كتبت – د/ شيماء خطاب

باحث في التاريخ السياسي الحديث والمعاصر والعلاقات الدولية

تكمن أهمية قارة أفريقيا بما تحتويه من 65% من إجمالي الثروات الموجودة على الكرة الأرضية، والتي يمكنها أن تلعب دورًا حاسمًا في رسم ملامح المستقبل، كانت تلك الحقيقة دافعًا أساسيًا لبداية العلاقات بين روسيا وأفريقيا في القرن الثامن عشر، وبالتحديد في الأعوام بين (1809 – 1868) عندما بدأ المستكشفون والعلماء الروس “إيجور بتروفيتش كوفاليفسكي” زيارة مناطق مختلفة بأفريقيا منها القاهرة والخرطوم.

تطورت العلاقات بين البلدين حتي الحرب العالمية الأولي عندما أرسلت روسيا مهامَّ عسكرية إلى أفريقيا بمنطقة أديس أبابا في إثيوبيا وتمركزت بعثة روسية في تلك المنطقة. لكن ميلاد الاتحاد السوفييتي أحدث نقلةكبيرة في مستوي العلاقات الثنائية؛ حيث ساند الاتحاد معظم ثورات التحرر للشعوب الأفريقية من خلال تقديم مساعدات مادية واستشارية ومساعدات عسكرية؛ بهدف مجابهة السيطرة الغربية على أفريقيا خلال الحرب الباردة، وامتد النفوذ الروسي في أفريقيا ليشمل جنوب أفريقيا وزمبابوي وأنجولا وموزمبيق، ثم تراجع مع انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1990م، قبل أن تعود روسيا مرة أخري لأفريقيا من خلال قوات عسكرية خاصة تسمي ” فاجنرز” بهدف مكافحة الإرهاب وبناء علاقات اقتصادية وسياسية واسعة.

ﺑﻌد ﺳﻘوط الاﺗﺣﺎد اﻟﺳوفيتي وﺟدت روﺳﯾﺎ الاﺗﺣﺎدﯾﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ، أمام تحديات كثيرة؛ أهمها: انخفاض ﻣﻌدﻻت اﻟﻧﻣو الاﻗﺗﺻﺎدى؛ فأصبحت اﻠدﻋوة إلى اﺳﺗﻌﺎدة ﻣﻛﺎﻧﺔ روﺳﯾﺎ ﻛﻘوة ﻋظﻣﻰ ﺿرورة ﻻ ﺑد ﻣﻧﻬﺎ، وازداد الأمر إلحاحًا بعد الحرب الروسية الأوكرانية، والتي لم يُغلق ملفها بعد، وتكبدت روسيا عقوبات اقتصادية هائلة خلقت تحديات اقتصادية عديدة لها.                                

وفي هذا السياق شهدنا سياسة روسية جديدة تجاه اﻟﺳﺎﺣﺔ الأﻓرﯾﻘﯾﺔ، فتطلعت روﺳﯾﺎ إﻟﻰ اﻟوﺻول للعب دور ﺑﺎرز في اﻟﻘﺎرة السمراء ﺑﺷﻛل ﻋﺎم وﻋﻠﻰ أﺻﻌدة وﻣﺳﺗوﯾﺎت ﻣﺗﻌددة، وﺗﻌد اﻟوﺳﺎﺋل اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣن أﺑرز وأﻛﺛر الوسائل ﻓاعلية؛ نظرًا لأن روسيا من القوى الكبرى في المنظومة العالمية النفطية.

وقد حاولنا، في هذه الورقة، تناول كيفية استخدام روسيا للنفط كسلاح هام للغاية خاصة في محيط توجهاتها السياسية الاستراتيجية تجاه الدول الأفريقية.

وذلك من خلال المحاور التالية:

أولا: أهمية القارة الأفريقية في الاستراتيجية الروسية وجذور العلاقات.

ثانيا: ﻣﻔﻬوم اﻟطﺎﻗﺔ وأﺑﻌﺎدﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ.

ثالثا: البعد الاﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻟﻠطﺎﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟروﺳﯾﺔ ﺗﺟﺎه الدول الأفريقية: اﻟواﻗﻊ واﻟﺗﺣدﯾﺎت.

