حسام عيد – محلل اقتصادي

أفريقيا؛ واحدة من القارات التي تزخر بثروات وموارد طبيعية هائلة، ولذلك ليس من الغريب أن تتهافت عليها دول العالم؛ فهي تظل بالنسبة لهم طاقة متجددة لا تنضب إطلاقًا.

القارة السمراء تشارك اليوم العالم بنسبة 12% من الاحتياطي العالمي للنفط؛ حسب بيانات منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك).

فيما تستحوذ أفريقيا وحدها على 30% من ثروات العالم المعدنية؛ حيث تمتلك 42% من مكامن الذهب، 19% من اليورانيوم، و45% من اليتانيوم، كما تغطي القارة أكثر من 50% من إجمالى الطلب العالمى على الألماس.

كما أن ثلثي مجموع الأراضي الزراعية غير المستغلة فى العالم يوجد بها وهذه الاحتياطيات من الثروات الطبيعية تسهم بشكل كبير في دعم اقتصاديات دول القارة وتعزيز فرص النمو ودعم مؤشرات التنمية الصاعدة.

وفي تقرير بعنوان “التوقعات الاقتصادية بأفريقيا لسنة 2019″؛ توقع البنك الأفريقي للتنمية تسارع النمو الاقتصادي للقارة السمراء إلى 4% بنهاية العام الجاري، مقابل 3.5% في عام 2018.

ووفق مؤشرات حديثة صادرة عن صندوق النقد الدولي؛ يبلغ الناتج المحلي الإجمالي لقارة أفريقيا 3.4 تريليون دولار، ومن المتوقع أن يلامس حجم الـ 29 تريليون دولار بحلول عام 2050.

وبلغ إجمالي الناتج المحلي لنيجيريا وجنوب أفريقيا حتى شهر أكتوبر من العام الجاري، 816 مليار دولار، وهو ما يساوي تقريباً بقية اقتصادات قارة أفريقيا معاً. وفي التقرير التالي سنرصد الاقتصادات الـ 10 الأكبر على مستوى القارة السمراء في 2019.

1- نيجيريا

رغم تباطؤ نمو الاقتصاد النيجيري إلى 1.94% في الربع الثاني من عام 2019؛ إلا أنه يظل الاقتصاد الأكبر على مستوى دول القارة السمراء، بحجم 445 مليار دولار، وبمتوسط دخل سنوي يقدر بـ 2233 ألف دولار للفرد الواحد.

وتعد نيجيريا البلد الأكثر اكتظاظًا بالسكان؛ أكبر منتج ومصدر للنفط الخام في أفريقيا، ولها ثقل كبير في أسواق النفط العالمية.

ولدى نيجيريا اقتصاد يتمتع بميزات تنافسية عالية في قطاعي التصنيع والاتصالات ليس في داخلها فحسب بل في القارة بأكملها.

2- جنوب أفريقيا

البلد الذي لطالما ظل تجربة ملهمة في التعددية والنمو، لا يزال يقود قاطرة أفريقيا السياحية، وهذا ما جعل من جنوب أفريقيا إحدى أجمل دول أفريقيا الخلابة.

وسجل اقتصاد جنوب أفريقيا نموًا بنسبة 3.1% بنهاية الربع الثاني من 2019، فيما بلغ حجم الناتج المحلي الإجمالي 371 مليار دولار، وبمتوسط دخل سنوي يقدر بـ 6331 ألف دولار للفرد.

وتعد جنوب أفريقيا دولة رائدة في قطاعي الاتصالات والمال في القارة السمراء.

3- مصر

بفضل إصلاحات جريئة على مدار 5 سنوات، حققت مصر طفرة في معدلات النمو الاقتصادي خلال الربع الثاني من العام الجاري، وصلت إلى 5.6%، لتحتل بذلك المرتبة الثالثة عالميًا بقائمة مجلة “الإيكونومست” الدورية للنمو الاقتصادي حول العالم، وذلك بعد الصين والهند.

وبلغ حجم الاقتصادي المصري 300 مليار دولار، بمتوسط دخل سنوي يقدر بـ 3019 ألف دولار للفرد الواحد.

وتبقى مصر إحدى دول القارة السمراء المتقدمة في الصناعات الكثيفة، كما أنها تظل وجهة سياحية رئيسية تستقطب السياح والزائرين من مختلف دول العالم إلى قلب أفريقيا.

4- الجزائر

دفعت الأزمة السياسية الراهنة الاقتصاد الجزائري إلى التباطؤ بوتيرة أكبر إلى 1.3%، وفق تقديرات صادرة عن البنك الدولي مطلع شهر أكتوبر 2019، ليخالف بذلك توقعات النمو بمعدل 2.6% بنهاية العام الجاري.

وبلغ حجم الناتج المحلي الإجمالي للجزائر 184 مليار دولار، بمتوسط دخل سنوي يقدر بـ 4229 ألف دولار للفرد.

وتعتبر الجزائر، البلد الذي يقع في شمال القارة السمراء، المنتج الأضخم للغاز الطبيعي ولديها مخزونات هائلة، كما أنها تعد مصدرًا قويًا للغاز المسال.

