كتب – حسام عيد

بعد تأجيله مرتين بسبب وباء كوفيد-19، سيعقد مؤتمر رؤساء حكومات الكومنولث (CHOGM) في العاصمة الرواندية كيجالي في الفترة من 20 إلى 26 يونيو 2022.

ويأمل القادرة الأفارقة، خلال اجتماع هذا العام، التركيز بقدر أكبر على القارة، حيث ستطرح الموضوعات ذات الصلة مثل برامج التنمية وأزمة الغذاء الحالية التي سببتها الحرب الروسية في أوكرانيا.

ويعقد مؤتمر رؤساء حكومات الكومنولث كل عامين ويجمع بين 54 دولة تشكل الكومنولث، وهو نادٍ يتكون في الغالب من الأراضي والمستعمرات البريطانية السابقة، من بينها 19 دولة أفريقية.

وسيشهد حدث هذا العام انتخاب الأمين العام. وتترشح باتريشيا سكوتلاند، وهي دبلوماسية بريطانية ومحامية وسياسية ولدت في دولة دومينيكا، لإعادة انتخابها، لكنها ستصطدم بتحدي إقرار ودعم المملكة المتحدة لوزيرة خارجية جامايكا كامينا جونسون سميث. وتشير التقارير الإعلامية إلى أن المملكة المتحدة لم تعد واثقة من قدرة البارونة “سكوتلاند” على تحديث المنظمة.

سيسافر الملوك والرؤساء ورؤساء الحكومات من أفريقيا ومنطقة البحر الكاريبي والأمريكتين وأوروبا وآسيا والمحيط الهادئ إلى رواندا لمناقشة موضوع هذا العام: “تحقيق مستقبل مشترك: الاتصال والابتكار والتحول”.

بالإضافة إلى ذلك، ستعقد أربعة منتديات خاصة على هامش فعاليات المؤتمر، يشارك فيها الشباب والناشطون في النوع الاجتماعي وممثلون عن المجتمع المدني وقادة الأعمال.

وفي نهاية مؤتمر رؤساء حكومات الكومنولث 2022، سيتولى الرئيس الرواندي بول كاجامي رئاسة مكتب كومنولث الأمم للعامين المقبلين، خلفًا لرئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.

توجو تقدم لعضوية الكومنولث

في السنوات الأخيرة، حظي الكومنولث باهتمام متزايد من الدول الأفريقية ذات العلاقة التاريخية المحدودة مع المملكة المتحدة، خاصة منذ انضمام كل من موزمبيق ورواندا إلى المنظمة، في عامي 1995 و2009 على التوالي.

أعلنت حكومة توجو، في أبريل الماضي، أنها ستتقدم بطلب رسمي للانضمام إلى الكومنولث في اجتماع رؤساء حكومات المنظمة القادم في رواندا. توجو هي أيضًا عضو في المنظمة الدولية للفرانكفونية، وهي منظمة تضم عددًا كبيرًا من الدول الناطقة بالفرنسية وتضم 28 دولة أفريقية.

بالنسبة للبلدان الأفريقية، يتعلق الانضمام إلى الكومنولث بتطوير القوة الناعمة وتوسيع نطاق صوتها في جميع أنحاء العالم أكثر من زيادة علاقاتها التجارية مع العالم الناطق باللغة الإنجليزية.

بدوره، يرى فيليب مورفي، الأستاذ بجامعة لندن ومدير معهد دراسات الكومنولث، أن العديد من الدول تسعى لدخول منظمة الكومنولث، لأنها تروج للغة الإنجليزية كلغة دولية للتجارة والدبلوماسية.

من وجهة نظر دبلوماسية، الكومنولث منظمة قائمة على القيم تعزز شرعية الدول الأصغر أمام المجتمع الدولي.

وتدعي الكومنولث أن تصدير الدول الأعضاء إلى عضو آخر أرخص بنسبة 19% مقارنة بدولة خارجية، على الرغم من صعوبة التحقق من ذلك بشكل مستقل؛ وفق ما أفادت مجلة “أفريكان بيزنس”.

قد يكون لدى البلدان أيضًا وصول أفضل إلى ميزانية المساعدة البريطانية، لكن الفوائد التجارية من الانضمام هامشية.

وتتضاءل أهمية الكومنولث في أفريقيا اليوم بسبب الأهمية المتزايدة للتكتلات الإقليمية داخل القارة السمراء. إيكواس ” المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا”، على سبيل المثال، كان مهمًا في إقصاء رئيس جامبيا، يحيى جامح، عندما رفض التنحي بعد خسارته الانتخابات الرئاسية في ديسمبر 2016. لكن الكومنولث لم يفعل أي شيء لأنه لم يكن لديهم الوسائل أو الشرعية.

ومن الجليّ أن الكومنولث ليس تكتل قوَى، فما يربطه -إلى حد بعيد- هو القيم المشتركة، والرغبة في الحفاظ على تلك الصلة الطوعية ببريطانيا ودول الكومنولث الأخرى. وإضافة إلى ذلك، يوفر الكومنولث قناة للحصول على المزيد من المساعدات التقنية، والتدريب والموارد التعليمية. 

استعدادات كيجالي لاستضافة مؤتمر 2022

بالنسبة لرواندا، التي كانت تدفع لاستضافة حدث شخصي لعدة سنوات، فإن مؤتمر رؤساء حكومات الكومنولث هو أيضًا فرصة للتباهي بأوراق اعتمادها الدبلوماسية.

ومع ذلك، قد يستخدم نشطاء حقوق الإنسان دور رواندا كمضيف لتسليط الضوء على أوجه القصور فيها. ويعد ملف حقوق الإنسان في رواندا أحد أبرز العوامل التي تهدد استضافة مثل هذه الأنواع من الأحداث، حيث لا يمكن قلب أجندة الأخبار بالطريقة التي تريدها الحكومات.

يأتي مؤتمر رؤساء حكومات الكومنولث في الوقت الذي تقيم فيه رواندا علاقات وثيقة بشكل متزايد مع المملكة المتحدة، بما في ذلك التعاون في صفقة مثيرة للجدل لاستقبال المهاجرين غير الشرعيين الذين تم ترحيلهم من المملكة المتحدة مقابل 120 مليون جنيه استرليني سنويًّا. وقد انتقد نشطاء هذه الصفقة قائلين إنها لا تفي بالتزامات المملكة المتحدة الدولية.