أولًا: أهمية  القارة الأفريقية في الاستراتيجية الروسية وجذور العلاقات

   ﺗﻣﺗﻠك أﻓرﯾﻘﯾﺎ ﻣﻘوﻣﺎت ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻣوارد واﻟﺛروات اﻟﺗﻲ ﺟﻌﻠﺗﻬﺎ ﺗﺗﺑوأ ﻣﻛﺎﻧﺔ ﻣﻬﻣﺔ ﻓﻲ أﺟﻧدات ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت؛ ﻓﺎﻟوﺟود اﻟروﺳﻲ ﻓﻲ أﻓرﯾﻘﯾﺎ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺗوﺟﯾﻪ رﺳﺎﻟﺔ إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟم ﺑﺄن روﺳﯾﺎ ﺳﺗظل داﺋﻣًا ﻓﺎﻋﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟدوﻟﻲ الذي انتقل ﻣن ﻧظﺎم اﻟﺛﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﻘطﺑﯾﺔ إﻟﻰ ﻧظﺎم اﻷﺣﺎدﯾﺔ اﻟﻘطﺑﯾﺔ. ﻏﯾر أن ﻣﺣﺎوﻻت ﺗﻐﯾﯾر اﻟﻧﻣط الاﺗﺣﺎدي ﻟﻠﻧظﺎم اﻟدوﻟﻲ ظﻬرت ﻣؤﺧرًا ﻣﻊ رﻏﺑﺔ روﺳﯾﺎ ﻓﻲ اﺳﺗﻌﺎدة ﻣﻛﺎﻧﺗﻬﺎ اﻟدوﻟﯾﺔ(1).

    ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا عادت روسيا تبحث عن أفريقيا؟

          ﻟﻘد اﺗﺳﻣت اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺧارﺟﯾﺔ اﻟروﺳﯾﺔ ﺑتباين صلاتها مع الغير، وذلك مع ﺗﻐﯾر اﻟﻘﯾﺎدة اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ، وإعطﺎء اﻷوﻟوﯾﺔ ﻟﻠﺑﻌد الاﻗﺗﺻﺎدي من جهة(2). ومحاولة ﻓرض ﻧﻔوذ روﺳﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺎﺣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ واﻟﺗﺣول ﺗﺟﺎﻩ ﻧظﺎم ﻣﺗﻌدد اﻷﻗطﺎب من جهة أخرى(3). وﺑﻌد ﺗﺟﺎوز روﺳﯾﺎ ﻟﺗداﻋﯾﺎت اﻧﻬﯾﺎر ﻣﻌﺳﻛرﻫﺎ ﻛﺎن ﻟزاﻣًﺎ ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻌودة إﻟﻰ أﻓرﯾﻘﯾﺎ، خاصة بوصول اﻟرﺋﯾس ﺑوﺗﯾن إﻟﻰ اﻟﺣﻛم (4).

 عملت روﺳﯾﺎ على تقديم الدﻋم ﻟﻠدول الأفريقية اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺣدﯾﺛًﺎ وﻟﺣرﻛﺎت اﻟﺗﺣرر الأﻓرﯾﻘﻲ اﻟراﻓﺿﺔ للاﺳﺗﻌﻣﺎر. كدﻋمها ﻟﻠﻣؤﺗﻣر اﻟوطﻧﻲ الأﻓرﯾﻘﻲ واﻟﺣزب اﻟﺷﻌﺑﻲ ﻟﺟﻧوب أﻓرﯾﻘﯾﺎ، واﻟﺣرﻛﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ﻟﺗﺣرﯾر أﻧﻐوﻻ. وقد اﺗﺳﻌت اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟروﺳﯾﺔ الأفريقية ﻟﺗﺷﻣل ﻣﺟﺎﻻت ﻋدﯾدة ﻏﯾر اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻌﺳﻛري واﻟﺳﯾﺎﺳﻲ، مثل: ﺗوﻗﯾﻊ الاﺗﺣﺎد اﻟﺳوفييتي اﻟﻌدﯾد ﻣن الاﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻣﻊ دول أﻓرﯾﻘﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ، ﺷﻣﻠت اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ، بجانب 42 اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﺎﻋدات اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ، وﺣواﻟﻲ 37 اتفاقية، هذا إضافة إلى اﻟﻣدارس اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ واﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ التي أﺧرﺟت اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷﻓﺎرﻗﺔ وأﺻﺑﺣوا ﻧﺧﺑًﺎ ﺣﺎﻛﻣﺔ ﻓﻲ أوطﺎﻧﻬم اﻷﺻﻠﯾﺔ. ﻓﻣوﺳﻛو ﻻ ﺗﻌﺗﺑر اﻟدول الأفريقية اﻟﻣﺗﻌﺎوﻧﺔ ﻣﻌﻬﺎ ﺣﻠﻔﺎءً ﺛﺎﻧوﯾﯾن، ﺑل ﯾﺷﻛﻠون ﺟﻬﺎت ﻟﻠﺗﺻدي واﻟﻣواﺟﻬﺔ ﺿد اﻟﻧظﺎم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ الأمريكي(5).   

