إعداد – فاروق حسين أبو ضيف

باحث متخصص في الشؤون الأفريقية

تعكس الأحداث الأخيرة في النيجر حجم الصراعات الواقعة في المنطقة الأفريقية، لا سيما منطقة غرب أفريقيا والساحل، كما أن تزايد معدلات الانقلابات العسكرية مؤخرًا في القارة يبرهن على مدى ضعف الحكومات الأفريقية وسيطرة الجيش على مفاصل الإدارة والحكم في المنطقة، كما لا تزال النظم الديمقراطية هشَّة في أفريقيا، وخلال الفترة بين عامي 1960 و2000، شهدت المنطقة الأفريقية نحو 82 انقلابًا عسكريًّا، كانت لها تداعيات سلبية كثيرة على المنطقة؛ حيث زادت معدلات الفقر والفساد وعدم الاستقرار، فضلًا عن وانتهاكات لحقوق الإنسان، وتعد الانقلابات العسكرية في القارة الأفريقية واحدة من أهم الظواهر المُعدية والمنتشرة بين النظم السياسية والقادة العسكريين.[1]

أعلن الحرس الجمهوري في النيجر عن استيلائه على السلطة في البلاد، والإطاحة بالرئيس المعزول “محمد بازوم” بعد احتجازه داخل القصر الرئاسي في العاصمة نيامي، ومنع العاملين بالقصر الجمهوري من الوصول إلى مكاتبهم في 26 يوليو 2023[2]، وقام قائد الانقلاب العسكري الجنرال “عبد الرحمن تشياني” بتنصيب نفسه زعيمًا جديدًا للنيجر، كما أكد الإطاحة بالرئيس “بازوم” وحل الحكومة ومجلس النواب وإغلاق حدود الدولة، وتعليق العمل بالدستور، بالإضافة إلى فرض حظر تجوال على المواطنين.[3]

هذا، ويسلط المقال الضوء على تداعيات انقلاب النيجر على منطقة الساحل الإفريقي، خاصة في ظل الانسحاب الفرنسي من المنطقة التي شهدت جملة من الانقلابات العسكرية في الآونة الأخيرة، وذلك عبر التطرق إلى تطورات المشهد الأمني في البلاد، بالإضافة إلى استعراض أبرز دوافع الانقلاب، مع الوقوف على ردود الفعل الدولية بشأن الانقلاب، مع محاولة استشراف أبرز السيناريوهات المستقبلية في هذا الصدد.

أولًا: الحالة الأمنية في النيجر قبل الانقلاب العسكري

تولي الرئيس “بازوم” السلطة منذ أبريل 2021 بعد الرئيس السابق “محمد إيسوفو” الذي تنحى طواعية بعد ولايتين رئاسيتين، كما ظهر أنه غير قادر على التعامل مع الحركات المتطرفة في المناطق المتفرقة في البلاد، بالإضافة إلى ارتفاع حالة السخط الشعبي، لا سيما التهديدات المرتبطة بتنظيم القاعدة، حيث تعاني النيجر من عدة تحديات أمنية نتيجة تصاعد نفوذ الجماعات الإرهابية والنزاعات المسلحة، وخلال يوليو 2023 أعلنت وسائل إعلام محلية نيجرية أن أكثر من 13 ألف امرأة وطفل فروا من الجزر الواقعة على نهر النيجر غرب البلاد نتيجة الهجمات الإرهابية الواقعة عليهم من الجماعات المسلحة، ونتيجة هذه الأحداث تصدرت النيجر قائمة أفقر دولة في العالم وفقًا لمؤشر الأمم المتحدة للتنمية البشرية؛ حيث لا تزال تكافح أعمال العنف نتيجة انتشار الجماعات الإرهابية على حدودها الغربية مع مالي وبوركينا فاسو، وحدودها الجنوبية الشرقية مع نيجيريا[4].

أدى تمدد العناصر المسلحة التابعة لتنظيمي القاعدة وداعش في أفريقيا جنوب الصحراء إلى تصاعد وتيرة الأعمال الإرهابية في العديد من البلدان في المنطقة؛ إذ إن 7 من الدول الأفريقية من أصل 10 دول شهدت أكبر زيادة في الأعمال الإرهابية كانت في أفريقيا جنوب الصحراء، وهذه الدول هي بوركينا فاسو وموزمبيق وجمهورية الكونغو الديمقراطية ومالي والنيجر والكاميرون وإثيوبيا، كما أن هذه الدول تشهد تهديدات مختلفة في ظل ضعف الحالة الأمنية. [5]

