كتب – د. وائل محمد المتولي إبراهيم
مدرس جغرافية التنمية ونظم المعلومات الجغرافية – كلية الدراسات الأفريقية العليا – جامعة القاهرة
خبير نظم المعلومات الجغرافية بالهيئة العامة للتخطيط العمراني – القاهرة
أخصائي الاستشعار عن بُعد ونظم المعلومات الجغرافية بالهيئة القومية للاستشعار من البُعد وعلوم الفضاء (سابقًا)
يُسَلّم العالم بأسره بإمكانات علوم وتكنولوجيا الفضاء والابتكار في المُشاركة بالأنشطة التنموية المُستدامة، وتحقيق أهداف وتطلعات الرؤى الاستراتيجية طويلة الأمد؛ من خلال التصدي المُشترك للتحديات الإنمائية، مثل: الأخطار، والكوارث الطبيعية، والتخفيف من آثار تغير المُناخ، والتكيف معه، وانعدام الأمن الغذائي، والنزاعات، وتوفير التعليم، وتفشي الأمراض، وإتاحة الخدمات الصحية في المناطق الريفية والنائية، وتحقيق رفاه السُكان، ورصد الموارد الطبيعية وصونها، والإدارة الاستباقية للبيئة… وغيرها. وبناءً على ذلك، تبنت دول العالم برامج للفضاء من خلال وكالاتها المُختلفة، كما يتضح من الجدول التالي.
وكالات الفضاء على مستوى دول القارة الأفريقية، والعالم
Source: [1]
أولًا- نماذج لوكالات الفضاء على مستوى دول القارة الأفريقية:
– المركز الملكي للاستشعار عن بُعد CRTS، وهو بمثابة وكالة الفضاء المغربية، تم تأسيسه في ديسمبر 1989، بمدينة الرباط [2]
– المركز الليبي للاستشعار عن بُعد وعلوم الفضاء LCRSSS، والذي تأسس في أواخر 1989، بمثابة وكالة الفضاء الليبية، في مدينة طرابلس [3]
– الوكالة الوطنية للبحوث والتطوير الفضائي NASRDA، النيجيرية، والتي تأسست بمدينة أبوجا، في الأول من أغسطس 2001، بعد فترة من الإعداد منذ 1998[4].
– الوكالة الفضائية الجزائرية، والتي تأسست في 16 يناير 2002 ببوزريعة. بالإضافة للمركز الوطني للتقنيات الفضائية بمدينة أرزيو-بوهران، وهو مُتخصص في ميدان التقنيات الفضائية، والمسئول عن إعداد البرنامج الذي يستجيب لمُختلف احتياجات المُستخدمين الوطنيين؛ وبذلك يُعد الأداة التنفيذية للوكالة، من أجل دعم البحث العلمي، وإخراجه من إطاره النظري للإطار التطبيقي [ 5 ] .
– الوكالة الوطنية الجنوب أفريقية للفضاء SANSA، والتي تأسست في 9 ديسمبر 2010. ولكن بدأ تاريخها خلال الخمسينات والسبعينات من القرن العشرين؛ من خلال دعم البعثات الفضائية التي أجرتها وكالة ناسا NASA الفضائية الأمريكية، من محطة تَتَبُّعٍ في “هارتبيستهوك”، حيث تم استلام أول صور للمريخ من مركبة الفضاء (مارينز-4)، في أول رحلة طيران ناجحة للكوكب. كما ساعدت مرافق أخرى في جنوب أفريقيا؛ عن طريق تتبُع الأقمار الصناعية، لتحديد آثار الغلاف الجوي العلوي على مداراتها.
وخلال الثمانينات من القرن العشرين، كان العمل جاريًا لتطوير قاذفة وقمر صناعي؛ لكن تم إيقافه بعد العام 1994. وفي عام 1999، أطلقت جنوب أفريقيا أول قمر صناعي لها، وهو (SUNSAT)، من قاعدة “فاندنبرغ” الجوية بالولايات المُتحدة الأمريكية. ثم تم إطلاق قمر صناعي ثان هو (SumbandilaSat)، من ميناء “بايكونور” الفضائي بكازاخستان في 2009 [6]
– مركز غانا لعلوم وتكنولوجيا الفضاء GSSTC، والذي تم افتتاحه رسميًا في 2 مايو 2012؛ كأول وكالة فضاء غانية Gh_SA، لاستكشاف الفضاء وعلم الفلك والتكنولوجيا المرتبطة بهما. هذا بالإضافة إلى معهد غانا لعلوم وتكنولوجيا الفضاء GSSTI، الذي تم اعتماده لأول مرة كمركز تابع لكلية العلوم النووية والحلفاء SNAS، في يناير 2011، وتم تدشينه في مايو 2012، وتم ترقيته لاحقًا إلى معهد في أغسطس 2013؛ للاستثمار بمجالات علوم وتكنولوجيا الفضاء.