          ﻓﺎﻟﺳﯾﺎﺳﺎت والاﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت اﻟروﺳﯾﺔ ﺗﻐﯾرت ﻣﻊ وﺻول ﺑوﺗﯾن إﻟﻰ اﻟﺣﻛم، ﻓﺗزاﯾدت اﻟﺗﺟﺎرة الأفريقية اﻟروﺳﯾﺔ، وانتشرت اﻟﻘوات اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ اﻟروﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎرة (6).                                

       وقد اهتمت وكالات الأنباء العربية والصحف العالمية في الآونة الأخيرة بتسليط الضوء على تصاعد العلاقات الروسية الأفريقية، فنجد مدير عام وكالة الأنباء الليبية يؤكد على المستقبل الواعد للعلاقات بين الجانبين في الفضاء المعلوماتي والتكنولوجيا والاتصالات، وجاء ذلك خلال مشاركته في منتدى “قمة روسيا أفريقيا” الذي عُقد في مدينة سانت بطرسبرغ بروسيا(7). وازدادت العلاقات عمقًا بعد فرض الولايات المتحدة الامريكية والغرب عقوبات اقتصادية على روسيا عام 2014 بسبب الصراع الأوكراني – الروسي، فضلًا عن محاولات السفن الحربيةالروسية السيطرة على البحر الأسود، والذي يعد مضيق البوسفور هو المنفذ الوحيد للوصول اليه من السفن الحربية الأمريكية الموجودة بالبحر الأبيض المتوسط لذلك سارعت روسيا بتحسين العلاقات مع حلفاؤها القدامي (8).                           

      وفي إطار تعزيز العلاقات السياسية والعسكرية والاقتصادية استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رئيسَ شركة جاز الروسية لصناعات السيارات في أثناء انعقاد القمة الأفريقية الروسية في سبيل تعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات والاصعدة في إطار اتفاقية الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي(9). ونرى أن هذا يدل على رغبة كلا الطرفين – الروسي وكذلك الأفريقي ممثلًا في مصر – في تدعيم الاتفاقيات الاقتصادية اعترافًا بأهمية النفط، لأن الحرب القادمة سوف تكون حربًا نفطية.                                      

ثانيًا: ﻣﻔﻬوم اﻟطﺎﻗﺔ وأﺑﻌﺎدﻫﺎ اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ

 ﻓﺎﻟطﺎﻗﺔ ﻫﻲ اﻟﺟﻬد أو اﻟﻘدرة اﻟﻛﺎﻣﻧﺔ ﻓﻲ أي شيء، وﺗرﺗﺑط اﻟطﺎﻗﺔ ﺑﺎﻟﺣرﻛﺔ، واﻟطﺎﻗﺔ ﺑﻣﻔﻬوﻣﻬﺎ اﻟﺗﻘﻠﯾدي تشمل اﻟﻧﻔط واﻟﻐﺎز واﻟﻔﺣم اﻟﺣﺟري، ويُعد اﻟﻧﻔط واﻟﻐﺎز اﻟطﺑﯾﻌﻲ أﻫم ﻣﺻﺎدر اﻟطﺎﻗﺔ؛ حيث ﺗﺳﺗﻌﻣل ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﯾوﻣﯾﺔ، ﻛﺗﺳﯾﯾر ﺣرﻛﺔ اﻟﻣواﺻﻼت وﻣﺧﺗﻠف اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗدﺧل ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ واﻻﻗﺗﺻﺎدي . (10)     

   ﺗﺷﯾر أﻏﻠب اﻟدارﺳﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟطﺎﻗﺔ أن اﻟﻧﻔط واﻟﻐﺎز ﺳﯾﺑﻘﯾﺎن ﻣﻬﯾﻣﻧين ﻋﻠﻰ إﻣدادات اﻟطﺎﻗﺔ ﺣﺗﻰ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻘرن، وﺳﯾﺳﺗﻣر اﻟطﻠب اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻔط ﺑﻧحو 1.6% ﻓﻲ اﻟﻌﺎم، ﻫذا ﻓﺿﻼ ﻋن أن اﻟﻧﻔط ﺳوف يقوم ﺑﺗزوﯾد أﻛﺛر ﻣن90% ﻣن ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟطﺎﻗﺔ  ﺣﺗﻰ ﻋﺎم 2030 ، وﺳﺗزداد اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﻐﺎز ﺑﺷﻛل أﺳرع ﺑﻣﻌدل %2.3 كل عام(11).                               

