كتب – حسام عيد
رغم تحذيرات صندوق النقد الدولي من مخاطر تلك الخطوة، أقدمت زيمبابوي على إدخال أصل رقمي مدعوم بالذهب لتحقيق الاستقرار في اقتصادها مقابل الدولار الأمريكي المتقلب.
وتعتبر الرموز الرقمية مجرد واحدة من الإجراءات التي اتخذت لدعم عملة البلاد التي تراجعت أكثر من 40% مقابل الدولار الأمريكي هذا العام، وسط ارتفاع التضخم. كما أصدرت الحكومة عملات ذهبية، وحذرت من أنه قد يتعين رفع أسعار الفائدة على المدى القصير. وتعد معدلات الفائدة المرجعية لـ”البنك الاحتياطي في زيمبابوي”، البالغة 140%، هي الأعلى في العالم.


140 كيلوجرام ذهب لدعم العملة الرقمية
في 12 مايو 2023، أعلنت زيمبابوي عن استخدامها نحو 140 كيلوجرامًا من احتياطياتها من الذهب لدعم أول طرح لعملتها الرقمية.
وأفاد البنك الاحتياطي في زيمبابوي “البنك المركزي” في بيان، أنه تلقى 135 طلباً بقيمة 14 مليار دولار زيمبابوي (12 مليون دولار) لشراء الرموز الرقمية المدعومة بالذهب، وأنه يخطط لعقد مزاد ثان خلال مايو 2023.
وبالفعل، نجح بنك الاحتياطي في زيمبابوي في بيع عملات رقمية مدعومة بالذهب بقيمة 14 مليار دولار زيمبابوي، أي ما يعادل حوالي 39 مليون دولار، حسبما أورد موقع “كريبتو تايمز cryptotimes”.
كانت الرموز المميزة التي تم طرحها حديثًا، والمدعومة بـ 139.57 كيلوجرام من الذهب، متاحة للشراء من 8 مايو إلى 12 مايو 2023. وقد تم تحديد الحد الأدنى للأسعار للأفراد والشركات عند 10 دولارات و5000 دولار على التوالي، مع حد أدنى لفترة الاستحقاق 180 يومًا. ويمكن تخزين هذه الرموز على بطاقات ذهبية إلكترونية أو في محافظ ذهبية إلكترونية.
تهدف هذه الخطوة من قبل بنك الاحتياطي الزيمبابوي إلى استقرار اقتصاد البلاد ومواجهة الانخفاض المستمر في قيمة العملة المحلية مقابل الدولار الأمريكي. وفقًا لموقع XE.com، فإن السعر الرسمي للدولار الأمريكي هو 362 دولار زيمبابوي الزيمبابوي (ZWD)، في حين أن أسعار الصرف الفعلية أعلى بكثير.
وقد لجأت الدولة الواقعة في الجنوب الأفريقي إلى العملة الرقمية للمساعدة في تخفيف الطلب المتزايد على الدولار الأمريكي في اقتصادها وسط انخفاض قيمة العملة المحلية.


وكان محافظ البنك المركزي في زيمبابوي، جون مانجوديا، قد كشف في أبريل 2023 عن طرح عملة رقمية مدعومة بالذهب قريبًا.
وأرجع مانجوديا تلك الخطوة إلى تحقيق الاستقرار في العملة المحلية وتجنب انخفاضها المستمر مقابل الدولار.
وبحسب تقرير لصحيفة “صنداي ميل” المحلية، فإن ذلك من شأنه أن يسمح للمالكين لكميات صغيرة من العملة المحلية تبديلها مقابل رموز رقمية لتخزين القيمة والتحوط ضد تقلبات العملة، وأيضاً إمكانية شراء وحدات الذهب، وفقا لما نشرته وكالة “بلومبيرج”.
وخلال العام الماضي، طرحت زيمبابوي، عملات ذهبية في محاولة للتخلص من السيولة الفائضة وتحقيق الاستقرار في العملة المحلية الدولار الزيمبابوي.


صندوق النقد الدولي يطالب بتحرير سعر الصرف
بدوره انتقد صندوق النقد الدولي هذه الخطوة، وحث الحكومة على تحرير سعر صرف العملات الأجنبية بدلاً من المخاطرة باستنزاف احتياطياتها.
وأعرب صندوق النقد عن مخاوفه من أن هذا الأصل الرقمي، الشبيه بالعملات المشفرة، يمكن أن يعيق النظام الاقتصادي الحالي في الدولة الأفريقية.
ودعا صندوق النقد الدولي في 13 مايو 2023، السلطات النقدية في زيمبابوي إلى الدراسة المتأنية لفوائد إصدار عملة رقمية مدعومة بالذهب مقابل المخاطر المحتملة لهذه الخطوة على الاقتصاد.
واقترح المُقرض العالمي على السلطات “التفكير في تحرير سوق الصرف الأجنبي في البلاد، بدلاً من التسرع في إصدار العملات الذهبية”.
ووفقًا لخطط زيمبابوي، تتطلع الدولة إلى السماح بتبادل فئات صغيرة من الدولار الزيمبابوي مقابل رمز الذهب الرقمي لحماية استثماراتها من تقلبات السوق.
وتواصلت سلطات صندوق النقد الدولي مع المنظمين في زيمبابوي، مقترحة تجنب خلط الأصول الرقمية الشبيهة بالعملات المشفرة في نظامها المالي.
بدورها، قالت مصادر من داخل الصندوق: “يجب إجراء تقييم دقيق للتأكد من أن الفوائد من هذا الإجراء تفوق التكاليف والمخاطر المحتملة بما في ذلك، على سبيل المثال، مخاطر الاقتصاد الكلي والاستقرار المالي، والمخاطر القانونية والتشغيلية، ومخاطر الحوكمة، وتكلفة فقدان احتياطي العملات الأجنبية”.