استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، بقصر الاتحادية الرئيس إيفاريست ندايشيمي رئيس جمهورية بوروندي، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي وتم استعراض حرس الشرف وعزف السلامين الوطنيين.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن اللقاء شهد عقد مباحثات منفردة أعقبتها مباحثات موسعة بين وفدي البلدين، حيث رحب الرئيس المصري بالرئيس ندايشيمي في أول زيارة رسمية له إلى مصر، معرباً عن التقدير للعلاقات التاريخية الوثيقة والتعاون المشترك ووحدة الرؤى التي تربط بين البلدين الشقيقين، ومؤكداً حرص مصر على تعزيز العلاقات وترسيخ التعاون الاستراتيجي مع بوروندي في شتي المجالات، خاصةً على المستوى الاقتصادي والتجاري والأمني والعسكري، بالإضافة إلى الترتيب لعقد اللجنة المشتركة بين البلدين في أقرب وقت ممكن.

حيث قال الرئيس المصري في كلمته :  “المباحثات المكثفة، سادتها روح التفاهم والتنسيق حيال عدد كبير من الموضوعات الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، حيث توافقت إرادتنا السياسية نحو تدشين مرحلة جديدة من علاقة الشراكة التي تجمعنا والارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب، وقد أكدتُ حرص مصر على تطوير وتعميق كافة أشكال التعاون القائمة بين البلدين والتي شهدت في السنوات الأخيرة الكثير من التطورات الإيجابية، وذلك تحقيقاً لمصالح الشعبين الشقيقين”.

وأضاف الرئيس المصري : “عكست مداولاتنا مدى التقارب في وجهات النظر بين البلدين حيال مجمل القضايا، وهو أمر ليس بالجديد بين مصر وبوروندى، بل يعد سمة مميزة للعلاقات الوطيدة التي تجمع بلدينا، كما حظيت جهود تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية بين البلدين باهتمام خاص في مباحثاتنا اليوم، وأكدت من جانبي استعداد مصر لتطوير هذا التعاون الذي يحقق أهداف التنمية في البلدين، سواء على مستوى التبادل التجاري أو الاستثماري، والذي نأمل في أن يشهد المزيد من النمو ليرتقي لمستوى العلاقات السياسية بين البلدين، وبحثنا كذلك سبل تيسير عمل الشركات المصرية الساعية إلى النفاذ للسوق البوروندي، وهو ما يأتي في إطار ثقتنا بما لدى الرئيس البوروندي من أجندة تنموية طموحة يسعى من خلالها لتعزيز الازدهار في بلده الشقيقة، ااتفقنا كذلك على تكثيف التعاون في مجال نقل الخبرات المصرية وتوفير الدعم الفني وبناء قدرات الكوادر الوطنية في بوروندي، وذلك من خلال مواصلة البرامج التدريبية التي تقدمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية في مختلف القطاعات”.

يمكنك مطالعة كلمة الرئيس المصري كاملة من هنا

دعم الاحتياجات التنموية لبوروندي

وأكد السيد الرئيس المصري حرص مصر على دعم الاحتياجات التنموية لبوروندي، لا سيما في قطاعات البنية التحتية والكهرباء والصحة والتعدين والزراعة، من خلال تعظيم استثمارات الشركات المصرية المتخصصة التي أصبحت لديها تجربة وخبرة عريقة في تلك المجالات، فضلاً عن نقل الخبرات وبناء القدرات من خلال الدورات والمنح التي تقدمها مصر للإسهام في بناء الكوادر البوروندية.

من جانبه؛ أعرب الرئيس ندايشيمي عن تقدير بلاده الكبير لعلاقاتها التاريخية الممتدة والمتميزة مع مصر، مؤكداً حرص بوروندي على تطوير تلك العلاقات في مختلف المجالات، لاسيما التعاون التجاري والاقتصادي، بما يتناسب مع عمق وتميز العلاقات السياسية بين البلدين، فضلاً عن اهتمام بلاده بتعظيم الدعم الفني الذي تقدمه مصر للكوادر البوروندية في مجالات بناء القدرات، وكذا الحصول على دعم الشركات المصرية العاملة في مجال البنية التحتية، خاصةً في ضوء الأجندة التنموية الطموحة التي تسعى بوروندي لتنفيذها.

دور محوري لمصر

كما أشاد الرئيس البوروندي بالدور المحوري الذي تضطلع به مصر إقليمياً على صعيد صون السلم والأمن، مشيداً في هذا الصدد بالمواقف المصرية الهادفة إلى تحقيق الاستقرار في منطقة البحيرات العظمى وشرق أفريقيا وحوض النيل، والتي انعكست على الدعم المصري الكبير لحل القضايا العالقة في هذا الإطار خلال المرحلة الماضية، بما فيها دعم وحدة وسيادة بوروندي في كافة المحافل الدولية والإقليمية.

تمسك مصر بحقوقها المائية

وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء تطرق إلى التباحث حول آخر التطورات الإقليمية ذات الاهتمام المتبادل، خاصةً فيما يتعلق بقضية سد النهضة، حيث تم التوافق على تكثيف التنسيق بين البلدين خلال الفترة المقبلة بشأن هذه القضية الحساسة والحيوية، وقد أكد السيد الرئيس الأهمية القصوى لقضية المياه بالنسبة للشعب المصري باعتبارها مسألة أمن قومي، ومن ثم تمسك مصر بحقوقها المائية من خلال التوصل إلى اتفاق قانوني يضمن قواعد واضحة لعملية ملء وتشغيل السد.

مذكرات تفاهم

وفي ختام المباحثات؛ شهد الرئيسان مراسم التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم بين البلدين الشقيقين في مجالات الإدارة المتكاملة للموارد المائية في بوروندي، والإعفاء المتبادل من تأشيرات الدخول لحاملي جوازات السفر الرسمية، والإعلام، والتربية والتعليم، والسياحة، والثقافة. كما عقد الرئيسان مؤتمراً صحفياً مشتركاً، حيث ألقى السيد الرئيس كلمة بهذه المناسبة.