إن 70% من احتياجات الطاقة في العالم تتحكم فيها دول متناوئة سياسيًا واستراتيجيًا هي روسيا والولايات المتحدة وإيران ودول الخليج(12)، وجدير بالذكر أن الحرب الروسية الأوكرانية رغم أن تأثيراتها طالت معظم الدول الأفريقية إلا أنها في الوقت نفسة شكلت فرصة للدول الأفريقية لتحقيق مكاسب اقتصادية في ضوء ارتفاع أسعار النفط والغاز وتحول دول أوروبا إلى القارة لتصبح بديلًا جيوستراتيجيًا للغاز الروسي (13).                                                                       

     يستمد أمن الطاقة الروسي وزنه  ضمن أولويات الأمن الوطني من حجم أهميته الاقتصادية وعائد تصدير الغاز(14)، وتنعكس القيمة الاقتصادية لصادرات النفط ضمن استراتيجية الطاقة الروسية بحلول عام  2030م، والتي تنص على أن: “الهدف الاستراتيجي هو تحقيق أقصى كفاءة لاستخدام الطاقة الروسية في الاتجاه نحو الاندماج الكامل مع السوق العالمية(15)؛ فأمن الطاقة الروسي يعني التوازن السليم بين العرض والطلب (16)؛ حيث تُعــرَّف الاســتراتيجية الروســية فــي أمــن الطاقــة بأنــه توفيــر كامــل وآمــن لمــوارد النفط للســكان والاقتصــاد بأســعار معقولــة وتقليــل المخاطــر والقضــاء علــى التهديــدات في البلاد (17).                                             

ثالثًا: البعد الاﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻟﻠطﺎﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟروﺳﯾﺔ ﺗﺟﺎه الدول الأفريقية.. اﻟواﻗﻊ واﻟﺗﺣدﯾﺎت

ظل حجم الحضور الاقتصادي الروسي في أفريقيا متواضعًا مقارنة بالدول الأخرى حتى بلغ ذروته عام 2018 وتجاوز 20 مليار دولار بقليل. في الوقت ذاته قامت روسيا بإلغاء 20 مليار دولار من الديون المستحقة على عدد من الدول الأفريقية تشجيعًا لدخول مرحلة جديدة تتحقق فيها المصالح المشتركة فخططت لمشروعات كبيرة في مصر وأقامت شراكة استراتيجية وتعاون في مجال الطاقة مع الجزائر، وكذلك توقيع اتفاقية القرن التي تستورد بموجبها فوسفات من المغرب منذ 2016، أما جنوب أفريقيا فتعتبر من شركاء روسيا الاستراتيجيين؛ حيث تعمل على استخراج اليورانيوم وتوليد الطاقة هناك. أما أفريقيا جنوب الصحراء فقد ركزت روسيا على مجالات الاستثمار في المعادن ليبلغ حجم التبادل التجاري 3 مليارات دولار ومتوقع أن يصل إلى تريليون دولار 2050(18) .  

ﺗﺗﻣﯾز ﺛروات أﻓرﯾﻘﯾﺎ ﺑﺎﻟﺗﻧوع؛ حيث تمتلك أفريقيا حوالي 124 ﻣﻠﯾون ﺑرﻣﯾل ﻣن اﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻟﻧﻔط اﻟﺑﺗرول واﻟﻐﺎز اﻟطﺑﯾﻌﻲ؛ أي إنها ﺗﻣﺗﻠك ﺣواﻟﻲ 12% ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻧﻔط اﻟﻌﺎلمي، وتوجد ﻫذﻩ اﻟﺛروة ﺑﻛﺛرة ﻓﻲ ﻧﯾﺟﯾرﯾﺎ، اﻟﺟزاﺋر، ﻟﺑﯾﯾﺎ، أﻧﻐوﻻ، ﺟﻧوب أﻓرﯾﻘﺎ، اﻟﻐﺎﺑون، وحوالي 3.22% من إﻧﺗﺎج اﻟﻘﺎرة ﯾﺗم ﺗﺻدﯾرﻩ إﻟﻰ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ. وكذلك تعد القارة الأفريقية من أكثر القارات إنتاجًا لليورانيوم خاصة في دول النيجر وجنوب أفريقيا؛ حيث ﺗﻣﺗﻠك اﻟﻘﺎرة ﺛﻠث إﺟﻣﺎﻟﻲ اﺣﺗﯾﺎطﺎت اﻟﻌﺎﻟم ﻣن ﻫذا اﻟﻣورد هذا بجانب الذهب والألماس (19).                         

 أما في نطاق النفط فقد لعبت كل من موزمبيق وزامبيا والغابون وغينيا دورًا كبيرًا في مضمار التعاون الروسي الأفريقي؛ حيث تعمل شركتا “أكسون موبيل” وشركة “آر إن إكسبلوريشن” اللتان تتبعان “روس نفط” في إنتاج الغاز في شمال موزمبيق وتُقدر حجم الاحتياطات بنحو 2.2 تريليون متر مكعب. أما في زامبيا فتعمل مؤسسة “روس أتوم” الروسية في إنشاء مركز للطاقة الذرية والعلوم والتكنولوجيا، أما الغابون فقد وقَّعت شركة “روس نفط” مذكرة مع وزارة النفط لاستثمار مشترك في حقول النفط وبناء البنية التحتية للنفط والغاز. أما غينيا فتستثمر شركة “روسال الروسية” في إنتاج الألومنيوم بمبلغ يصل إلى 300 مليون دولار. وتمتلك شركة “رينوفا الروسية ” استثمارات في مجال المعادن في كل من جنوب أفريقيا والغابون وموزمبيق بأكثر من مليار دولار. كما تستثمر شركة “غازبروم” في مشروعات للغاز وبناء الأنابيب والبنية التحتية بمبلغ 500 مليون دولار في مختلف الدول الأفريقية، وتملك شركة “لوك أويل” استثمارات تبلغ مليار دولار في إنتاج النفط في غرب أفريقيا(20).                                            

