كتب – محمد الدابولي

يعاني إقليم غرب أفريقيا من أزمات سياسية وإنسانية واقتصادية مركبة، ففي الوقت الذي تخوض دُولُهُ حربًا ضروسًا ضد تمدد تنظيم بوكو حرام الذي انطلق من مناطق شمال نيجيريا تجاه دول الجوار؛ مثل تشاد والنيجر وأخيرًا الكاميرون، تعاني دول الإقليم أيضًا من أزمات بنيوية حادة لا تقل تهديداتها لمستقبل الدولة في غرب أفريقيا عن تلك التهديدات التي يمثلها تمدد التنظيم الإرهابي.

وتطفو على السطح الآن في إقليم غرب أفريقيا واحدة من أعقد الأزمات البنيوية الأفريقية، ألا وهي أزمة المناطق الأنجلوفونية في الكاميرون، حيث دفعت تلك الأزمة إلى اندلاع حرب أهلية في شمال وجنوب الكاميرون منذ نوفمبر 2016 وإلى الآن.

أسفرت الحرب الأنجلوفونية – الفرانكفونية في شمال وجنوب الكاميرون عن مقتل نحو 3000 شخص وتشريد ما يقارب نصف مليون مواطن كلاجئين سواء في داخل الكاميرون أو في نيجيريا، ويدل ارتفاع ضحايا الحرب الأهلية الكاميرونية خلال السنوات الثلاث الماضية على مدى جسامة تلك الأزمة وتهديدها للدول الأفريقية عمومًا والكاميرون على وجه الخصوص([i]).

 فبمقارنة سريعة بين ضحايا الحرب الأهلية الكاميرونية وضحايا إرهاب بوكو حرام نجد تقاربًا محدودًا بين الطرفين؛ فالحرب الكاميرونية خلال ثلاث سنوات فقط أدت لمقتل 3000 شخص وتشريد نصف مليون آخر، في حين أدت الحرب مع بوكو حرام إلى مقتل 27 ألف شخص وتشريد مليوني مواطن، وذلك خلال عشر سنوات منذ 2009 وحتى 2019([ii]).

لذا في هذه الدراسة سيتم التطرق إلى جذور الأزمة ومدى إمكانية الخطوات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة الكاميرونية من إنشاء إدارة إقليمية للمناطق الأنجلوفونية في شمال وجنوب البلاد للحد من تلك الأزمة، وهو ما ستتناوله النقاط التالية:

أولًا- جذور الأزمة

تتفرد الأزمة في الكاميرون عن غيرها من الأزمات الداخلية في الدول الأفريقية التي عادة ما تكون مرتبطة بأوضاع إثنية أو مذهبية أو دينية؛ فالأزمة الكاميرونية ترجع أصولها إلى رواسب استعمارية قديمة نتيجة اقتسام الاستعمارين الفرنسي والإنجليزي للكاميرون لعقود طويلة من الزمن، حيث تشكلت أقاليم كاميرونية متأثرة بالثقافة الفرانكفونية وتتحدث الفرنسية وأقاليم أخرى في شمال وجنوب الكاميرون تأثرت بالثقافة الأنجلوفونية وتتحدث الإنجليزية.

  • من الاستعمار الألماني.. إلى الاستعمار الأنجلو – الفرانكفوني

يعود الانقسام الأنجلو فوني – الفرانكفوني في الكاميرون إلى تسويات مؤتمر فرساي عام 1919، حيث تم تفكيك مستعمرات الإمبراطوريات المنهزمة في الحرب العالمية الأولى، ومنها مستعمرات الإمبراطورية الألمانية في شرق وغرب أفريقيا، ففي عام 1884 نجحت ألمانيا في تأسيس أولى مستعمراتها في غرب أفريقيا في توجو، وبعد السيطرة على توجو استحوذت السلطات الاستعمارية الألمانية على الكاميرون، مما شكل صدمة للأطماع الاستعمارية الفرنسية في غرب أفريقيا، وفي عام 1911 نجحت فرنسا وألمانيا في تسوية المصالح بينهما بإطلاق يد ألمانيا في توجو والكاميرون، وفي المقابل إطلاق يد فرنسا في مراكش([iii]).

بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وضعت «عصبة الأمم» أقاليم الإمبراطوريات المنهزمة تحت إدارة الإمبراطوريات المنتصرة بريطانيا وفرنسا تحت مسمى نظام الانتداب، وعليه قسمت المستعمرة الألمانية في الكاميرون إلى جزأين؛ الأول خضع لفرنسا وتم ضمه إلى إقليم أفريقيا الاستوائية الفرنسية، أما الجزء الثاني في شمال وجنوب الكاميرون تم وضعه تحت إدارة سلطة الانتداب البريطاني ولُحق بمستعمرة نيجيريا البريطانية([iv]).

  • إعلان سيمون – ملنر

مما لا شك فيه أن سياسة الانتداب التي فرضت على الكاميرون، هي من تسببت في الانقسام الكاميروني؛ حيث عمدت السلطات الفرنسية والإنجليزية على توقيع العديد من المراسيم القانونية التي تشطر الكاميرون إلى شطرين، أحدهما إنجليزي والآخر فرنسي، مثل إعلان سيمون – ملنر الذي وقع في 10 يوليو 1919([v])، ولاحقًا عمدت السلطات البريطانية إلى تقسيم الأقاليم الكاميرونية الإنجليزية إداريًّا إلى قسم شمالي خضعت إدارته لإدارة شمال نيجيريا، وقسم جنوبي خضع لإدارة شرق نيجيريا.

  • رواسب استعمارية

وجدير بالذكر، أن الثقافة الاستعمارية لكل من فرنسا وإنجلترا كانت سببًا رئيسًا في ما وصلت إليه الأوضاع في الكاميرون؛ فالقسم الفرانكفوني تأثر بالثقافة الاستعمارية الفرنسية القائمة على المركزية الشديدة وتبعية الأطراف للمركز، على العكس منه تأثر القسم الأنجلوفوني بالثقافة الاستعمارية البريطانية القائمة على اللامركزية في الإدارة والحكم، وهو ما يفسر التضاد الشديد بين الأنجلوفون والفرانكفون حول شكل الدولة في الكاميرون.

  • الاتحاد على مضض

يعد عام 1960 هو عام استقلال معظم الدول الأفريقية، حيث منحت معظم الأقاليم الاستعمارية سواء الفرنسية أو البريطانية استقلالًا غير مشروطًا، وفي هذا الإطار ذهب الكاميرون البريطاني إلى الاستفادة من جهود الأمم المتحدة في تصفية الاستعمار إلا أن تقرير فيلبسون الصادر في عام 1959 ادعى أن الظروف غير مواتية من أجل تحقيق استقلال الكاميرون البريطاني، وعليه جرى الاستفتاء في عام 1961 ما بين الانضمام إلى الكاميرون الفرنسي في إطار اتحادي أو الانخراط في الاتحاد الفيدرالي النيجيري، وجاءت نتيجة الاستفتاء في الدخول في اتحاد كونفدرالي مع الكاميرون الفرنسي تحت مسمى «جمهورية الكاميرون الاتحادية»([vi]).

ثانيًا- فشل تجربة الاندماج الوطني

لم تستمر تجربة الدولة الاتحادية في الكاميرون سوى عقد من الزمان، ففي 20 مايو 1972 أعلن الرئيس الكاميروني «أحمد أهيجو» عن استفتاء على دستور جديد للبلاد ينقل فيه الكاميرون من النظام الاتحادي الكونفدرالي إلى نظام فيدرالي معزز لسلطات رئيس الجمهورية والحكومة في الأقاليم المتحدثة بالإنجليزية.

وفي عام 1982 أعلن الرئيس أهيجو استقالته، ومن ثم تولى السلطة رئيس الوزراء في ذلك الوقت «بول بيا» الذي اتبع سياسات استيعابية تجاه الأقاليم المتحدثة بالإنجليزية، ففي فبراير 1984 على سبيل المثال، تم تغيير اسم البلاد إلى جمهورية الكاميرون.

