كتبت – أماني ربيع
لا بريق أقوى من بريق الماس ولا شئ ينافسه في جاذبيته عندما يتدلى في كبرياء على عنق امرأة جميلة فيخطف منها الأنظار، لتصبح مجرد اسم تنسى صاحبته فور الانتهاء من لفظ آخر حرف.
يجذبك بريق الماس الخلاب فتقترب أكثر.. وأكثر.. ثم
مشهد 1.. نهار خارجي
أطفال ورجال انحنوا تحت لهب الشمس الحارقة التي بللت ظهورهم بالعرق، هذه الخطوط الدامية ليست وشما، إنما هي توقيع مؤلم من عصا الزبانية، هذه ضربة ليقوم من عثرته في الماء، وتلك ضربة أخرى ليعمل بجد أكبر، وثالثة لأن.. لا، إنها دون سبب، فهم ليسوا بحاجة إلى سبب على أية حال.
صوت ارتطام قوي بالماء، يمسح القطرات التي أغرقت وجهه، لم تكن ماء إنها دماء، ينظر في ذعر إلى جسد صديقه الملقى في الماء وقد فرغت عيناه من الحياة، كان بالأمس يحدثه عن حبيبته التي يحلم بالعودة إليها..، أطبق عينيه على ألم دون دموع، هذا المشهد لا يكون فيه المنتصر من يصمد لآخر لحظة، بل من يموت لينجو من مزيد من الويلات، إذا فصديقه محظوظ..
صرخة سوط على ظهره أيقظته من أحلامه، وأعادته إلى الواقع المرير..
المهم بل كل ما يهم أن يستمر طابور الألم في البحث بالوحل وعند شواطئ الأنهار عن الماس الخام، الذي يهدي الماركات العالمية ماساتها الجميلة، ويسلبهم هم حياتهم.
هؤلاء الأبرياء الذين يشبهون جيادا تجري دون أن تفقه لما يحدث حولها، إنها لمآساة كبرى أن يموت إنسان إرضاء لشهوات إنسان آخر.
قصة الماس الدامي في أفريقيا، رواية واقعية تداهمك برائحة الموت وقذارة الحرب وفقدان الإنسانية في كل لحظة، حين يتخذ أمراء الحروب من أجساد البسطاء طريقا إلى أطماعهم، وإذا كانت الأرض السمراء الكريمة تدفع بخيرها إلى السطح، فمكافأة البشر هو ريها بالدماء، وإزعاجها بجثث الموتى، أطفالا، نساء ورجالا، ينتهون جثثا في الوحل جوعا وعطشا وإرهاقا من أجل قطعة ألماس تستعرض ألقها في مزاد.
اغتصاب، بتر أطراف الأهالي ليتخلوا عن أطفالهم، استخدام الأطفال كجنود بعد اختطافهم وحقن رؤوسهم بالمخدرات ليكونوا مطية لأهواء أمراء الحروب، لا هروب إذا ولا مفر، عبث.
وإذا كان الماس ثروة أفريقية، فهو بالتأكيد لا يصلح للاستهلاك في أفريقيا، ورغم كونه رمزا للرفاهية، فحكايته مع أفريقيا تروي تاريخا من البؤس جعل ذكر تلك الأحجار البراقة مقترنا دوما بالدم.
وعلى الرغم من انتهاء العديد من الحروب التي يغذيها الماس، فلازال الماس الممول يمثل مشكلة خطيرة، وفي عام 2013 أطاحت جماعة “سيليكا” المسلحة بالحكومة في مارس 2013، لتندلع حرب أهلية في جمهورية أفريقيا الوسطى، سببها الصراع على الماس، أسفرت عن مقنل آلاف الأشخاص، وانتهاكات شنيعة لحقوق الإنسان، عاني خلالها الآلاف من عمال مناجم الماس، من التعذيب والاستغلال، حتى تم فرض حظر على تصدير الماس من جمهورية أفريقيا الوسطى، وإيقاف عضويتها، بـ “عملية كيمبرلي” للرقابة على الماس، في مايو من نفس العام.
