كتب – حسام عيد

قد يكون إنشاء محطات الشحن الرسمية في الدار البيضاء وطنجة أول إشارة لأشياء رئيسية تأتي من شركة إيلون ماسك العملاقة للسيارات الكهربائية.

وفي أكتوبر 2021، اتخذت تسلا أولى خطواتها في القارة عندما شوهدت أولى محطات الشحن الفائق بالقرب من الطريق السريع الرئيسي في منتجع هيلتون الهوارة طنجة، وفي فندق أونومو بالدار البيضاء، حيث تم تركيب أربع محطات شحن فائق بقدرة 150 كيلو وات في كل موقع؛ وفق ما أفادت مجلة “أفريكان بيزنس”.

وقبل أن توفر تسلا البنية التحتية الخاصة بها للشحن، اجتمع ستة من مالكي “تسلا” المغاربة معًا لجمع 25 آلاف يورو في عام 2017 لبناء شاحن سريع بقدرة 50 كيلوواط، وتثبيته في محطة خدمة شل في مدينة القنيطرة. واتفقا على تبادل البيانات حول استخدام السيارات الكهربائية في المملكة للحصول على الكهرباء المجانية من شركة شل.

تقليص زمن الشحن

أدى إنشاء نقاط شحن “تسلا” الرسمية في المغرب الآن إلى تقليص أوقات الشحن السابقة. وبات يمكن لمعظم شواحن “تسلا” Superchargers الآن إعادة شحن ما يصل إلى 200 ميل من النطاق في 15 دقيقة فقط، ومن خلال إنشاء شبكات في المراكز الاقتصادية في الدار البيضاء وطنجة، ويبدو أن شركة تصنيع السيارات العملاقة ستجذب المزيد من العملاء المغاربة، فضلًا عن تشجيع السياح على قيادة سياراتهم “تسلا” من أوروبا إلى المغرب.

هناك حوالي 30 ألف محطة شحن فائق منتشرة في أمريكا الشمالية وأوروبا وشرق آسيا وأجزاء من الشرق الأوسط وأستراليا ونيوزيلندا، لكنها كانت غائبة تمامًا في أفريقيا قبل بناء المحطتين في المغرب.

الشاحن الفائق هو شاحن سيارة كهربائي مصمم “للشحن السريع”. ويعمل الشاحن الفائق فقط مع سيارات “تسلا إس”، “تسلا إكس”، “تسلا 3″، “تسلا واي”، ويتم تصنيعها وامتلاكها وتشغيلها بواسطة الشركة الأمريكية.

يتتبع تطبيق “تسلا” ونظام الملاحة داخل السيارة أقرب مواقع الشاحن السريع Supercharger، وبينما يتم دفع رسوم الشحن تلقائيًا إلى الحسابات عبر الإنترنت للسائقين في معظم المواقع حول العالم، فإن شاحن “تسلا” المغربي الخارق مجاني.

عادةً ما يكون إنشاء شبكات الشحن هو الخطوة الأولى التي ستتخذها “تسلا” قبل بيع السيارات مباشرة في السوق، وإنشاء صالات العرض، وإنشاء مراكز الخدمة.

وسيسمح فتح شبكة الشاحن السريع لشركة “تسلا” بدراسة الطلب وإظهار طموحاتها العالمية، من خلال إتاحة إمكانية قيادة سيارات “تسلا” ليس فقط في البلدان الغنية ولكن الآن في البلدان النامية أيضًا.

وتعد “تسلا”؛ شركة صناعة السيارات الأكثر قيمة في العالم، حيث تجاوزت القيمة السوقية 1 تريليون دولار، ولا يزال “إيلون ماسك” أغنى شخص في العالم، حتى بعد تغريدة في 6 نوفمبر الماضي؛ أعلن فيها أنه سيبيع 10% من حصته التي تسببت في انخفاض سهم تسلا.

دور “تنافسي” لسلسلة التوريد المغربية

تُباع سيارات “تسلا” في حوالي 40 دولة حول العالم، ولدى الشركة فرصة لتوصيل مليون سيارة كهربائية في عام 2021، بعد أن تجنبت في الغالب النقص العالمي في أشباه الموصلات من خلال الاستعانة بمصنّعين مختلفين للرقائق.