  • نضج الأزمة

مع بداية التسعينيات وتحديدًا في عام 1993 بدأ الحراك الأنجلوفوني في الكاميرون من أجل المطالبة باستقلال الكاميرون البريطانية تحت مسمى دولة أمبازونيا Ambazonia -يرجع تسميتها إلى أحد الأنهار في المنطقة- حيث اجتمعت الأحزاب الناطقة بالإنجليزية وأصدرت «إعلان بويا» الذي دعا إلى إدخال تعديلات دستورية جديدة تضمن تحقيق حكم ذاتي للناطقين بالإنجليزية.

وفي عام 1994 عُقد الاجتماع الثاني للأحزاب الناطقة بالإنجليزية في مدينة بامندا، وأصدروا «إعلان بامندا» الذي وضع توقيتات زمنية أمام السلطات في ياوندي من أجل الانتقال إلى الحكم الذاتي للأقاليم الناطقة بالإنجليزية، وإلا ستعلن تلك الأقاليم استقلالها، كما تم تدشين «المجلس الوطني للكاميرون الجنوبي» من أجل تحقيق تلك المطالب، إلا أن الحراك الأنجلوفوني قابله مواجهات عسكرية مع السلطات الكاميرونية في مارس 1997، وقامت السلطات حينها بحل «المجلس الوطني للكاميرون الجنوبي».

  • إحياء الانفصالية في الألفية الجديدة

في عام 2005 عملت الجماعات الأنجلوفونية على إعادة ترديد النزعات الانفصالية في مناطق جنوب الكاميرون، حيث انضمت جمهورية أمبازونيا إلى منظمة الأمم والشعوب غير الممثلة Unrepresented Nations and Peoples Organization، وفي عام 2006 تم إحياء «المجلس الوطني للكاميرون الجنوبي».

  • تفجر الأوضاع

خلال الفترة الممتدة من عام 2006 وحتى 2016 ظلت الأوضاع في حالة ترقب حذر بين الجانبين؛ الحكومة الكاميرونية في ياوندي، والحركات الاحتجاجية في المناطق الأنجلوفونية، إلا أنه في نوفمبر 2016 تفجرت الأوضاع في المناطق الأنجلوفونية على خلفية احتجاجات المحامين والمعلمين الأنجلوفون في أكتوبر 2016 نتيجة التمييز الممارس ضدهم لصالح نظرائهم الفرانكفون.

سرعان ما تحولت احتجاجات المحامين والمعلمين إلى اقتتال أهلي في نوفمبر 2016 ومستمرة إلى الآن، وفي أكتوبر 2017 أعلنت الجماعات الانفصالية في جنوب الكاميرون استقلال المناطق الأنجلوفونية تحت مسمى جمهورية أمبازونيا، وتعهدوا بعدم التعامل والتعاون مع حكومة ياوندي)[vii](، وردًّا على إعلان استقلال أمبازونيا أعلن الرئيس الكاميروني بول بيا في 30 نوفمبر 2017 الحرب على الجماعات الانفصالية في المناطق الأنجلوفونية.

ومن مظاهر استقلال المناطق الأنجلوفونية تم تشكيل حكومة أمبازونيا في المهجر (نيجيريا) بقيادة سيسيكو أيوك تابي يوليوس الذي ألقت السلطات النيجيرية القبض عليه في يناير 2018، وتم ترحيله إلى الكاميرون رفقة عناصر حكومته الانفصالية، وفي فبراير 2018 تولى صموئيل إيكومي ساكو رئاسة أمبازونيا.

ثالثًا- المعالجة وإعادة الاندماج

تبنت الحكومة الكاميرونية خلال الشهور الأخيرة استراتيجية جديدة من شأنها تهدئة الأوضاع في المناطق المتدهورة في شمال وجنوب الكاميرون، وحلحلة الأمور عبر إجراء حوار وطني في أكتوبر 2019 مع العديد من الفصائل الأنجلوفونية لأجل التوصل إلى صيغة سياسية توقف الحرب وتعيد الاندماج مرة أخرى في البلاد.

