كتبت – أماني ربيع

سمعنا كثيرًا عن مآسي الرقيق الذين تم نقلهم من أفريقيا إلى الأمريكتين في رحلات أشبه بالجحيم، ليصلوا إلى جحيم جديد من صنع رجل الغرب الأبيض الذي طالما تشدق بالحضارة، فيما بعد وعندما بدأ وجه العنصرية البغيض في الانحسار إلى حد ما عن العالم، وعندما أتى كفاح ذوي البشرة السمراء بثماره، بدأت قصصهم تطفو إلى السطح وتحول تاريخهم من مجرد أرقام في سجلات منسية إلى شخصيات من لحم ودم تُدين الحضارة الغربية.

وفي عام 1976 قدم الكاتب والمؤرخ أليكس هيلي كتابه “جذور” إلى العالم،  كان نجاح الكتاب هائلًا، وتم ترجمته إلى 37 لغة، وبيع منه أكثر من 50 مليون نسخة، وتم تحويله إلى سلسلة  تلفزيونية عام 1977، لمست بأجزائها الثمانية الأعصاب، وجلبت بشكل مؤلم التاريخ المشين والمثير للاشمئزاز، للولايات المتحدة الأمريكية مع الرق الأفريقي، داخل غرفة المعيشة في جميع أنحاء العالم.

كان تأثير الدراما كاسحًا، ربما أكثر من الخطابات المفوهة لزعماء حركة الحقوق المدنية في أمريكا، فالدراما تحول الأرقام الصماء إلى أحلام ومشاعر تلمس القلوب وتخاطب الوعي، وتمحو الكثير من الكذب، وتبرز حقائق تم تشويهها لتجميل صورة الغرب، كمعقل للحريات.

وظهر “كونتا كينتي” في الحلقات كما لو كان بطلًا أسطوريًّا ورغم تقييده بالأغلال، كان بنظرة عينيه القوية والمتحدية أقوى من سجانه، فهو لم يستسلم لقدره وحاول مرارًا تغييره، كان يعلم في قرارة نفسه أنه ليس عبدًا لأحد وأنه سيد نفسه.

حققت مشاهدات المسلسل أرقامًا قياسية بلغت 130 مليون مشاهد أمريكي تتبعوا من خلاله كيف تم القبض على المراهق كونتا في غابات جامبيا عامل 1767، ورحلته الخطيرة إلى أنابوليس بولاية ماريلاند ، حيث تم بيعه إلى مالك مزرعة في فرجينيا، وكيف صور في مشاهد مرعبة القسوة التي لا توصف من البيض تجاه السود بما في ذلك التشويه والاغتصاب والقتل، وكيف كسب نسل كونتا حريتهم أخيرًا، واستقروا في ممفيس في هينينج بولاية تينسي.

البحث عن الأصول

كانت القصص التي روتها سينثيا جدة الكاتب من أصول جامبية، أليكس هيلي، هي الملهم وراء رواية “جذور” ذائعة الصيت، كانت تحكيها له في هينينج بولاية تينسي الأمريكية، لكنها حملته إلى وطنه الأم في جامبيا، ليمضي هيلي 12 عامًا، في تتبع ملحمة 7 أجيال من عائلته، بدءًا بسلفه الأكبر كونتا كينتي، الذي تم استعباده ونقله إلى أمريكا عام 1767، وأظهر الكتاب كيف أبقى أحفاد كونتا كينتي حكايات أسلافهم عبر الأجيال على قيد الحياة.