5- المغرب

إحدى دول شمال أفريقيا الرائجة سياحيًا، فطبيعتها الخلابة ومعالمها التي يغلب عليها الطابع الأندلسي، جعلتها أقرب دول القارة السمراء إلى أوروبا.

اقتصادها تباطأ نموه إلى 2.6% في الربع الثاني من 2019، فيما بلغ حجمه 121 مليار دولار، بمتوسط دخل سنوي 3409 ألف دولار للفرد الواحد.

وتشتهر المغرب بميزاتها الاقتصادية التنافسية في قطاع الخدمات وصناعات النسيج وصادرات الأسماك، وتعد منصة لوجستية استراتيجية في شمال أفريقيا.

6- كينيا

الاقتصاد الكيني يعد ضمن الأسرع نموًا في أفريقيا خلال 2019، مسجلًا 5.6% بنهاية الربع الثاني، كما أنه يظل نموذجًا يحتذى به في النهضة الشاملة والتنمية المستدامة.

وسجل الناتج المحلي الإجمالي للدولة الواقعة في شرق أفريقيا 99.25 مليار دولار، بمتوسط دخل سنوي يقدر بـ 2010 ألف دولار للفرد.

وتعد كينيا قوة اقتصادية أفريقية في قطاعات السياحة، الخدمات، التصنيع، والتكنولوجيا.

7- أنجولا

اقتصاد يظل عرضة لمخاطر تقلبات أسعار الصرف، وذلك نتيجة للديون الكبيرة المقومة بالعملات الأجنبية، وهذا ما جعله يدخل مرحلة الركود لأربع سنوات متتالية، فمعدل النمو انكمش إلى 0.1% بنهاية الربع الثاني من 2019. لكن رغم ذلك توقعت المؤسسات المالية الدولية عودة الاقتصاد للنمو في العام المقبل بدعم من الانتعاشة المرتقبة في القطاع غير النفطي.

وبلغ حجم اقتصاد أنجولا 92 مليار دولار، بمتوسط دخل سنوي 3060 ألف دولار للفرد الواحد.

وتعد أنجولا إحدى دول أفريقيا الغنية بثرواتها التعدينية والنفطية؛ فهي منتج كبير للنفط الخام.

8- إثيوبيا

أصبحت إحدى الدول الطموحة ليس في شرق أفريقيا فحسب ولكن على مستوى القارة السمراء، فاقتصادها يصنف من بين الأسرع نموًا في أفريقيا لعام 2019، وذلك بفضل خطط الإصلاح والتغييرات الجذرية التي أحدثها وأدخلها رئيس الوزراء الحالي آبي أحمد علي بمفاصل الاقتصاد، والتوجه إلى الاستثمار بكثافة في العنصر البشري والبنية التحتية، بآمال استشراف الرفاهية والتنمية المستدامة لمجتمع يعد من بين الأكبر اكتظاظًا بالسكان.

وسجل حجم الاقتصاد الإثيوبي 90.97 مليار دولار، بمتوسط دخل سنوي 951 دولار للفرد الواحد.

9- غانا

رغم تباطؤ معدل النمو إلى 5.7% بنهاية الربع الثاني؛ إلا أن ثاني أكبر اقتصاد في غرب أفريقيا يظل من بين الأقوى والأسرع نموًا في قارة أفريقيا خلال عام 2019.

وبلغ حجم الناتج المحلي الإجمالي لغانا 68.26 مليار دولار، بمتوسط دخل سنوي يقدر بـ 2262 ألف دولار للفرد الواحد.

وتعرف غانا كمنتج كبير ومصدر للنفط الخام على مستوى القارة السمراء، كما أن قطاعها الزراعي يملك ميزات تنافسية تمكنه من قيادة النمو باستمرار إلى استشراف معدلات أعلى، فغانا تعد إحدى الدول العالمية المنتجة والمصدرة للكاكاو.

10- تنزانيا

إحدى الدول الأفريقية ذات الطبيعة الخلابة في شرق وسط القارة السمراء، والتي يتسم مجتمعها بكثافته السكانية.

تنزانيا؛ تعد إحدى الاقتصادات الأفريقية التي تستشرف نهضة واسعة في اقتصادها، ورغم تباطؤ معدل النمو إلى 6.6% إلا أنها تسعى حثيثًا لبلوغ وتسجيل معدلات قياسية كافة مفاصل ومؤشرات الاقتصاد.

ويبلغ حجم اقتصادها 61.03 مليار دولار، بمتوسط دخل سنوي 1172 ألف دولار للفرد الواحد.

وتعرف تنزانيا بأنها دولة أفريقية غنية بالثروات التعدينية، كما أن قطاعها الزراعي يأتي ثالثًا من حيث الأهمية الاقتصادية، ولديها محميات تصنف بين أكبر المحميات الحيوانية في العالم، ولذلك تعتبر إحدى الوجهات السياحية الرائجة في أفريقيا.

ولدى تنزانيا بنية تحتية قوية وعقارات مزدهرة، كما تعول على قطاعها الصناعي في استشراف مستقبل مزدهر لأجيالها.