرار تعمق التفاعلات الإقليمية والدولية في شؤون القارة وترقب – متكرر في واقع الأمر – لحدوث تغيير في موازنات وضع أفريقيا دوليًا لصالحها وإفلاتها من وضع التهميش الدائم وصولًا إلى مكانة مستحقة تأخرت لسنوات طويلة. وبالتزامن مع هذا المشهد تظل قضيتا الأمن والإرهاب في القارة على قمة أجندة أية تحركات داخلية وخارجية بشكل كبير خلال العام الجاري لا سيما أن خريطة الإرهاب تشهد تحولًا خطيرًا بالامتداد في وسط أفريقيا وجنوبها فيما يتزايد تدهور الأوضاع في بؤره التقليدية في إقليم الساحل وغرب أفريقيا وفي ظل حالة مضطربة في شرق أفريقيا والصومال بعد تقارير مهمة في مطلع العام الجاري عن استعداد جماعة “الشباب” الصومالية للدخول في محادثات سلام مع الحكومة الفيدرالية.

كما يلفت النظر أن قمة الاتحاد الأفريقي الراهنة تبنت عنوانًا رئيسًا وهو “قضية التغير المناخي وعدم الأمن الغذائي” في قفز فوق عناوين سابقة لم يتمكن الاتحاد من تلبية تحدياتها مثل مبادرة “إسكات البنادق”، وتفاؤل حذر – ومرهون بطبيعة التطورات الاقتصادية الدولية مرة أخرى – إزاء المضي قدمًا في استكمال تطبيق خطوات اتفاق منطقة التجارة القارية؛ وكذلك يُتوقع أن يشهد العام الجاري تحديًا أفريقيًا رئيسًا يتعلق بعنوان الحلول الأفريقية للمشكلات الأفريقية في وسط القارة وغربها.

أولًا – أزمتا الأمن والإرهاب: الخريطة المتحركة في العام 2023

تُمثل أفريقيا جنوب الصحراء، حسب أغلب المراقبين الدوليين، مركز جاذبية الأنشطة الإرهابية في العام الجاري بعد جهود الولايات المتحدة وحلفائها في القضاء على قواعده في الشرق الأوسط. وتنشط في الوقت الحالي الجماعات الإرهابية في غرب أفريقيا وأبرز هذه الجماعات “جماعة نصر الإسلام والمسلمين” وثيقة الصلة بالقاعدة، و”الدولة الإسلامية في إقليم غرب أفريقيا”، ويُتوقع تصاعد التنافس بينها على الموارد والعناصر الإرهابية، كما يتوقع استمرار تصنيف منطقة الساحل الأفريقي كأخطر البؤر الإرهابية في العالم([1])؛ كما يُتوقع تعمق ظاهرة “التطرف العنيف والإرهاب فيما بعد مرحلة التنظيم” post-organizational violent extremism and terrorism (وهو المفهوم الذي صاغه كولين ب. كلارك مع بروس هوفمان يوليو 2020)([2]). وستظل قدرات جماعة “الدولة الإسلامية” ومسارها في أفريقيا جنوب الصحراء معتمدين على مستوى الضغط الذي تواجهه في مجال مكافحة الإرهاب، لا سيما من قبل الجهات الفاعلة في هذا المجال التي تستمر بشكل روتيني في تعطيل شبكات التيسير والعمليات الخاصة بتنظيم “الدولة الإسلامية”([3]).

وفي ظل قراءة واضحة للأوضاع في إقليم الساحل والتوسع الراهن لخريطة أنشطة الجماعات الإرهابية في العديد من دول غرب أفريقيا الساحلية (مثل ساحل العاج وبنين)، إضافة إلى وجود “ضغط” إقليمي ودولي لمواجهة هذا التمدد (كما تمثَّل في توفير الدعم من قبل رواندا والصين وفرنسا وغيرها لدولة مثل بنين في جهود مواجهة هذه الظاهرة في العام الماضي ويُتوقع استمرار هذه الجهود راهنًا)، وما سيترتب على ذلك من تصعيد مواجهة النشاط الإرهابي، فإن العام الحالي سيشهد مزيدًا من الاستقطابات (المتعلقة على صعيد آخر باعتبارات مثل مشروعات مثل خطوط الطاقة بين غرب أفريقيا وأوروبا، والانسحاب الفرنسي المتصاعد من إقليم الساحل وتخندقه أخيرًا في تشاد، وعدم قدرة ألمانيا على تعويض غياب الدور الفرنسي لاعتبارات سياسية ولوجيستية).