 وقد تحدث إبراموف وابروستوفا، بوندارينكو دي إم.كولاسي سي(21) (مدير معهد الدراسات الأفريقية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم) في مقال بتاريخ 13 أكتوبر 2021 عن تطور الدراسات الأفريقية في روسيا، وأنه أصبحت الحاجة ملحة على عاتق العلماء الروس خاصة الاقتصاديين تقديم مقترحاتهم الاقتصادية في شأن تطوير العلاقات النفطية بين الجانبين الروسي والأفريقي، وأوضح أن أول مرة علموا عن أفريقيا كان في القرن الخامس عشر من قبل الرحالة الشهير أفاناسي نيكيتين عام 1473 الذي وصل الساحل الغربي للهند، وانتهي به الأمر قبالة سواحل شرق أفريقيا بالقرب من حدود الصومال وبفضل تلك الرحلة بدأ تطوير الاهتمام بالدراسات الأفريقية الروسية خاصة الشق الاقتصادي منها منذ السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي؛ حيث بدأت تظهر المزيد من الدراسات الاقتصادية في معهد الدراسات الأفريقية عن كيفية التنمية الاقتصادية لدول أفريقيا ودراسة مناخ الاستثمار الروسي حاليًا بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية؛ حيث أصبحت الدول الأفريقية مناخًا جاذبًا لرجال الأعمال الروس الذين يعملون في تطوير الأسواق المحلية الأفريقية في سلع النفط والطاقة عن طريق الشركات الروسية فتطورت على أيديهم الاتصالات الاستراتيجية لروسيا مع الدول الأفريقية في مجال الاقتصاد (22).  

وقد تحدثت المراجع الروسية عن تنامي الشركات الروسية في الاقتصاد الأفريقي لتصبح أكثر فاعلية منذ عام 2006 خاصة شركات النفط والغاز، وبالنظر للجداول الإحصائية نجد أن مناطق النمو النفطي في أفريقيا تعكس جهود الشركات الروسية العابرة للحدود الأفريقية؛ حيث إنه وفقًا لبيانات “Tales Iseo يجري تطوير قطاع النفط والغاز في أفريقيا ومحاولة السيطرة على ناقلات النفط العملاقة مما يثير قلق الأمريكيين خاصة في ظل محاولة روسيا توسيع الشراكات الاقتصادية النفطية وتدويل العملة الروسية وإدراج مزيد من العملات الأجنبية لدى البنك المركزي الروسي لتقليل الاعتماد على الدولار، بالإضافة إلى أن إدراج الروبل في البنوك المقابلة يمنح عملتها الصفة الدولية(23).

أما عن التحديات التي تواجه الاستراتيجية الروسية في مجال الطاقة تجاه سياستها على المستوي الأفريقي فنستطيع القول: إن روسيا تسعى بكل قوتها ووسائلها لتتحرر من تحكم الدولار وتمضي قدمًا للبحث عن بدائل لا تتحكم فيها الولايات المتحدة لعالم تتعدد فيه الأقطاب وتخطط لخلق نظام تُدرج فيه عملات أخرى (24).

ﺗدرك روﺳﯾﺎ أن ﻋﻼﻗﺎﺗﻬﺎ اﻟطﯾﺑﺔ ﻣﻊ اﻟﺑﻠدان الأفريقية ﺳﺗﻌود ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﻔواﺋد ﻋدﯾدة أﻫﻣﻬﺎ: ﺟﻠب الاﺳﺗﺛﻣﺎرات ورؤوس اﻷﻣوال، واﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺎﻋدات الاﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ، وﺗﻧﺷﯾط ﻋﻼﻗﺎت روﺳﯾﺎ الاﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ، وزﯾﺎدة اﻟﺻﺎدارت ﻣن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت، وزﯾﺎدة اﻟﺻﺎدارت ﻣن اﻷﺳﻠﺣﺔ (25). وﻣن ﻫﻧﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛن اﻟﺟزم ﺑﺄن اﻟﺣﻔﺎظ واﻹﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺗطور الاﻗﺗﺻﺎدي ﻣن أﻫم اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ ﯾﺟب اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻟﻌدم زﻋزﻋﺔ ﻣﻛﺎﻧﺔ روﺳﯾﺎ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ، ﻓﺎﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘدم الاﻗﺗﺻﺎدي ﻣن أﻫم أﻫداف الاﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟروﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﻌﻰ ﺑوﺗﯾن إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ، وﻫذا اﻟﺗطور الاﻗﺗﺻﺎدي له ﻋدة أﺿﻼع ﻣﻬﻣﺔ وﻫﻲ اﻟﻘطﺎع اﻟﻧﻔطﻲ ﺑﺷﻘﯾﻪ اﻟﻧﻔط واﻟﻐﺎز؛ ﺣﯾث إن روﺳﯾﺎ ﻋﺿو ﻣﻬم ﻓﻲ ﻣﻧظﻣﺔ اﻷوﺑﯾك، وﺗُﻌد ﻣن أﻛﺑر ﻣﺻدري اﻟﻧﻔط واﻟﻐﺎز(26).

