كتبت – أماني ربيع
“الرجل دون زوجة يشبه إناءً بلا أزهار”.. مثل أفريقي قديم
الزواج في أفريقيا ليس مجرد كرنفال احتفالي ينتهي بذهاب العروسين إلى المنزل وتوديعهما للمدعوين، فهو عبارة عن طقوس خاصة تعبر عن استمرارية الحياة والطبيعة من خلال اتحاد الزوجين، وفي جميع المجتمعات الأفريقية تلعب العروس دورًا خاصًّا جدًّا في حفلات الزفاف، وتُعامَل باحترام كبير؛ لأنها رابط بين الأسلاف والجيل الجديد من المواليد، وهي الجزء الأهم في الأسرة، فهي التي تحمل في رحمها الأطفال الأقوياء الأصحاء؛ لذا في بعض أماكن شرق وجنوب أفريقيا تنتقل عائلة العريس إلى قرية العرائس، في عملية هامة بمعتقدهم من أجل إسعاد العروس ودعمها في إنشاء أسرة بصحة جيدة.
والطريق إلى بيت الزوجية لدى الأفارقة مليء بالرمزية المؤثرة، وحتى في المجتمع الحديث يحرص الكثير منهم على استعارة عادات الأجداد من أجل الاتصال بالجذور.
وفيما يلي نستعرض أبرز عادات الدول الأفريقية في حفلات الزفاف:
وويو.. الكونغو
عندما تتزوج امرأة من شعب وويو “باهويو ، باويو، نجويو” -يعيشون في جمهورية الكونغو الديمقراطية- وفي مقاطعة كابيندا الأنجولية تعطيها أمها مجموعة من أغطية الآنية، هذه الأغطية محفورة برسوم توضيحية تعبر عن أمثال تصف العلاقات في الزواج.
وعندما تكون المرأة غير سعيدة مع الزوج، تقدم له الطعام في وعاء مع غطاء يحمل المثل المناسب، وينفذ هذا التقليد أيضًا لتعبر به المرأة عن سخطها من مواقف مثل حضور أصدقاء الزوج فجأة.
إيبو.. نيجيريا
ولدى شعب “إيبو” جنوب نيجيريا في الأعراس المحلية تقليدًا، يقوم فيه أحد المسنين بتسليم عصا خشبية “أوفو” ترمز إلى الوحدة.
وتدخل العروس إلى الكنيسة بصحبة صديقاتها المقربات فيما يعرف بـ”قطار العروس” يرقصن على أنغام الموسيقى ويرمي عليهم الحضور المال، وهو طقس مهم لإنجاح الزيجة.
ورمي الأوراق النقدية مهم جدًّا عند رقص العروسين، وبذلك يتمنى الحضور لهما مستقبلًا مزدهرًا سواء برميها حولهم أو وضعها على جباههم.
الزولو.. جنوب أفريقيا
حيث يعيش الزولو، في مقاطعة كوازولو ناتال، جنوب أفريقيا، تغير العروس في حفل الزفاف لباسها 3 مرات لإقناع الزوج، ويتضمن حفل الزفاف الكثير من الرقص والغناء.
بعد الحفل يذهب الجميع إلى منزل العريس، ويتم ذبح بقرة هناك كدليل على أن العروس موضع ترحيب في منزلها الجديد، العروس تصبح رسميًّا عضوًا في عائلة جديدة عن طريق وضع المال في معدة البقر.
ينتهي حفل الزفاف بحفل يسمى “ukwaba” تقدم فيه العروس بطانيات خاصة كهدايا لعائلتها الجديدة.
ودابي.. النيجر
أما قبيلة “ودابي في النيجر”، فيتم الزواج بطريقتين؛ إما بطريقة “coogal” عبر اتفاق الوالدين على زواج طفليهما وهما لا يزالان رضيعان، وأحيانا تتم الزواج نتيجة للحب ويسمى “teegal”.
وتقدم عائلة العريس مالًا لعائلة العروس، وبعد الزواج تعيش العروس مع زوجها حتى الحمل، ثم تعود إلى منزل والدتها حيث تبقى هناك من 3 إلى 4 سنوات، فهي مع ولادة الطفل تصبح المرأة boofeydo أو “شخص ارتكب خطيئة”، وهذا يعني أنها لا تستطيع رؤية زوجها أو التحدث إليه، ولا يمكن للزوج التعبير عن أي اهتمام بها أو بالطفل.
بعد 3 سنوات، تستطيع الزوجة زيارة زوجها، لكنها لا تعيش معه، حتى تشتري كل ما يلزم المنزل، ثم تعود هي والطفل إلى الزوج.
كينيا
الماساي
في كينيا، يقوم والد العروس بمباركة ابنته عند الزفاف بالبصق على رأسها، ثم تغادر مع زوجها إلى منزلها الجديد، ويجب أن تكون الرحلة مشيًا على الأقدام مهما طالت المسافة، وخلال تلك الرحلة يجب ألا تنظر إلى الوراء أبدًا، لأنها -في معتقدهم- يمكن أن تتحول إلى حجر.
السواحيلي
تحمم العروس السواحيلية في كينيا بزيت خشب الصندل، ووضع الحناء على اليدين والقدمين، ولابد أن تقوم “سومو” -وهي امرأة مسنة- بإجراء حديث خاص مع العروس حول كيفية إسعاد زوجها، وأحيانا ما تختبئ “السومو” تحت السرير في حال ظهرت مشكلات غير متوقعة.
سامبورو
وفي كينيا أيضًا، يحمل العريس من شعب “سامبورو” هدية خاصة للزوجة عبارة عن اثنين من الماعز وأقراط نحاس، وحاوية حليب.
