كتبت – أسماء حمدي
بعد أن ضربت جائحة كورونا زيمبابوي، تصدرت محامية الهجرة سامانثا موروزوكي عناوين الصحف في البلاد، وذلك بعد قيامها بطهي كميات ضخمة من الطعام وتوزيعها على الجيران في الحي الذي تعيش فيه ببلدة تشيتونجويزا بالقرب من العاصمة هراري.
وبعد عامين من توزيعهاعصيدة سادزا للأطفال في شارعها ولآلاف الأشخاص الذين يصطفون خارج مطبخ منزلها الصغير، تريد سامانثا موروزوكي مساعدتهم في الاعتناء بأنفسهم وتمكينهم من الحصول على عمل.
«لا أستطيع أن أغلق الأبواب»
على الرغم من أن عدد الأشخاص الذين يكافحون للعثور على الطعام كل يوم قد تراجع تماشيًا مع إجراءات الإغلاق في زيمبابوي، والتي سمحت للناس بالعودة إلى العمل، تواصل موروزوكي 34عامًا، إطعام ما يقرب من 800 شخص يوميًا.
تقول: سامانثا موروزوكي: «أشعر أنني لا أستطيع أن أبدأ شيئًا كهذا وأغلق الأبواب، لا أعرف كيف ما زلت مستمرة حتى الآن».
بعد وصول أولي التبرعات الصغيرة، لم يكن تقديم طبق من سادزا (غذاء شبيه بالعصيدة في زيمبابوي مصنوع من دقيق الذرة المسلوق، والمعروف أيضًا باسم الوجبة) والفاصوليا لكل من يحتاجها كل يوم أمرًا سهلاً، في البداية اشترت موروزوكي ما يلزم مطبخها من أموالها وأموال والدتها لإطعام الناس.
تقول المحامية الشابة: «بعد ذلك تبرع الناس وقاموا بدورهم، والآن ينتظرون منا أن نفعل شيئًا أكبر، الشهر الماضي، كان لدينا يومين متتاليين عندما لم نقدم أي وجبة، لدينا أيضًا أيام يتعين علينا فيها خفض عدد الأشخاص الذين نخدمهم بناءً على الإمكانيات المتوفرة لدينا».
تضيف: «في الوقت الحالي، المساعدة الوحيدة التي أحصل عليها هي من مواطنين عاديين من زيمبابوي ودول أخرى، قد لا يكون ذلك على أساس منتظم ولكن كلما أمكنهم ذلك، يجلبون شيئًا، ولدينا عدد قليل من الشركات التي تأتي وتتبرع بالطعام، عندما لا يكون لدينا أي شيء نعطيه، نقوم أنا وأمي بتقديم مدخراتنا المالية وكل ما يمكننا فعله للتأكد من وجود شيء ما، لكن عندما لا نملك شيئا، نضطر لأن نغلق أبوابنا ولا نقدم شيئا».
كفح من أجل الطعام
في العام الماضي، كافح أكثر من مليوني مواطن زيمبابوي في المدن لشراء ما يكفي من الطعام وسط ارتفاع أسعار المواد الغذائية وإغلاق الشركات، ومع استمرار ظهور آثار الوباء، لا تزال العديد من الأسر تعتمد على المساعدات الغذائية.
الآن فتح رئيس زيمبابوي إيمرسون منانجاجوا، جزئيًا قطاعي التصنيع والتعدين، لكن ملايين العمال غير الرسميين يواجهون ساعات عمل مقيدة.
بينما كان لإطعام الناس في تشيتونجويزا تأثيرًا، تريد موروزوكي بذل المزيد من الجهد للمجتمع الذي ولدت فيه، قائلة: «أحتاج للانتقال إلى المستوى التالي، أريد أن أقول إنني أطعمت الناس وانتهى بي الأمر بتمكين هؤلاء الناس ومساعدتهم، لا أريد أن تنتهي هذه الذكرى بعد تقديم وجبتين في اليوم، لكنني أريد أن أكون قادرة على إعطاء الناس التعليم وتمكينهم من العمل».
مطبخ الإغاثة
بعد ظهر أحد الأيام في تشيتونجويزا وخلال إشراف موروزوكي على متطوعين يقومون بمساعدتها في إعداد الغداء، تجلس امرأة مسنة وتحرّك عصيدة سادزا في قدر كبير بمساعدة مارتن البالغ من العمر 17 عامًا.
ترك مارتن المدرسة في الصف السابع عندما انفصل والديه، ويريد أن يصبح سائقًا وقد عرضت موروزوكي تمويل عودته إلى المدرسة، ومارتن هو واحد من 19 شابًا تلقوا رعاية موروزوكي عبر مطبخ الإغاثة، والآن تناشد المحامية الشابة، من خلال (كوتشينجيتانا) وهي منظمة أسستها لتقديم المساعدات بشكل أكبر والحصول على أرض لبناء مكان لإيواء الأطفال.
تقول: «شخص ما يحتاج إلى الاقتناع برؤية كيف أريد إعادة تشكيل (كوتشينجيتانا)، يجب أن يقف مطبخ الإغاثة كخطة طوارئ، ونريد أن نتعامل مع حالات الفقر المتكررة».
تضيف: «السبب في رغبتي في الحصول على قطعة أرض هو إنشاء مشروع لتربية الخنازير والأسماك حتى نتمكن من جمع الأموال لبناء منزل للأطفال الذين أعتني بهم، أريدهم أن يظلوا تحت سقف واحد حتى أتمكن من مساعدتهم بفعالية، من هؤلاء الأطفال التسعة عشر سينمو جيل جديد من زيمبابوي، سيكبر أشخاص مغامرون، لكن لا نمتلك الإمكانيات للانتقال إلى تلك النقطة، كل ما نريده هو أن نكون مكتفين ذاتيًا».
أصيبت موروزوكي بكورونا مرتين، تقول «المرة الثانية كانت سيئة للغاية، اعتقدت أن الأعراض ستكون خفيفة، لكن إصابتي كانت إصابة بالغة، وبسبب ذلك لم استطع الخروج لمدة ثلاثة أسابيع تقريبًا، لكن لحسن الحظ أمي هنا دائمًا، لقد تأكدت من أن الناس لديهم ما يأكلونه، وفي ذلك الوقت فقدت عددًا كبيرًا من التبرعات أيضًا».
تضيف: «قضاء بعض الوقت للراحة أمرًا صعبًا، فوالدتي مسنة وأصبح عدد المتبرعين آخذ في الانخفاض، كما شهدنا انخفاضًا كبيرًا في عدد المتطوعين بسبب نقص الحوافز، الناس يريدون أن يأتوا إلى هنا والحصول على شيء في جيوبهم».
تحكي موروزوكي أنها تفتقد قضاء المزيد من الوقت مع ولديها، كما تجد صعوبة في تحقيق التوازن بين حياتها الشخصية ومطبخ الإغاثة مضيفة: «ليس لدي حياة اجتماعية، إذا لم أكن هنا، سأكون أبحث عن التبرعات، لقد أثر هذا على الوقت الذي أقضيه مع أطفالي، أشعر بالسوء، على سبيل المثال إذا مرض طفلي، سيكون علي الالتزام برعايته، ومن الصعب أيضا تجاهل العمل».