– الهيئة القومية للاستشعار من البُعد وعلوم الفضاء NARSS، وهي المؤسسة المصرية الرائدة في مجال تكنولوجيا الفضاء وتقنيات الاستشعار عن بُعد. وقد بدأت تحت اسم مركز الاستشعار عن بُعد بمدينة القاهرة، في عام 1971؛ كمشروع أمريكي-مصري مُشترك، وكانت تتبع آنذاك الأكاديمية المصرية للبحث العلمي والتكنولوجيا. وخلال عام 1994 تم تدشين الهيئة كمؤسسة تابعة لوزارة الدولة المصرية للبحث العلمي.
وفي عام 2018، تم إنشاء وكالة الفضاء المصرية. وذلك بموجب القانون رقم 3/2018، كهيئة عامة اقتصادية مصرية، لها شخصية اعتبارية، وتتبع رئيس الجمهورية. وتبعًا لهذا انفصل برنامج الفضاء المصري عن الهيئة لصالح الوكالة. ويُعد الرئيس التنفيذي للوكالة برتبة وزير. إلا أن الأنشطة الفضائية المصرية بدأت منذ إطلاق القمر الصناعي EgyptSat-1 عام 2007، وEgyptSat-2Ag، وNARSSCUBE-1,2g عام 2019. ومن المُخطط إطلاق Nextsat-1 وMisrsat-2 عام 2022 [7] .
ثانيًا- دور الاتحاد الأفريقي في دعم برامج الفضاء بدول القارة الأفريقية، والتعاون فيما بينها
يتضح من العرض السابق أن بلدانًا عدة بكافة أنحاء القارة الأفريقية كان لديها طموحات لبرامج فضاء مُنفردة، لكن الأحوال الاقتصادية أو الفنية والتكنولوجية، خاصة اعتمادها على الدول من خارج القارة، أعاقتها لفترات طويلة. من ثم، يُمكن للدول الأفريقية أن تتقاسم المنافع المُحتملة لنقل الخبرات والمعارف المُكتسبة فيما بينها؛ من أجل تطوير البرامج الفضائية لها، ودعمها ماديًا، ودفع التعاون والتكامل المشترك بين دول القارة وبعضها البعض في هذا المجال، والتكنولوجيا المُرتبطة به.
وجدير بالذكر أن هُناك تجربة تعاونية قائمة بالفعل في هذا الصدد، وهي “المركز الجهوي/الإقليمي للاستشعار عن بُعد لدول شمال أفريقيا” (حليفك للتنمية المُستدامة). وهو مُنظمة إقليمية أنشئت في 5 أكتوبر 1990، ومقرها تونس، بعد التوقيع على القانون التأسيسي من الدول الخمسة الأعضاء بشمال أفريقيا: الجزائر، وموريتانيا، والمغرب، وتونس، وليبيا؛ كجزء من مُبادرة الأراضي العربية، والتحقت بعدها كلًا من: مصر، والسودان.
يتمتع هذا المركز بجميع الامتيازات والحصانات التي تمتاز بها المُنظمات الدولية، وهو بمثابة مركزًا للبحوث والدراسات، يهدف إلى تشجيع المؤسسات البحثية في الشمال الأفريقي؛ لاستخدام بيانات وتقنيات الاستشعار عن بُعد في مجالات الاستدامة والتطوير والبحث العلمي، كما يُشجع على نقل التكنولوجيات، وبناء القدرات للدول الأعضاء، ويدعم التنمية الشاملة والمتواصلة، ويؤيد السلام والاستقرار للجميع [8] .
ووفقًا لـ”النظام الأساسي لوكالة الفضاء الأفريقية” المُعلن في 29 يناير 2018 [9] ، يُمكن رصد الخطوات الرئيسية حتى ظهور كيانها إلى مصاف الوكالات القارية، كما يلي:
أصدر وزراء الأرصاد الأفارقة في عام 2012 قرارًا بدراسة إنشاء برنامج فضاء أفريقي، بالتنسيق مع المفوضيات والجهات المعنية، وقامت مفوضية العلوم والتكنولوجيا بالاتحاد الأفريقي بتشكيل مجموعة عمل من بعض الدول الأفريقية المهتمة بمجال الفضاء؛ لإعداد رؤية مبدئية للسياسات والاستراتيجيات الفضائية في أفريقيا.
