كتب – حسام عيد

تقدمت مجموعة “دي بيرز De Beers” الرائدة عالميًا بصناعة تعدين الماس والمنتج الأكبر، بطلب للحصول على رخصة استكشاف في شمال شرق أنجولا بعد إصلاحات شاملة جعلت قطاع الماس في البلاد أكثر جاذبية.

وتأتي هذه الخطوة بعد أن أقرت الدولة “إصلاحات جوهرية ومتسقة” في قطاع تعدين الماس من شأنها أن تدفع “النمو الاجتماعي والاقتصادي التحويلي للمجتمعات المحلية”، حسبما قالت شركة التعدين العملاقة في بيان يوم الثلاثاء الموافق 7 ديسمبر 2021.

وبحسب مجلة “أفريكان بيزنس”، قالت الشركة إنه بعد تقديم طلب الاستكشاف، تأمل المجموعة الجنوب أفريقية في بدء مفاوضات مع الحكومة الأنجولية بشأن صفقة استثمار في تعدين الماس.

إمكانات غير مستغلة

وبصفتها سادس أكبر منتج للماس في العالم والثالث في أفريقيا، فإن إنتاج الماس في أنجولا يعد مصدرًا رئيسيًا للناتج المحلي الإجمالي، كما تقول الحكومة.

وأنتجت أنجولا 8 ملايين قيراط في عام 2020، بانخفاض 15.4% من 9.4 مليون قيراط في عام 2019، وفقًا لوزارة الثروة المعدنية والبترول.

ووفق ما أفاد الرئيس جواو مانويل لورينسو، “في محاولة لتنويع تدفق إيراداتها بعيدًا عن الاعتماد المفرط على النفط، أجرت أنجولا إصلاحات لقطاع التعدين لديها موجهة نحو تحسين البيئة التنظيمية”.

وأشار إلى أن الإصلاحات تضمنت نموذجًا جديدًا لإدارة القطاع، وإنشاء الوكالة الوطنية للثروة المعدنية المكلفة بالتنظيم والتفتيش والترويج لتعدين الماس.

كما تم افتتاح المقر الجديد اللامع لمعهد الجيولوجيا في أنجولا في لواندا، وقد تم تجهيزه بأحدث المعامل لمعالجة عينات الموارد المعدنية والبترولية.

فيما قالت الحكومة: “المعهد في وضع يسمح له بتزويد الدولة والشركات والمستثمرين والجامعات بمعلومات جيولوجية موثوقة تم إنتاجها سابقًا خارج الدولة”.

إصلاحات تنافسية

في أقصى شرق أنجولا، في مقاطعة لوندا سول، يجري أيضًا إنشاء مركز تطوير الماس في مدينة سوريمو، والذي سيعتمد كليًا على الطاقات المتجددة، وسيكون موطنًا لمصانع جديدة لقطع الماس ومركزين تدريب متخصصين في استخراج الماس وتقييمه وصقله. يأمل المركز في دفع عجلة التصنيع الإقليمي وخلق فرص عمل للشباب، حيث سيضم المركز جميع العاملين في صناعة الماس من القطاعين العام والخاص، والهدف منه هو تحفيز النمو واستغلال الطاقات الموجودة في القطاع.

وبحسب شبكة “يورونيوز”، قال رئيس مؤسسة “أوندياما” الوطنية للماس خوسي جانجا جينيور، “المركز هو جزء من الجهود المبذولة لزيادة قيمة الماس. كنا في الأساس دولة تنتج الماس الخام وتصدره”.

وتعول أنجولا على صقل الماس الخام وتصديره وفق خوسي جانجا الذي أوضح بقوله، “وضعنا هدفًا لتحويل حوالي 20% من إنتاجنا للماس في أنجولا في المستقبل القريب”.

وتمثل صناعة الماس في أنجولا ما يقرب من 1.2 مليار يورو سنويًا، وفق مجلس الماس الأفريقي.

واحتلت أنجولا المرتبة 37 في شكل غير مسبوق في مؤشر “فيوتر براند” لعام 2020، والذي يركز المسؤولية الاجتماعية والشفافية في قطاع الماس وهما عنصرين مهمين لجذب الاستثمار الأجنبي والخاص في المستقبل.

ومن جانبه، قال بروس كليفر المدير التنفيذي لمجموعة “دي بيرز”، “تعد الإصلاحات خطوة مهمة في خلق بيئة استثمار مستقرة وأكثر قابلية للتنبؤ يمكن فيها لشعب أنجولا الاستفادة بشكل مباشر من زيادة الاستثمار الأجنبي المباشر”.

وأضاف، “إذا اكتشفنا فرصة استثمارية في المنطقة، فسنطبق نفس الحوكمة المؤكدة والتأثير الاجتماعي والإطار البيئي الذي ساهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة وطويلة الأجل في البلدان المجاورة بوتسوانا وناميبيا”.

توسع هذه الخطوة عمليات المنجم المترامية الأطراف عبر جنوب أفريقيا. وجددت “دي بيرز” اتفاقية بيع الماس لمدة 10 سنوات مع بوتسوانا العام الماضي.

وقد وقعت الشركة التي تتخذ من لندن مقرًا لها اتفاقية جديدة مدتها 20 عامًا مع حكومة ناميبيا في أكتوبر مع امتيازات لمساعدة مشروعهم المشترك “نامديب” على الصمود في وجه عاصفة كوفيد-19.

وختامًا، يمكن القول، إنه بعد عام صعب تستعيد صناعة الماس في أفريقيا بريقها بعد أن دمر الوباء أسواق المستهلكين وشل سلاسل التوريد وأدى إلى إغلاق المناجم.