كتبت – أماني ربيع

باستمرار تبحث شركة “نتفلكس” عن تكوين قاعدة جماهيرية لها حول العالم، واللافت أنه لا توجد منطقة محددة تستأثر باهتمام منصة البث الرقمي العملاقة، وبدأت بتمويل النصوص الدرامية والسينمائية المحلية الأصلية في عدد من دول العالم، وكان على رأس أولوياتها القارة الأفريقية، خاصة بعد نجاح مسلسل “Queen Sono” من جنوب أفريقيا.

وفي أواخر مارس المضي، أطلقت نتفلكس أول سلسلة أصلية لها، تحمل علامة “صُنع في أفريقيا”، تدور في عالم الجاسوسية، باسم “الملكة سونو” من بطولة الممثلة الجنوب أفريقية بيرل سومي.

تم تصوير المسلسل في جميع أنحاء القارة، واستخدمت العديد من اللغات الأفريقية خلال الحلقات التي تسلط الضوء على محاولات الملكة سونو الكشف عن الحقيقة وراء مقتل والدتها التي كانت من أبطال الكفاح ضد الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.

الملكة سونو

وفي عالم ثقافي تغلب عليه الإنتاجات الأمريكية، استقبلت الملكة الأفريقية في العالم بحماس كبير، لكن بحماس أكبر في مدن جنوب أفريقيا، وعلقت التقارير الفنية على إطلاق المسلسل، قائلة: إن هذه المنصات تفتح الأبواب للمجتمع الأفريقية للظهور على المسرح العالمي، وأن عمل مثل “الملكة سونو” يحصل على التقدير في الخارج، يوفر فرصًا للعديد من الفنانين الأفارقة.

وقالت صحيفة “إنترتينمنت ويكلي”: أخيرًا سيتمكن الأفارقة من سرد قصصهم الخاصة، سئمنا من رؤية أفريقيا في قصص عن الصراع والحروب فحسب.

وتشتهر أفريقيا بـ”أفلام نوليوود” التي تخرج من نيجيريا، التي تعتبر مؤسسة بمليارات الدولارات، لكنها عادة ما تقدم أفلامًا محدودة الميزانية؛ لذا فإن ما تقدمه منصة نتفلكس، لصناع الدراما في أفريقيا هو فرصة حقيقية لإنتاج أعمال درامية ذات جودة أفضل، وتستطيع المنافسة عالميًّا.

في عام 2018، حصلت Netflix على حقوق الفيلم النيجيري Lionheart، من إخراج نجمة نوليود، جينفييف ناجا، والذي كاد أن يصبح أول فيلم نيجيري يدخل قائمة ترشيحات أفضل فيلم دولي في الأوسكار، لكن تم استبعاده بسبب اللغة الإنجليزية.

وبحسب مديرة نتفلكس في أفريقيا، دوروثي جيتوبا، قام الإنتاج بجولة في كينيا وتنزانيا ونيجيريا وجنوب أفريقيا، حيث تسعى المنصة الأمريكية  إلى الفوز بمشتركين جدد في القارة، وبالفعل تعمل حاليًا على إنتاج مسلسلات تلفزيونية أفريقية جديدة.

شراكة مع نوليود

وأسست نتفلكس شراكة مع شركة ” UpperRoom Productions” لصاحبها النجم النيجيري/ البريطاني جون بويجا، الذي سبق وعمل في فيلم ” Star Wars: The Rise of Skywalker”، وسوف يتعاونان على تقديم عدد من الأفلام الأفريقية الأصلية، بلغات محلية غير الإنجليزية.

وستتنوع المشاريع التي ستتناولها إنتاجات هذا التعاون، فهناك النصوص الأدبية الأفريقية، والأدب الأفريقي حافل بالكتب والروايات المهمة والممتعة والتي نالت اهتمامًا عالميًّا، هذا إلى جانب الأساطير الموجودة في التراث الأفريقي، والقصص التقليدية لدى القبائل الأفريقية، وسيكون التركيز بصورة أكبر على إقليمي شرق وغرب أفريقيا.