وتقوم إحدى مؤسسات العاملة في سلاسل التوريد، إس تي ميكرو إلكترونيكس STMicroelectronics (ST) -شركة إيطالية فرنسية لصناعة الإلكترونيات وأشباه الموصلات- بتوسيع موقعها في منطقة بوسكورة، خارج الدار البيضاء، لمواكبة الطلب العالمي.

في بوسكورة، تقوم ST بتجميع رقائق الترانزستورات موسفت SiC Mosfet المستخدمة في سيارات تسلا والمركبات الكهربائية الأخرى لإدارة تدفق الكهرباء من الشبكة إلى البطارية، وتحويل الشحنات إلى مراوح طاقة ومضخات ووظائف أخرى في السيارة، وتسهيل الجر في العاكس الرئيسي، مما يؤدي إلى تحسين الكفاءة والمدى دون تغيير سعة البطارية.

وتعتبر “إس تي ميكرو” الشركة الرائدة بصناعة رقائق كربيد السيليكون في كهربة السيارات، والتي طورت الأداء العام للمركبات الكهربائية مما أدى إلى تحسينات بنسبة 5-10% في النطاق، فضلًا عن كونها التقنية الرئيسية التي تجعل الانتقال إلى أجهزة الشحن السريع عالية الجهد أمرًا ممكنًا.

ومع قيام المغرب بالفعل بتأسيس نظام إيكولوجي مزدهر للطيران، يرى المحللون إن المملكة تُعِد نفسها لتصبح مركزًا لإنتاج الرقائق والبطاريات لشركة تسلا ومصنعي السيارات الكهربائية الأخرى. وقد بدأت المناقشات مع أكبر الموردين بما في ذلك تسلا؛ وذلك لإنتاج البطاريات في المغرب.

حتى قبل أزمة جائحة “كوفيد-19″، كان المغرب يعتبر الوجهة الأفضل من حيث التكلفة لقربه المباشر من أوروبا، وأفضل بنية تحتية في أفريقيا وهيكله السكاني “شاب ومتجدد”. كما أن هذا النوع من المبادرات يمكن أن يكون له وزن أكبر لجذب تسلا لخدمة السوق الأوروبية والسوق الأفريقية بعد ذلك.

وعندما تفتتح تسلا مصنع جيجا في برلين -أول موقع تصنيع للشركة في أوروبا- سيكون المغاربة قادرين على طلب سيارات للاستيراد ولكن سيتعين عليهم دفع 20% نسبة ضريبة القيمة المضافة ورسوم استيراد بنسبة 2.5%. ويباع أحدث طراز “تسلا 3” بداية من 57 ألف دولار، ولكن مع نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي البالغ 3000 دولار، فإن الطلب على تسلا باهظة الثمن منخفض نسبيًا.

فيما ستبدأ شركة أوبل الألمانية لصناعة السيارات قريبًا في إنتاج السيارات الكهربائية في المغرب، مما يمنح أوبل وشركتها الأم “ستيلانتس” لتصنيع السيارات Stellantis قاعدة إنتاج للتصدير المستقبلي الفعَّال من حيث التكلفة للسيارات الكهربائية إلى الأسواق في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وسيبلغ سعر سيارتهم الكهربائية الصغيرة “روكس-إي Rocks-e” حوالي 7000 يورو.

الطلب ينمو

على الرغم من أن عدد مالكي سيارات “تسلا” في المغرب سوف يتطور ببطء، فإن البصمة المتزايدة لـ”تسلا” في أفريقيا ستحفز الطلب المحلي على المركبات الكهربائية.

إذا أدى شاحن تسلا فائق السرعة في المغرب إلى تواجد محطات شحن متاحة بسهولة وسهلة الاستخدام، فسيكون ذلك تطورًا مهمًا للغاية في تحفيز اعتماد المركبات الكهربائية على نطاق أوسع، ولدى المغرب بالفعل نظام بيئي جيد لتصنيع السيارات بفضل التخطيط الدقيق من قبل العاصمة الرباط.

وختامًا، ألغت الحكومة المغربية مؤخرًا ضريبة على السيارات الفاخرة والمركبات الكهربائية، وبالتالي سيسهل ذلك عملية تعدين الإمداد المحلي الجاهز من الكوبالت لاستخدامه في بطاريات السيارات الكهربائية، مما يساعد على وضع الأسس للنمو المستقبلي في هذا القطاع.