لكن المتغير الأبرز في هذا الملف يتوقع أن يكون في وسط أفريقيا وجنوبها. وثمة مؤشر على هذا المتغير يتمثل في تصعيد حالة عدم الأمن والعنف في شرقي الكونغو إلى مستوى جديد يتمثل في تفجير كنيسة بمدينة كاسيندي (15 يناير) الذي أعلنت “القوات الديمقراطية المتحالفة”، التي تُصنف كجماعة تابعة “للدولة الإسلامية”، مسؤوليتها عنه وتسبب في مقتل ما لا يقل عن عشرة أفراد وإصابة أكثر من 50 فردًا([4]) على نحو يذكِّر بطبيعة بدايات التمدد الإرهابي في شمالي نيجيريا ودول الساحل الأفريقي قبل نحو عقد كامل.

ثانيًا– تقاطعات التفاعلات الإقليمية والدولية في أفريقيا: ماذا بعد؟

شهد مطلع العام الجاري نشاطًا دبلوماسيًا مكثفًا في القارة الأفريقية تمثَّل بشكل واضح في تعدد زيارات وزراء خارجية دول آسيوية وأوروبية (الصين، روسيا، تركيا، واليونان) وترقب جولات مهمة أخرى على مدار العام لاستكشاف قضايا التعاون الثنائي مع دول القارة. إضافة إلى زيارة هامة للغاية من قبل وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بايربوك Annalena Baerbock ونظيرتها الفرنسية كاثرين كولونا C. Colonna إلى مقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا ودعوتهما من “عاصمة الدبلوماسية الأفريقية” عن دعمهما والاتحاد الأوروبي لنيل أفريقيا مقعدًا دائمًا في مجلس الأمن بالأمم المتحدة بما يتسق معه دعوة الرئيس السنغالي ماكي صال التي وجهها للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر من العام الماضي والتأييد الذي أبداه الرئيس الأمريكي جو بايدن لمثل هذه الخطوة نهاية العام الماضي ([5])؛ كما تواصل روسيا الإعداد لقمة روسيا – أفريقيا في يوليو 2023.

وبإيجاز شديد فإن أجندات “الجولات الخارجية” التي شهدتها دول القارة في مطلع العام الجاري كاشفة إلى حد بعيد عن مسار التقاطع الإقليمي والدولي في القارة في الشهور المقبلة، وعلى سبيل المثال فإن جولة وزير الخارجية التركي شملت رواندا إلى جانب أربع محطات أخرى، وتعهدت أنقرة خلال الزيارة بدعم التعاون الأمني والعسكري مع كيجالي ضمن حزمة وصلت منتصف يناير 2023 إلى نحو 24 اتفاقًا للتعاون في قطاعات التجارة والاستثمار والتعليم والثقافة والدبلوماسية وغيرها([6])، الأمر الذي يمكن أن يكون أكثر إشكالية عند ملاحظة تطور التعاون التركي الكونغولي في مجال الدفاع في العام الماضي 2022 حيث زودت أنقره كينشاسا بمعدات دفاعية مهمة لمواجهة الأزمة الأمنية في إقليم شرقي الكونغو؛ والتي تتهم كينشاسا كيجالي رسميًا في الضلوع بدعم جماعات التمرد والإرهاب به؛ كما كشفت تقارير أفريقية عدة بدء كينشاسا في تلقي معدات أكثر تطورًا من تركيا تحديدًا في منتصف يناير وُجهت إلى مدينة جوما Goma  كبرى مدن إقليم شمال كيفو حيث يحتدم الصراع بين الجيش الكونغولي ومتمردي M23 لتحتل تركيا بالفعل قائمة أكبر مصدري السلاح للكونغو بعد ثلاثة أشهر فقط من السماح للكونغو بعمليات مشتريات سلاح من السوق الدولي([7]). وفي نفس توقيت الجولة التركية تقريبًا قام وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس بجولة غرب أفريقية (11-13 يناير) استهدفت تعزيز علاقات أثينا الأفريقية شملت ساحل العاج وغانا والجابون وركزت على تعزيز التعاون الأمني البحري مع هذه الدول وتعزيز قدراتها في هذا الملف ضمن أجندة تعاون ثنائي موسعة([8]) هي الأبرز لليونان أفريقيًا منذ سنوات.  