في محاولة من الولايات المتحدة الأمريكية لوقف التحركات الروسية لبناء شراكات اقتصادية نفطية في أفريقيا، أصدر مجلس النواب الأمريكي عام 2022مشروعًا يفرض عقوبات ضد النشاط الروسي، وكذلك عقوبات على الدول الأفريقية المتعاونة معها فضلًا عن عقوبات على البنوك الروسية الرسمية وشبه الرسمية والمستثمرين الأفارقة الذين يتعاملون معها؛ حيث إن الاستثمار الروسي في أفريقيا يضر بمصالحها ويثبت الديمقراطيات الأفريقية من خلال تمكينها من تلبية احتياجات شعوبها وتقوية المؤسسات وإدماجها في المجتمع الدولي، وفي المقابل تدعم العديد من الدول الأفريقية التوجهات الروسية مرحبة بالانضمام لمنظمة البريكس الاقتصادية، واعتماد عملات الدول المشاركة فيها في التعاملات(27).

 ذكر وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك منذ أيام أنه من المتوقع ارتفاع صادرات خطوط أنابيب الغاز الروسية 11% الى 108 مليارات متر مكعب في 2024 بفضل زيادة التدفقات إلى الصين وانصراف روسيا عن التوجه للغرب والاتجاه لأفريقيا (28).  وصرح أيضًا بقيام روسيا بخفض صادراتها النفطية بـ500 ألف برميل يوميًا خلال شهر يناير الماضي (29). وجدير بالذكر أن الرحلة الأخيرة لوزير الخارجية الروسي لمصر وجمهورية الكوتغو وأوغندا وإثيوبيا أظهرت للعالم أجمع أن روسيا ليست معزولة دوليًا، وأنها قوة عظمى تحافظ على حلفائها الأفارقة (30) .وربما يبرر لنا ذلك امتناع أكثر من 25 دولة أفريقية عن التصويت ضد روسيا في عقوبات مجلس الأمن في الملف الروسي الأوكراني .

الخاتمة والتوصيات

 نخلص إلى إدراك روسيا أن النفوذ النفطي المتزايد لها في السوق التجارية العالمية من جهة وداخل أسواق الدول الأفريقية من جهة أخرى ضرورة تمليها عليها سياستها الجيواستراتيجية تجاه التوسع في القارة السمراء لتجد موطن قدم أكبر من الولايات المتحدة الأمريكية لتعيد أمجادها في القرن الماضي ولتمضي قدمًا تجاه خلق عالم متعدد الأقطاب تحتل فيه مكانه بارزة، فالنفط والغاز الطبيعي ليست سلعًا تجارية فقط، ولكن موارد استراتيجية جيوسياسية وسلاح استراتيجي لروسيا في العالم القادم، وأفريقيا قارة متعددة الثروات ومكان خصب للمششروعات التجارية النفطية، وتحتاج لخبرات رجال الأعمال الروس وكذلك الخبرات التقنية والبحثية، مما يتوجب على الطرفان التقارب لزيادة نمو التعاون الاقتصادي بينهما خلال الآونة القادمة لمواجهة ارتفاع سعر الدولار والتحرر من الهيمنة الأمريكية.

فالطاقــة هــي إحــدى مرتكــزات التنافــس والصــراع فــي العالم؛ لذلك أصبــح أمــن الطاقــة يرتبــط باســتراتيجية الأمــن القومــي للــدول كونــه أســاس اقتصادهــا ونفوذهــا السياســي .

التوصيات

  1. ضرورة استفادة الأنظمة الأفريقية من حرص روسيا على الاسثمار الاقتصادي خاصة في مجال النفط داخل الأراضي الأفريقية .

2- ضرورة قيام مراكز الاقتصاد السياسي والدراسات الاستراتيجية بتوجيه الباحثين لرصد  ووضع تصورات عن كيفية الاستفادة من الطاقة الروسية مثلما تفعل روسيا تجاه دول القارة.