في زيارة إلى المتحف البريطاني بلندن نظر أليكس إلى حجر رشيد، وأَسَرَتْه فكرةُ كيف كان هذا الحجر سببًا في الكشف عن أسرار الحضارة المصرية القديمة بواسطة العالم الفرنسي شامبليون، وهو ما ألهمه للبحث عن لغزه الخاص ومعرفة جذوره الحقيقية، وقام بالتعامل مع الأمر كما تعامل شامبليون مع رموز الحجر، الأزمة أن معظم التاريخ الأفريقي القديم ينقل شفاهة ، وخلال هذا التقل يتم تحريف الكثير من الأمور، استخدم مخزون كل ما سمعه من حكايات من جدته وأقاربه باللغات الأفريقية التي تستخدم طقطقة اللسان وأصواتًا غير مألوفة وبدأ في البحث، وعبر التواصل مع عالم في اللغات الأفريقية علم أن تلك الأصوت هي لعة ماندينكا، وأن نهر كامبي بولونجي هو نهر جامبيا.

وسأل عن اسم جده كين تاي، وعرف أنه تحريف للقب قبيلة “كنتا” في جامبيا، واستطاع التواصل مع أحد مؤرخي القرية من الشعراء المسنين بقرية جوفور، الذين يحملون في عقولهم اليقظة رغم طعنهم في السن، آلاف الحكايات عن السلالات وأصول القبائل وتاريخها.

سافر أليكس إلى قرية جوفور، وعرف كيف بدأت عشيرة “كنتا” من مالي القديمة، ثم هاجرت إلى موريتانيا، ثم خرج أحد أبنائها كيرابا كونتا كينتا، حتى وصل إلى عمر الذي تزوج من بينتا كينت وأنجبت له، كونتا لامين سوادو ومادي، وكيف اختفى كونتا عندما ذهب لقطع بعض الأشجار ليصنع إطارًا لطبلته وانقطعت المعلومات عنه إلى الأبد.

قضى هيلي 12 عامًا من البحث وراء جذوره، في وقت لم يكن معظم الأمريكيين من أصل أفريقي يعرف الكثير عن أسلافهم من العبيد، لم يكن هناك إنترنت، فسافر بنفسه إلى القرى النائية في أفريقيا، وبحث في السجلات الأمريكية سيئة التوثيق، ورأى في الوثائق كيف أن الرقيق كانوا غالبًا دون اسم، وكان ما عرفه يشبه كثيرًا ما سمعه من جدته وأقاربه، وعلم أخيرًا أن أصوله تعود إلى كونتا كينتي الثائر العظيم على العبودية.

بعد صدور الكتاب الأول بعامين، كتب هيلي، Roots: The Next Generation وتتبع من خلال هذا الكتاب الفترة من 1882 وحتى ولادته عام 1921، واضطرابات الحرب العالمية.

وأثار نجاح “جذور” الشك في أصالته، وأثبتت الكثير من التقارير أن الشخصية المحورية في الرواية “كونتا كينتي” مزيفة، لكن وعلى الرغم من ذلك، ظل الكتاب محتفظًا بتأثيره العاطفي وأهميته في مجال الأدب الأمريكي الأفريقي.

حقيقة أم كذب

عند الترويج للكتاب قال هيلي: إنه يستند إلى تاريخ عائلته، لكنه لاحقًا اتهم مرارًا بالاحتيال والسرقة، واتهمه هارولد كورلاندر وهو كاتب أبيض، باقتباس أجزاء من روايته “الأفريقي” التي كتبها عام 1967، وتحدثت عن أسر شاب أفريقي وتجربته المروعة في الانتقال من موطنه إلى أمريكا، وصراعه من أجل التمسك بثقافته الأصلية في عالم جديد قاسي.

بالطبع هناك اختلافات كبيرة بين الكتابين، لكن قدم كورلاندر وشهود من الخبراء أدلة على أن هيلي استخدم “الأفريقي” كمصدر لكتابه 1976 والحلقات التلفزيونية 1977، التي شاهدها حوالي 140 مليون مشاهد.

