كتب د. محمد جلال حسين

مدرس الأنثروبولوجيا – كلية الدراسات الأفريقية العليا – جامعة القاهرة

يعد الزواج بمثابة مؤسسة اجتماعية أساسية في كل مجتمع بشري يهدف في المقام الأول إلى تأسيس أسرة وإنشاء أواصر القرابة والحفاظ عليها([1]). فالزواج بمثابة العملية التي بمقتضاها يتم تشكيل اتحاد زوجي بشكل دائم بين شخصين بالغين من الذكور والإناث، يقوم فيه كل منهما باستثمار مواردهما المادية والبشرية وقدراتهما في شكل من أشكال الحب والعواطف والالتزام والصبر والإخلاص والحماية([2]).

فالزواج في السياق الأفريقي يعد أحد طقوس العبور الأربعة التي يولي لها الكثير من الأفارقة قدرًا من الاحترام والاعتزاز. وتتجلى مظاهر الاعتزاز والتقدير هذه في الاحتفالات والطقوس الخاصة بالزواج، والتي عادة ما تختلف من شعب لآخر ومن جماعة لأخرى باختلاف ثقافتهم الخاصة ومنظومة المعتقدات والقيم([3]). فالزواج يمثل جزءًا من طقوس البلوغ التي تقرها الثقافة على الشباب في مرحلة البلوغ؛ حيث يتم تعليمهم المسائل المتعلقة بالجنس والزواج والأسرة حتى يصبح الشاب ملمًا بكافة المسؤوليات التي ستقع على عاتقه عند الزواج([4]).

وفي المجتمعات الأفريقية التقليدية، كان الزواج يمثل عملية تدريجية وطويلة، حيث يشمل سلسلة من التحريات والاجتماعات والمفاوضات والاحتفالات الطقسية وتبادل الهدايا، والتي يسبقها الحصول على موافقة الوالدين. فالزواج في المجتمعات الأفريقية لا يؤسس علاقة بين الزوجين فحسب؛ بل يؤسس لعلاقة بين عائلتين أو عشيرتين، لذا نجد أن العديد من المجتمعات الأفريقية تحرص على القيام بعمليات التحري عن أسرة العروس التي ستربطهم بها علاقات مصاهرة قبل الشروع في التقدم لخطبة ابنتهم، وكذلك الحال بالنسبة لأسرة العروس([5]).

ولقد شهدت المجتمعات الأفريقية تغيرات جذرية في منظومة الزواج التقليدية، وقد طالت تلك التغيرات بعض الطقوس الخاصة بالزواج، وبعض الممارسات التقليدية كالطريقة التي يتم بها اختيار العروس، وطبيعة ومقدار مهر العروس، هذا بالإضافة إلى احتفالات الزواج في مراحله المختلفة التي طالها تأثير تلك التغيرات. وقد تمثلت أهم تلك العوامل المسؤولة عن التغيرات في انتشار المسيحية في الكثير من المجتمعات الأفريقية وما ترتب عليه من اندثار بعض الممارسات أو الحد منها. بجانب الاستعمار وما فرضه من قيم ثقافية واجتماعية غربية تخالف القيم السائدة في المجتمعات الأفريقية، والتي كلل تأثيرها العولمة، فضلاً عن ارتفاع معدلات التعليم والهجرات وما يتبعها من احتكاك ثقافي مع الثقافات الأخرى. كل هذه العوامل أسهمت بشكل واضح في إحداث تغييرات واضحة في مؤسسة ومنظومة الزواج الأفريقي.

ومن هذا المنطلق، جاء الهدف من الدراسة متمثلاً في إلقاء الضوء على أهمية الزواج في السياق الأفريقي، واستعراض بعض نماذج الزواج التقليدي لدى بعض الشعوب الأفريقية من حيث المراحل التي يمر بها الزواج وأهم الاحتفالات والطقوس المتعلقة به، ونختتم بأهم التغيرات التي طرأت على الزواج التقليدي والعوامل المسؤولة عن تغير بعض مظاهره.

أولاً: أهمية الزواج في السياق الأفريقي

تولي المجتمعات الأفريقية بمختلف أشكالها وثقافاتها مزيدًا من الاهتمام بعملية الزواج والاحتفالات المصاحبة لها وذلك لما يمثله الزواج من أهمية بالنسبة لهم؛ حيث تتجلى أهمية الزواج في السياق الأفريقي في المقام الأول في الإنجاب، وذلك خوفًا من الموت الاجتماعي بعد الموت الجسدي وعدم وجود من يتذكر الشخص ويحمل اسمه ليظل خالدًا في الوجود البشري، فالموت قبل الزواج أو في حالة عدم وجود أبناء يعزل الشخص المتوفى عن عالم الأحياء ويفقده صلته بهم وفق معتقداتهم([6]).