وعلق  ديفيد كوس، نائب رئيس قسم الفيلم الدوليبشبكة نتفلكس، قائلًا: “لدى أفريقيا تاريخا حافلا في رواية القصص، وتراثهم حافل بالأفكار الجذابة، وبالنسبة لشبكة نتفلكس، فهذا التعاون مع جون وشركة “UpperRoom” تمنحنا الفرصة لزيادة استثماراتنا في القارة، وتمنحنا الفرصة أيضا لتقديم المزيد من القصص الأفريقية الفريدة، التي سوف يشاهدها مشتركو الشبكة في أفريقيا والعالم”.

ومن جهته قال، الممثل والمنتج جون بويجا: “سعيد بشراكتي مع “نتفلكس”، وعملنا سويًّا على تطوير مجموعة من الإنتاجات الناطقة بغير الإنجليزية، والتي سوف تركز على قصصة أفريقية من الواقع المحلي، وأنا وفريقي، متحمسون لتطوير نصوص هذه الأعمال، وفخورون مشاركة هذا الدور، مع شركة تشاطرنا نفس الرؤية والاهتمامات”.

وسوف يكون باكورة هذا التعاون، سلسلة درامية من 6 مواسم، كل فريق العمل المشارك فيها من نيجيريا، وربما لهذا الاختيار أسبابه الذي يتصدرها خبرة الوسط الفني النيجيري في العالم السينما، مع صناعة ضخمة لديهم تقدر بالمليارات.

لم تتم كتابة السيناريو الخاص بالعمل بعد، لكن بحسب خطة الإنتاج، سيتكون من 6 أجزاء، سيتناوب على إخراج حلقاته أكين أوموتوسو، ودانيال أورياهي، وسي جيه أوباسي، أم البطولة فسيقوم بها، كيت هينشو وأدي لاوي.

أحداث المسلسل تدور في مدينة لاجوس النيجيرية، حيث سيتم تصوير معظم المشاهد، ويتناول قصة كيمي، التي تسعى للإنتقام لوفاة أختها، وعيها أن تتعلم على تسخير واستخدام قوى السحر، لتتمكن من هزيمة أعدائها وحماية أسرتها.

وسيشارك في الإنتاج، شركة Rififi Pictures، الذين سبق وأنتجوا الفيلم النيجيري، Tell Me Sweet Something and Material.

وأكد مدير المحتوى في شبكة نتفلكس أن رد الفعل على عرض أفلام مثل: King of Boys، Merry Men، The Bling Lagosian، جعل المنصة تنتبه إلى اهتمام مشتكي الشبكة بالأفلام النيجيرية، وأعرب عن حماسة الشبكة للاستمثار في القصص الأفريقية، ونقلها إلى الجماهير حول العالم.

وسافر ساراندوس بصحبة فريق من المديرين التنفيذيين في رحلة لعدد من بلدان القارة ومقابلة مؤلفين وصناع محتوى محليين، لإنتاج نصوص أفريقية أصلية.

وفي شهر مايو، كشفت نتفلكس النقاب عن مجموعة “صنع في أفريقيا” ​​الجديدة، والتي استمر عرضها طوال شهر مايو بالتزامن مع شهر أفريقيا، الذي يحتفي بتاريخ تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية (OAU) عام 1963، وهي المنظمة التي ركزت على وحدة القارة وتشجيع بناء الأمم الأفريقية بعد التحرر من الاستعمار.

ومن المقرر أن تتضمن مجموعة “صنع في أفريقيا” الجديدة أكثر من 100 عنوان يغطي جميع أنحاء القارة الأفريقية من غانا وجنوب أفريقيا والمغرب إلى سيراليون والسنغال، ولن تكون كلها مسلسلات وأفلام روائية، بل ستضمن أفلامًا وثائقية، تتناول واقع القارة.