واسترشادًا بالمبادئ والأهداف المنصوص عليها بالقانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي، والتي تؤكد على أهمية العلم والتكنولوجيا والابتكار؛ بوصفها أدوات تمكين للتحول الاجتماعي-الاقتصادي بالقارة الأفريقية. إضافةً للمُقررات التي اعتمدتها الدورة العادية 22 للمجلس التنفيذي/ يناير 2013 بأديس أبابا، وتوصيات المؤتمرات الوزارية القطاعية بشأن تزايد الحاجة لوضع سياسة واستراتيجية أفريقية فضائية مُنظمة؛ لتنفيذ برنامج للفضاء الخارجي، من شأنه أن يُمكن الدول الأعضاء من تسخير الموارد الفضائية والاستفادة منها، واستثمارها؛ بطريقة منهجية، مع التصدي للتحديات التي تواجه القارة ودولها، مع تطوير سوق وصناعة فضائية أفريقية؛ بحيث يصبح برنامجًا قادرًا على المُنافسة عالميًا.
تمت اجتماعات مُكثفة، خلال الفترة 2012-2015، لمجموعات العمل المعنية بذلك، واستضافت مصر ثلاثة منها؛ وقد نتج عنها الانتهاء من مسودة سياسة واستراتيجيات الفضاء الأفريقية، وتم عرضها على مجلس وزراء البحث العلمي الأفارقة.
اعتمد الاتحاد الأفريقي، في يناير عام 2016 بأديس أبابا، نصًا بعنوان “السياسة والاستراتيجية الفضائية الأفريقية”؛ لإضفاء الصبغة الرسمية على البرنامج الرائد للفضاء الخارجي (أجندة الاتحاد الأفريقي 2063)، من أجل تطوير القدرات المحلية في مجالات: رصد الأرض ومواردها، والاتصالات، والملاحة، وتحديد المواقع. وبذلك تم إنشاء وكالة الفضاء الأفريقية بموجب المادة 5(2) من القانون التأسيسي، بوصفها جهازًا تابعًا للاتحاد الأفريقي؛ وتم تخصيصها لتقرير وتوجيه النُصح، وتنسيق التطوير، والاستفادة من علوم وتكنولوجيا الفضاء في أفريقيا والعالم، وتشكيل تعاون أفريقي ودولي.
كما كان العام 2017 استثنائيًا مُزدهرًا بالأنشطة الفضائية بالنسبة للقارة الأفريقية؛ حيث أطلقت أربعة أقمار صناعية تابعة لدول منتمية لها، فيما تم وصفه بأنه “صدفة، لكنها ستبقى في التاريخ”. وبذلك أصبحت أنجولا سابع دولة أفريقية تملك قمرًا صناعيًا بمدار ثابت فوق الأرض، بعد المغرب وغانا، اللتين أطلقتا أيضًا أجهزة في هذا العام، وقد كان إطلاق غانا قمرًا صناعيًا في يوليو 2017 بمثابة رمز؛ فالجهاز صُنع بالكامل في غانا. وقبل هذا العام الزاخر، كانت حلقة الدول الأفريقية التي تمتلك أقمارها الصناعية ضيقة، وتتكون من أربع دول فقط، هي: الجزائر، ومصر، ونيجيريا، وجنوب أفريقيا.
وكان من أهم أهداف الاتحاد الأفريقي الداعية لإنشاء وكالة الفضاء الأفريقية هو “الحد/التقليل من ازدواجية الموارد والجهود”، وبالتالي تعظيم منافع الأنشطة الفضائية الحالية والمُخططة، وفق مشروع النظام الأساسي المنشئ للوكالة. بالإضافة إلى وضع هيكل مُتكامل لتنظيم جميع الأنشطة المُتعلقة بتكنولوجيا الفضاء وتطبيقاتها المُختلفة، سواء داخل دول القارة أو خارجها، وعلاقاتها بالجهات الأخرى المعنية ببرامج الفضاء على مستوى العالم. ومن ثم تعزيز أجندة الفضاء بقيادة أفريقية؛ من خلال الشراكات ذات المنفعة المُتبادلة. بالإضافة إلى اعتماد الإدارة الرشيدة للمؤسسات، وتحديد أفضل المُمارسات لتنسيق إدارة الأنشطة الفضائية القارية، والتفاعل بين مُستخدميها من خلال أوساط تلبي احتياجاتهم.