فلدى قبيلة الباكيجا Bakiga بجنوب غرب أوغندا، تتجلى أهمية الزواج في تأسيس عائلة (okutunga amaka)، وإنجاب المزيد من الأطفال لتمديد اسم الرجل ونسبه إلى المستقبل. كما يُنظر للزواج في هذا المجتمع باعتباره يسهم في خلق علاقات جديدة بين الأسر والعشائر، وإضفاء الوضع الاجتماعي للزوجين وأسرهما. فضلاً عن تنمية الشعور بالنضج والمسؤولية لدى كل من الزوجين([7]).

بينما لدى الإيجبو Igbo في جنوب شرق نيجيريا، تتجلى أهمية الزواج في استمرار الحياة البشرية وفي كونه أداة لتحقيق جوهر الإيجبو والحفاظ عليه من خلال الإنجاب، ولذلك كان العقم لديهم يمثل محنة قاسية مرجعها عقاب من الآلهة نتيجة سوء تصرف الفرد. فضلاً عن أن الزواج يمنح الرجال المكانة الاجتماعية المرتفعة والتقدير من قبل المجتمع مقارنة بالرجل غير المتزوج الذي عادة ما تنظر إليه المجتمع على أنه عديم الفائدة والقيمة([8]).  وتتشابه النظرة للزواج لدى شعب الأميرو  Ameruفي كينيا مع نظرة الإيجبو، حيث ينظر الأميرو إلى الزواج باعتباره طقسًا حيويًّا يقوم على إنجاب الأطفال وتكوين أسرة تسهم في امتداد النسل([9]).

وبجانب الأهمية البيولوجية والاجتماعية للزواج في السياق الأفريقي، نجد أن الكثير من الأفارقة ينظرون إلى الزواج باعتباره اتحادًا بين العائلات والعشائر يسهم بشكل ملحوظ في تقوية العلاقات والمسؤولية المتبادلة بين تلك الأسر بعضها البعض([10]). في حين يُنظر إلى الزواج لدى شعب الأكامبا Akamba في كينيا باعتباره مسألة اجتماعية واقتصادية، حيث يمثل الزواج رمزًا للمكانة الاجتماعية والثروة، فمكانة الفرد الاجتماعية ثروته تزداد بقدر ما يملكه من زوجات وأبناء([11]).

فالزواج من المنظور الأفريقي يرتبط ببعض العوامل البيولوجية والاجتماعية والاقتصادية في بعض الأحيان، فبجانب كونه وسيلة للإنجاب، نجد أنه وسيلة أيضًا لتحقيق المكانة الاجتماعية والهيبة واستمرارية اسم الشخص من خلال استمرارية النسل، ومصدرًا للتضامن والتعاون بين الجماعات.

ثانيًا: إطلالة على الزواج التقليدي لدى بعض الشعوب الأفريقية

سنتطرق هنا للإشارة إلى طبيعة الزواج التقليدي لدى بعض الشعوب الأفريقية، حيث سنستعرض الخطوات والمراحل التي يمر بها الزواج والاحتفالات والطقوس التي تتخلله. وقد وقع الاختيار هنا على استعراض نموذجي الزواج التقليدي لدى الباكيجا في جنوب غرب أوغندا، والزواج التقليدي لدى الإيجبو بجنوب شرق نيجيريا. وفيما يلي استعراض لذلك..

(1) الزواج التقليدي لدى الباكيجا بجنوب غرب أوغندا

تعد الباكيجا إحدى القبائل التي تستوطن جنوب غرب أوغندا، والتي تأخذ بنظام  الزواج الخارجي، أي الزواج من خارج العشيرة وعدم السماح لأحد بالزواج من داخل عشيرته. ويعد تعدد الزوجات هو النمط المتعارف عليه لديهم. وقد أشار “أتيكيريزا” في دراسته عن “الزواج لدى الباكيجا” إلى أن الباكيجا تضفي قيمة اجتماعية وثقافية على منظومة الزواج. فالزواج لدى الباكيجا يمثل سلسلة من الأنشطة المتسلسلة التي تأخذ شكل مراحل يبلغ مقدارها اثنتي عشرة مرحلة، وكل مرحلة منها تمهد إلى الأخرى. حيث يبدأ الزواج عادة بمرحلة “البحث عن الشريك”، وفيها يقوم أهل الشاب المقبل على الزواج بجمع المعلومات المتعلقة بالعروس وأسرتها للتأكد من توافر بعض المعايير لديهم؛ تاريخ عائلتها (وخاصة عدم ممارستهم للسحر)، وحسن استقبال الفتاة للضيوف وقدرتها على القيام بالأعمال المنزلية وأعمال الزراعة والتي تعد معيارًا هامًا لضمان تحقيق الأمن الغذائي للأسرة. من المعايير الأخرى التي تحرص أسرة العريس على التأكد منها، هو مدى الاكتفاء الغذائي لدى أسرة العروس.

