ككرة ثلج، تتصاعد الأزمة السياسية في نيجيريا، فيما يبدو أن خطاب الرئيس بولا أحمد تينوبو فشل في احتواء غضب المحتجين بعد أيام من بدء التظاهرات، التي شهدت قتل نحو 13 مواطنًا على يد قوات الأمن، وفق منظمة العفو الدولية.

وبينما دعا تينوبو المتظاهرين إلى وقف احتجاجاتهم على غلاء المعيشة وصعوبة الأوضاع الاقتصادية، عبر عدد كبير من المتظاهرين على مواقع التواصل الاجتماعي عن رفضهم الدعوة، مؤكدين أن خطابه لم يأت بجديد، وتصاعدت مطالب بعضهم للجيش بالتدخل.

وتظاهر آلاف النيجريين في مدن مختلفة، طوال أيام الخميس والجمعة والسبت، احتجاجًا على قرارات تينوبو برفع الدعم عن الكهرباء والمحروقات، وارتفاع تكلفة المعيشة، ووقعت اشتباكات بين المحتجين والشرطة، قٌتل خلالها 13 متظاهرًا، بحسب منظمة العفو الدولية، بينما تقول الشرطة إن عدد الضحايا 7 فقط.

وبحسب “رويترز” ألقت السلطات النيجيرية القبض على عشرات المحتجين، وأطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق من حاولوا تنظيم مسيرة إلى المكاتب الحكومية بالعاصمة أبوجا، في اليوم الثالث للتظاهرات.

ودفع تصاعد الأحداث في الشارع الرئيس تينوبو إلى الخروج في خطاب متلفز، يطالب فيه المحتجين بإنهاء التظاهرات وخلق مساحة للحوار مع الحكومة، وقال “سمعتكم بوضوح، أتفهم الألم والاستياء اللذين يؤججان هذه الاحتجاجات، وأريد أن أؤكد لكم تصميم حكومتنا على الاستماع لمخاوف مواطنينا ومعالجتها، لكن ينبغي ألا نسمح للعنف والدمار بتمزيق أمتنا، يجب أن نوقف مزيداً من إراقة الدماء والعنف والدمار”. ودافع تينوبو عن قراراته قائلًا “الإجراءات المعتمدة ستفيد الشباب والاقتصاد بشكل عام”.

وقابل المحتجون دعوة تينوبو بوقف التظاهرات بالرفض، وتعهدوا بمواصلة الاحتجاجات خلال الأيام المقبلة، وبحسب صحيفة “الشرق الأوسط”، قال داميلاري أدينولا، القيادي بجماعة “تايك إت باك” لحقوق الإنسان في أبوجا إن “الجوع هو الدافع الرئيسي لهذه التظاهرة، ولهذا السبب ندعو إلى وضع حد للحكم السيئ”.

ودعا المشاركون في الاحتجاجات التي تجري تحت شعار “وقف الحكم السيئ” الرئيس إلى التراجع عن قرارات تعليق دعم الوقود التي رفعت من تكلفة المعيشة، إلى حد وصفه المحتجون بـ”إدخال المواطنين في المعاناة والجوع”.

وفي السياق رصد المحلل السياسي النيجيري، أودو بولاما بوكارتي، رفع عدد كبير من المحتجين أعلام روسيا وصور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال التظاهرات، في دلالة على ارتفاع المشاعر المناهضة للغرب، بالإضافة إلى تزايد الدعوات الشعبية للجيش بالتدخل، ما يشير في وجهة نظره إلى احتمال تكرار سيناريوهات مالي والنيجر وبوركينا فاسو، التي شهدت موجة انقلابات عسكرية خلال السنوات القليلة الماضية.