وتعد النيجر واحدة من أكثر الدول التي تعاني من انعدام الاستقرار في العالم؛ إذ شهدت أربعة انقلابات عسكرية منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960، بالإضافة إلى عدد من المحاولات الانقلابية الفاشلة، آخرها مارس الماضي حين حاولوا الإطاحة به أثناء زيارته لتركيا، فضلًا عن المحاولة التي وقعت قبل ساعات من تنصيبه رئيسًا للبلاد في أبريل 2021، وفيما يتعلق بالحالة الأمنية بالنيجر، يمكن القول بأنها تعاني من انعدام الاستقرار، لا سيما وأن الصحراء تمثل نحو ثلثي مساحة النيجر، وتحتل المراتب الأخيرة في مؤشر التنمية البشرية التابع للأمم المتحدة، وذلك نتيجة حالة عدم الاستقرار، وتصاعد أعمال العنف التي تقودها الجماعات المسلحة في منطقة غرب أفريقيا.[6]

كما تجدر الإشارة إلى أن القوات المسلحة في النيجر تكبدت خسائر فادحة خلال قتالها ضد الجماعات المسلحة والمتمردة، حيث فقد الجيش النيجري عددًا كبيرًا من قواته خلال المعارك التي خاضها خلال سلسلة من المعارك المستمرة ضد الجماعات المسلحة والمتمردة. كما لعبت هذه التداعيات دورًا كبيرًا في تزايد سخط قادة الجيش والسلطات في البلاد ضد الرئيس المعزول، لا سيما وأنه في وقت سابق كان عدد من قادة الجيش في البلاد قد طالب بضرورة تقديم الدعم الكامل للجيش في مواجهة الجماعات المسلحة.[7]

وخلال عام 2018 أعلن تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى مسؤوليته عن 43 هجومًا و 266 حالة وفاة، في النيجر وبوركينا فاسو ومالي، كما استغل التنظيم النزاعات الداخلية في دول الساحل الأفريقي، كما سعى إلى تجنيد أعضاء من مجموعة من الجماعات العرقية في جميع أنحاء منطقة الساحل، في الوقت الذي سعت فيه دول الساحل إلى التماسك ومقاومة التهديدات المسلحة التي تقودها هذه الجماعات في المنطقة، إلا أن هذه الدول واجهت ضغوطًا من عمليات مكافحة الإرهاب وهو ما جعل هذه الدول غير قادرة على مواجهة خطر الجماعات المسلحة، في الوقت الذي أعلنت فيه فرنسا انسحابها من مالي، وجعل مالي تبحث عن بديل استراتيجي لباريس لدعم دول الساحل عسكريًا.[8]

وفيما يتعلق بتأثير أعمال العنف التي قامت بها الجماعات الإرهابية، أصبحت منطقة الساحل في أفريقيا جنوب الصحراء مؤخرًا بؤرة للإرهاب؛ حيث سجلت منطقة الساحل عددًا كبيرًا من الوفيات الناتجة عن الإرهاب عام 2022، مقارنةً بجنوب آسيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا مجتمعين، وشكلت الوفيات في منطقة الساحل 43% من الإجمالي العالمي في عام 2022[9]، وأشار مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2020 أن أكبر زيادة في معدلات الوفيات الناجمة عن الإرهاب كانت في منطقة الساحل الأفريقي؛ حيث ارتفع أعمال العنف التي قام بها تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى (ISGS)، وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين (JNIM) بالمنطقة؛ حيث إن عددًا كبيرًا من هذه الهجمات نفذها تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى (ISGS)، كما أن نشاط هذه الجماعات ينتشر بشكل كبير في بوركينا فاسو التي تتصدر قائمة الدول الأكثر استهدافًا في جميع أنحاء منطقة الساحل، بالإضافة إلى وجود تهديدات مماثلة في مالي والنيجر خلال السنوات القليلة الماضية[10]

ووفقًا لتقرير “مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2023” جاءت دول الساحل وغرب أفريقيا في مرتبة متقدمة داخل ترتيب الدول الأكثر تضررًا من الإرهاب، أبرزها ما يلي:[11]

  1. بوركينا فاسو (المرتبة الثانية عالميًا).
  2. مالي (المرتبة الرابعة عالميًا).
  3. نيجيريا (المرتبة الثامنة عالميًا).
  4. النيجر (المرتبة العاشرة عالميًا).

يُذكر أن النيجر قد حققت نموًا ملحوظًا في هذا المؤشر، فقد احتلت المرتبة الثامنة عالميًا في مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2022، وخلال هذا العام كانت النيجر قد سجلت ثاني أكبر زيادة في معدلات الوفيات بسبب الإرهاب؛ إذ ارتفعت بنسبة 129% لتصل إلى 588 حالة.[12]، وكشف مؤشر الإرهاب العالمي (2023) أن هناك عدة مناطق المتداخلة على حدود بوركينا فاسو مع النيجر ومالي قد تعرضت لأكبر عدد من الهجمات الإرهابية، لتضم بذلك (81%) من إجمال حالات الوفاة الناجمة عن هجمات إرهابية بمنطقة الساحل خلال؛ حيث تضم نحو 81% من إجمالي حالات الوفاة الناجمة عن هجمات إرهابية بمنطقة الساحل خلال 2022، وهو الأمر الذي شجع التنظيمات الإرهابية على شن هجمات مضادة وارتفاع حالات الوفاة.[13]