وفي هذا الصدد، يقومون بالضغط على بطون الأطفال أثناء نومهم لإخراج الريح من مؤخراتهم، وإن حدث خروج الريح مصحوبًا بصوت عال دل ذلك على تناولهم للطعام ووفرته لدى الأسرة. وبعد ذلك يقوم والد العريس باستئجار أحد الأشخاص يطلق عليه بلغتهم “كاريبي” “Kareebi”، وذلك للقيام بالتأكد من مصداقية المعلومات التي جمعها والد العريس. ويقوم الكاريبي بزيارة منزل العروس ومشاهدتها أثناء استقبالها للضيوف وقيامها بالأعمال المنزلية والتأكد من عشيرة الأسرة وطوطمهم، ومدى ممارسة أسرة العروس للسحر من عدمه([12]).  

وبعد التأكد من المعلومات، يقوم والد العريس والكاريبي بزيارة أسرة الفتاة لطلب النسب بين الأسرتين، وفي بعض الأحيان يصطحبون معهم شخص يتسم باللباقة في التعامل والحديث ولديه القدرة على التفاوض ويطلق عليه بلغتهم “كيريما” Kiriima. وبعد التفاوض يطلب والد العروس من والد العريس أن يمنحه قدرًا من الوقت للتفكير، ويقوم خلال هذا الوقت باستئجار “كاريبي” للتأكد من بعض المعلومات المتعلقة بالعريس وأسرته كوضعهم الاقتصادي وما يملكونه من أراض وماشية ومخازن الحبوب الغذائية، والتأكد من تاريخ أسرة العريس وعشيرته والطوطم الخاص بهم.

وبعد الانتهاء يقوم بتحديد موعد لوالد العريس للقدوم إلى منزل أهل العروس، ويقوم والعريس بصحبة والده والكاريبي والكيريما بالتوجه لمنزل أهل العروس ويكون في استقبالهم الأسرة، وتبدأ المفاوضات المتعلقة بمهر العروس والذي يطلق عليه بلغتهم “إنجوجانو” Enjugano، والذي كان عادة ما كان يتم تقديمه في صورة أبقار وماعز. ثم يتم تحديد موعد لرؤية المهر وموعد إحضاره إلى منزل العروس “حفل العطاء”، وموعد حفل الزواج “حفل التخلي”.

ثم تقوم أسرة العروس بتقديم الطعام لأسرة العريس، وعقب الانتهاء من تناول الطعام يتم تقديم مشروبات تقليدية تسمى “شراب الوداع”. وقبل مغادرة العريس وأسرته لمنزل أهل العروس، يقومون بأداء رقصة “كيكيجا التقليدية” أمام منزل العروس للتعبير عن سعادتهم وللتأكيد على إتمام الاتفاق. وعقب ذلك، يقوم أهل العريس بدعوة أقاربهم وطلب المساعدة لجمع مهر العروس، حيث يشارك كل فرد بمقدار من قيمة المهر كنوع من التضامن الاجتماعي بين أفراد العائلة، ويطلق على تلك المرحلة بلغتهم المحلية اسم “أوكوتويرزا”   Okutwereeza([13]).

وفي يوم الزفاف “حفل التخلي” والذي يطلق عليه بلغتهم “أوكوهينجيرا”  okuhingira، يتم إجراء بعض الطقوس التطهيرية لإعداد الفتاة للزواج كقص أظافرها وأجزاء من شعرها، بالإضافة إلى بعض الطقوس الأخرى مثل؛ إعطاء العروس مجرفة تالفة لتحتفظ بها، على أن يتم إصلاحها لها في حفل انتهاء شهر العسل كدلالة على إنهاء عزلتها والسماح لها بالبدء بالقيام بواجباتها كربة منزل. وخلال الحفل، يتم تقديم الطعام للمدعوين والحضور، وعقب الانتهاء من تناول الطعام والشراب، يتم إخراج العروس من المنزل وسط مقاومة شديدة من جانبها كدليل على حبها الشديد لوالديها وعدم رغبتها في تركهم.

ثم يقوم شقيقها بحملها على كتفيه والخروج بها ويقوم والدها بتسليمها إلى والد العريس كرمز للعلاقة بين العائلتين وليس العلاقة بين الأفراد المتزوجين فحسب، ثم يتم حمل العروس على المقامة والتوجه بها إلى منزل أهل العريس. وبمجرد وصولهم يقوم العريس باصطحاب عروسته إلى غرفة والدته لتقيم بها لفترة حتى تنتهي فترة عزلتها، وخلال تلك الفترة لا تقوم العروس بأي عمل شاق حتى تنتهي الفترة الرسمية لعزلها والتي تتراوح مدتها ما بين أربعة أشهر إلى سنة حسب كل أسرة. وفي صباح اليوم التالي، تقوم العروس بالخروج من غرفة والدة الزوج لتوديع أقاربها.