وأودت الحروب السابقة التي غذاها الماس بحياة نحو 7.3 مليون شخص، ولايزال ملايين الناجيين يتعاملون مع عواقب هذه الحروب من فقد الأصدقاء وأفراد الأسرة، والجروح الجسدية والعاطفية التي سيستمر وجعها لأجيال.
سيراليون.. ثروة الجحيم
ولعل سيراليون تعد أبرز أمثلة صراعات الماس الدامي في أفريقيا، حيث حولت الحرب سيراليون إلى واحدة من أشد البلدان فقرا في أفريقيا، وهو أمر مثير للسخرية المؤلمة إذا عرفنا أن مناجمها هي الأغنى بالماس في أفريقيا كلها.
وكانت تجارة الماس غير المشروعة دافعا لحرب أهلية استمرت من 1991 إلى عام 2002، بخرت كل الأحلام، وأدخلت البلد الغني إلى دوامة من العنف حولته إلى شعب لاجئ فقير، وكانت سببا في تسمية الماس «بألماس الدم»، بعد مقتل أكثر من 176ألف شخص فضلا عن تشريد 2,1 مليون من إجمالي سكان سيراليون الذين قدر عددهم ب4,47 مليون نسمة قبل الحرب.
وحتى عام 1998 كان قد تم استخراج نحو 55 مليون قيراط من الألماس الوردي عالي الجودة بقيمة 15 مليار دولار في سيراليون، وتم توظيف كل هذا الماس لإدارة الصراع واستمراره، فالماس الذي تقدر قيمة دخله سنويا إلى البلاد بـ 300 مليون إسترليني، كان موردا أساسيا لتمويل الجيش، وبالمثل تمويل المليشيات المسلحة التي كانت تعتبره سببا هاما لاستمرار الصراع من أجل تسهيل تهريبه.
لم تهدأ الحرب يوما، لكن 6 يناير 1999 كان الأبشع، اجتاح المتمردون مدينة بريتون، تحولت شوارع المدينة إلى جحيم مستعر، مجازر مخيفة نفذها مقاتلون أطفال تحولوا إلى آلات هدفها القتل وتقطيع الأوصال واغتصاب، وبعد هذا اليوم الدامي لم يتبق من البلاد سوى أطلال خربة تحولت إلى مخيمات افترش فيها الأهالي الأرض، يشربون مياه الأمطار، ويأكلون فتات البذور.
يحكي الناجون عن اعتقالات فجائية وحفلات ضرب حتى الموت، تليها دموع وتوسلات إلى أن يهدأ الموهووسون بعد بتر طرف أو اثنين، وترك الضحية تنزف.
أحد المبتورين جرى مسافة ميلين بعد بتر يديه الإثنين، الهلع وحده جعله يجري دون هدف حتى أنقذته سيارة أحذته للعلاج، فتاة صغيرة رقية بعمر 3 سنوات بتر مجموعة من الجنود الأطفال ذراعها في يوم 6 يناير الدامي.
لم يكن فجاعة أمر هؤلاء المبتورين مقتصرا على وجع الحاضر، لأن معظمهم كانوا من الأميين الذين لا يعرفون سوى الزراعة حرفة، لذا تركوا لمواجهة مستقبل مجهول.
الأطفال المحاربين .. تجنيد البراءة لسلطان الدم
بلغ عدد الأطفال المحاربين في سيراليون من سن 5 إلى 16 سنة حوالي 5 آلاف طفل، 3500 طفل منهم كانوا ضمن ميليشيات الجبهة الثورية الموحدة، بينما ضمت ميليشيات «الكمارجو» الموالية للحكومة 1500 طفل، تم استئجار معظمهم من ليبيريا.