ثانيًا: دوافع وتوقيت الانقلاب العسكري في بوركينا فاسو

تُعد النيجر من الدول الأفريقية التي تعاني من انتشار أعمال العنف المسلح التي قادتها الجماعات الإرهابية والمتمردة وهو ما أظهره مؤشر الإرهاب العالمي خلال عامي 2022 وكذلك 2023؛ حيث احتلت النيجر المرتبة الـ (8) عالميًا في قائمة الدول عام 2022، كما جاءت في المرتبة (10) عالميًا في قائمة الدول عام 2023، وهو ما تسبب في غياب حالة الاستقرار، وانتشار أعمال العنف، وهو الأمر الذي أثار حالة استياء واسعة النطاق في النيجر.[14]

وفيما يتعلق بتوقيت الانقلاب العسكري في النيجر، فإنه يأتي ليضيف بُعدًا جديدًا للأزمات السياسية والأمنية التي تشهدها منطقة الساحل وغرب أفريقيا؛ وهو يأتي في سياق سلسلة الانقلابات العسكرية التي تشهدها المنطقة الأفريقية، بداية من شهدته مالي في مايو 2021، وهو الانقلاب الثاني من نوعه في أقل من عام، وكذلك الانقلاب العسكري في غينيا كوناكري والإطاحة بالرئيس “ألفا كوندي” في سبتمبر 2021، بالإضافة إلى الانقلاب العسكري الذي وقع في بوركينا فاسو يناير 2022، فضلًا عن الأزمات التي تلاحق عدة دول أفريقية، لا سيما الكاميرون وجمهورية الكونغو الديمقراطية وكذلك السودان وإثيوبيا.

وفيما يتعلق بدوافع الانقلاب العسكري في النيجر فهناك عدة عوامل تفسر الانقلاب العسكري، يمكن تناولها فيما يلي:[15]

  • تفشي الفساد بين أعضاء الحكومة؛ إذ تقوم أعضاء الحكومة النيجيرية باختلاس العديد من الأموال، والتي تأتي بشكل رئيس من مخزونات البلاد الضخمة من اليورانيوم، لا سيما أن السياسات المتبعة في بيع اليورانيوم تعود إلى الحقبة الاستعمارية الفرنسية، والتي تمنع البلاد من بسط سيادتها على موادها الخام واستخدامها في عملية التنمية.[16]
  • غياب العدالة في توزيع الثروات، وعدم استفادة النيجر من إنتاجيتها الضخمة من اليورانيوم؛ وفي هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى أن الفساد الذي تشهده البلاد فيما يتعلق بإنتاجها من اليورانيوم نابع بشكل رئيس من المشروع المشترك بين النيجر وفرنسا الذي تديره شركة “سومير” (Somaïr)، وهي الشركة التي تمتلك وتدير صناعة اليورانيوم في البلاد، منبهًا إلى أن 85% من شركة “سومير” مملوكة للجنة الطاقة الذرية الفرنسية وشركتين فرنسيتين، في حين أن 15% فقط مملوكة لحكومة النيجر.[17]
  • ضعف نظام الرئيس المعزول “بازوم” في إدارة البلاد؛ إذ فشل الرئيس المعزول منذ توليه سلطة الحكم في إحكام سيطرته وفرض القبضة الأمنية ضد الجماعات والتنظيمات المسلحة، وهو ما أدى إلى تصاعد حدة التوترات.
  • تنامي حدة التوترات داخل القوات المسلحة في النيجر؛ حيث تشهد النيجر حالة من التوترات نتيجة تصاعد حالة السخط داخل القوات المسلحة في البلاد، بسبب نية الرئيس المعزول في إقالة قائد الحرس الرئاسي، الذي خدم كل فترة الرئيس السابق “محمد إيسوفو”، بالإضافة إلى إقالة عدد من الموالين للرئيس السابق من عدد من المواقع الحيوية.
  • تزايد أعمال العنف المسلح ضد الدولة؛ حيث تواجه النيجر أزمة غير مسبوقة نتيجة غياب حالة الأمن مع تزايد حجم الهجمات العسكرية التي قامت بها الجماعات المسلحة ضد الجيش والمدنيين، والتي أودت بحياة الكثير، وتقع البلاد في حزام المنطقة التي تنشط فيها الجماعات المسلحة، مثل بوكو حرام وأخواتها في تنظيم القاعدة.
  • تزايد السخط الشعبي ضد النظام الحاكم: أدى تزايد أعمال العنف المسلح والتي تستهدف القوات المسلحة والمدنيين داخل البلاد إلى زيادة السخط الشعبي ضد النظام الحاكم، في ظل غياب جهود مكافحة الإرهاب، وفشلت الحكومة في تلبية توقعات المواطنين، بالإضافة إلى الفقر المدقع الذي تعيش فيه البلاد؛ إذ تحتل النيجر المرتبة الأخيرة في مؤشر التنمية البشرية (189 من 189 دولة) وأكثر من نصف سكانها تحت خط الفقر.