3- عمل جداول وبيانات إحصائية لشركات النفط الروسية المتجهه بقوة للقارة السمراء وخطة مستقبلية لإدارة ملف الطاقة من خلال العلاقات الثنائية بين الجانبين.

4- محاولة الاستفادة من اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺑﯾن اﻟﻘوى اﻟﻛﺑرى ﻣﺛل اﻟﺻﯾن واﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ وروسيا ﻋﻠﻰ اﻟوجود في اﻟﻘﺎرة الأفريقية  لتحقيق الدول الأفريقية أكبر مكاسب تخدم اقتصادها النفطي في ظل عالم يتهيأ لتغيرات جذرية للتحول لعالم متعدد الأقطاب.

5- ضرورة تنويع منافذ التصدير النفطي بهدف تعزيــز أمــن الطاقــة فــي المنطقــة تجنبـًـا للأزمات نتيجــة مــا تشــهده المنطقــة مــن تصعيــد فــي الأزمــة بيــن إيــران والــدول الغربيــة من جهة وما يشهده العالم من الممارسات الإسرائيلية بدعم أمريكي من جهة أخرى.

6- تقديم مشــروعات مقترحــة لنقــل الطاقــة مــن القارة السمراء  إلــى الأســواق الأوروبية، أخذًا في الاعتبار مشـكلات تقاطــع المصالــح بيــن القــوى الإقليميــة والدوليــة .

قائمة المصادر والمراجع

1-أحمد بيومي: مكانة أفريقيا في السياسة الروسية، المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، بتاريخ 23/8/2023 انظر الرابط :

https://eces.com.eg.

(2) ﻋﺎﻣر ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻐﻔﺎر،”اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟروﺳﯾﺔ ﺗﺟﺎﻩ ﻟﯾﺑﯾﺎ وﺳورﯾﺎ وأﺛرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣوﻻت واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ بين البلدين – ﺟﺎﻣﻌﺔ نابلس فلسطين”ﻣذﻛرة ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺗﺧطﯾط واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ 2014 1011ﻓﻲ اﻟﺑﻠدﯾن ﻣﻧذ ﻋﺎم 2015، صـ 63.

(3) ﺗوﻓﯾق ﺑوﺳﺗﻲ، “دور اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟروﺳﯾﺔ ﺗﺟﺎﻩ دول أوروﺑﺎ اﻟﺷرﻗﯾﺔ “اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻟﻸﻣن واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻌدد 10، عام 2017، صـ 99.

(4) كمال ﻋﺑد ﷲ ﺣﺳن زيدان الدليمي، ﺟﻐراﻓﯾﺔ أﻓرﯾﻘﯾﺎ وأﺳﺗراﻟﯾﺎ، دراسة في الجغرافيا الإقليمية ـ دار المعرفة الجامعية، ط1، 2000، صـ 37.

(5)M Birgerson Susanne V Kozhemiakin Alexander Kanet E Tchimichkian Madeleine <<la politique russe en Afrique:desengament ou cooperation? Revue detude comparatives Est ouest p 146

(6) “اﻟﺗﻧﺎﻓس اﻟروﺳﻲ اﻟﺻﯾﻧﻲ على اﻟﻘﺎرة الأفريقية “ﻣﺟﻠﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺷؤون اﻟﺗرﻛية واﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻌدد (22)،لعام 2018، صـ 16.

(7) مدير عام وكالة الأنباء الليبية: “مستقبل واعد للعلاقات الروسية الأفريقية في الفضاء المعلوماتي” بتاريخ 28/7/2023، انظر الرابط :

https://lana.gov.ly/post

(8) إسلام زعبل: السياسة الخارجية الروسية تجاه أفريقيا “مصر نموذجًا” المسارات المعاصرة والتوجهات المستقبلية، مركز دراسات الشرق الأوسط، العدد 252 لعام 2020، انظر الرابط:

https://www.orsam.org

(9) القمة الأفريقية الروسية: جمهورية مصر العربية، بتاريخ 22-10-2019، انظر الرابط :

https://www.presidency.eg.

(10) ﻋﺑد اﻟرؤوف رﻫﺑﺎن، “اﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ اﻟﻧوﻋﯾﺔ ﻟﻣوارد اﻟطﺎﻗﺔ… دارﺳﺔ ﻓﻲ ﺟﻐراﻓﯾﺔ اﻟطﺎﻗﺔ”، مجلة جامعة دمشق للآداب والعلوم الإنسانية، المجلد 27، (العدد اﻷول واﻟﺛﺎﻧﻲ) دمشق ﻟﻶداب واﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ، ط2011، صـ.365

(11) وﻛﺎﻟﺔ اﻟطﺎﻗﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ، ﺗرﺟﻣﺔ: ﻣظﻬر ﺑﺎﯾرﻟﻲ، “ادﺧﺎر اﻟﻣوارد: ﺗﻘﺎﻧﺎت اﻟﻧﻔط واﻟﻐﺎز ﻣن أﺟل أﺳواق اﻟطﺎﻗﺔ، ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻛﺗب اﻟﺗﻘﻧﯾﺎت اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ واﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ، ﻟﺑﻧﺎن: اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﺗرﺟﻣﺔ، د.س.ن، صـ37.

