كتب – حسام عيد

منذ أكثر من عقدين من الزمان، كانت شركة “سيمنس جاميسا” الإسبانية Siemens Gamesa، والمتخصصة في محطات توليد الطاقة بالرياح، والرائدة في أسواق الطاقة المتجددة في أفريقيا، اكتشف كيف تواصل القارة السمراء قيادة ثورة الطاقة المستدامة في بلدانها.

وتعتبر شركة “سيمنس جاميسا” رائدة في مشروعات طاقة الرياح في أفريقيا منذ 20 عامًا. ويبلغ إجمالي التركيبات 3.4 جيجاوات وهو ما يعادل أكثر من نصف سعة طاقة الرياح الكلية المثبتة في القارة. فيما تعد معدلات الحصول على الطاقة هي الأقل في أفريقيا في العالم، وتكاليف الكهرباء من بين أعلى المعدلات.

وتتسم الاقتصادات والسكان التي تشهد نموًا مطردًا، بارتفاع مستمر في الطلب على الطاقة، وقد عقدت شركة “سيمنس جاميسا” العزم على أن تكون في طليعة قيادة انتقال الطاقة المستدامة في القارة.

الانتقال لمستقبل الطاقة النظيفة

واليوم، هناك أكثر من 600 مليون أفريقي، أي ما يعادل نصف سكان القارة، يفتقدون لقدرة الوصول إلى الطاقة بشكل موثوق، في حين أن شخصًا من أصل اثنين يتم إضافته إلى سكان العالم بين اليوم و 2040 سيكون أفريقيًا. وقد تم تعيين هذه التغييرات الديموغرافية العميقة لدفع النمو الاقتصادي وتطوير البنية التحتية والطلب على الطاقة في القارة.

وكونها قارة متنوعة للغاية، تشمل أفريقيا العديد من الثقافات والاقتصادات والأديان والتقاليد المختلفة. في الوقت نفسه، هناك بالتأكيد شيء مشترك بين دول القارة الـ54: الطلب المتزايد على الطاقة وهو أسرع من أي قارة أخرى.

وتوفر موارد الطاقة المتجددة في أفريقيا الأساس لمستقبل مستدام من طاقة أنظف وأكثر موثوقية وبأسعار معقولة لسكانها.

إن أفريقيا لديها القدرة والجهود التي تمكنها من استخدام مواردها المتجددة لتغذية مستقبلها بالطاقة النظيفة. إن القيام بذلك أمر قابل للتطبيق اقتصاديًا مقارنة بالحلول الأخرى ويوفر فوائد كبيرة من حيث خلق القيمة المحلية وأمن الطاقة والاستدامة البيئية بشكل رئيسي من خلال خلق فرص العمل وتحسين ظروف ومستوى المعيشة لغالبية سكان القارة وخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتلوث الهواء المحلي.

الاستثمار المتجدد في طاقة الرياح

ووفقًا للمجلس العالمي لطاقة الرياح (GWEC)، تم تركيب 944 ميجاوات من طاقة الرياح في أفريقيا والشرق الأوسط في عام 2019، من بينها أحدث مشروع مزرعة رياح بقدرة 262.5 ميجاوات من شركة “سيمنس جاميسا” في مصر، ويعادل تشغيل الطاقة لأكثر من 250.000 أسرة. وقد أعلنت شركة سيمنس جاميسا للطاقات المتجددة (SGRE) عن بدء التشغيل التجاري لأكبر مزرعة رياح تم إنشاؤها في مصر، في ديسمبر 2019 بمشروع رأس غارب، والذي يقع في خليج السويس، بعد استكمال مزرعة الرياح المزودة بـ 125 توربينة رياح بقدرة 2.1 ميجاوات، قبل 45 يومًا من الموعد المحدد في المخطط الزمني للتنفيذ.

ويتوقع خبراء الطاقة العالميين، البدء في توليد 10.7 جيجاوات من طاقة الرياح التي سيتم تركيبها بين 2020-2024، بزيادة قدرها 167% مقارنة بوضع السوق الحالي في مصر.

وقامت الشركة بتنفيذ المشروع كجزء من العقد للبناء والتشغيل بموجب إتفاقية شراء طاقة مدتها 20 عامًا (PPA)  مع الشركة المصرية لنقل الطاقة؛ إذ يعد هذا المشروع الأول من نوعه وحجمه في مجال إنتاج الطاقة المتجددة في مصر، في إطار نظام الإنتاج المستقل للطاقة  (IPP)، وتقود المشروع شركة رأس غارب لطاقة الرياح.

