يحظى شهر رمضان المبارك بحفاوة بالغة لدى مسلمي بنين، ويفضل الأبناء من المغتربين والذين يعيشون بعيدًا لقضاء إجازاتهم مع العائلة والأصدقاء لاستدعاء الذكريات والتقرب إلى الله والاستمتاع بالطعام الجيد.

ويحتل الطعام جزءًا كبيرًا من طقوس رمضان في بنين أحد دول غرب أفريقيا التي تقع شرقيّ نيجيريا وبها نحو 30% من السكان المسلمين، يتقرب هؤلاء المسلمون إلى الله خلال رمضان بالصلوات والاستغفار والذكر والصدقات، ويحتفل المسلمون خلاله بممارسات مختلفة وفقًا لثقافتهم المحلية.

قيم المشاركة والتكافل

ويحمل شهر رمضان في بنين العديد من القيم أهمها المشاركة مع الآخرين والتكافل المجتمعي خاصة فيما يتعلق بالطعام، ويفضل الصائمون تناول الإفطار مع العائلة والجيران ثم الذهاب إلى المساجد جماعة لأداء الصلاة، ويسبق كل ذلك الكثير من الأعمال التحضيرية.

وقبل أيام قليلة من بدء شهر رمضان، يبدأ المسلمون في بنين بتسوق كميات كبيرة من الأطعمة والمواد التموينية لاستخدامها لتحضير وجبات الإفطار خلال رمضان، وتتضمن قوائم التسوق كميات كبيرة من الزيت وأكياس الأرز وعلب السكر والحليب والفواكه، والعددي من المكونات التي لا تستخدم فقط لفطور الأسرة، ولكنه تسوق بالجملة لإعداد وحبات تشارك في إعدادها العديد من النساء من الأصدقاء والحيران والمشردين والفقراء في الشوارع أو المساجد.

سحور ثقيل

في شمال بنين يميل الصائمون إلى تناول طعام ثقيل للسحور لإبقاء شعور الشبع والامتلاء ملازما لهم طوال اليوم، وتتضمن البطاطا المقلية وأنواع مختلفة من اليخنة مثل البامية والفول السوداني،

كل يوم على مدار شهر رمضان تستيقظ النساء مبكرًا في الثانية صباحًا لبدء التحضير للسحور، وخلال ساعات النهار يظلون نشيطين في المطبخ للتحضير للإفطار، والتي تتكون عادةً من الفواكه ويعتبر البرتقال المقشر من الوجبات الخفيفة الكلاسيكية عند الإفطار، والفطائر والكعك والعصيدة الحمراء، وهي واحدة من وجبات الإفطار المفضلة لدى أهل بنين لكن طريقة إعدادها شاقة.

العصيدة الحمراء

وفي منازل Dendi، وهي أحد الجماعات الثقافية في بنين، يمكن أن تستمر عملية صنع العصيدة الحمراء لمدة تصل إلى 5 أيام، تقوم النساء خارج منازلهن بتنظيف الحبوب مثل الذرة والذرة الرفيعة، وبعد تنظيفها ينقعن الحبوب في الماء ثم تُطحن حتى تصبح مسحوقة مثل.

يتم تخمير هذا المسحوق لاحقًا لإنتاج كريمة سميكة تُغلى بعد ذلك مع بعض الماء لتشكيل عصيدة ناعمة كالحرير، وتتحول إلى سائل ترابي أحمر برتقالي يمكن شربه من الوعاء أو تناوله بالمعلقة، ويفضل تناول العصيدة الحمراء مع “أكرا” أو فطائر الفاصوليا السوداء أو ” yovodokò يوفودوكو” وهو عبارة عن كعك صغير مقلي مصنوع من الدقيق والخميرة والملح والماء.

إحياء العشر الأواخر من رمضان

تشكل الفواكه ، جنبًا إلى جنب مع العصيدة الحمراء والأكرا جزءًا كبيرًا من طقوس أهل بنين المفضلة على الإطار، وبما أن إعادة ترطيب الجسم بعد 12 ساعة من الصيام أمر في غاية الأهمية، يحضر البرتقال المقشر والبطيخ والأناناس والفواكه الأخرى على مائدة الإفطار.

خلال العشر الأواخر من رمضان يبقى معظم الناس مستيقظين طوال الليل للصلاة حتى يحين وقت تناول السحور، وكسائر المسلمين يقوم أهل بنين بالاجتهاد في إحياء ثلث الليل الأخير متلمسين نفحات ليلة القدر التي نزل فيها القرآن على الرسول محمد، وتبدأ النساء في تكثيف جهودهن لطبخ الكثير من الطعام لمشاركته مع أكبر عدد ممكن من الناس في المساجد وأماكن الصلاة.

ومع نهاية شهر رمضان يحل عيد الفطر الذي يتحول إلى مهرجان للإفطار، ويتجمع المسلمون في مسجد الحي الذي يظلون فيه بعد صلاة الفجر، ويرتدون أجمل ملابسهم، ويرتدي الأشقاء داخل كل أسرة ملابس متطابقة ويذهبون إلى المسجد وبعد الانتهاء من صلاة العيد يتجمعون على موائد عامرة بالأطعمة يحتفلون ويتسامرون.