مركز فاروس

تصاعدت الأحداث الملتهبة التي تشهدها بوركينا فاسو في غرب أفريقيا، بسبب زيادة الاحتجاجات الداخلية اعتراضا على عجز الحكومة في مواجهة انتشار الهجمات الإرهابية في البلاد منذ عام 2015، حتى وصل الأمر إلى انقلاب عسكري قام به الجيش في الرابع والعشرين من يناير الجاري أدى بالإطاحة بالرئيس المنتخب روش كابوري، متهمين إياه بالإخفاق في تقديم الدعم الكافي لهم ضد المتطرفين من تنظيم القاعدة وداعش، وتستغل الجماعات الإرهابية ضعف الوجود الأمني ​​في المناطق الحدودية المكشوفة بين مالي وبوركينا لشن المزيد من الهجمات.

هذا الانقلاب لم يكن الأول في منطقة غرب أفريقيا، فهو رابع انقلاب تشهده المنطقة خلال عام، بعد  أن شهدت مالي انقلابين عسكريين خلال تلك الفترة، وكذلك غينيا بيساو، فيما يعرف بظاهرة «عدوى الانقلابات» التي تعاني القارة الأفريقية منها باستمرار.

زعيم الانقلاب هو العقيد بول هنري سانداوجو داميبا الذي يبلغ من العمر 41 عاما، درس في فرنسا وحصل منها على الماجستير في العلوم الجنائية، ومن العسكريين الذين حاربوا الحركات الإرهابية في البلاد.

وأدانت القوى العالمية والإقليمية هذا الانقلاب محذرة من تداعياته، حيث أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن قلقه العميق من الانقلاب الأخير في بوركينا فاسو. وقال في حديث مقتضب مع الصحفيين إن دور العسكريين يجب أن يكون الدفاعَ عن بلدانهم وشعوبهم، لا الهجوم على حكوماتهم والقتال من أجل السلطة.

وأعربت الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) في بيان لها عن رفضها لما يحدث، موضحة أن رئيس بوركينا فاسو المخلوع روش كابوري تنحى تحت التهديد والترهيب والضغط من الجيش، وأشار البيان أن إيكواس ستعقد اجتماعا طارئا لمناقشة أحداث بوركينا فاسو.

كما دان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ما وصفه بـ “الانقلاب العسكري” في بوركينا فاسو، بعد يوم من إعلان جنود أنهم استولوا على السلطة في الدولة الواقعة في غرب إفريقيا، وقال ماكرون في تصريحات له إن باريس تتفق “بوضوح وكالعادة” مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “في إدانة هذا الانقلاب العسكري”، مضيفا بأن الرئيس كابوري “انتخب مرتين من قبل شعبه في انتخابات ديمقراطية”.

هذه التطورات تجعل المشهد يتعقد أكثر في منطقة تعاني من الاضطرابات وانتشار الإرهاب، مما يجعل من الضروري أن يعلن الجيش وزعيم الانقلاب عن خارطة طريق بالكيفية التي سيتم بها نقل السلطة إلى المدنيين من جديد؛ حتى لا تستغل الجماعات الإرهابية ما يحدث للانتشار في بوركينا فاسو أو إزهاق مزيد من الأرواح .