ثالثا : تداعيات التحركات العسكرية على المنطقة

شهدت النيجر أربعة انقلابات عسكرية منذ الاستقلال عن فرنسا في عام 1960؛ إذ تعد النيجر من الدول الحبيسة في المنطقة الأفريقية رغم تصنيفها ضمن نطاق دول الساحل الأفريقي؛ إذ تقع في غرب أفريقيا، وتقع حدود النيجر مع عدة دول أفريقية؛ حيث يحدها من الجنوب نيجيريا وبنين ومن الغرب بوركينا فاسو ومالي ومن الشمال كل من الجزائر وليبيا، فيما تحدها تشاد من جهة الشرق. وتبلغ مساحتها 1.2 مليون كم مربع، وهو ما يجعلها أكبر دول في منطقة غرب أفريقيا من حيث المساحة، ولعل تداعيات الأزمة تُنذر بتعاظم الأزمات السياسية والأمنية التي تواجه دول غرب أفريقيا، والتي تُعد دول جوار قريب للدول العربية، ومن بينها ليبيا والجزائر على سبيل المثال بالإضافة إلى السودان بشكل غير مباشر. [18]

ولعل سيولة الحدود بين دول أفريقيا جنوب الصحراء قد تساعد على تنامي التنظيمات الإرهابية وانتشار العناصر والتنظيمات الإرهابية بالتزامن مع اندلاع الأزمة السياسية، وانتشار الفوضى قد يزيد من هشاشتها، ومن ثم تعقيد المشهد الأمني في منطقة غرب أفريقيا والساحل، والذي يُعد جوارًا قريبًا لدول المغرب العربي، في ظل تنامي أزمات تداول السلطة والتحركات العسكرية في أفريقيا، ولعل الأمثلة كثيرة في منطقة الساحل وغرب أفريقيا، إذ شهدت مالي انقلابيْن خلال عام، كان آخرها مايو 2021، وقُتل رئيس تشاد “إدريس ديبي”، وكذلك الأزمة في غينيا بيساو، وكذلك الانقلاب العسكري الأخير الواقع في بوركينا فاسو، وعلى ما يبدو أن موريتانيا على أعتاب أزمة سياسية نتيجة للتصعيد الأخير الذي قامت به أحزاب المعارضة، بالإضافة إلى احتدام الصراع في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

ولعل التحركات العسكرية الأخيرة في النيجر قد تلقي انعكاسات على الاتحاد الأفريقي، لا سيما رئاسة جزر القمر للاتحاد الأفريقي لعام 2023؛ إذ إن جزر القمر تستعد مؤخرًا لإجراء انتخابات رئاسية العام المقبل، وربما تؤدي هذه التطورات إلى مزيد من الاحتقان في جزر القمر، وبالتالي، قد يفضي ذلك إلى تراجع الأولوية التي يوليها رئيس جزر القمر لأزمة التحركات التي تقودها القوات المسلحة لدول أفريقيا والتي تعرقل مسار التنمية للحكومات الأفريقية.

ولعل هذا الانقلاب العسكري الجديد داخل القارة قد أعاد تجديد تاريخ الانقلابات العسكرية في دول أفريقيا جنوب الصحراء، لا سيما في ظل التحركات العسكرية التي يقودها قادة الجيش في بعض دول القارة، وهو الأمر الذي أربك حسابات بعض الدول الغربية، لا سيما فرنسا؛  إذ تخشى باريس أن تكون النيجر الدولة الثالثة التي تخسرها فرنسا لمصلحة روسيا في منطقة الساحل الأفريقي بعد خسارة مالي وبوركينا فاسو، في ظل “صراع النفوذ” بين الدول الكبرى داخل القارة السمراء؛ حيث سعت باريس بعد خروجها من باماكو إلى تعزيز نفوذها في النيجر، مستغلة العلاقات القوية التي تربطها مع الرئيس المعزول، وعملت على تنفيذ أهدافها الجيوسياسية في غرب أفريقيا، وفي إطار مواجهة التنظيمات الجهادية المسلحة في منطقة الساحل.