  • حوار وطني

أُجري حوار وطني في أكتوبر 2019 خرج بالعديد من التوصيات؛ أبرزها الاعتراف بثنائية اللغة (الإنجليزية والفرنسية) في البلاد مع سنّ قانون جديد، يضمن وضعًا خاصًّا للمناطق المضطربة، ويضمن نقل بعض الصلاحيات المركزية من العاصمة ياوندي إلى تلك الأقاليم الأنجلوفونية)[viii](، هذا بالإضافة إلى إعادة النظر في الأحكام القضائية التي صدرت في حق زعماء الانفصاليين المقبوض مثل «أيوك تاب» الذي حكم عليه بالسجن مدى الحياة، كما تم التوصل إلى إجراء انتخابات برلمانية ومحلية في المناطق الأنجلوفونية خلال الفترة الممتدة من 7 إلى 12 فبراير 2020.

  • عودة اللاجئين

في إطار تسوية الوضع في المناطق الأنجلوفونية سمحت السلطات العسكرية في المناطق الشمالية والجنوبية بعودة اللاجئين، وإعادة توطينهم مرة أخرى في المناطق التي شهدت صراعا عسكريًّا قبل ثلاث سنوات؛ ففي باكورة العام الحالي استقبلت الكاميرون مجموعة من اللاجئين العائدين من مدينة لاجوس في نيجيريا أغلبهم من النساء والأطفال، وتقول السلطات الكاميرونية إنهم عادوا طوعًا إلى بلادهم، ومن المتوقع أن يعود نحو 700 لاجئ في الفترة القادمة.

 كما أن أطياف العائدين شملت أيضًا مقاتلين سابقين في الجماعات المسلحة كانوا قد فروا إلى نيجيريا بسبب ضراوة العمليات القتالية أغلبهم ينتمي لجماعةGROUND ZERO ، وفي سياق مسألة عودة اللاجئين أكد وزير الإدارة الإقليمية بول أتانغا أن حوالي 500 عائلة من عائلات المشردين عادوا مرة أخرى إلى مواطنهم بعد توقف الاشتباكات واستتباب الأمن في البلاد([ix]).

رابعًا- تحديات بناء السلام في المناطق الأنجلوفونية

رغم إجراء الحوار الوطني في أكتوبر 2019 وعودة بعض اللاجئين طوعًا إلى ديارهم في المناطق الأنجلوفونية، إلا أن عملية بناء السلام في تلك المناطق المضطربة ما زالت تواجه العديد من التحديات السياسية والأمنية التي قد تُسبب انتكاسة كبرى في الإقليم وتعيد شبح الحرب مرة أخرى في البلاد، ومن أبرز تلك التحديات:

  • رغبة أنجلوفونية جامحة نحو الفيدرالية: لم تلق مخرجات الحوار الوطني الأخير قبولًا واسعًا في أوساط الأنجلوفون، ففي 21 ديسمبر 2019 وافق البرلمان الكاميروني بغرفتيه على مشروع قانون تقدم به الرئيس بول بيا بإنشاء منطقتين إقليميتين محليتين للأنجلوفون في شمال وجنوب البلاد.

يسمح فيهما بتشكيل مجلس حكم محلي لكل منطقة، وتتولى كل منطقة تشكيل مجلس محلي يأتي أعضاؤه بالانتخاب ويتولى مراعاة الشئون الاقتصادية والاجتماعية والصحية والاعلامية والتعليمية والرياضية والثقافية للإقليم، كما سيكون من صلاحيات المجالس الإقليمي المنتخب تعيين الموظفين المحليين في المستشفيات والمدارس([x]).

القانون الجديد الذي أقره البرلمان لم يحظى بموافقة النواب الأنجلوفون (الجبهة الاشتراكية المعارضة – 13 نائبًا)، لكنه حظي بموافقة النواب الفرانكفون الذين يمثلون 80% من إجمالي النواب، ويرجع رفض الأنجلوفون للقانون إلى رغبتهم في تطبيق النظام الفيدرالي للحصول على مزيد من الاستقلالية على غرار الفترة التي سبقت الاستفاء على دستور 1972.