كما استبقت فعاليات قمة الاتحاد الأفريقي للعام 2023 تقاريرُ عن جولة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الأفريقية وسط استعدادات روسية وصينية لإطلاق مناورات عسكرية كبيرة مع جنوب أفريقيا قبالة سواحل الأخيرة، في متغيرات جيواستراتيجية لافتة ستتضح تداعياتها في العام الحالي مع ملاحظة تركيز وسائل الإعلام الأمريكية على أن هذه المناورات تأتي في “ظل تصاعد الحرب الروسية في أوكرانيا” وبالتزامن مع مرور عام على اندلاعها، وما تتضمنه في حقيقة الأمر من تأثير في نظام أمن المحيط الهندي. واتضح التوتر الأمريكي في تعليقات الناطق باسم السفارة الأمريكية في بريتوريا ديفيد فيلدمان التي تضمنت قلق بلاده من خطة جنوب أفريقيا المضي قدمًا في التدريبات (مع روسيا والصين وهما من مجموعة البريكس مع جنوب أفريقيا) رغم “مواصلة موسكو غزوها الوحشي وغير القانوني لأوكرانيا”، قبل أن يلفت إلى تشجيع بلاده جنوب أفريقيا “للتعاون عسكريًا مع الديمقراطيات الزميلة fellow democracies التي تتشارك في التزامنا المتبادل إزاء حقوق الإنسان وحكم القانون”([9]) (في إشارة إلى الصين)، ما لا يمكن وضعه إلا في سياق عودة نغمة الحرب الباردة لتبرير الخلافات العميقة بين واشنطن (التي تبنت في ديسمبر 2022 استراتيجية أفريقية متطورة يتوقع أن ترفدها بسياسات عملية في العام 2023) وبريتوريا، أو ابتزاز الأخيرة وتهديدها في تفسيرات بمستوى أعمق.

وهكذا يُتوقع في العام الجاري استمرار التجاذبات الإقليمية والدولية التقليدية لاستمالة الدول الأفريقية لصالح سياسات لا تعني بالضرورة بمصالح شعوب القارة بقدر ما أنها ستعمق تآكل مصالح هذه الشعوب لصالح ترتيبات إقليمية ودولية متباينة وهادفة إلى تكريس تهميش القارة في المحصلة النهائية. 

ثالثًا- قضية التغير المناخي وعدم الأمن الغذائي

جاء هذا العنوان بندًا رئيسًا لقمة الاتحاد الأفريقي (يناير- فبراير 2023) بعد أن شهدت القارة في العام 2022 مجموعة من أسوأ الكوارث البيئية والمجاعات لا سيما في القرن الأفريقي وغرب أفريقيا، وتوقع الكثير من العلماء ألا يكون العام الحالي أفضل حالًا للقارة مناخيًا وكذلك في معضلة الأمن الغذائي. كما يتوقع بشكل كبير استمرار موجة الجفاف في القرن الأفريقي التي دمرت المحاصيل وأهلكت الماشية ودفعت جماعات كبيرة من السكان إلى حافة المجاعة، كما اجتاحت فيضانات غير مسبوقة من عقود نحو19 دولة في غرب أفريقيا في العام 2022 وهناك ترقب لتكرار مثل هذه الموجات في العام الحالي. فيما توقع برنامج الغذاء العالمي مطلع العام 2023 أن يواجه نحو 350 مليون نسمة في العالم (أغلبهم في أفريقيا جنوب الصحراء) خطر عدم الأمن الغذائي الحاد، مع استمرار فجوة تمويلية لأنشطة البرنامج (الذي لم يتلق في العام 2022 سوى ثلثي حاجاته التمويلية بالفعل لدعم هذه الكتلة)([10]).