وأوضحت الشركة أن المشروع محركًا للنمو الاقتصادي وخلق فرص العمل في المجتمع المحلي المحيط، فأثناء التنفيذ، استوعب المشروع أكثر من 50 موردًا ومتعاقدًا محليًا، وأنتج حوالي 140 فرصة عمل، ومن المتوقع أن تساعد اتفاقية الصيانة الممتدة لمدة 15 عام، والتي توفرها القوى العاملة المحلية، في خلق مزيد من فرص العمل في المنطقة. وتمكن المشروع من تعزيز الاندماج الصناعي وسلسلة القيمة، التي تعتبر من الأولويات الرئيسية في مقاربة سيمنس جاميسا للتنمية المستدامة في مصر وأفريقيا بشكل عام.

وصرح أيمن سعد، المدير العام لشركة سيمنس جاميسا للطاقات المتجددة في مصر، “منذ 2005، شكلت مصر بالنسبة لسيمنس جاميسا للطاقات المتجددة سوقا أساسية، باعتبارها أول شركة تنتج الطاقة النظيفة باستخدام طاقة الرياح في البلاد، ويعد هذا المشروع، الذي يرسخ التزام سيمنس جاميسا إزاء مصر، فريدا من نوعه في تاريخ تواجد الشركة بأفريقيا.

وتتمتع مصر بقدرات هائلة في مجال طاقة الرياح، خصوصًا في منطقتي خليج السويس ووادي النيل، كما تعتبر مصر أيضا واحدة من 15 دولة حول العالم توفر أفضل فرص للنمو؛ إذ انه من المتوقع تنفيذ مشاريع في طاقة الرياح بقدرة تزيد عن 6500 ميجاوات مع حلول 2026، ولذلك تعتبر سيمنس جاميسا اليوم رائدة السوق المصري، فمع المساحة المتوفرة حاليا لمزرعة رياح رأس غارب، تصل قدرة الطاقات المتولدة لشركة “سيمنس جاميسا” في مصر إلى 1249 ميجاوات.

دعم الطلب المتزايد بالأسواق الأفريقية

وتدعم شركة “سيمنس جاميسا”، الطلب المتزايد على الطاقة في أفريقيا على مدار العشرين عامًا الماضية، بعد أن أكملت مشروعات في مصر وجنوب أفريقيا والمغرب وكينيا وموريتانيا وموريشيوس وتونس والجزائر بحصة سوقية تبلغ 55% في القارة.

وإجمالاً، قامت الشركة الإسبانية العالمية للطاقات المتجددة، بتركيب توربينات لتوليد طاقة الرياح بقدرة 3.4 جيجاوات للحد من ما يفوق عن 8 ملايين طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بما يعادل 140 مليون شجرة تحتاج إلى زراعتها سنويًا لتجنب نفس الكمية من تراكمات الطاقة الأحفورية ومدخرات ثاني أكسيد الكربون.

وتؤكد شركة “سيمنس جاميسا” مكانتها كشركة رائدة في أسواق الرياح الرئيسية في أفريقيا، وتمثل جنوب أفريقيا ومصر والمغرب، اليوم 91% من القدرة المركبة في أفريقيا.

ويمثل مصنع شفرات التوربينات الريحية في طنجة (المغرب) التزامًا بالمستقبل المستدام للمنطقة بأسرها، حيث يعد أول مصنع للشفرات في القارة الأفريقية. ومع استمرار تطور هذه الأسواق إلى مرحلة النضج خلال هذا العقد، ستعمل الأسواق الناشئة على تسريع نمو السوق الإقليمي. وتلعب شركة “سيمنس جاميسا” دورًا نشطًا في تطوير أسواق جديدة، وقد أعلنت مؤخرًا عن طفرة في السوق في جيبوتي مع تركيب أول مزرعة رياح بقدرة 59 ميجاوات في البلاد ومن المقرر الانتهاء منها في عام 2021.

وختامًا، يمكن القول، إن شركة “سيمنس جاميسا” تقود وتشرف على انتقال قارة أفريقيا إلى مرحلة الطاقة المستدامة ببلدانها واقتصاداتها الأكثر ديناميكة وتطورًا. وتلتزم الشركة بتعزيز الاستدامة البيئية والتنمية الاقتصادية والمساهمة في رفاهية الشعوب في المجتمعات التي تعمل فيها.