رفع كورلاندر دعوى قضائية ضد هالي عام 1977 لانتهاك حقوق النشر،  وزعمت الدعوى أنه ’لولا “الأفريقي”، لكانت “جذور “رواية مختلفة جدًّا وأقل نجاحًا، ومن المشكوك فيه أن السيد هالي كان بإمكانه كتابة “جذور” دون “الأفريقي”، السيد هالي نسخ اللغة والأفكار والمواقف والحوادث والمواقف والمؤامرة والشخصية‘.

استمرت المحاكمة خمسة أسابيع في محكمة المقاطعة الفيدرالية في نيويورك. شهد الخبراء الأدبيون، بما في ذلك أستاذ الأدب بجامعة كولومبيا مايكل وود.

وقال وود في المحكمة: ’إن دليل النسخ من رواية” الأفريقي “في كل من الرواية والحلقات التلفزيونية لـ”الجذور” واضح ولا يمكن دحضه‘.

وقال هالي، الذي توفي في عام 1992، إنه لم يسرق، لكنه اعترف بأن بعض أجزاء “جذور” ظهرت أصلاً في “الأفريقي”، وتمت تسوية القضية خارج المحكمة بدفع مبلغ 650 ألف دولار، وأصدر هيلي بيانا قال فيه: ’يعترف أليكس هيلي ويأسف لأن مواد مختلفة من رواية “الأفريقي” من تأليف هارولد كورلاندر وجدت طريقها إلى كتابه “جذور”‘.

لكن ظل تأثير الكتاب قويًّا، فبالنسبة لكثير من الناس كان تصور العبودية في أمريكا مغلفًا بالسكر، حتى ظهرت “جذور”، فقد شكلت الوعي الأمريكي عن العبودية أعمال خيالية من نوعية “ذهب مع الريح” لمارجريت ميتشيل، وكيف كانت عائلة أوهارا تعامل خادمتهم السمراء، كانت الحقيقة غائبة، و”جذور” كشفت المستور.

لم تكن أهمية “جذور” سواء الكتاب أو الحلقات التلفزيونية في كونها تسلط الضوء على فظائع أمريكا العنصرية، ولكن لأنها أعادت الاهتمام إلى الأمريكيين من أصل أفريقي في البحث عن أنسابهم والعودة إلى جذورهم الأفريقية، كل الذين انقطعت أصولهم، بدأوا في محاولات لسد الثغرات في تاريخ عائلاتهم.

ويرى الكثيرون أن “كونتا كينتي” ربما لا يكون سلفًا لهيلي، لكن قصته قد تكون حقيقية بشكل كبير، وقد يشبه أسلافًا كثيرين للأمريكيين من أصل أفريقي في محاولاتهم للكفاح ضد الرق والعنصرية، وأصبح “كونتا كينتي” حتى لو كان مجرد شخصية من خيال الكاتب أيقونة نضال.

ولد كونتا كنتي عام 1750 في قرية جوفور على ساحل جامبيا، للأب عمر والأم بينتا كينت، والجميل في “جذور” الكتاب أنه بينما يسرد سيرة كونتا، أفرد الكثير من الصفحات للحديث عن أفريقيا كمكان للحياة في القرن الثامن عشر، ليس بوصفها حياة قبلية كما تروج عادة الصورة النمطية لدى الغرب عنها، فتحدث عن قوافل التجارة القادمة من الشمال إلى الساحل الغربي لأفريقيا، وتحدث عن مملكة مالي وثرائها ومدنها ومزارعها، ومدينتها الكبيرة تمبكتو وكيف كانت منارًا للتعليم في أفريقيا يسكنها آلاف الطلبة، ويزورها العديدون من الباحثين عن العلم.