ويُتوقع أن يظل تأثير انعدام الأمن والاستقرار في بعض المناطق قويًا على استمرار أزمة الغذاء كما الحال – على سبيل المثال – في أفريقيا الجنوبية. وتشير التوقعات إلى أن موسم الزراعة المرتقب في مارس 2023 سيقود إلى تعزيز فرص العمال في القطاع في أغلب دول الإقليم، مع تراجع في أجور العمالة منخفضة المهارة بسبب ارتفاع المنافسة على فرص العمل. وأن يؤدي موسم الحصاد أبريل – مايو إلى تعزيز توفر الغذاء. وفي الوقت نفسه تشير التوقعات إلى استمرار الصراع محركًا رئيسًا لعدم الأمن الغذائي في شمالي موزمبيق وشرقي الكونغو الديمقراطية([11]).

وبشكل عام فإنه من المرجح أن يعزز الاتحاد الأفريقي – في هذا الملف –  تبني مسار تمويل التكيف المناخي كخيار فعال ومؤثر مقارنة بالاستجابات اللحظية والدفع المتقطع لمواجهة الأزمات المتكررة وشديدة الوطأة والإغاثة الإنسانية وما إلى ذلك. وحسب تقارير مكثفة حول المسألة فإن تكلفة التحرك نحو التكيف المناخي لنظامي الزراعة والغذاء تقدر بأقل من 10% من تكلفة عدم التحرك أو ما قيمته 15 بليون دولار مقارنة بنحو 201 بليون دولار سنويًا على الترتيب([12]).      

رابعًا- المقاربة الأفريقية للمشكلات الأفريقية: خطوة للأمام؟

رفع الاتحاد الأفريقي وعدد من دوله في السنوات الأخيرة شعار “حلول أفريقية للمشكلات الأفريقية” (ورفعته دبلوماسيات بعض الدول مثل تركيا)، وظل الشعار قائمًا في مواجهة الكثير من أزمات القارة دون تدخل أفريقي حقيقي (مثل أزمة سد النهضة، وإقليم التيجراي، والأزمة الجارية بين رواندا والكونغو، وأزمات إقليم الساحل المتكررة) والاكتفاء بالاحتشاد الأفريقي خلف المبادرات الدولية ولا سيما الأمريكية منها التي أثبتت نجاحًا لافتًا في العام الماضي. وربما أثارت تصريحات رئيس المفوضية الأفريقية موسى فقي في افتتاح الدورة 45 للجنة الممثلين الدائمين بالاتحاد (16-26 يناير الجاري) بشأن “الشراكات” الأفريقية الخارجية ووجوب “إعادة النظر في الرؤية الأفريقية الاستراتيجية” بشأنها وتكوين صوت أفريقي واحد، ربما أثارت قدرًا من التفاؤل بشأن مستقبل العمل الأفريقي الجماعي ولا سيما تبني مقاربات أفريقية للمشكلات الأفريقية.

ويُتوقع أن تمثل التحديات الأفريقية – الأفريقية  المقبلة في العام 2023 (مثل النزاع الكونغولي الرواندي، والتوتر المرشح للتصاعد بين عدد من دول غرب أفريقيا وإقليم الساحل على خلفية الحرب على الإرهاب والتدخل الأجنبي، وتزايد استقطابات التدخلات الإقليمية والخارجية في شؤون القارة) اختبارًا حقيقيًّا للشعار الذي صكه جورج أييتي G. Ayittey قبل عقود في خضم الأزمة الصومالية والتدخل الدولي بها([13])، ولم تثبت نجاعته بعد في أزمات القارة المطولة (ولعل أبرزها الأزمة الليبية التي لا يبدو للاتحاد الأفريقي أي دور مؤثر بها رغم تجاوزها عقد كامل منذ فبراير 2011).