(12) هاجر محمد أحمد عبد النبي: أمن الطاقة والعلاقات الروسية الغربية في الفترة ( 2000 -2015 )، المركز الديمقراطي العربي للدارسات الاستراتيجية الاقتصادية والسياسية، يونيو 2015.

(13) أحمد عسكر: حسابات أفريقيا بعد عام من الحرب الروسية – الأوكرانية، مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، 24 يناير 2014 . انظر الرابط:

https://acpss.ahram.org

(14) Jack D. Sharples, “Russian approaches to energy security and climate change: Russian gas exports to the EU”,Environmental poltics,vol.n4,2013, p686

(15) Ibid.

(16) Jack D. Sharples, “Russian approaches to energy security and climate change: Russian gas exports to the EU,” Environmental Politics, Vol. 22, No. 4, (routledge, 2013).p.3.

(17) Sergey Seliverstov: Energy Security of Russia and the EU: Current Legal Problems, The Institut Français des Relations Internationales, Paris, 2009, p:3

(18) محمد صالح عمر: التوسع في السوق الأفريقية هكذا تخطط روسيا لمواجهة العقوبات وهيمنة الدولار، الجزيرة بتاريخ 14/ 2/ 2023 انظر الرابط :

https://www.ajnet.me/ebusiness/2023

(19) ﺗﯾﻧﻬﯾﺗﺎﻧﺑﺎي، ﻓﺎطﻣﺔ ﺷﺎﻋو: “أﺛر اﻟﻧﻔوذ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻓﻲ أﻓرﯾﻘﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻘرار ﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺳﺎﺣل، صـ24.

(20) محمد صالح عمر: التوسع في السوق الأفريقية، مرجع سابق.

(21) – مدير معهد الدراسات الأفريقية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم  وأستاذ العلوم الاقتصادية وعضو مراسل في الأكاديمية الروسية للعلوم

(22) АБРАМОВА И.О., АМВРОСОВА М.Н., БОНДАРЕНКО Д.М., ВОЛКОВ С.Н., ГРИБАНОВА В.В., ДЕЙЧ Т.Л., МОРОЗЕНСКАЯ Е.В. РАЗВИТИЕ АФРИКАНИСТИКИ В РОССИИ: ИСТОРИЯ И СОВРЕМЕННОСТ

(23) Научное издание, РОССИЙСКО-АФРИКАНСКИЕ  ОТНОШЕНИЯ  В УСЛОВИЯХ ГЛОБАЛИЗАЦИИ, Утверждено к печати Институтом Африки РАН, Отпечатано в ПМЛ Института Африки РАН 123001, Москва, ул. Спиридоновка, 30/1. Москва, 2009

 (24) محمد صالح عمر: التوسع في السوق الأفريقية، مرجع سابق .

(25) ﻟﻣﺎ ﻣضر: الاﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟروﺳﯾﺔ ﺑﻌد اﻟﺣرب اﻟﺑﺎردة، ﺑﯾروت: ﻣرﻛز اﻟدراﺳﺎت اﻟوﺣدة العربية، ط1، 2009، صـ 55.

(26) ﻋﺑد اﻟﺣﻲ وﻟﯾد: اﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﻣﺗﺿﺎرﺑﺔ في اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ، ﺑﯾروت: اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﻟﻠدارﺳﺎت واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ، 1985 ـ صـ صـ 88-91 .

(27) محمد صالح عمر: التوسع في السوق الأفريقية، مرجع سابق .

(28) إنتاج النفط الروسي في 2023 يزيد عن التوقعات: سكاي نيوز عربية – أبو ظبي، بتاريخ 25 يناير 2024 ـ انظر الرابط:

https://www.skynewsarabia.com

(29) روسيا تخفض صادراتها النفطية بـ500 ألف برميل يوميًّا في يناير : سكاي نيوز عربية – أبوظبي، بتاريخ 27/ 1/ 2024 انظر الرابط

https://www.skynewsarabia.com/bus

(30) جوزيف سيجل: لماذا تشن روسيا هجومًا عبر الحيل والجاذبية في أفريقيا، المركز الأفريقي للدراسات الاستراتيجية، بتاريخ 12 سبتمبر 2022 انظر الرابط :

https://africancenter.org