قبل المواجهات الفعلية كان الأطفال المجندين،يمرون بمرحلة تسمى «التلقين» يمارسون فيها ألعابا قتالية جماعية، ويشاهدون عقوبات مخيفة للوالدين والمقربين سواء اغتصاب أو بتر أطراف، لقتل أر رغبة لديهم في العودة إلى قراهم.
كان تجنيد الأطفال هي الوسيلة المفضلة لدى المتمردين، نظرا لسهولة خداعهم والسيطرة عليهم لأجل تنفيذ الأوامر، بحيث لا يكن لهؤلاء الأطفال أية استقلالية، يتم حفنهم بمخدرات الهلوسة، بحيث يصبحون أداة مثالية للتجسس وجمع المعلومات، وكانوا يجبرون على الاختلاط بالحشود وإلقاء القنابل على الجنود والمسئولين الحكوميين، وإذا لم يشاركوا في القتال، فهم يحملون الذخائر والمياه، وغيرها من الأعمال الشاقة.
وكانت الفتيات تجند أيضا،لكن لبيع السلع والترفيه عن الجنود، يتم اغتصابهن وإخضاعهن لممارسات جنسية بشعة، وعانت الفتيات التي تمكن من الهرب من المتمردين من أمراض خطيرة مثل الإيدز، فضلا عن الصدمات النفسية، والقلق والعزلة عن المجتمع، ومنهن من اضررن إلى إزالة الرحم، أما الحوامل منهن أصبحن أمهات في سن صغيرة لأطفال المتمردين.
وخلال مواجهات قوات «الإكيمو» التي شكلتها المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا لقتال المتمردين تم قتل واعتقال عدد من الأطفال، بل وتنفيذ حكم الإعدام فيهم، بينما تم تحويل بعضا منهم إلى إصلاحيات تحت رعاية الأمم المتحدة لإعادة تأهيلهم في المجتمع.
يقول أحد الأطفال الذي دخل في برنامج تأهيلي تابع للأمم المتحدة:”أكره الحرب، كنا نقتل وندمر، هذا أمر فظيع، لذا قررت التوقف”.
6 دول في أتون لعنة البريق والدم
لم تكن سيراليون وحدها التي عانت من ويلات الحرب بسبب الماس، فهناك 6 دول أفريقية أخرى شهدت نفس السيناريو تقريبا، مع اختلاف عدد الضحايا، هي الكونغو، الذي راح فيها منذ عام 1998، نحو 5.4 ملايين مواطنا ضحية للحرب التي يغذيها الماس، وأنجولا التي قتل فيها أكثر من نصف مليون شخص، وتم بتر أطراف نحو 100 ألف شخص، وكذلك ساحل العاج وجمهورية أفريقيا الوسطى، وليبيريا.
ولدولة ليبيريا وضع خاص فكان رئيسها تشارلز تايلور الذي امتدت الحرب الأهلية لمرة ثانية في بلاده عام 1999، يجعل من البلدان المجاورة مسرحا لنزعاته الوحشية فكان يبيع السلاح لمتمردي الجبهة الثورية في سيراليون مقابل الحصول على الماس، وكانت أطماع تايلور تتمثل في إنشاء ليبيريا الكبرى التي تضم غينيا وحقول الماس في سيراليون.
انتهت الحرب الأهلية الثانية عام 2003، وأدين تايلور على يد محكمة جرائم الحرب الخاصة بسيراليون، وشملت التهم القتل والاغتصاب والاسترقاق الجنسي وتجنيد الأطفال والنهب، واستكملت محاكمته في لاهاي عام 2007.
