تناولت رسالة ماجستير للباحث سيد ربيع عبدالحميد تحت عنوان ” العلاقة بين الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي في تسوية أزمات القارة الأفريقية” والتي تمت مناقشتها عام 2017 في كلية الدراسات الأفريقية العليا بجامعة القاهرة، أهمية نشر التعاون القاري وفقًا لأطر مؤسسية في ظل مجتمع دولي يسير نحو مأسسة العمل, والتعاون بين دوله، وهو ما جعل هناك صدى داخل قارتي أفريقيا وأوروبا من خلال تطوير الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، وبالتالي فقد كان من المهم دراسة العلاقة بين القارة الأفريقية والقوى الأوروبية على مستوى الأطر المؤسسية القارية من خلال كل من الاتحادين الأوروبي والأفريقي.

ومن هذا المنطلق يمكن الإشارة إلى اهتمام الاتحاد الأوروبي بالقارة الأفريقية، والاتحاد الأفريقي الذي تم تأسيسه على غرار التجربة الأوروبية، وهو ما أفضى إلى ضرورة التعاون بين الجانبين على مستوى الأطر المؤسسية القارية.

وبالتالي، فإن أحد جوانب العلاقات التي تجمع بين القارتين الأوروبية والأفريقية، هو التنظيمان الإقليميان فيهما، وهما الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، فهناك تعاون وعمل مشترك من أجل تحقيق الأهداف المشتركة، والمصالح المتبادلة، وهناك علاقات متبادلة بين المنظمتين الإقليميتين في التعامل مع أزمات القارة الأفريقية، والسعي لإيجاد تسويات مناسبة لها، وخصوصًا في مرحلة ما بعد تأسيس الاتحاد الأفريقي في أوائل القرن الحادي والعشرين.

إشكالية الدراسة:

 تكمن إشكالية الدراسة في محاولة إبراز الاختلاف بين العلاقات الأفريقية والأوروبية على مستوى الدول، وعلى المستوى المؤسسي القاري، خاصة وأن البعض ينظر إلى العلاقة والتعاون مع الاتحاد الأوروبي على أنه شكل جديد من الوصاية والانتداب؛ أي: نوع من الاستعمار الجديد. وستقوم الدراسة بتوضيح مدى ما يمكن أن تقوم به منظمتان إقليميتان كبيرتان كالاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي من أدوار تتعلق بتحقيق أهداف ومصالح مشتركة لهما، وفي الحد من المشكلات والأزمات التي تواجه دول القارة الأفريقية فرادى وجماعات، وما يمكن أن يواجه هاتين المنظمتين من عقبات تؤثر على فاعليتهما في القيام بذلك حاضرًا ومستقبلًا.

أهمية الدراسة:

تتركز أهمية وأهداف الدراسة فيما يلي:

  1. أن الدراسة تستمد أهميتها من أنها تقوم بدراسة العلاقات المتبادلة بين الاتحادين الأوروبي والأفريقي باعتبارهما المنظمتين الإقليميتين اللتين يدخل في عضوية كل منهما عدد كبير من الدول.
  2. كما تنبع أهمية الدراسة من إيضاح منظومة الأهداف والمصالح المشتركة والمتبادلة بين المنظمتين القاريتين، وتوضيح مجالات التعاون والعمل المشترك فيما بينهما.
  3. كذلك تتمثل أهمية الدراسة في محاولتها التعرف على الوسائل والآليات المختلفة التي تتبعها المنظمتان من أجل تحقيق تلك الأهداف والمصالح المشتركة، ومدى تأثيرها على واقع تلك الدول الداخلة في عضوية كل منهما.
  4. أيضًا تتركز أهمية الدراسة في توضيح الدور الذي تقوم به المنظمتان في التعامل مع أزمات القارة الأفريقية، ومحاولة إيجاد التسويات المناسبة لها، وكذلك توضيح المعوقات والتحديات التي يمكن أن تؤثر على فاعلية دورهما في هذا الشأن.

تقسيم الدراسة:

  تنقسم الدراسة إلى مقدمة وأربعة فصول وخاتمة وقائمة بالمصادر والمراجع.

الفصل الأول بعنوان: أسباب ودوافع العلاقات بين الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي.

وفيه مبحثان

المبحث الأول: الأسباب والدوافع الإقليمية للعلاقات بين الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي.

المبحث الثاني: الأسباب والدوافع الدولية للعلاقات بين الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي.

الفصل الثاني: الأسس التي تقوم عليها العلاقات بين الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي,

وفيه مبحثان

المبحث الأول: الأهداف والمبادئ والمصالح المشتركة بين الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي.

والمبحث الثاني: آليات تفعيل العلاقات بين الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي.

 الفصل الثالث: مجالات العلاقة بين الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي في تسوية أزمات القارة الأفريقية

وفيه مبحثان

المبحث الأول: العلاقة بين الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي في تسوية الأزمات السياسية والأمنية  في أفريقيا

المبحث الثاني: العلاقة بين الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي في تسوية الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في أفريقيا.

الفصل الرابع: تقييم العلاقة بين الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي في تسوية أزمات القارة الأفريقية.

وفيه مبحثان

المبحث الأول: التحديات التي تواجه الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي

المبحث الثاني: تقييم العلاقة بين الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي في تسوية أزمات القارة الأفريقية.

وتنتهي الرسالة بخاتمة تتضمن نتائج الدراسة ورؤية مستقبلية لها.

نتائج الدراسة:

انتهت الدراسة بالوصول إلى عدة نتائج أبرزها:

1-لم تكن دوافع العلاقات بين الاتحادين من أجل حلّ الأزمات الأفريقية فقط، بل كانت هناك دوافع لمعالجة أزمات تتعلق بالجانب الأوروبي أيضًا، لعل أبرزها أزمة الهجرة واللاجئين.

2-لا يخفى كون اعتبار الاتحاد الأوروبي شريكًا أساسيًّا للاتحاد الأفريقي، وممثلاً قاريًّا استراتيجيًّا له، ومفتاحًا دوليًّا مهمًّا، أن الجانب الأوروبي يتعامل مع نظيره الأفريقي من منطلق الوصاية.

 3- أن تشابه الأطر المؤسسية داخل كلا الاتحادين، ليس معناه تشابهاً في الوظائف، وفي مدى التنفيذ، حيث إن بناء هيكل الاتحاد الأفريقي على غرار التجربة الأوروبية لم يعن الوصول لنفس الأهداف التي حققها الاتحاد الأوروبي، وذلك يرجع لعدة أسباب أبرزها قلة التمويل للاتحاد الأفريقي.

4- أن المصالح المشتركة بين الاتحادين كان بها جانب كبير يخدم القوى المؤثرة داخل الاتحاد الأوروبي، وعلى رأسها فرنسا وبريطانيا وألمانيا، وذلك دون الاهتمام بالفائدة الحقيقية التي سوف تعود على الاتحاد الأوروبي نسبيًّا، وعلى الاتحاد الأفريقي كليًّا، مثلما كان حال فرنسا إزاء تدخلاتها العسكرية في أفريقيا, والتي تخدم مصالحها الاقتصادية وجوانبها الأمنية بالأساس.

5-تحول الاتحاد الأفريقي إلى لاعب إقليمي ودولي يعتمد على التبرعات من الجهات المانحة وعلى رأسها الاتحاد الأوروبي, وهو ما يعكس أن الكلمة الأولى والأخيرة في حل وتسوية الأزمات الأفريقية ترجع بالأساس إلى الممول الرئيسي وهو الاتحاد الأوروبي.