وفيما يتعلق بأهمية النيجر بالنسبة لفرنسا، تجدر الإشارة إلى أن النيجر تحتل المركز الرابع عالميًا في إنتاج اليورانيوم، فالنيجر مصدر هام لإمدادات فرنسا باليورانيوم؛ إذ إن فرنسا تعتمد عليها في إمداد اليورانيوم بنحو 35% من الاحتياجات الفرنسية، بالإضافة إلى ذلك، وجود القاعدة العسكرية الفرنسية في النيجر، كما يوجد نحو 1500 جندي فرنسي في النيجر، واكتسبت أهمية كبيرة خلال العام الماضي، بعد أن أصبحت مركزًا للعمليات الفرنسية لمكافحة الجماعات المسلحة في الساحل، لا سيما بعد الانسحاب الفرنسي من مالي وبوركينا فاسو إثر الخلافات السياسية مع البلدين، إلى جانب أنها تعَد قاعدة مركزية لقوات حلف “الناتو” في منطقة الساحل، كما أن استقرار النيجر مهم جدًا بالنسبة لباريس لمراقبة الحدود مع ليبيا ومكافحة الهجرة غير الشرعية.[19]

رابعًا: ردود الفعل الدولية تجاه التدخل العسكري

وفيما يتعلق بالموقف الدولي إزاء الانقلاب العسكري في النيجر، أدان المجتمع الدولي التدخل العسكري وعزل الرئيس “محمد بازوم”؛ إذ أدان الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” التحركات الأخيرة للجيش والحرس الجمهوري، ونددت بأي محاولة للسيطرة الحكومة بقوة السلاح، كما أعرب عن قلقه نتيجة احتجاز الرئيس “محمد بازوم”، وتدهور الأوضاع الأمنية في البلاد عقب التحركات العسكرية للجيش في البلاد، كما أعلنت الأمم المتحدة عن التزامها الكامل بالحفاظ على النظام الدستوري ودعمها للشعب في مواجهة التحديات التي تهدد استقرار الدولة.[20]

 الاتحاد الأفريقي:

ندد الاتحاد الأفريقي بالتحركات العسكرية في النيجر، ودعا إلى ضرورة عودة القوات المسلحة إلى ثكناتهم العسكرية؛ إذ أعرب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي “موسى الفقيه” إدانته للانقلاب العسكري ضد الرئيس “بازوم”، وذكر البيان الصادر من الاتحاد الأفريقي دعمه للرئيس المنتخب، ودعا قوات الجيش الوطني وقوات الأمن إلى ضرورة الالتزام بمهمتهم فقط والدفاع عن أمن الدولة داخليًا وخارجيًا، كما طالب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي الجيش وقوات الأمن بضرورة العودة الفورية وغير المشروطة للعسكريين إلى ثكناتهم[21]، ومن جانبه، أصدر مجلس السلم والأمن الأفريقي إنذارًا مدته 15 يومًا للمتورطين في الانقلاب على السلطة، مضيفًا أنه لن يتم الاعتراف بالسلطات من الانقلاب في النيجر، ومطالبًا بإعادة تسليم السلطة للرئيس الشرعي للبلاد “محمد بازوم”.

الولايات المتحدة الأمريكية

وفي هذا السياق، نددت واشنطن بالانقلاب العسكري في النيجر؛ إذ طالبت مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض “جيك سوليفان” بالإفراج عن الرئيس المعزول، فضلًا عن دعوتها لضرورة عودة الحكومة المدنية وفقًا للنظام الدستوري، وتخشى الولايات المتحدة من نجاح هذا الانقلاب الذي قد يقوض فرص واشنطن بالمنطقة، لا سيما في ظل الصراع الروسي الأمريكي بالمنطقة، واستخدام روسيا قوات الأمن الخاصة “فاجنر” لممارسة أداة جذب للحكومات العسكرية الجديدة.[22]

المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا

نددت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (ECOWAS) بالتدخل العسكري، وأشار البيان الصادر عن “الإيكواس” أن المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا تتابع بقلق تطور الأوضاع الأمنية السياسية والأمنية في النيجر، وقالت إنها تُحمل العسكريين المسؤولية عن سلامة الرئيس “بازوم”، كما دعت إلى ضرورة الإفراج الفوري عن الرئيس المنتخب، وأضاف البيان أن المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والمجتمع الدولي يحملان قادة الانقلاب العسكري مسؤولية أمن وسلامة الرئيس وعائلته وأعضاء الحكومة[23]، وأعلنت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إيكواس”، في قمتها الطارئة التي عقدت بالعاصمة النيجيرية أبوجا في 30 يوليو 2023، فرض سلسلة من العقوبات على قادة الانقلاب العسكري في النيجر، وكذلك لم تستبعد “إيكواس” استخدام القوة حيال الانقلابيين الذين منحتهم مهلة مدتها أسبوع للإفراج عن الرئيس “محمد بازوم” وتسليمه السلطة.[24]