وقد كان من السائد لدى الباكيجا أن تقوم العروس بربط حبل به تسع عقد ملطخ بفضلات البقر أو بدمائها حول منطقة الخصر. ويتوجب على العريس القيام بفك هذا الحبل بيديه أو باستخدام أسنانه دون استخدام السكين قبل عملية الجماع وذلك لإثبات قوته وقدرته على الانجاب. وبعد مرور أسبوعين تقريبًا من الزواج، تقوم العروس بالتوجه إلى منزل والديها للقيام ببعض الالتزامات الثقافية التي يعتقد أنها تؤثر على حياتها الأسرية والزوجية وتمكنها من الإنجاب. حيث تقوم والدة العروس ببعض الطقوس لمنع أي محاولة يقوم بها أحد الأشخاص لإيذاء الزوجين ومنعهم من الإنجاب، ثم تعود مجددًا لمنزل زوجها([14]).

وبعد انتهاء الفترة الزمنية للعزلة، تتجه العروس مجددًا بصحبة زوجها وشقيقه الأصغر ووالده لمنزل والديها لمقابلة أقاربها وصديقاتها، وبمجرد وصولها لمنزل والديها تقوم برفع الغطاء عن وجهها لتنهي بذلك فترة عزلتها وتقوم بالترحيب بأقاربها وأصدقائها الموجودين بمنزل والديها لاستقبالها. ثم تقوم في صباح اليوم التالي ببعض الطقوس مثل تبادل الهدايا، وإصلاح المجرفة التالفة – التي سبق وأعطيت لها قبل زواجها- كإشارة إلى كونها مستعدة لبدء العمل، ثم يبدأ الاحتفال الذي يستمر ما بين يومين إلى أربعة أيام، ثم تعود لمنزل زوجها مجددًا لتمارس حياتها الطبيعية وتعود للعمل مجددًا([15]). وبهذا تكتمل كافة الطقوس المتعلقة بالزواج التقليدي لدى الباكيجا.

(2) الزواج التقليدي لدى الإيجبو بجنوب شرق نيجيريا

تعد جماعات الإيجبو أحد الجماعات القاطنة في جنوب شرق نيجيريا، وتأخذ تلك الجماعات بنظام الزواج الخارجي – أي الزواج من خارج الجماعة القريبة الصغرى ولكن داخل العشيرة نفسها – ثم تغير هذا الوضع فيما بعد ليشمل الزواج من جماعات أخرى غير الإيجبو  لغرض تعزيز التجارة والانتقال بين أراضي تلك المجموعات. ويعد الزواج الأحادي هو النمط التقليدي الشائع لدى الإيجبو، ولكن المجتمع يولي قدرًا من التقدير والاحترام والمكانة الاجتماعية المرتفعة للرجال متعددي الزوجات([16]).

وقد أشار كل من “نوكو” في دراسة عن “تغير طبيعة ممارسات الزواج التقليدي لدى الإيجبو”، و”نوابود” في دراسته عن “عادات الزواج التقليدي لدى الإيجبو” إلى أن احتفالات الزواج التقليدية لدى الإيجبو كانت تسير وفق خمس مراحل متتالية يستلزم القيام بها على أكمل وجه، وفي حالة عدم إتمامها على أكمل وجه ينظر إلى الزواج على أنه غير مكتمل ولا يسمح للعروس بالانتقال مع عريسها. فبمجرد أن يريد الشاب الزواج، يقوم بإخبار أسرته، وهنا تقوم الأسرة باختبار قدرته على الزواج وتحمل المسؤولية ثم تشرع في البحث عن زوجة مناسبة له. لذلك، تبدأ أولى مراحل الزواج بــ “التحري والاستفسار” عن أهل العروس التي وقع عليها الاختيار للتأكد من كون العروس المرتقبة منبوذة “أوسو” من عدمه، بالإضافة إلى التحري عن تاريخ عائلتها ومدى تمتعهم بالسيرة الطبية وخلوهم من أمراض الصرع والعقم والأمراض الوراثية، والتأكد من وجود تاريخ للموت المفاجئ في العائلة من عدمه.  كما تقوم أسرة العروس أيضًا بالتحري عن أسرة العريس.

ويشير “نوابود” إلى أن بعد الحصول على إجابات مرضية عن أسرة العروس يحدد والد العريس مع والد العروس موعدًا لزيارته، ثم يتوجه في الموعد المحدد بصحبة العريس وبعض الأقارب مصطحبين معهم المشروبات واللحوم، وفي حالة وفاة والد العريس يتوجه معه أكبر أفراد أسرة والده من الذكور([17]). وتقوم أسرة العريس باستقبالهم وتقديم “الكولا نت” لهم. ثم يقوم أكبر الأفراد سنًا في أسرة العريس بالبدء في الحديث وعرض طلب المصاهرة، وأثناء ذلك يتم تقديم واجب الضيافة، ويتم تحديد موعد للزيارة الثانية. وعادة ما تأتي الزيارة الثانية لمنزل أهل العروس بعد  أيام قليلة من الزيارة الأولى خوفًا من قدوم عريس آخر للعروس، وتمثل هذه الزيارة المرحلة الثانية من مراحل الزواج والتي يطلق عليها “طرق الباب”([18]).