  • تهديدات «بول بيا» المستمرة: عُرف عن الرئيس الحالي «بول بيا» منذ توليه السلطة عام 1982 تفضيله لنموذج الدولة الموحدة، وأن الدولة ما هي إلا بوتقة تندمج فيها كل الجماعات الإثنية والحضارية، وعمل بيا طوال فترة حكمه على تحقيق ذلك، إلا أن ظروف الحرب الأهلية الأخيرة وخشيته من ارتباط مصالح الانفصاليين مع مصالح تنظيم بوكو حرام دفعته لإعادة التفكير في مسألة منح الأنجلوفون بعض الصلاحيات، وهو ما تجلى في مؤتمر الحوار الوطني الأخير.

إلا أنه في ذات الوقت يواصل تهديدات المستمرة للجماعات الانفصالية باستخدام القوة العسكرية لمنع تجدد الصراع، وهو ما حدث في بداية العام الحالي، الأمر الذي لم تتقبله قوى المعارضة الوطنية ولا القوى السياسية الأنجلوفونية؛ حيث اتهم زعيم حزب الجبهة الديمقراطية «جون فروندي» «بيا» بالتراخي في مواجهة الأزمة الانفصالية في الكاميرون، فيما اتهم موريس كامتو -أحد قادة الانفصال- الرئيس بالخداع، مطالبًا بتوسيع دائرة الحوار الوطني لتشمل إصلاح النظام الانتخابي وحقوق الإنسان واستقلال القضاء([xi]).

  • تهديد الانفصاليين: تمارس الجماعات الانفصالية والمتمردة في الكاميرون إرهابًا ضد المرشحين في المناطق الأنجلوفونية في الانتخابات البرلمانية والمحلية المقبلة (2: 7 فبراير 2020)؛ حيث تمت مهاجمة منازل المرشحين وحرق بعضها، فيما روجت وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالمتمردين محتوى إعلاميًّا يهدد باختطاف أي شخص يترشح في الانتخابات المقبلة)[xii](، فضلًا عن استهداف المقاتلين الذين يعلنون استسلامهم وتعاونهم مع الحكومة)[xiii](.
  • انقسامات أنجلوفونية: يواجه الانفصاليون ضغوطا شعبية من قبل المواطنين المتحدثين بالإنجليزية، على خلفية تعرضهم لانتهاكات جسدية على يد الانفصاليين؛ ففي الأسبوع الأول من شهر يناير 2020 هاجمت تجمعاتٍ للمدنيين في مناطق الصراع (قرية بانجو) خمسة معسكرات تابعة للمتمردين، ردًّا على قيام الانفصاليين بهدم منازلهم ونهبها وقتل الأبرياء تحت زعم مساعدة الجيش الكاميروني)[xiv](.

وإزاء الهجمات المتتالية للمدنيين على معسكرات الانفصاليين تحاول الجماعات الانفصالية تجنب عمليات استهدافهم، حيث تتداول الأنباء أن الانفصاليين في مدينة كومبا الجنوبية اغتالوا قائدهم الميداني بعد صدور أوامر منه لاستهداف المدنيين، فيما أوضح «تابانج إيفو تانك» -المتحدث باسم «قوات الدفاع الأنجليكانية»- أنه تم صدور أمر لمقاتلي الحركة بعدم استهداف المدنيين والقبض على أي مقاتل يسيء إليهم، كما وجه «تانك» اتهامات للحكومة بتضخيم واستغلال حوادث استهداف المدنيين)[xv](.

وأخيرًا.. تبقى الأزمة الكاميرونية رهن الانتخابات البرلمانية والمحلية المقبلة، حيث تتجه الأنظار الكاميرونية حاليًا إلى مدى قدرة النظام السياسي والجماعات الأنجلوفونية على احتواء الأزمة، والدفع نحو مزيد من الاندماج الوطني الفعال الذي يضمن حقوق كلا الطرفين، ويجب أن ننوه في نهاية الدراسة إلى خطورة استمرار الأوضاع المضطربة التي قد توفر بيئة خصبة جديدة لتمدد تنظيم بوكو حرام الذي ينشط في بعض مناطق شمال الكاميرون.


