نيروبي – هاجم مسلحون، أمس الجمعة، حافلة في منطقة لامو الساحلية في كينيا، وعلى متنها عدد من الركاب المدنيين.
وقال مسؤولون محليون إن ثلاثة أشخاص قتلوا بعد أن تعرضت حافلة لهجوم في كينيا بالقرب من الحدود الصومالية.
وأصيب اثنان آخران ويجري علاجهما في المشافي المحلية.
وتقول السلطات المحلية إن قوات الأمن طاردت المهاجمين الذين فروا من مكان الحادث.
كانت الحافلة تقل ركاباً من مدينة مومباسا واستُهدفت في مقاطعة لامو عندما أوقفها مسلحون وأطلقوا عليها الرصاص بكثافة.
أصابع الاتهام تشير إلى “حركة الشباب”
وقع الهجوم الذي قام به مسلحون يشتبه أنهم ينتمون لحركة شباب المجاهدين الصومالية، حيث كانت حافلة ركاب في “نيونغورو” بالقرب من بلدة ويتو في مقاطعة لامو، والتي تعد منطقة مضطربة تشهد انتشاراً لحركة الشباب منذ عام 2017.
وقال مفوض مقاطعة لامو، إيرونجو ماشاريا، خلال مكالمة هاتفية مع صحيفة “ذا ستار” المحلية، إن الميليشيا قتلت ثلاثة أشخاص وأصابت ثلاثة آخرين، وقامت قوات الامن بمطاردة المهاجمين وتواصل التحقيقات في الحادث.
وتفيد التقارير أن مجموعة من المتشددين خرجوا من الغابة، وأشاروا للحافلة بالتوقف لكن السائق الذي اشتبه في كونهم إرهابيين، مما أجبر المهاجمين على إطلاق الرصاص نحو الحافلة.
شهود عيان
ويقول سائق الحافلة “لقد كان مثل مشهد من فيلم رعب، لقد خرجوا من الغابة وبدأوا بإطلاق النار بشكل عشوائي ، وأمرونا بالتوقف، لكني واصلت القيادة بسرعة عندما أطلقوا النار علينا، ولسوء الحظ ، فقد أفرغوا إطارات الحافلة لكنني كنت مازلت قادراً على القيادة لحوالي 100 متر “.
وأضاف إنهم غادروا مومباسا إلى لامو في الساعة 6.30 صباحًا تحت حراسة الشرطة بسبب انعدام الأمن في الغابة، وعندما تعرضوا للهجوم ، تركهم الضباط تحت رحمة المسلحين، حيث كانت حافلته بين قافلة من ثلاث حافلات تعرضت للهجوم.
وأكد قائد شرطة مقاطعة لامو، أن الحافلات كانت تحت حراسة الشرطة لكنه لم يستطع توضيح سبب تخلي الضباط عن الركاب في وقت الحاجة.
تهديدات أمنية
وتعد منطقة لامو جزء من مساحة شاسعة من الأراضي التي تشن فيها حركة الشباب الإسلامية هجمات بالأسلحة والقنابل لإرغام كينيا على سحب قواتها من الصومال.
وتشارك وحدة عسكرية كينية في قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي التي تشارك في الدفاع عن حكومة الصومال في مواجهة المتشددين.
كما تعد منطقة “نيونجورو” في كينيا من بين المناطق الأكثر عرضة للهجمات الإرهابية حيث شهدت العديد من الهجمات على مركبات الأمن .
وتشير آخر التقارير إلى أن إرهابيي “الشباب” قد حولوا التركيز إلى قوات الأمن والبنية التحتية خاصة من خلال العبوات الناسفة ونصب الكمائن مثل التي تستهدف حافلات الركاب.
وعلى الرغم من انخفاض عدد الهجمات العشوائية على المدنيين في عام 2018 ، إلا أن عدد الهجمات زاد في الأشهر الأخيرة من 2019 خاصة الهجمات التي استهدفت حافلات الركاب
ويبقى مستوى التهديدات الإرهابية ، وفقًا لآخر تقرير للمخابرات الكينية ، مرتفعًا للغاية في الوقت الحالي ، لكن تم وضع عدد من الاستراتيجيات للتعامل مع تلك التهديدات.
ولم يتبن أحد الهجوم على الفور، لكن عادة ما تقوم حركة الشباب الاسلامية الصومالية بعمليات منتظمة في الجانب الكيني من الحدود.
وأفادت لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة بشأن الصومال في تقريرها الصادر في تشرين الثاني/نوفمبر، عن “عدد غير مسبوق من العبوات المتفجرة اليدوية الصنع وهجمات أخرى في يونيو و يوليو 2019 على الحدود بين كينيا والصومال”.
وفي يناير 2019، قُتل 21 شخصاً في حصار لأحد فنادق نيروبي الراقية، كان معظم منفذيه من نشطاء حركة الشباب المولودين في كينيا.
وتمكنت حركة الشباب أيضاً من توسيع شبكتها في المنطقة، خاصة في كينيا التي عانت من عدة هجمات مدمرة ردا على قيامها بإرسال قوات إلى الصومال في عام 2011.