وفي هذه الزيارة تخرج العروس ولأول مرة للترحيب بأهل العريس وتقوم أسرة العروس بتقديم قائمة بالمواد المطلوبة للزواج لأسرة العريس للبدء في تجهيزها. ثم يلي ذلك المرحلة الثالثة والتي تسمى “تأكيد المصاهرة”، وفيها يقوم أهل العريس بالتوجه إلى منزل أهل العروس وفي صحبتهم المشتريات التي تضمنتها القائمة الخاصة بالزواج للتأكيد على التزامهم ورغبتهم في المصاهرة. وبعد التأكد منها، يتم الإعلان عن المصاهرة التي تمت بين العائلتين، ثم تتوجه العروس بصحبة أسرة العريس إلى منزلهم للتعرف على أسرة أهل زوجها المرتقب، ولتقوم أسرة العريس باختبار قدرتها على القيام بالأعمال المنزلية وجلب الماء وغيره.

وتظل العروس مقيمة في منزل أهل العريس لمدة أسبوع ثم تعود لمنزل والدها. ثم يقوم العريس عقب ذلك بالتوجه إلى مزرعة والد العروس لمساعدته في بعض الأعمال التي يقوم بها بالمزرعة حاملاً معه بعض الهدايا والفواكه. وتأتي بعد ذلك المرحلة الرابعة، والتي يطلق عليها “تقديم الهدايا لأسرة العروس”، وفيها يقوم العريس بتقديم بعض الصناديق لأسرة العروس، أحدها لوالدة العروس ويتضمن بعض الملابس وأدوات الزينة وبعض أدوات المطبخ. والآخر لنساء أسرة العروس ويتضمن بعض المواد الغذائية كاليام والبطاطا والزيوت وبعض الدواجن. وبعد تقديم الهدايا يتم الاحتفال الذي يتخلله الرقص التقليدي والغناء والتصفيق وتناول الأطعمة والمشروبات([19]).

وقبل الموعد المحدد لحفل الزفاف بقرابة سبعة أسابيع، تقوم أسرة العروس باحتجازها في غرفة منعزلة للقيام بعملية “التسمين”، حيث يتم إطعام الفتاة جيدًا لتسمينها قبل موعد الزفاف، لتحسين مظهرها ولكي تبدو جميلة، فالإيجبو لديهم قول مأثور مفاداة أن “جسد المرء هو هيكله”، وهذا ما يدفعهم لعملية التسمين والتزين([20]).

ويشير “نوكو” أن مراحل الزواج التقليدي لدى الإيجبو عادة ما تختتم بالحدث الأكبر، حيث يضم هذا الحفل القرية بأكملها والمدعوين للحضور من أسرة العريس والعروس. ويتم دعوة فرق الرقص التقليدي وعازفي الطبول لإحياء الاحتفال. وبمجرد خروج العروسين في الحفل يقومون بالركوع على ركبتيهما أمام والد العروس لأداء صلاة البركة التي يقوم بها والد العروس لمباركة زواجهما([21]).

وعقب ذلك، يطلب والد العروس منها البحث عن عريسها وسط جموع الشباب الحاضرين للحفل. وتبدأ العروس بالبحث عنه حتى تجده، وبمجرد العثور عليه تقوم بالركوع على ركبتيها لتثبت للجميع أن هذا هو زوجها. وعلى أثر ذلك يقدم العريس لها كأسا مليء بالنقود. وبانتهاء هذا الطقس، يقوم شيوخ ورجال العائلتين بالتوجه إلى أحد الغرف للمساومة على مهر العروس. وعادة ما تتم المساومة في حالة من الصمت، حيث تقوم أسرة العريس بوضع عدد من الحصى أو العصى تمثل مقدار ما سيتم دفعه من مهر، ثم تقوم أسرة العروس بوضع عدد آخر من الحصى.

وتظل هذه العملية مستمرة حتى يتم الاتفاق على مقدار المهر. وبمجرد الاتفاق والدفع، يقوم والد العروس بالخروج من الغرفة ويقوم بإطلاق ثلاث طلقات للإعلان عن دفع المهر وسط حشد الحضور، ثم يتم توزيع النبيذ والمأكولات على الحضور للاحتفال. ومن الجدير بالذكر، أن مهر العروس المقدم لفتيات الإيجبو يتسم بارتفاع قيمته مقارنة ببقية الجماعات المحيطة بهم، لدرجة أن أقارب العريس يتباهون ويفخرون بالعريس لقدرته على دفع هذا المهر. وهذا المهر يتوقف مقداره على الصفات الشخصية للفتاة، والمستوى الاجتماعي لأسرتها([22]).