عملية كيمبرلي
و تقدر تجارة الماس غير المصقول بـ10 مليارات دولار سنوياً، ويأتي اكثر من 65 في المائة منها من افريقيا، وحتى عام 2003، كانت شركات المجوهرات والمؤسسات العالمية لتجارة الماس، تتصرف مثل “رجل أعمى”، تجاه ما يحدث من انتهاكات بسبب الصراع الماس في اأفريقيا، وعند بداية الحرب في الكونغو عام 1998، لم تظهر التقارير أية روابط بين تجارة الماس غير المشروعة وتمويل الجماعات المسلحة حتى قدم فريق خبراء تابع للأمم المتحدة النتائج التي توصلوا إليها في عام 2001.
وبدأت بذور “عملية كيمبرلي”، في اجتماع عقد عام 2000، بمدينة كيمبرلي في جنوب أفريقيا، عندما اجتمع كبار منتجي الماس ومشتريه في العالم، لبحث المخاوف المتزايدة من تهديدات المستهلكين بمقاطعة الماس الذي اثيرت حوله الكثير من الفظائع، حوب تمويله للصراعات الوحشية في عدد من الدول الفريقية، وبحلول عام 2003، كانت 52 حكومة، فضلا قد صدقت على هذا النظام، وأنشأت نظاما لجوازات سفر الماس، تصدر من بلد المنشأ، وترافق كل شحنة من الماس الخام في جميع أنحاء العالم، وأما البلدان التي لم تتمكن من إثبات أن ماسها خالي من الدماء يتم تعليق ترخيصها بمزاولة تجارة الماس الدولية.
وكانت “عملية كيمبرلي”، خطوة رئيسية نحو إنهاء الصراع الذي يغذيه الماس، ويقدر إيان سميلي، أحد أوائل مهندسي العملية، أن ، أن 5 إلى 10٪ من الماس العالمي يتم تداوله بشكل غير قانوني حليا، مقارنة بنسبة 25٪ قبل عام 2003، وهو نعمة ضخمة لإنتاج الدول التي أصبحت بموجب نتائج “عملية كيمبرلي”، لديها فرصة أفضل للحصول على دخل جيد من مواردها الطبيعية.
وحدها لا تكفي
لكنى يرى المحللون أن “كيمبرلي”، ليست كافية، فبروتوكولها، يتضمن حظر التجارة فقط، ولا تندرج تحته، ممارسات العمل غير العادلة وانتهاكات حقوق الإنسان، ويتضمن تعريفها للماس الدامي مضمونا ضيقا، تستثنى على أساسه العديد من الحالات التي قد لايدرك المستهلكون أنها نماذج للماس الدامي، ويعرف “الماس الصراعات” في إطار عملية كيمبرلي بأنه: “أحجار كريمة تم بيعها لتمويل حركة متمردة تحاول الإطاحة بالدولة”، هكذا فحسب، وعندما استولى الجيش الزمبابوي عام 2008 على وديعة كبيرة للماس من شرق البلاد، وقتل أكثر من 200 من عمال المناجم، لم يعتبر ذلك انتهاكا لبروتوكولات “عملية كيمبرلي”.
وقال سميلي: “لقد قتل الآلاف، واغتصبوا، وأصيبوا واسترققوا في زيمبابوي، ولم يكن أمام عملية كيمبرلي أي وسيلة للضغط لأنه لم يكن هناك متمردون طرفا في المعركة”.
وحتى في بعض الحالات التي نفذت فيها “عملية كيمبرلي” حظرا كما هو الحال في جمهورية أفريقيا الوسطى، حيث ساعد الماس على تمويل حرب إبادة جماعية قتلت الآلاف منذ عام 2013، ما زال الماس الممول للصراع يتسرب، وتقدر تقارير الأمم المتحدة أنه تم تهريب 000 140 قيراط منذ 2013.
ويعلق وقال مايكل جيب من منظمة “جلوبال ويتنس”، وهي منظمة غير حكومية مقرها المملكة المتحدة، تدعو إلى الاستخدام المسؤول للموارد الطبيعية: “تعتبر جمهورية أفريقيا الوسطى نموذج تقليدي لـ “الماس الصراعات”، وهو بالضبط ما كان المقصود من عملية كيمبرلي معالجته، وإن حقيقة أن ماس جمهورية أفريقيا الوسطى يتواجد في الأسواق الدولية هو دليل واضح على أن عملية كيمبرلي وحدها لن تكون قادرة على التعامل مع هذا النوع من المشاكل”.
