قرر الشاب الغيني مامادو سافايو باري خوض رحلة محفوفة بالمخاطر في سبيل تحقيق حلمه، بدراسة الدين الإسلامي والالتحاق بجامعة الأزهر الشريف العريقة في مصر.

وغامر باري في رحلته على متن دراجة هوائية مستعملة، مر خلالها بسبع دول إفريقية بعدما رسم خريطة لإفريقيا في دفتر ملاحظاته، وذلك لعدم قدرته على تحمل تكاليف الرحلة الجوية من غينيا إلى مصر.

عبر الشاب الإفريقي البالغ من العمر 25 عامًا آلاف الكيلومترات عبر القارة السمراء، حاملا معه فقط بعض الملابس ومصباحا ومفكا، ومر بالغابات والصحاري ومناطق الصراع على أمل الوصول وإيجاد مكان له وطريقة لتمويل دراسته.

مغامرة 4 أشهر

استغرقت رحلة باري أربعة أشهر مر خلالها بسبعة دول، ليحط رحاله في القاهرة، ويتمكن من الحصول على منحة دراسية كاملة في جامعة الأزهر، إحدى أقدم وأشهر المؤسسات التعليمية الإسلامية في العالم.

وخلال الأربعة أشهر قطع باري خلالها مئة كيلومتر يوميا، مرورا بمالي وبوركينا فاسو وتوجو وبنين والنيجر قبل أن تتقطع به السبل في نجامينا عاصمة تشاد مع تعثر مسار الرحلة الذي خطط له بسبب الصراع في السودان.

وبالرغم من ذلك إلا أن باري كان مصرا على الوصول لهدفه، وقال “إذا كان لديك حلم، فتمسك به وكن قويا، والله سيساعدك”.

معاناة الرحلة

وأضاف أنه تم احتجازه ثلاث مرات، اثنتان منها في بوركينا فاسو التي تشهد تمردا ومرة ​​في توجو حيث احتجزته قوات الأمن لتسعة أيام دون توجيه اتهامات قبل أن تطلق سراحه مقابل 35 ألف فرنك أفريقي (56 دولارا).

وروى كيف أن هذا المبلغ كان كل ما يدخره لبقية الرحلة، وحكى جانبا من المعاناة التي كان يعيشها خلال رحلته، قائلا “كنت أنام في كثير من الأحيان في الأدغال لأنني كنت أخاف من السكان في المدن، كنت أخشى أن يأخذوا دراجتي ويؤذوني”.

ويبدو أن الحظ ضرب موعدا مع باري عندما عرض فاعل خير في تشاد قرأ عن رحلته على الإنترنت، نقله مباشرة إلى مصر ومن ثم تجاوز القتال في السودان.

منحة كاملة بالأزهر

وبالفعل وصل باري إلى القاهرة في الخامس من سبتمبر الجاري، وبعد أيام حصل على منحة دراسية كاملة بالأزهر، والتقى بمستشارة شيخ الأزهر لشؤون الوافدين.

ويعتزم باري العودة إلى غينيا عندما تنتهي دراسته لنقل ما تعلمه، حيث قال “عندما أعود إلى بلدي، أتطلع إلى أن أكون شخصا يدرّس تعاليم الإسلام ويعلم الناس فعل الخير”.

كما وجه شيخ الأزهر الشريف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، برعاية مامادو باري، كما المختصين بدراسة تخصيص منحة دراسية للطالب الغيني، وصرف إعانة شهرية له؛ لإعانته في معاشه ودراسته، واتخاذ كافة الإجراءات التي تيسر معيشته في مصر، وتساعده على التفرغ لتحصيل العلم والمعرفة في رحاب الأزهر.