ومن الطقوس الثقافية التي تتم لدى الإيجبو في احتفالات الزواج، تلك المتعلقة بعملية “رش النقود”، حيث اعتاد الإيجبو أن يقوم الحاضرين للحفل القيام برش وإلقاء النقود على العروسين بمجرد ظهورهم في ساحة الاحتفال، وذلك كنوع من الدعم والمساندة للزوجين الجدد ولإبداء إعجابهم بجمال العروس، وتستمر عملية رش النقود طوال فترة الحفل وخلال فترات الرقص([23]).

وبانتهاء الحفل، تغادر العروس منزل والديها متجهة إلى منزل زوجها بصحبة أسرة العريس. وبمجرد وصولها يتم تقديم الهدايا لها، والتي عادة ما تتمثل في بعض أدوات الطبخ مثل المدقة “الهون” والمقعد الخشبي، وبعض الماعز والطيور لتبدأ حياتها الجديدة([24]).

ثالثًا: التغيرات الطارئة على منظومة الزواج في أفريقيا.

أدت الأحداث التي شهدتها المجتمعات الأفريقية إلى إحداث بعض التغيرات في منظومة الزواج الأفريقي، وقد اختلفت تلك التغيرات من ثقافة لأخرى وفقًا لمدى قابلية الثقافة للتغيير ووفقًا لشدة الأحداث والظروف الطارئة على المجتمع من ناحية أخرى.

فلقد أدى انتشار المسيحية وزيادة عدد السكان وما ترتب عليه من قلة مساحة الأراضي إلى تغير نمط الزواج لدى قبيلة الباكيجا؛ حيث أضحى الزواج الأحادي هو النمط المنتشر. كما أدت العولمة والتحديث إلى ظهور أنماط جديدة من الزواج لم يكن يشهدها المجتمع من قبل، مثل نمط “المعاشرة”  أو التعايش معًا دون وجود زواج معترف به. كما اقتصرت مراحل الزواج على خمسة مراحل فقط في المتوسط؛ حيث أصبح الشاب يقوم بزيارة منزل أسرة الفتاة التي قام باختيارها بمفرده بشكل غير رسمي بغرض التعرف على والديها وأقاربها المباشرين وتقييم موقفهم تجاهه.

ولم يعد للأسرة السلطة أو السيطرة على قرار الشاب المقبل على الزواج، كما لم تقم أسرة العريس بالتحري عن أهل العروس، واختفى أيضًا دور الكاريبي، والذي أحدث خللاً في المجتمع، حيث أصبحت الأسر تعرف بعضها في أول لقاء فقط دون وجود سابق معلومات لدى كل منهما عن الأخرى، وهذا الأمر أدى إلى حدوث نسب مع أسر لديها تاريخ من السحر، وحدوث نسب بين أسر تنتمي لنفس العشيرة والطوطم وهذا ما يخالف ثقافتهم وعاداتهم. وفي الوقت الحالي، أصبح من المعترف به أن يقوم الشاب باصطحاب الفتاة التي يرغب في الزواج منها إلى منزل أسرته لتقديمها لهم ولإحداث نوع من التعارف المسبق قبل التوجه لخطبتها.

 وبعد ذلك، يقوم الشاب بصحبة والده وأقاربه وبعض أصدقائه بزيارة عائلة الفتاة لطلب الزواج منها ومناقشة القضايا المتعلقة بمهر العروس والتأكد من العشيرة التي ينتمون إليها والطوطم الخاص بهم. وبعد الانتهاء من التفاوض يطلب والد العريس الصداقة الرسمية مع أسرة العروس من خلال الزواج بشكل رسمي. وبالحديث عن المهر، فقدر تغير هو الآخر، حيث أصبح يأخذ لدى العديد من الأسر صورة الأموال وليس الأبقار والماعز، كما اختفت عملية نقل مهر العروس التقليدية، واختفت معها أيضًا عملية دعوة أهل العريس للأقارب لجمع المهر وبالحديث عن احتفالات الزفاف لدى الباكيجا، لنجدها تعرضت هي الأخرى لملامح التغيير، حيث اندثرت المقاومة التي كانت تبديها العروس وقت خروجها من منزل والدها، وأصبح والد العروس أو شقيقها يقوم العروس لزوجها وليس لوالده، واختفى أيضًا حملها على المقاومة واستبدل بذلك استخدام السيارات. كما أن العروس لا تذهب إلى منزل زوجها إلا بعد عقد القران بالمسجد أو إتمام الشعائر الدينية بالكنيسة والحصول على شهادة الزواج.

