كتبت – أماني ربيع
اعتدنا أن نسمع ونقرأ عن علاقة ذوي الأصول الأفريقية بأنواعٍ عدة من الموسيقى المعاصرة؛ مثل: الجاز والبلوز والراب والهيب هوب، وهي من وسائل التعبير الموسيقى المعاصرة التي برعوا فيها وأصبحت بصمتهم الخاصة في مجال الأنغام، لكن من الصعب تخيل وجود علاقة بينهم وبين الموسيقى الكلاسيكية والسيمفونيات، ليس لأن هذا مستحيل إبداعيًّا، ولكن لأنه كانت هناك علاقة بالفعل، وإنما لم تأخذ الحيز الملائم من الاهتمام.
ولفترة طويلة تم تجاهل العديد من الملحنين الرائعين من ذوي الأصول الأفريقية؛ مثل سكوت جوبلين وفلورنس برايس، حيث ظلت الموسيقى الكلاسيكية الغربية لقرون، حكرًا على الرجل الأبيض.
وفي التقرير التالي سوف نستعرض أبرز الملحنين السود في تاريخ الموسيقى الكلاسيكية:
موزارت الأسود.. (1745 -1799)
يعتبر شافلير دي سانت جورج الملقب بـ موزارت الأسود “le Mozart noir “، أول ملحن كلاسيكي من أصول أفريقية.
ولد سانت جورج لصاحب مزرعة غني وامرأة من الرقيق كانت لديه، وهو مؤلف غزير الإنتاج، ألف الرباعيات الوترية والسمفونيات والكونشيرتو، وبزغ نجمه في أواخر القرن الثامن عشر، ونجح في قيادة أفضل الفرق الموسيقية في أوروبا -Le Concert des Amateurs- واعتبره الرئيس الأمريكي الأسبق جون آدمز “الرجل الأكثر إنجازًا في أوروبا”.
في الوقت الذي بزغ فيه نجم سانت جورج، كان موزارت يكافح من أجل أن تسمع موسيقاه الخاصة، وهناك نظرية شائعة تقول: إن موزارت استخدم غيرته الفنية من سانت جورج لإبداع الشخصية السوداء الشريرة “مونوستاتوس” التي ظهرت ضمن شخصيات أوبراه الشهيرة “الناي السحري”.
فلورنس برايس.. (1887- 1953)
كانت فلورنس برايس أول امرأة أمريكية من أصل أفريقي تقدم موسيقاها من قبل أوركسترا سيمفونية كبيرة، وفي عام 1933، استمع ناقد موسيقي من صحيفة “شيكاغو ديلي نيوز” إلى العمل الذي قدمته أوركسترا شيكاغو السيمفوني وأعلن أنه “عمل لا عيب فيه، عمل ينقل رسالته الخاصة بكثير من ضبط النفس، ومع ذلك بشغفٍ… يستحق مكانًا بارزًا في العمل السيمفوني”.
ولدت برايس في أركنساس عام 1887، وكانت شخصية متدينة بعمق، واستلهمت موسيقى الكنيسة الأمريكية الأفريقية في أنغامها، كما تأثرت بتشايكوفسكي، وديفوراك، وغيرهم من الملحنين الرومانسيين في أوروبا.
سكوت جوبلين.. (1868- 1917)
أطلق على سكوت جوبلين، لقب “ملك راجتايم”، وهو أحد الملحنين الأكثر أهمية وتأثيرًا في مطلع القرن العشرين، ولا تزال أفكاره الموسيقية وأنماطه تقلد من قبل ملحني اليوم.
تسبب موت جوبلين المفاجئ، الناجم عن مرض الزهري الذي أدى إلى الخرف، في انحسار حزين بالاهتمام بموسيقاه، لكن تمت إعادة اكتشاف مؤلفاته، وتوسعت شعبيتها بحلول سبعينيات القرن العشرين، عندما أصدر جوشوا ريفكين ألبومًا ناجحًا للغاية من قطعه، تبع ذلك طرح فيلمThe Sting الحائز على جائزة الأوسكار عام 1973 والذي استخدم العديد من مؤلفات جوبلين، بما في ذلك “The Entertainer” و”Solace”.
وليام جرانت ستيل.. (1895- 1978)
يعتبر ستيل عميد المحلنين الأفارقة الأمريكيين، وهو أول أمريكي من أصل أفريقي بدير أوركسترا سيمفونية رئيسية، وهو أيضًا أول موسيقار ينتج أوبرا من إنتاج شركة أوبرا كبرى، تقدم على التلفزيون الوطني.
خلال مسيرته ألف أكثر من 150 عملًا، منها 5 سمفونيات، و8 أوبرا، أشهرها سيمفوني “الأفرو أمريكي” رقم 1.
صموئيل كوليردج تايلور (1875- 1912)
خلال حياته القصيرة حاول كولريدج محاربة التحيز العنصري، وحاول أن يزواج بمهارة بين الموسيقى الشعبية الأمريكية الأفريقية مع موسيقى الاحتفالات، ألف قطعًا ذات طابع أفريقي لكن بلمسة كلاسيكية، وقدم رومانسيات أفريقية مميزة.
رشحه إدوارد إلجار لمهرجان الجوقات الثلاثة في هيريفورد وجلوسيستر ووستر، ليذيع صيته، ويقدم عرض Ballade in A Minor، وتحيز لموهبته أغسطس جايجر الناقد الموسيقي الشهير، والذي وصفه بـ “العبقري”.
جورج ووكر.. (1922- 2018)
كان ووكر أول أمريكي من أصل أفريقي يفوز بجائزة بوليتزر للموسيقى، وحصل عليها بفضل عمله Lilacs عام 1996.
وكان ووكر أيضًا أول خريج أسود من معهد “كيرتس” في فيلادلفيا عام 1945، وأول موسيقي أسود يؤدي في دار البلدية في نيويورك في نفس العام، وأول حائز أسود على دكتوراه من مدرسة إيستمان في عام 1955، وأول عضو هيئة تدريس أسود في كلية سميث عام 1961.
توفي ووكر في 23 أغسطس 2018 ، وما يزال عمله الأكثر شهرة والأداء له Lyric for Strings (1946).
فرانسيس جونسون.. (1792- 1844)
كان فرانسيس “فرانك” جونسون مؤلفًا موسيقيًّا شهيرًا ومعروفًا على نطاق واسع في فيلادلفيا، واشتهر بكونه أول ملحن أمريكي من أصل أفريقي يطبع أعماله كموسيقى ورقة.
عزف الكمان والبوق، وألف أكثر من 200 قطعة، بما في ذلك الأغاني الإثيوبية، والأوبرا، وموسيقى المسيرات مع الفرقة النحاسية، التي كانت “الفرقة العسكرية الرائدة في جميع المسيرات المشهورة بفلادلفيا.
وينتون مارساليس.. (مواليد 1961)
يعتبر عازف البوق وينتون مارساليس واحدًا من أكبر النجوم في موسيقى الجاز، لكن موسيقى الجاز الإنجيلية والابتكارية التي أصبحت من أهم الأعمال الجديدة التي تقدم في قاعات الحفلات الموسيقية الكلاسيكية.
وفي عام 1997، أصبح مارساليس أول موسيقي جاز يفوز بجائزة بوليتزر للموسيقى.