نوير.. السودان
وفي قبيلة “نوير” بالسودان، يستطيع الرجل الزواج إذا قدم نحو 20 إلى 40 رأسًا من الماشية، ويكتمل الزفاف بولادة المرأة طفلين، فإذا أنجبت طفلًا واحدًا، يمكن للزوج طلب الطلاق، وطلب الطفل والماشية أيضًا، وإذا توفي الزوج يصبح أخوه زوجًا جديدًا للأرملة.
تنزانيا
في تنزانيا، عادة ما يتم تنظيم حفلات الزفاف الإسلامية في بداية شهر شوال، وهو الشهر العاشر من التقويم الإسلامي القمري. قبل بدء الزفاف تحصل كل عروس على “سومو” التي هي أفضل صديقة لأم العروس، ومهمتها مرافقة العروس أينما ذهبت.
تقوم “سومو” بالعناية بجمال العروس، من الشعر إلى البشرة والأظافر، وتستخدم خليطًا من السكر وعصير اللمون لنضارة بشرتها وإزالة الشوائب من عليه، وتزين يديها وقدميها بالحناء، ويتم وضع زيوت خاصة على شعرها، ويدهن جسدها بالزيوت المعطرة وتمنح مجوهرات خاصة بها.
وبعد الزفاف، تعد السومو سرير الزوجين، وتضع عليه بتلات ورود عطرية، ويدفع لها العريس مبلغًا متفقًا عليه.
الشونا.. زيمبابوي
أما شعب الشونا في زيمبابوي وجنوب موزمبيق، فيقدم المهر “رورا” علامة على الاحترام، وتقرر العروس متى تذهب إلى العريس، وقد تصل ليلًا مع قريباتها، وترتدي اللون الأبيض من الرأس لأخمص القدمين، حتى لا يتمكن أحد من رؤيتها، وعند ظهورها تبدأ أسرة العريس في التهليل والرقص وإعداد الحفل.
وينتهي موكب العرس عندما ترافق الأم العروس إلى منزلها الجديد، وتحصل هناك على الهدايا، وتزيل حجابها، ويظل الاحتفال ممتدًا إلى الليل، يعيش شعب شونا في زيمبابوي وجنوب موزمبيق… المهر أو “رورا” هو جزء منتظم من حفلات الزفاف الخاصة بهم، يتم دفعه لعائلة العروس كعلامة على الاحترام، تقرر العروس متى ستذهب إلى العريس، يمكنها أن تصل ليلا مع أبناء عمومتها الذين يرافقونها، وربما صلت خلال اليوم الذي تريد فيه مفاجأة زوجها المستقبلي، ثم ترتدي اللون الأبيض من الرأس إلى أخمص القدمين. ويعتقد أنه من خلال القيام بذلك لا يمكن لأحد رؤيتها.
لدى قبيلة اليوروبا شخصية مهمة جدًّا في الزفاف هي “Alaga Iduro” وهو كناية عن امرأة محترفة يتم توظيفها لإحياء الزفاف، تدفع لها أسرتا العريس والعروس، وهي مزيج من المغنية والشاعرة والكوميدية والكاهنة.
ندبيلي.. زيمبابوي
تدور حفلات الزفاف في قبيلة “ندبيلي” حول العروس، التي لا ترتدي فستانًا أبيض كما في التقاليد الغربية، وتصنع لها والدة العريس ”Jocolo”، وهي سترة من جلد الماعز المطرزة بالخرز الملون، ترتدي جميع النساء المتزوجات ”Jocolo” في الزفاف، وتكون محاطة بالأطفال، ويقوم العريس بطقوس احتفالية تكريمًا لزوجته الجديدة وشكرًا لها على قبولها مشاركته في حياته القادمة.
ويتم الاحتفال بالزواج على ثلاث مراحل، ويمكن أن يستغرق عدة سنوات، المرحلة الأولى هي دفع مهر العروس “Labola” على أقساط من النقود أو الماشية، المرحلة الثانية فصل العروس عن محيطها لمدة أسبوعين؛ حيث تقوم النساء بتعليمها كيف تكون زوجة صالحة، ويتم الانتهاء من المرحلة الثالثة عندما تنجب العروس طفلها الأول.
يرسل العريس خطابًا إلى عائلة العروس لطلب موعد للتفاوض على مهر العروس “Labola” ثم عليه شراء خروف وبطانيات ومكنسة وملابس لعائلة الفتاة، ويزور أهل العريس أهل العروس لدفع المهر لابولا، ثم يأخذون الفتاة إلى عائلة العريس للتعرف عليها.
يتم طهي طعام الزفاف بالطريقة التقليدية التي يجب أن تشمل “وجبة الذرة الصفراء التقليدية” إضافة إلى اللحوم والسلطات والفواكه والحلويات والكعك.
في مصر
يتم ترتيب حفلات الزفاف في مرحلة ما قبل الخطوبة، حيث يذهب العريس مع عائلته لأهل العروس ويقدم المهر، ويشترون مجوهرات تعرف باسم “الشبكة” ويلبسها العريس خاتمًا في يدها اليمنى، وقبل الزفاف ترسم العروس الحناء على يديها وقدميها، ثم يبدأ حفل الزفاف بموسيقى الزفة على دقات الطبول، داخل المسجد أو الكنيسة، ويجلس العروسان على كراسي مرتفعة تسمى “كوشة”، ويتناولان “الشربات”، ولا تنسى قريبات العروس قرصها يوم الزفاف لتمني الحظ السعيد، واللحاق بها في أقرب وقت.