فضلاً عن أن احتفالات الزواج أصبحت تتم في القاعات المخصصة لإقامة الحفلات بدلاً من منزل العريس والعروس. ومن ناحية أخرى، اختفت فكرة إقامة العروس لفترة زمنية في غرفة والدة العريس، واختفى معها طقس الحبل المربوط حول الخصر. بينما فيما يتعلق بالطقوس التي تقوم بها والدة العروس لمنع الأذى عنها، فقد اختفت بالمناطق الحضرية ولكنها ما زالت لها آثار بالمناطق الحضرية. أما فيما يتعلق باحتفالات انتهاء العزلة وعملية إصلاح المجرفة التالفة فقد أصبحت نادرة الحدوث وقاصرة على بعض الأفراد بعينهم. وبالتالي، يمكن القول بأن هناك العديد من العوامل التي أسهمت بشكل أو بآخر في تغيير منظومة الزواج لدى الباكيجا، والذي يأتي في مقدمتها التبشير المسيحي، الاستعمار، التحديث والعولمة التي شهدتها الدولة ككل، فضلاً عن الفقر وتغير سبل العمل وكسب العيش والتي أضحت تختلف عن السبل التقليدية، وما ترتب عليها من الانشغال الدائم وعدم توافر الوقت والمال للقيام ببعض الطقوس([25]).

بينما لدى الإيجبو، فقد شهدت عملية الزواج أيضَا العديد من التغيرات نتيجة الاحتكاك الثقافي بالجماعات المجاورة لها من ناحية، ونتيجة لتأثير القيم الثقافية والاجتماعية الغربية الناجمة عن الاستعمار والعولمة من ناحية أخرى. فضلاً عن تأثير انتشار التعليم والهجرة ([26]).

فقد تغيرت قيمة وطبيعة المهر المقدم لفتيات الإيجبو نتيجة التعليم الغربي؛ حيث أصبح المال هو العنصر الأساسي في تقديم المهر بجانب بعض السلع التقليدية السابقة، كما ارتفعت قيمة المهر لدى الفتيات الحاصلات على قدر واف من التعليم وخاصة التعليم الغربي، حيث تعد فتيات الإيجبو الأكثر التحاقًا بالتعليم الغربي مقارنة بفتيات الجماعات الأخرى المحيطة بهم. وبالتالي، أضحى المهر بمثابة تفاوض وتسليع للفتاة بعدما كان رمزًا للكرامة والشرف للفتاة وإقرارًا لصلاحية زواجها. كما طال التغيير مراسم ليلة الزفاف، حيث تم اتباع بعض الممارسات المعاصرة كممارسة “آسو- إيبي” والتي تستلزم ارتداء زي موحد لكافة أفراد أسرة العروس وأصدقائها والمدعوين كنوع من التضامن والدعم([27]). هذا بالإضافة إلى ميل الإيجبو إلى الجمع بين احتفالات الزواج التقليدي والزواج الكنائسي “الزفاف الأبيض” في يوم واحد توفيرًا للتكلفة المادية للاحتفالات([28]).

خاتمة

تبين لنا في ضوء العرض السابق الأهمية التي تعطيها المجتمعات الأفريقية للزواج، فالزواج لا يعد بمثابة إشباع للحاجات البيولوجية فحسب، بل إنه ذات طابع اجتماعي متعلق بامتداد النسل والأسرة وتحقيق المكانة الاجتماعية والهيبة وخلق علاقات جديدة بين الأسر والعشائر.

وقد انعكست أهمية الزواج في الاحتفالات والطقوس التي تضفيها الثقافات على الزواج مع اختلاف أشكالها ومراحلها. حيث اتضح لنا أن الباكيجا والإيجبو لديهم نظام تقليدي متسلسل للزواج، وكل مرحلة به يترتب عليها المرحلة التي تليها، ولا يجوز الإخلال بأي مرحلة من تلك المراحل حتى لا يصبح الزواج غير مكتملاً. فالموافقة المستنيرة من الأهل في الزواج التقليدي تعد من الأمور الهامة وتمثل المرحلة الأولى من مراحل الزواج. كما أن عملية التحري عن أسرة الفتاة التي يرغب الشاب في الزواج منها والتأكد من بعض المعلومات المتعلقة بتاريخ الأسرة تعد أيضًا من الأمور الهامة في الزواج، وذلك من منطلق أن الزواج ليس مجرد علاقة بين شخصين فقط؛ بل هو علاقة بين عائلتين أو عشيرتين.

ويكلل كل من الإيجبو والباكيجا احتفالات الزواج لديهم بنظام التهادي، حيث تعد الهدايا المقدمة للعروس عنصرًا أساسيًّا من عناصر الزواج وذلك للتعبير عن رغبتهم في إتمام الزواج والمصاهرة وتقديرهم للفتاة وإبراز مكانتها لديهم.   