ثالثًا- جهود مصر لاستضافة وكالة الفضاء الأفريقية
تقدمت مصر أثناء القمة الأفريقية في يناير 2015 بطلب لاستضافة وكالة الفضاء الأفريقية، الذي رحبت به المفوضية الأفريقية، مع كل من نيجيريا وإثيوبيا، وذلك لحين الانتهاء من صياغة السياسات والاستراتيجيات الخاصة بالفضاء في القارة الأفريقية، من جانب اللجنة الوزارية الفنية المُتخصصة للتعليم والعلوم والتكنولوجيا. بعد الانتهاء من هذه الصياغة، تقدمت مصر مرة أخرى بطلبها، خلال القمة الأفريقية في يناير 2016. تبعًا لهذا، صدر قرار المفوضية بتكليف قسم الموارد البشرية والعلوم والتكنولوجيا بالاتحاد الأفريقي للعمل مع مصر؛ لدراسة الجوانب القانونية والمالية الخاصة بتنفيذ سياسة واستراتيجية الفضاء في القارة الأفريقية، وإنشاء وكالة فضاء أفريقية.
وتم دعوة مفوض قسم الموارد البشرية والعلوم والتكنولوجيا بالاتحاد الأفريقي لمصر مرتين؛ لعقد اجتماعات في هذا الشأن، والتي انتهت بإعداد مسودة الإطار القانوني لوكالة الفضاء الأفريقية، والتي أقرتها اللجنة الوزارية المُتخصصة خلال انعقادها في أكتوبر 2017، وتم اعتماد الإطار بصورته النهائية في يناير 2018.
تبعًا للمركز الإعلامي لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي بمصر [10] ، وتصريحات موقع الهيئة العامة للاستعلامات [11] ، فقد تعددت الجهود المصرية لنجاح هذا الملف، والتي تمثلت في:
– إعداد ملف يرتكز على عدد من المحاور عن المقومات الفنية والتقنية المصرية؛ عن طريق تشكيل مجموعة عمل للإشراف على عمليتي الإعداد والمُتابعة، شاركت فيها عدة جهات معنية: (وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، والهيئة القومية للاستشعار من البُعد وعلوم الفضاء، ووزارة الدفاع، ووزارة الخارجية، ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وهيئة الرقابة الإدارية، وقطاع الأمن الوطني).
– كما تم استضافة لجنة فنية رفيعة المستوى من مفوضية العلوم والتكنولوجيا التابعة للاتحاد الأفريقي في 21-22 أكتوبر 2018؛ للوقوف على إمكانات مصر العلمية والفنية والتقنية والمالية، ومدى قدرتها على استضافة وكالة الفضاء الأفريقية. من خلال برنامج زيارة شمل: مقابلة رئيس الوزراء المصري، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي، ولقاءات بالجامعات والمراكز البحثية المصرية؛ لإبراز القدرات العلمية والبحثية، بالإضافة لترتيب زيارات لبرنامج الفضاء المصري، فضلًا عن زيارة عدد من المصانع المُرتبطة بتكنولوجيا الفضاء.
– إعداد ملف فني جيد يحاكي المعايير التي وردت من مفوضية الاتحاد الأفريقي بشأن الزيارة، تضمن عرض القدرات المصرية في هذا الصدد، وحرص واهتمام القيادة السياسية المصرية على استضافة مقر وكالة الفضاء؛ من خلال تخصيص قطعة أرض لبناء مقر وكالة الفضاء الأفريقية، وتخصيص مبلغ 10 ملايين دولارًا لإنشاء الوكالة، ومصاريف التشغيل لفترة 5 سنوات.
تتويجًا لهذه الجهود المصرية، العلمية والفنية، وافق المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي في يوم الجمعة 8 فبراير 2019 على استضافة مصر لمقر وكالة الفضاء الأفريقية. ويأتي فوز مصر بهذه الاستضافة تعزيزًا لعملها في محور الاهتمام بأفريقيا، التي تغيبت عنها فترات طويلة؛ حيث أنها خطوة تؤكد على تعزيز العلاقات المصرية الأفريقية على الصعيد العلمي والتقني. فضلًا على أن هذا القرار يعكس الثقة التامة في قدرة مصر على توظيف إمكاناتها والوكالة لبحث قضايا التنمية، ودعم الجهود البحثية لحلها، واستثمار الموارد بالقارة الأفريقية في مجالات تكنولوجيا الاستشعار عن بُعد وعلوم الفضاء، بالإضافة لكونها تمثل نظامًا للإنذار المبكر للتنبؤ بالكوارث والأخطار الطبيعية، وإدارتها.