تحدث الكتاب أيضًا عن كيف عاش كونتا الذي سُمي تيمنًا باسم جده كيرابا كونتا كينتي، مع عائلته في سلام حتى قدوم الرجل البيض، الذي كانت أول معرفته به من خلال حكايات عجوز القرية التي قصت عليه كيف هجم ذوو البشرة البيضاء على القرى ليشعلوا النيران فيها، ومن ينجو منهم يتم اقتياده في وحشية إلى السفن، بينما الضعفاء يقتلون، وقصت عليه أيضًا كيف كانوا يربطون من رقابهم بالحبال يسيرون مسافات طويلة في حرارة قاسية حفاة تجرح أقدامهم الأرض الخشنة، ومن تتباطأ خطواته إرهاقًا يجلد بالسوط، يتساقط العشرات يومًا بعد يوم من الجوع والإرهاق، ويتركون للحيوانات المتوحشة.

في تلك الفترة، كان ذوو البشرة البيضاء هم مصدر الخطر الأكبر في عيون الأفارقة، كانوا أخطر حتى من الحيوانات المفترسة، لذا كان والد كونتا، عمر يحذره دومًا من الخروج بمفرده من القرية، ويحكي له ولأشقائه كيف رأى البيض يجرون أسراهم من الأفارقة على الرمال الحارقة، بعد طلاء رؤوسهم بالشحوم لتلمع، ويفحصون أسنانهم وعوراتهم، ويقومون بوشمهم بأختام معدنية على الظهور والأكتاف، ثم يقومون بشحنهم على الزوارق، ومن يسقط يصبح فريسة لأسماك القرش.

كان “كونتا” مسلمًا، يتعلم القرآن في الكتّاب، ويعرف كيف يكتب اسمه بالعربية، وتحدث الكتاب كيف بعد بلوغه العاشرة كان عليه وفقا للتقاليد الأفريقية أن يخوض تدريبات الرجولة، فيؤخذ مع رفاقه إلى مكان بعيد عن القرية أشبه بمعسكر يتلقى فيه تدريبات تؤهله لعلم الرجال، وكانت هذه التدريبات هي التي ساعدت كونتا فيما بعد عندما نقل إلى أمريكا.

وقع كونتا في الأسر خلال سيره في أحد الأيام، منذ البداية اختار ألا يستسلم وقاتل بشراسة، لكن الكثرة تغلب الشجاعة في النهاية، ليجد نفسه مُقْتَلَعًا من وطنه وجذوره، ومشحونًا على سفينة تشبه القبر في رحلة عذاب إلى أمريكا.

رحلة الجحيم

يصف هيلي سفينة الرق بحفرة في الظلام، يملؤها الهرج والرجاء والقيء، كل الأجساد ملقاة ككومة من الألم نتيجة الضرب الذي يتلقونه، يفوقون من إغمائهم على ثورة ومحاولات للتخلص من القيود ثم يستسلمون في حسرة لمصيرهم، لم يكن كونتا يعرف اتجاه القبلة في السفينة لكنه شعر بأن الله هو رجاؤه الأخير فصلى طلبًا للمغفرة.

ربما جاء تأثير الكتاب من بشاعة وصف الظروف القاسية التي تعرض لها الرقيق خلال رحلتهم إلى أمريكا، فإلى جانب الآلام النفسية، كان الطعام عذابًا آخر، لذا غالبًا ما واجه الأسرى الجوع، وكانوا يتركون وسط بولهم وبرازهم فيختنقون من الرائحة النتنة، وينتشر القمل والبراغيث وتعبث في جروحهم الفئران.

وصلت السفينة التي تقل كونتا إلى ميناء أنابوليس يوم 29 سبتمبر 1767، كان الفرار هو الفكرة الوحيدة في عقل كونتا، لكنه بدأ في استغلال ما تعلمه في معسكر تدريب الرجال: “الرجل الحكيم يتعلم من الحيوانات الأسيرة، كيف تبدو وكأنها استسلمت، بينما هي توفر طاقتها لتقتنص الوقت الملائم وتلوذ بالفرار من الصياد”.

