كتب – حسام عيد

إعلان شركة الأدوية الأمريكية العملاقة “فايزر Pfizer” أنها طورت لقاحًا أظهر التحليل النهائي يوم 18 نوفمبر 2020 أنه فعال بنسبة 95% ضد فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″؛ يمثل نهاية محتملة للوباء، لكنه يطرح أسئلة جادة حول قدرة أفريقيا على إدارة الحماية.

سلاسل التبريد وإشكالية التخزين بأفريقيا

يجب نقل اللقاح المحتمل الذي تم تطويره بالشراكة مع شركة “بيونتك BioNTEch” الألمانية في مكان تبلغ درجة حرارته 70 درجة مئوية تحت الصفر (ناقص 94 درجة فهرنهايت)، وتخزينه في ثلاجة منخفضة الحرارة لمدة أقصاها خمسة أيام مما يؤدي إلى مخاوف من أن البنية التحتية الضعيفة في أفريقيا ستؤخر التطعيمات أو تمنعها تمامًا.

وبحسب صحيفة “وول ستريت جورنال” تمتلك فايزر مساحة من الأرض بحجم ملعب كرة قدم في كالامازو بولاية ميشيجان كمركز لشحن اللقاحات، مزودة بـ 350 ثلاجة كبيرة، حسبما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال.

هذا هو الجزء الأول فقط من “سلسلة التبريد” للقاح، وهو خط الأنابيب متعدد الأجزاء المهم الذي سيبقي الحقن مبردة وجاهزة للعمل.

وتعتبر سلاسل التبريد؛ الطريقة التي اتبعتها شركة فايزر وشريكتها بيونتك، للتغلب على مشكلة تخزين لقاحهما الجديد في درجة حرارة لا تتحملها الثلاجات العادية.

وقد بلغ تحليل الفعالية النهائية للقاح 95% خلال 28 يومًا من الجرعة الأولى، وهي نسبة أعلى من تلك التي تمّ الإعلان عنها مطلع الأسبوع الثاني من نوفمبر “90%” والخاصة بالمرحلة الثالثة من التجارب السريرية الخاصة باللقاح.

ويقول الدكتور جون نكينجاسونج، مدير المركز الأفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (AfricaCDC)، “سيشكل التخزين والتوزيع مشكلة خطيرة لاستخدام لقاح (فايزر) في أفريقيا”.

ويتابع نكينجاسونج، مدير الهيئة التابعة للاتحاد الأفريقي والتي تنسق استجابة القارة السمراء للوباء، “من المؤكد أنه سيكون من الصعب إنشاء سلسلة تبريد في أفريقيا تتعامل بشكل صحيح مع التوزيع”.

فيما قال ماتشيديسو مويتى، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لأفريقيا، فى الاجتماع الوزاري: “يجب أخذ ذلك في الاعتبار في الدعم الذي سيتم تقديمه”.

ويتم توزيع الملايين من اللقاحات في جميع أنحاء أفريقيا كل عام ويمكن لمعظمها البقاء على قيد الحياة في صندوق بارد بين -2 و -8 درجة مئوية.

ويقول الخبراء، “ومع ذلك، فإن لقاح فايزر هو لقاح نادر يستخدم مادة وراثية تسمى “mRNA”، لخداع الخلايا لإنتاج أجزاء من البروتين تشبه قطعًا من الفيروس، ومن ثم إنتاج استجابة مناعية لدى الأشخاص الذين يتم تطعيمهم، يتطلب درجات حرارة أقل بكثير”.

ويقول خبير الأمن البيولوجي في برنامج الصحة العالمي بمركز تشاتام هاوس البحثي، إروندو نجوزي، “يتطلب لقاح فايزر تخزينًا شديد البرودة، وثلاجات ومجمدات أكثر تطورًا، فضلاً عن إمدادات كهربائية ثابتة، وهي مشكلة كبيرة للبلدان منخفضة الدخل. ويتمتع 40% فقط من الأفارقة بإمدادات طاقة موثوقة”.

وفي بيانها الذي أعلنت فيه عن نجاح تجارب فعالية اللقاح، أقرت شركة فايزر بوجود “تحديات تتعلق بصياغة درجات الحرارة المنخفضة للغاية لمرشح اللقاح ومتطلبات التخزين والتوزيع والإدارة المصاحبة”.

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، يتم التخلص من 25% على الأقل من اللقاحات بسبب مشاكل في لوجستيات سلسلة التبريد.

قد تكون النسبة أعلى بالنسبة للقاح فايزر في أفريقيا، حيث البنية التحتية محدودة ويعيش حوالي 60% من السكان في المناطق الريفية.

الدول الغنية في المرتبة الأولى

لا تستطيع العديد من البلدان الأفريقية بناء مرافق سلسلة التبريد اللازمة، مما يؤدي إلى مخاوف من أن اللقاح سيكون متاحًا بسهولة أكبر في الدول الغنية. كما تم الإعراب عن مخاوف من أن البلدان الأفريقية لن يكون لديها الأموال لشراء جرعات كافية من اللقاح عند توفرها.

على الرغم من أن اللقاح لا يزال في المراحل الأولية -تستمر التجارب في ديسمبر- فقد وقعت مجموعة من الدول الغنية اتفاقيات شراء مسبقة مع شركة فايزر لملايين الجرعات.

طلب الاتحاد الأوروبي 200 مليون جرعة، بينما طلبت اليابان (120 مليون) والولايات المتحدة (100 مليون) والمملكة المتحدة (30 مليون) جرعة.

وبدوره، قال قال وزير الصحة الألماني، ينس شبان، إن الأوروبيين سيكونون قادرين على الحصول على لقاحاتهم في بداية العام المقبل.

وتتنافس شركتا فايزر Pfizer وبيونتك BioNTech مع 25 شركة تصنيع أدوية أخرى لتزويد العالم بلقاح فعّال.

وفي حال نجاح تجارب أخرى، تتوقع شركة فايزر إنتاج 1.3 مليار جرعة من لقاحها بنهاية العام المقبل.

وختامًا، تقع آمال العالم النامي على شركات الأدوية الأخرى التي تطور لقاحات قائمة على البروتين يمكن توزيعها في درجات حرارة أكثر دفئًا. وهذه قد تكون الطريقة الوحيدة التي يتم بها تطعيم مليارات الأشخاص في جميع أنحاء العالم؛ وفق ما أفاد كثير من الخبراء.