بأي حال فإن احتمالات تحقق خطوة واحدة للمام في هذا المسار لا تزال قائمة حال البناء على التطورات الراهنة وتوظيف “التكالب الدبلوماسي” على القارة منذ مطلع العام الجاري في صالح بناء موقف أفريقي موحد وقوي يضمن حدًّا أدنى من الدعم الدولي للمقاربات الأفريقية تجاه مشكلات القارة، وهو احتمال بعيد لكنه لا يزال قائمًا بطبيعة الحال.

خلاصات

يبدو العام 2023 عامًا ساخنًا في المشهد الأفريقي بكافة تجلياته، وترقبًا لفاعليات العمل الجماعي الأفريقي في ظل رئاسة جزر القمر للدورة المقبلة من دورات الاتحاد الأفريقي وسط اهتمام إقليمي ودولي بالتفاعل مع قضايا القارة ودولها كما تجلى في زيارات وجولات مكثفة ومتعاقبة شملت دولًا متنوعة في أهميتها سياسيًا واقتصاديًا وجيواستراتيجيًا. لكن يظل أي تطور إيجابي مرتقب مرهونًا بجهود حقيقية في دفع العمل الجماعي الأفريقي للأمام وتفعيل جاد، وغير انتقائي، لمفهوم حلول أفريقية لمشكلات أفريقية من أجل رفع قدرة القارة ودولها على مواجهة التحديات المتزايدة.   

الهوامش


[1] Colin P. Clarke, Trends in Terrorism: What’s on the Horizon in 2023? Foreign Policy Research Institute, January 3, 2023 https://www.fpri.org/article/2023/01/trends-in-terrorism-whats-on-the-horizon-in-2023/

[2] Ibid.

[3] كريستين أبي زيد: مسح مشهد التهديد الإرهابي لعام 2023، معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، 10 يناير 2023 https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/msh-mshhd-althdyd-alarhaby-lam-2023

[4] IS group claims deadly bombing of church in eastern DR Congo, France 24, January 15, 2023 https://www.france24.com/en/africa/20230115-bomb-detonates-in-church-in-eastern-dr-congo

[5] Maya Misikir, German, French Ministers Call for African Permanent Seats on UNSC, VOA, January 13, 2023 https://www.voanews.com/a/german-french-minsters-call-for-african-permanent-seats-on-unsc-/6917232.html

[6] Alice Kagina, Rwanda: Why New Rwanda, Turkey Deals Matter, The New Times, January 12, 2023 https://www.newtimes.co.rw/article/4208/news/economy/why-new-rwanda-turkey-deals-matter

[7] Patrick Ilunga, DR Congo military receives arms from Turkey, The East African, January 13, 2023 https://www.theeastafrican.co.ke/tea/news/east-africa/dr-congo-military-receives-arms-from-turkey-4086106
[8] Africa Press Release, Minister of Foreign Affairs Nikos Dendias to visit Ivory Coast, Ghana and Gabon (11-13.01.2023), Zawya, January 11, 2023 https://www.zawya.com/en/press-release/africa-press-releases/minister-of-foreign-affairs-nikos-dendias-to-visit-ivory-coast-ghana-and-gabon-11-13012023-lgu51obu

[9] Lynsey Chutel and John Eligon, South Africa to Hold Naval Drill With Russia and China Amid Ukraine War, The New York Times, January 20, 2023 https://www.nytimes.com/2023/01/19/world/africa/south-africa-naval-drill-russia-china.html?auth=login-google1tap&login=google1tap

[10]  Jenny Wilson, Climate action: what’s new and what’s next in 2023, World Food Programme, January 13, 2023 https://www.wfp.org/stories/climate-action-whats-new-and-whats-next-2023

[11] Southern Africa Food Security Outlook, October 2022 to May 2023: Above-average prices are driving weak purchasing power, impacting household food access negatively, Fews Net, November 2022 https://fews.net/southern-africa/food-security-outlook/november-2022-0

[12] Neil Ford, Helping African communities adapt to climate change, African Business, January 10, 2023 https://african.business/2023/01/energy-resources/helping-african-communities-adapt-to-climate-change/

[13] 18 September 2008: African Solutions to African Problems, Institute for Security Studies, September 18, 2008