الاتحاد الأوروبي

أدان الاتحاد الأوروبي في بيان من خلال مسؤول السياسة الخارجية “جوزيب بوريل” الانقلاب العسكري في النيجر، منددًا بالتعدي على مبادئ الديمقراطية وانتهاكها، وأضاف البيان أن الاتحاد الأوروبي يعرب عن قلقه نتيجة محاولات زعزعة الديمقراطية تهديد الاستقرار في النيجر[25]، وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن قطع المساعدات المالية التي تقدمها للنيجر، لا سيما وأن النيجر شريك رئيس للاتحاد الأوروبي في استراتيجيته لمنع تدفقات اللاجئين من أفريقيا جنوب الصحراء. يُذكر أن الاتحاد الأوروبي خصص ميزانية تبلع نحو 554 مليون دولار لتحسين الحوكمة والتعليم والنمو المستدام بالنيجر، خلال الفترة من 2021 إلى 2024.[26]

فرنسا

كانت الحكومة الفرنسية قد نددت بالانقلاب العسكري في النيجر، وطالبت بالإفراج الفوري عن الرئيس المعزول “محمد بارزوم”، الذي تعتبره باريس حليفًا استراتيجيًا لها في منطقة الساحل الأفريقي[27]، وكانت فرنسا قد أدانت أعمال العنف في النيجر بعد تجمع الآلاف من أنصار المجلس العسكري خارج السفارة، للتنديد بالتدخل الفرنسي، ورفع لافتات مسيئة ضد فرنسا.[28]

روسيا

وفيما يتعلق بالموقف الروسي من الانقلاب العسكري في النيجر، لا يزال الموقف الروسي غامضًا من هذه التحركات، والتزامها الصمت وعدم دعم طرف على حساب الآخر، وفي المقابل نددت وزارة الخارجية الروسية بمحاولات اتهام روسيا بالتدخل في الانقلاب العسكري بالنيجر، وكان زعيم قوات الأمن الخاصة “فاجنر” قد أعلن أن الأحداث في النيجر تعتبر جزءًا من حرب الأمة ضد المستعمرين، لا سيما بعد قيام المتظاهرين في النيجر بالتظاهر ضد الوجود الفرنسي ورفع لافتات تأييد لروسيا[29]، يأتي هذا، في ظل صراع النفوذ مع روسيا، والتي بدأت تستغل الغياب الفرنسي داخل الساحل الأفريقي، فضلًا عن تنامي المخاوف من أن تؤدي حالة الفوضى المحتملة وانتشار التنظيمات الإرهابية جرَّاء الانقلاب إلى زيادة عدد اللاجئين إلى أوروبا.

خامسًا: سيناريوهات ما بعد الانقلاب

خلال تناول تطورات الأوضاع في النيجر، وتداعيات التحركات العسكرية التي قادها الرئيس الانتقالي الحالي في البلاد ضد الرئيس المعزول “بازوم”، يمكن وضع عدة سيناريوهات مستقبلية للأوضاع في النيجر، من شأنها تناول مضمون الدراسة مدى تأثير الإطاحة بالرئيس “بازوم” في تحقيق تنمية اقتصادية في البلاد وتحسين الأوضاع السياسية، وكذلك تأثير تداعيات هذه الأزمة على الوجود الفرنسي في الساحل الأفريقي.

السيناريو الأول:

قد تنذر الأوضاع باستمرار المجلس العسكري في البلاد بفرض سيطرتها، خاصَّة بعد إعلان قائد الحرس الرئاسي الجنرال “عبد الرحمن تشياني” رئيسًا للمجلس الانتقالي في البلاد، وقد يسعى المجلس العسكري في البلاد لاستخدام هيمنته في البلاد، وفتح قنوات اتصال جديدة مع قوى أجنبية لدعم المجلس، وهو ما قد يتشابه مع النموذج المالي الأخير، وقد تشهد النيجر فتح آفاق جديدة مع روسيا، مستغلة الغضب الشعبي ضد التواجد الفرنسي في الساحل الإفريقي، ولا سيما بعد التظاهرات أمام مقر السفارة الفرنسية بالبلاد، رفضًا للتدخل الفرنسي.

السيناريو الثاني:

لعل المشهد في النيجر قد لا يتشابه مع المشهد في مالي وبوركينا فاسو، ويقوم المجلس الانتقالي في النيجر بتحديد موعد لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، لا سيما بعد عودة العمل بالدستور وفتح الحدود مع الدول المجاورة، مع خروج القادة العسكريين من الصورة والعودة لمناصبهم العسكرية، وترك الحياة السياسية والمشهد السياسي، في محاولة للاستفادة من استمرار الدعم الغربي للنيجر؛ حيث تمثل المساعدات المقدمة من فرنسا وألمانيا وأميركا والاتحاد الأوروبي 60% من الميزانية العامة للنيجر.

