وصل الجنرال، محمد إدريس ديبي إتنو، اليوم الإثنين 10 أكتوبر 2022، إلى قصر “15 يناير” الرئاسي في العاصمة التشادية، إنجامينا، استعدادًا لتنصيبه رئيسًا مؤقتًا لمدة عامين، حتى إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في البلاد، وفقًا لمخرجات الحوار الوطني، الذي انتهى السبت الماضي.
وأوضح الحساب الرسمي للرئاسة في تشاد، عبر “تويتر”، اليوم الإثنين، أن “رئيس الدولة، الجنرال محمد إدريس ديبي، وصل إلى قصر 15 يناير لاحتفال تنصيبه رئيسًا للبلاد”.
حضور أفريقي
أفادت شبكة “الوحدة إنفو” المحلية بأن الرئيس النيجيري محمد بخاري، وكذلك رئيس وزراء دولة النيجر أوحمدو محمدو، ووزيرة خارجية أفريقيا الوسطى سيلفي بايبو تيمون، وعضو المجلس السيادي الانتقالي السوداني اللواء الهادي إدريس، بين الحاضرين خلال حفل تنصيب محمد إدريس ديبي.
ويأتي التنصيب، بعد يومين من التوقيع على ميثاق معدل للفترة الانتقالية، خلال الحوار الوطني الشامل في البلاد، والذي نص على تولية ابن الرئيس الراحل، إدريس ديبي، محمد، رئيسًا مؤقتًا لمدة عامين، حتى إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية.
مهمة سياسية
في أول تصريح له عقب تنصيبه رئيسًا للبلاد، قال الرئيس محمد إدريس ديبي: إن الوقت حان لأفريقيا والعالم لاكتشاف مواهب الشباب التشادي بشكل أفضل.
وأضاف: “تسعى حكومة الوحدة الوطنية جاهدة لمواجهة التحديات الرئيسية على وجه السرعة فيما يتعلق بالحصول على مياه الشرب والطاقة والرعاية الصحية الأساسية والتعليم الجيد والوظائف اللائقة والأمن الغذائي وتوفير البنية التحتية للطرق”.
وتابع: “سيتم إنشاء لجنة للمتابعة والتقييم لتنفيذ جميع المداولات الجماعية بطريقة عملية وصادقة، ووفقا للتوافق الذي تم التوصل إليه”، منوهًا بأن “المهمة سياسية بشكل كبير، لكن رفاهية شعبنا ستكون محور هذا العمل السياسي”.
وأشار إلى أن المرحلة الانتقالية الثانية ستخصص بالكامل بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل وإنشاء حكومة وحدة وطنية تعمل من أجل العودة إلى النظام الدستوري والتنمية البشرية.
فترة انتقالية
كانت الرئاسة التشادية ذكرت في بيان السبت الماضي عبر بيان إن “التوقيع على أمر يقضي بإعلان الميثاق المعدل للفترة الانتقالية، أنها مرحلة جديدة سطرها الحوار الوطني الشامل والسيادي الذي عكف عليه ألف وخمسمائة مشارك يمثلون مختلف شرائح المجتمع التشادي حيث ناقشوا بعناية خلال خمسة وأربعين يوما قضايا المصالحة الوطنية السلام، شكل الدولة ونظام الحكم”.
واشتمل الإعلان على السماح لديبي للترشح للانتخابات الرئاسية بعد انتهاء الفترة الانتقالية، في الوقت الذي ندد جزء كبير من المعارضة السياسية بما وصفوه بـ “التوريث”.
وانطلقت جلسات الحوار الوطني، في 20 أغسطس الماضي، في العاصمة التشادية، بمشاركة المعارضة العسكرية والمسلحة والمجتمع المدني والسلطة التشادية.
وفي 18 يونيو الماضي، هددت الحركات السياسية والعسكرية المعارضة في تشاد بتعليق مشاركتها في الحوار الوطني الذي استضافته قطر، في ذلك الوقت، بسبب ما وصفته بالمضايقات والترهيب الذي تتعرض له من قبل الوفد الحكومي، قبل التوصل لاتفاق بشأن بدء الحوار الوطني الشامل.
وكان المجلس العسكري الانتقالي في تشاد أعلن، في 9 مارس الماضي، تشكيل لجنة للتفاوض مع ممثلي جماعات سياسية وعسكرية في البلاد، حيث استضافت قطر تلك المحادثات.
ووقعت الحكومة التشادية على قرار يقضي بتشكيل المجلس الوطني الانتقالي وبدء مهامه الثلاثاء 5 أكتوبر الماضي، وذلك بعد أيام من الإعلان عن أسماء أعضاء المجلس.
وفي 21 أغسطس الماضي، أعلن رئيس المجلس العسكري الانتقالي في تشاد، محمد إدريس ديبي إتنو، رسميا تعيين أعضاء اللجنة الفنية المكلفة بالحوار مع الحركات السياسية العسكرية ضمن الحوار الوطني الشامل، برئاسة الرئيس الأسبق، كوكوني عويدي.
هذا وقُتل رئيس تشاد السابق إدريس ديبي، خلال معارك دارت بين الجيش ومتمردين في أبريل من العام الماضي، وتولى نجله، محمد إدريس ديبي سلطة المجلس العسكري خلفاً له.