ولا شك أن تفعيل هذا الإنجاز سيعود بالإيجاب على دور مصر الأفريقي بصفة عامة، وخاصة في مجالات تكنولوجيا الفضاء وبناء الأقمار الصناعية، والتطبيقات المرتبطة بها. وجدير بالذكر، أن مصر قد أعلنت عام 2019 عن مُبادرة لتطوير الأقمار الصناعية الأفريقية في مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الأفريقية (TICAD-7)، بمُشاركة: السودان، وكينيا، ونيجيريا، وغانا، وأوغندا؛ والذي كان بمثابة نواة للتعاون والمشروعات التجريبية. كما تتفق أهمية إنشاء الوكالة مع الأجندة التنموية الأفريقية 2063؛ حيث تدعم أنشطة التنمية الشاملة والمتواصلة، وخصوصًا في المجالات التكنولوجية، وهو ما يُعززه دخول سباق الفضاء بالنسبة للقارة الأفريقية، على غرار وكالات الفضاء العالمية، كوكالة الفضاء الأوربية ESA ووكالة ناسا NASA الأمريكية على سبيل المثال.
رابعًا- أهداف ومهام وكالة الفضاء الأفريقية
بمعاينة أهداف ومهام وكالة الفضاء الأفريقية الواردة في النظام الأساسي لها [12] ، يمكن إجمالًا سردها فيما يلي:
- وضع الاستراتيجية العامة، والخُطة التنفيذية في مجال علوم وتكنولوجيا الفضاء، وامتلاك التقنيات المرتبطة بها؛ من خلال برنامج الفضاء الأفريقي، والتصديق عليه من مجلس الوكالة ومتابعة تنفيذه؛ عن طريق دعم تأسيس بنية تحتية، لتصميم وتصنيع وإطلاق الأقمار الصناعية بالتعاون مع الوكالات وبرامج الفضاء الأخرى، مما يسمح بالتحولات التكنولوجية، ونقل مُختلف معارف الدول التي حققت نتائج إيجابية في هذا المجال.
- تسخير الفوائد المُحتملة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء وتطبيقاتها لمُعالجة الفرص التنموية والتحديات الاجتماعية-الاقتصادية بالقارة الأفريقية؛ من خلال دعم وإنجاز البحوث والدراسات التطبيقية، والبرامج التعليمية حول مختلف الاحتياجات لدراسة الأخطار الطبيعية، ورصد ومتابعة الموارد، وحماية البيئة، والتخطيط الإقليمي… وتعتمد أغلب هذه المشروعات على الصور الجوية والمرئيات الفضائية. بالإضافة إلى تمويل الاستثمارات في المؤسسات التي تعمل على تطوير صناعة الفضاء، ودعم الأبحاث وبراءات الاختراع في هذا المجال.
- تطوير سوق وصناعة فضاء أفريقية مستدامة وحيوية، تُعزز وتستجيب لاحتياجات القارة الأفريقية؛ عن طريق تجميع الخبرات؛ للوقوف على الإمكانيات العلمية والتكنولوجية والبحثية والتصنيعية والبشرية في مجال علوم وتكنولوجيا الفضاء على مستوى دول القارة، والاستفادة منها؛ من خلال تكوين وبناء قدرات علمية ذات مستوى عال، وتدريبها المستمر على الجوانب الفنية والتكنولوجية التطبيقية للبرنامج الفضائي.
- تعزيز البعثات الفضائية في القارة الأفريقية؛ من أجل ضمان الوصول الأمثل للبيانات والمعلومات والخدمات والمُنتجات المُستمدة من تنفيذ برامج الفضاء.
- قيادة موقفًا أفريقيًا موحدًا من الالتزامات مُتعددة الأطراف.
الهوامش:
https://web.archive.org/web/20201204102655/https://crts.gov.ma/ (2)
http://nasrda.gov.ng/engineering-and-space-systems/ (4)
https://asal.dz/ (5)
http://nasrda.gov.ng/engineering-and-space-systems/ (6)
http://www.crtean.org.tn/ar/ (8)
https://au.int/en/treaties/statute-african-space-agency (9)