السيناريو الثالث:

قد تشهد الأوضاع في النيجر تمددًا للحركات المسلحة والإرهابية في الدولة مع استمرار التهديدات التي تواجه الدولة منذ فترة كبيرة، ومن ثم عدم استقرار الأوضاع في الساحل الأفريقي واستمرار العلميات المسلحة التي تمارسها الجماعات في المنطقة، ومن المُرجح أن تتأثر النيجر بغياب الرئيس “بازوم” مع تصاعد وتيرة الصراع بين الجماعات المسلحة والدولة، لا سيما وأن النيجر تعاني من ضعف الحالة الأمنية، وهو الأمر الذي ربما تستغله الجماعات الإرهابية بشكل كبير، مستفيدة من الثروات الطبيعية التي تمتلكها الدولة.

السيناريو الرابع:

قد تشهد النيجر حالة من الصراع الدولي بين القوى المختلفة الساعية لمد نفوذها وسيطرتها على منطقة الساحل الأفريقي، لا سيما باريس التي لا تزال تلعب دورًا قويًّا لحماية أهدافها والتي تسعى لحماية مصالحها بالدولة، بالإضافة إلى روسيا والتي قد تعتمد على وجود الجنرال “تشياني”، لتعزيز نفوذ موسكو في الدولة وفتح فاق جديدة من العلاقات بين البلدين، فضلًا عن الدول الإقليمية الأخرى، وربما تصبح النيجر ساحة للصراع الدولي على الثروات الطبيعية في البلاد، وهو الأمر الذي قد يهدد استقرار المنطقة التي تعاني من ضعف الحالة الأمنية مؤخرًا.

السيناريو الخامس:

من المرجح أن تشهد النيجر حالة من الانقسامات الداخلية الحادة بين قادة الجيش وقادة الحرس الجمهوري، نتيجة تغليب المصالح الشخصية على مصالح الدولة، في ظل الضغوط الإقليمية والدولية على النيجر، وهو الأمر الذي قد يقود إلى انقلاب عسكري آخر بشكل سريع، كما حدث في مالي خلال الفترة الماضية، ولعل هذا السيناريو هو الأقرب، في ظل التنديد الغربي بالعقوبات وقطع المساعدات، بالإضافة إلى العقوبات التي قد تفرضها منظمة “الإيكواس”

وختامًا، ويسلط هذا الانقلاب الواقع في النيجر الضوء على قضية الأمن داخل الدول الإفريقية، ، ومستقبلها في ضوء واقع المنطقة المأزوم، ووفق لتطورات الأوضاع داخل القارة الأفريقية، فإن التدخلات العسكرية سواء في القارة الأفريقية عامَّة، أو تحديدًا داخل منطقة الساحل الأفريقي، ستظل سمة غالبة ومسيطرة على المنطقة، وستظل تعاني منها الحكومات، لا سيما الحكومات المدنية، وقد تقف في طريق تحقيق التنمية والاستقرار لدول القارة، ما لم توضع العراقيل وسَنّ التشريعات الملزمة لجميع دول الاتحاد الأفريقي، كما أن التحركات العسكرية التي قادها الحرس الجمهوري في النيجر ستقود إلى مزيد من الصراعات الداخلية في النيجر، وربما تشهد النيجر انقسامات حادة بين قادة الجيش وقادة الحرس الجمهوري، وهو الأمر الذي يُنذر بانقلاب عسكري آخر بشكل سريع، كما سيشكل الانقلاب تهديدًا حقيقيًا لتعزيز الديمقراطية داخل منطقة غرب إفريقيا بشكل عام؛ حيث أن هناك سبع دول داخل منطقة غرب إفريقيا والساحل خاضعة لسيطرة الحكم العسكري، وتشير تجربة النيجر “الهشة” إلى القابلية للحكم غير الدستوري في ديمقراطيات المنطقة الأخرى، وربما تشهد المنطقة مستقبلًا تغييرًا لخارطة المصالح والنفوذ للدول الخارجية، وكذلك استمرار حالة عدم الاستقرار للمنطقة نتيجة تداعيات الانقلابات العسكرية التي شهدتها إفريقيا خلال الفترة الأخيرة.


[1]  Burkina Faso : rumeurs de coup d’État, Le Point Afrique, https://www.lepoint.fr/afrique/burkina-faso-le-president-roch-marc-christian-kabore-arrete-24-01-2022-2461733_3826.php

[2] Omar Hama Saley, Elian Peltier and Declan Walsh, Military in Niger Announces Coup After Soldiers Detain President, 26July, 2023 https://www.nytimes.com/2023/07/26/world/africa/niger-military-coup-president-bazoum.html

[3] الجنرال عبد الرحمن تشياني يعلن نفسه زعيما للنيجر عقب انقلاب درامي، 28 يوليو 202، بي بي سي عربي https://www.bbc.com/arabic/articles/c14zpjk8n7xo

[4] تامر الهلالي، ما تأثير الحرب بين «داعش» و«بوكو حرام» على النيجر؟، الشرق الأوسط، 11 مايو 2023 https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/%D8%A3%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7/4323091-%D9%85%D8%A7-%D8%AA%D8%A3%D8%AB%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%C2%AB%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4%C2%BB-%D9%88%C2%AB%D8%A8%D9%88%D9%83%D9%88-%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D9%85%C2%BB-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%8A%D8%AC%D8%B1%D8%9F

