كتبت – أسماء حمدي

“سجن جماعي و تكبيل وتجويع”، تعرض له أطفال ورجال تتراوح أعمارهم بين الـ6 والـ50 عامًا، احتجزوا داخل مدرسة إسلامية بشمال نيجيريا، قبل أن تتمكن السلطات من إنقاذهم.

بين جدران المدرسة عاني 300 من الأطفال والراشدين من شتى أنواع التعذيب والاعتداء، قبل أن تعثر عليهم الشرطة مكبلين بالسلاسل وإطارات السيارات، في حي ريغاسا بولاية كادونا.

وفي “بيت الرعب” حسبما أطلق عليها الإعلام النيجيري، تعرضوا للاغتصاب من قبل أساتذتهم، كما عثرت الشرطة على غرفة كان يعلق التلاميذ في سقفها بالسلاسل.

وقال المتحدث باسم شرطة ولاية كادونا ياكوكو سابو، إن المسؤولين عن المدرسة، كانوا يرغمون الشبان على العيش في “ظروف مهينة وغير إنسانية باسم تعليمهم القرآن وإصلاحهم”، وأشار إلى أن التلاميذ من جنسيات مختلفة بينهم اثنين من “بوركينا فاسو”.

آثار جلد وتعذيب تظهر على أجساد الأطفال، ويوقل المتحدث باسم الشرطة “هذا المكان ليس مدرسة إسلامية، هؤلاء أطفال صغار أحضروا من البلدان المجاورة، مثل بوركينا فاسو ومالي وغانا، بعضهم كانوا مقيدين بالسلاسل تم استغلالهم نسيا وتجريدهم من إنسانيتهم”.

اعتقلت الشرطة مالك المبنى و6 من مساعديه، خلال عملية اقتحام المبنى، التي جاءت بعد شكاوي متكررة من السكان بحق المدرسة، التي شعروا بأن شئ مريب يحدث بداخلها.

وعبر أهالي الضحايا عن صدمتهم مما تعرض إليه أبنائهم داخل المدرسة، وقال بعضهم أنهم  خدعوا للاعتقاد بأن المدرسة إسلامية حيث يمكن للطلاب دراسة القرآن ومتابعة الدورات العلمية.

وأشار أهالي الطلاب إلى أن المدرسة كانت تسمح لهم بزيارة أبنائهم كل ثلاثة أشهر، لكن الزيارات كانت تتم خارج المدرسة وتحت مراقبة مشددة.

استقبلت المدرسة التي افتتحت قبل نحو عشر سنوات، طلابا أحضرتهم عائلاتهم لتعلم القرآن، وكذلك من أجل تصحيح مسار المدمنين على المخدرات، ويقول مالك المدرسة، أن الهدف المدرسة كان فقط التعليم وتعليم القرآن الكريم، مشير إلى أن الطلاب الذين كانوا مقيدين بالسلاسل “حاولوا” الهرب، أما الذين لا يحاولون الهرب ليسوا مقيدين”.

ونقلت السلطات النيجيرية الأطفال إلى مخيم مؤقت في ملعب في كادونا، حتى تم التواصل مع عائلاتهم، بحسب ما ذكرت صحيفة “الجارديان”.

ومن جانبه أدان مكتب الرئيس محمد بخاري، ما حدث داخل هذه المدرسة، ووصفه بأنه “بيت للتعذيب ومكان لعبودية البشر”، مضيفا “يجب وضع حد للممارسات التي تولد العنف حيال الأطفال، يجب أن تعمل سلطاتنا الدينية والتقليدية والمحلية وحكومات الولايات لوقف كل أنواع العنف”… وفي الوقت نفسه، لم تعلن الرئاسة النيجيرية، عن أي إجراء لمنع هذه لمدارس التي تعمل دون حسيب أو رقيب.

وفي الأونة الأخيرة، انتشرت المدارس الإسلامية في مناطق مختلفة من نيجيريا التي يغلب الفقر على سكانها، مما يجعل الآباء يبحثون عن تلك المدارس التي تتكفل بتعليهم وإعاشتهم.

لكن هناك تقارير تشير إلى سوء المعاملة داخل هذه المدارس، حيث يجبر القائمون عليها الأطفال، والذين تقدر السلطات أعدادهم بأكثر من تسعة ملايين تلميذ داخل هذه المدارس، على التسول في الشوارع بدلاً من الحصول على التعليم، فيما حث الناشطين السلطات النيجيرية على إغلاقها.

وذكرت الأمم المتحدة إن العنف المتزايد في نيجيريا تسبب في مضاعفة عدد المشردين، إلى نحو 40 ألف شخص خلال الأشهر الأربعة الماضية، كما تسبب في “أزمة إنسانية جديدة” تتطلب جهدا جديدا من وكالات الإغاثة.

والسؤال الآن .. ما هي الإجراءات التي يمكن أن تتخذها نيجيريا في الفترة المقبلة لعدم تكرار هذه الواقعة؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام المقبلة.