تم شراء كونتا بـ 850 دولارًا، عبر جون وولر، وحاول الهرب منه كثيرًا، كانت قريته جوفور ماثلة دومًا أمام عينيه، ورغم التعذيب كان إصراره على الهرب يتزايد فقد وُلد حرًّا، وكان يرفض لحم الخنزير لأنه يتعارض مع عقيدته وفضل الموت جوعًا على تناوله، ولم ينس الصلاة إلى الله لينقذه، وكانت عيناه دومًا مصوبتان نحو الشرق حيث موطنه أفريقيا.

كان هناك رجال مخصصون لصيد الأفارقة الذين يحاولون الهرب، يحرسون كل المسالك التي قد يفكر فيها الرقيق للفرار، ويطاردونهم بالكلاب والهراوات، وفي إحدى محاولاته للهرب قطعت مقدمة قدم كونتا، واشتراه شقيق جون، ويليام، وقام بتطبيب جراحه، ليصبح “توبي” في مزرعة ويليام، ويبدأ محاولات التكيف مع واقعه الجديد وسط رفاقه من السود.

كان الأسود ممنوعًا من النظر في عيني الأبيض وإلا يسلخ جلده 10 جلدات، ومصير الأسود الذي يقتل أبيض هو الشنق، بينما إذا قتل أسود مثله، يتم جلده.

ومع اندلاع الحرب الأهلية في أمريكا، بدا مصير الرقيق الأفريقي معلقًا على هوية المنتصر هل الولايات الجنوبية التي تعتبر الرق حقًّا مكتسبًا وثروة قومية، أم الشمال بأفكاره الليبرالية عن الحرية، أعلن الرئيس إبراهام لنكولن تحرير العبيد، وفي عام 1865، تحق الأمر في الواقع ورضخ الجنوب، وأصبح الأفارقة من الرقيق أحرارًا أخيرًا.

تزوج كونتا من الطاهية بيل في منزل المزرعة، وأنجب منها عام 1790 كيزي، وكان حريصًا على تعليمها كل شيء يعرفه عن أفريقيا، ويحدثها بلغة المانديكا، وعندما كان يرى نهرًا صغيرًا، كان يحكي لها عن قريته التي كانت بالقرب من نهر كامبي بولونجي حيث موطنه، يتتبع الكتاب مصير كيزي وعلاقتها بالشاب نوح وبيعها إلى رجل من ولاية كارولينا يدعى توم لي، وكيف قام باغتصابها وترويعها.

وعندما أنجبت كيزي ابنها عام 1806، أسمته في قلبها كونتا، لكن خوفًا من سيدها أصبح اسمه جورج، وكانت طريقتها في الانتقام من السيد الظالم، بأن تجعل من هذا الولد حفيدا لأبيها الأفريقي، بغض النظر عن لونه الفاتح واسمه الغربي، وكانت تحكي لجورج الصغير عن جده ببشرته السوداء كالليل، وكيف كان يغني لها بلغة المانديكا، كانت جلسات الحكايات تلك هي الوسيلة الوحيدة للتسرية عن كيزي، كانت تروي لأولادها كل شيء عن أفريقيا، ليتداولوا هم فيما بعد تلك الحكايات ولا يصبح اسم كونتا وكفاحه منسيان داخل ذريته، وهكذا ظلت أفريقيا حاضرة في عيون أبنائها حتى في قلب الشتات، عبر الحكايات.

ربما فشل كونتا كينتي في العودة إلى أفريقيا، وقضى معظم سنوات عمره في قلب الغرب، لم يخض حربًا أو يقد ثورة، لكن نضاله الحقيقي كان تمسكه بهويته الأفريقية رغم كل ما عاناه، كان يتبع ثقافة موطنه في كل تصرفاته لم تفلح الحياة الجديدة من اقتلاعه من جذوره، ربما كان هذا انتقامه من السيد الأبيض، أنه لم ينس، وقاد حربًا خاصة بالتذكر والحكايات، ومرر ذلك عبر ابنته كوزي التي بدورها مررت حكايته لتصبح أسطورة أفريقية في قلب أمريكا.