[i] . لم تحظ الحرب الأهلية الكاميرونية في الفترة الأخيرة بتغطية إعلامية مناسبة لأسبابها وتداعيتها على مستقبل دول غرب أفريقيا نظرًا لتزايد الاهتمام الإعلامي العالمي بتمدد تنظيم بوكو حرام ومحاربة الدول الإقليمية له، رغم أنه من وجهة نظري تعد الحرب الأهلية الكاميرونية هي المهدد الأول لمستقبل الدولة الكاميرونية.

[ii].RFI, 10 years, more than 27,000 deaths later, Nigeira’s Boko Haram insurgency continues, 27/7/2019, AT:

http://www.rfi.fr/en/africa/20190727-10-years-more-27000-deaths-later-nigeiras-boko-haram-insurgency-continues

[iii] . شوقي عطا الله الجمل، عبد الله عبد الرازق إبراهيم، تاريخ أفريقيا: الحديث والمعاصر (الجيزة، مطبعة العمرانية للأوفست) ص ص 194- 195.

[iv] . المرجع السابق، ص ص 220- 221.

[v]. Milner-Simon Declaration, AT: https://jusmundi.com/en/document/pdf/Treaty/Milner-Simon-1919/en/en-milner-simon-declaration-1919-milner-simon-declaration-1919-thursday-10th-july-1919

[vi]. Martin Z. Njeuma, REUNIFICATION AND POLITICAL OPPORTUNISM IN THE MAKING OF CAMEROON’S INDEPENDENCE, AT: http://www.mambila.info/Chilver/Paideuma/paideuma-REUNIFI.html

[vii] Moki Edwin Kindzeka, Cameroon’s English-Speaking Areas Becoming Deserted, voa news, January 03, 2019, AT:

https://www.voanews.com/africa/cameroons-english-speaking-areas-becoming-deserted

[viii]. Ndi Eugene Ndi, Cameroon’s Biya Fires Military Action Warning to Separatists in New Year Message, ALL AFRICA, Feb. 6, 2019, AT: https://allafrica.com/stories/202001030080.html?fbclid=IwAR1FXY-I2BKzuQG3WsmEQ1Jk5DL1Cf5__WK_11Q59JDCORFcA0U3Wz3cwRI

[ix] Moki Edwin Kindzeka, Cameroon Receives First Returning Asylum-Seekers, Ex-Separatists from Nigeria, voanews, January 02, 2020, AT: https://www.voanews.com/africa/cameroon-receives-first-returning-asylum-seekers-ex-separatists-nigeria

[x]. Moki Edwin Kindzeka, Cameroon MPs Approve Law Giving Special Status to English-Speaking Regions, voanews, December 21, 2019, AT: https://www.voanews.com/africa/cameroon-mps-approve-law-giving-special-status-english-speaking-regions

[xi]. Moki Edwin Kindzeka. Mixed Reaction to Cameroon’s Renewed Threats to Separatists, voanews, January 01, 2020, AT: https://www.voanews.com/africa/mixed-reaction-cameroons-renewed-threats-separatists

[xii]. Moki Edwin Kindzeka, Cameroon Candidates Resign Amid Separatist Threats, Attacks, .voanews, December 20, 2019, AT: https://www.voanews.com/africa/cameroon-candidates-resign-amid-separatist-threats-attacks

[xiii]. Moki Edwin Kindzeka, Cameroon Says 250 Ex-Militants Surrendered in 2019, voanews, December 03, 2019, AT: https://www.voanews.com/africa/cameroon-says-250-ex-militants-surrendered-2019

[xiv]. Moki Edwin Kindzeka, Cameroon Anglophone Villagers Attack Separatist Camps Over Abuse, voanews, January 08, 2020, AT: https://www.voanews.com/africa/cameroon-anglophone-villagers-attack-separatist-camps-over-abuse

[xv]. IBID