هذا، وقد تبين لنا أن هناك العديد من التغيرات التي طرأت على المنظومة التقليدية للزواج. فقد طالت تلك التغيرات الاحتفالات المتعلقة بالزواج والطقوس التي يتم القيام بها، فضلاً عن المهر المقدم للفتاة، وغيرها من التغيرات التي حدثت بفعل العديد من العوامل التي شهدتها غالبية المجتمعات الأفريقية كالاستعمار وما فرضه من قيم ثقافية واجتماعية غربية تكاد تخالف القيم الأفريقية، وانتشار المسيحية وما لعبته من دور في الحد من القيام ببعض الطقوس واندثار البعض الآخر، وتغير بعض الأساليب المتبعة في الزواج. فضلاً عن التأثير الذي أحدثه انتشار التعليم وموجات الهجرة وما ترتب عليها من اتصال ثقافي مع جماعات أخرى ذات طبيعة ثقافية مختلفة، وما تبع ذلك من استعارة بعض النماذج الثقافية المستحدثة وإضفائها على منظومة الزواج التقليدي.


الهوامش

[1] (Kiboro, J. W. (2016). ” Wamwari or Nyakinyua?” Understanding Consecrated Life as African Marriage in the Light of Inculturation (Doctoral dissertation, University of Saskatchewan), p 50.

[2] (Atekyereza, P.R. (2001). “Critical Factors for Family Studies Analysis in Uganda: A Case Study of Changing Family Forms and Functions among Selected Ethnic Groups.” PhD, Thesis Department of Policy and Development Research, Johannes Kepler Universitat Linz, Austria.

[3] (Karicha, J. M., Akaranga, S. I. & Musili, T. K. (2021). Secularization of Marriage Ritual Among the Ameru in Kenya.  East African Journal of Traditions, Culture and Religion, Vol. 3, No. 2, 52: 57, p 53.

[4] (Kiboro, J. W. (2016). Op. cit, p50.

[5] (Ibid, p52.

[6] (Mbiti, J. S. (1969). African Religions and Philosophy, Nairobi: East African Educational Publishers Ltd, p133, 134.

[7] (Atekyereza, P. R. (2007). Transformations in the Marriage Process Among the Bakiga of South-western Uganda, “Mawazo”, The Journal of The Faculties of Arts and Social Sciences Makerere University, Vol. 8 No. 2; 1-15, p1.

[8] (Nwoko, K. C. (2020). The Changing Nature and Patterns of Traditional Marriage Practices among the Owerre‐Igbo, a Subgroup of the Igbo of Southeast Nigeria, J Hist Sociol, 33: 681–692, p 681.

[9] (Karicha, J. M.,  & et al. (2021).Op. cit, p 53.

[10] (Kyalo, P. (2012). A reflection on the African traditional values of marriage and sexuality. International Journal of Academic Research in Progressive Education and Development, 1(2), 84-92, p87.

[11] (Kyalo, D. P. M. (2011). The Future of African Family and Community Analysis on Traditional Akamba Marriage: Implications for Christian Marriage. International Journal of Humanities and Social Science Vol. 1 No. 21, 156:166, p 156.

[12] (Atekyereza, P. R. (2007). Transformations in the Marriage Process Among the Bakiga of South-western Uganda, “Mawazo”, The Journal of The Faculties of Arts and Social Sciences Makerere University, Vol. 8 No. 2; 1-15, p2.

[13] (Ibid, p3.

[14] (Ibid, p4-7.

[15] (Ibid, p14.

[16]( Nwoko, K. C. (2020). Op. cit, p 684.

[17] (Nwabude, A. A. (2022). Traditional African (the Igbo) Marriage Customs & the Influence of the Western Culture: Marxist Approach. Open Journal of Social Sciences, 10(2), 224-239, p226.

[18] (Ibid, p226.

[19] (Nwoko, K. C. (2020). Op. cit, p 684.

[20] (Nzoiwu, A. (2012). A sculptural representation of ‘traditional’marriage (Igba Nkwu) in Ichida Town, Anambra State. Mgbakoigba: Journal of African Studies, Vol. 1, 1:14, p4..

[21] (Okoye, U. P. (2020). The Igbo and Chinese Marriage Culture: Analysis Showing Similarities and Differences in Marriage Custom and Marriage Sense. International Journal of Social Science And Human Research Vo. 05, No. 12, 5675-5683, p 5679.

[22] (Nwoko, K. C. (2020). Op. cit, p 689.

[23] (Hofstede, G. Hofstede, G.J., & Minkov, M. (2010). Culture and Organization: Software of the Mind. McGraw Hill, p122.

[24] (Nwoko, K. C. (2020). Op. cit, p 687.

[25] (Atekyereza, P. R. (2007).Op. cit, p2.

[26] (Nwabude, A. A. (2022). Op. cit, p228.

[27] (Nwoko, K. C. (2020). Op. cit, p 689.

[28] (Onyima, B. N. (2014). Marriage ceremony: The clash between traditional marriage rites and Western marriage. Journal of Religion and Human Relations, 1(6), 171-180, p176.