[5] تقرير مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2020، ص2 https://visionofhumanity.org/wp-content/uploads/2020/11/GTI-2020-web-1.pdf

[6] محمود أبو بكر، الانقلابات العسكرية في النيجر بين الأسباب والوقائع والتواريخ، اندبندنت عربي، 28 يوليو 2023. https://shorturl.at/xBGST

[7] الشيخ محمد، معارك «عنيفة» بين جيش النيجر و«داعش»، الشرق الأوسط، فبراير 2023. https://shorturl.at/gmv27

[8]  https://www.visionofhumanity.org/wp-content/uploads/2022/03/GTI-2022-web.pdf   p 58

[9] Global Terrorism Index 2023, 14 Mar 2023, https://reliefweb.int/report/world/global-terrorism-index-2023

[10] GLOBAL TERRORISM INDEX 2022, p 50 https://www.visionofhumanity.org/wp-content/uploads/2022/03/GTI-2022-web.pdf

[11] GLOBAL TERRORISM INDEX 2023, p8 https://www.visionofhumanity.org/wp-content/uploads/2023/03/GTI-2023-web-170423.pdf

[12] GLOBAL TERRORISM INDEX 2022, p3 https://www.visionofhumanity.org/wp-content/uploads/2022/03/GTI-2022-web.pdf

[13] نهال أحمد السيد، أفريقيا في تقرير مؤشر الإرهاب العالمي (2023)، 31 يوليو 2023، مركز المسبار للدراسات والبحوث، https://shorturl.at/dmIW9

[14] GLOBAL TERRORISM INDEX 2023, ibid

[15] محمد صالح عمر، انقلاب النيجر.. صراع النفوذ يغتال الديمقراطية الوليدة، موقع الجزيرة الإخبارية، 28/7/2023، https://1-a1072.azureedge.net/politics/2023/7/28/%D8%A7%D9%86%D9%82%D9%84%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%8A%D8%AC%D8%B1-%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D9%88%D8%B0-%D9%8A%D8%BA%D8%AA%D8%A7%D9%84

[16] Vijay Prashad and Kambale Musavuli, Niger Is Fourth Country In Sahel To Experience An Anti-Western Coup – OpEd, Eurasia review, 1 August 2023, https://www.eurasiareview.com/01082023-niger-is-fourth-country-in-sahel-to-experience-an-anti-western-coup-oped/

[17] Niger Is Fourth Country In Sahel To Experience An Anti-Western Coup, ibid

[18] Niger coup leader calls for support amid claims he is now head of state, theguardian,28 Jul 2023 https://www.theguardian.com/world/2023/jul/27/niger-president-mohamed-bazoum-vows-to-protect-democratic-gains-after-coup

[19] ما أسباب مواقف فرنسا والولايات المتحدة القوية برفض الانقلاب العسكري في النيجر؟، مونت كارو الدولية/ 29 يوليو 2023. https://shorturl.at/abmRY

[20] جيش النيجر يعلن تأييد الانقلاب “حقنا للدماء”، اندبندنت عربي، 27 يوليو 2023، https://shorturl.at/CH012

[21] جيش النيجر يعلن تأييد الانقلاب “حقنًا للدماء”، مرجع سابق

[22] ما أسباب مواقف فرنسا والولايات المتحدة القوية برفض الانقلاب العسكري في النيجر؟، مرجع سابق

[23] جيش النيجر يعلن تأييد الانقلاب “حقنًا للدماء”، مرجع سابق

[24] “إيكواس” تعاقب قادة انقلاب النيجر.. وتلوح بالقوة، سكاي نيوز، 30 يوليو 2023. https://shorturl.at/fAJLW

[25] جيش النيجر يعلن تأييد الانقلاب “حقنًا للدماء”، مرجع سابق

[26] رئيس النيجر السابق يقود وساطة للحل.. بيان من قادة الانقلاب ردًا على التحذيرات الغربية والأفريقية، موقع الجزيرة الإخبارية، 30 يوليو 2023. https://shorturl.at/vV038

[27]Samy Adghirni, and Francois De Beaupuy, Macron Says Military Coup in Niger Is Dangerous for Region, 28 July 2023, https://www.bloomberg.com/news/articles/2023-07-28/macron-says-military-coup-in-niger-is-dangerous-for-whole-region#xj4y7vzkg

[28]  France condemns Niger violence after thousands of junta supporters gather outside embassy, 30 july 2023 https://www.france24.com/en/africa/20230730-france-condemns-violence-in-niger-after-thousands-of-junta-supporters-gather-around-embassy

[29] روسيا بدلا من فرنسا.. ماذا تقول رسالة فاغنر عن أحداث النيجر؟، سكاي نيوز/ 29 يوليو. https://shorturl.at/nqAPU