وعلى الرغم من تعهد صناع الماس بتأييد بروتوكول “عملية كيمبرلي” وقانون تجارة الماس النظيف، فإن صناعة الماس لم تفلح في تنفيذ السياسات اللازمة للتنظيم الذاتي، ويخفق قطاع التجزئة بوجه خاص في توفير ضمانات كافية للمستهلكين بأن الماس الذي يبيعونه خال من الدماء.
وتضغط العديد من البلدان وقادة الصناعة والمنظمات الدولية ، بما في ذلك المجلس العالمي للماس الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقرا له، وهو المجموعة التجارية الرئيسية في مجال الصناعة، لتوسيع نطاق تعريف “عملية كيمبرلي” لماس الصراع ليشمل قضايا الأثر البيئي وانتهاكات حقوق الإنسان وممارسات العمل غير العادلة، وكان التقدم ضئيلا، فتغيير المعايير يستلزم توافق الآراء، وهو ما رفضته العديد من الدول منها روسيا والصين وزيمبابوي، لأن ذلك يهدد مصالحهم الوطنية.
التكنولوجيا وتطور الوعي
ومع تطور التكنولوجيا وتقنيات الوصول إلى المعلومات وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي، أصبح جيل الألفية الجديدة أكثر وعيا، وسعيا للتسوق الذي يتوافق مع الأخلاقيات، وبناء على أنباء الصراعات الوحشية الناتجة عن الماس التي تنتشر تفاصيلها الدامية في الأخبار، شهدت مبيعات المجوهرات الراقية في الولايات المتحدة ، أكبر سوق للماس بالتجزئة في العالم، ركودا كبيرا في الفترة من 2004 إلى 2013، فالمستهلكون يريدون أن يضمنوا أن ما يشترونه شرعيا وأخلاقيا، يريدون أن يعرفوا من المستفيد من أموال الماس الذي يشترونه .
وعلى الرغم من أن آفة “ألماس الصراعات” لم تنته بعد، حيث يستمر الماس في تمويل العنف في زمبابوي وجمهورية أفريقيا الوسطى، فإن الحالة تحسنت بشكل كبير في السنوات العشر الأخيرة، ليصل حجم تجارة الماس الصراعات إلى 0.1% من أصل 15% عند إطلاق عملية كيمبرلي عام 2003.
وبرغم هذا التناقص الملحوظ لـ “لعنة ألماس الصراعات، ظهرت لعنة جديدة في الأفق كانت من نصيب أفريقيا أيضا هي لعنة النفط، الذي يشكل “لعبة للولايات المتحدة وأوروبا”، بحسب ما يقول الكاتب الأمريكي جون جازفنيان في كتابه «التكالب على نفط أفريقيا»، وبخاصة في منطق جنوب الصحراء.
وإذا كان الماس في السابق أحد أهم العوامل لاستمرار الصراعات فإن النفط الآن يمثل أحد أسباب استمرار الصراعات وإشعال أخرى جديدة، طالما هناك سوء توزيع للثورة، وفقر، وطامعين مستغلين لكل ذلك سواء على مستوى المواطنين أو من الخارج.
مشهد 2.. ليل خارجي
شاب مبتور الذراعين بالكاد يطفو وعيه بعيدا عن أهوال شهدها طفلا إبان الحرب الأهلية في بلاده، ينظر إلى السماء بعيون مخمورة حزنا، لكنه لم يستطع التحديق طويلا، فالنجوم بدت أمامه مثل قطع ألماس تتألق على صفحة نهر متدفق من النفط.. والدم.