كتب – حسام عيد
في عام 2023، تريد مجموعة “إيني ENI” الإيطالية للطاقة بدء العمل في حقل بالين البحري، الذي اكتشفته منذ ثلاثة أشهر فقط في ساحل العاج. وهي تعتزم الاعتماد على تجربتها في غانا والبنية التحتية الإيفوارية الجيدة الموجودة بالفعل.
وكانت ساحل العاج وقّعت في 2019 عقوداً استثمارية بقيمة 185 مليون دولار مع شركتي إيني الإيطالية وتوتال الفرنسية للتنقيب عن النفط والغاز في أربع رقع نفطية.
وفي 2019 سجّلت ساحل العاج زيادة بنسبة 12% في إنتاجها النفطي ليصل إلى أكثر من 36 ألف برميل يومياً، لكنّ القسم الأكبر من هذا النفط مصدره آبار تقع قبالة سواحلها بالقرب من الحدود مع غانا.
وتمتلك البلاد 51 حقلاً نفطيًا محدّدًا، بينها أربعة حقول قيد الإنتاج و26 حقلًا قيد الاستكشاف و21 حقلًا لا تزال حرّة أو قيد التفاوض.
وكانت ساحل العاج قد عدلت في 2015 القوانين المتعلقة باستخراج النفط لجذب مستثمرين جدد.
اكتشاف نفطي ضخم
في أوائل سبتمبر 2021، اكتشفت شركة إيني الإيطالية العملاقة للهيدروكربونات حقل بالين البحري قبالة مدينة أسيني جنوب شرق ساحل العاج، والذي يُعتقد أنه يحتوي على 1.5 إلى 2 مليار برميل من النفط الخام و1.8 إلى 2.4 تريليون قدم مكعبة من الغاز المصاحب. وقد دفع ذلك كوت ديفوار إلى استكشاف الآفاق التنموية المصاحبة لهذا الكشف العملاق.
وقال وزير المناجم والبترول الإيفواري، توماس كامارا، في بيان إنّ “اكتشافاً كبيراً للنفط في الحوض الرسوبي لساحل العاج قد تمّ للتوّ من قبل شركة إيني الإيطالية في البلوك سي-101، في المياه العميقة، الذي تديره في إطار كونسورتيوم مع شركة بتروسي الوطنية القابضة”.
وشدّد كامارا على أنّ هذا “الاكتشاف الكبير سيزيد بقوة الاحتياطيات المؤكّدة لساحل العاج وكذلك إنتاجها من النفط والغاز في السنوات المقبلة”.
وخلال أكتوبر الماضي، وضمن التعاون بين حكومة ساحل العاج وشركة إيني الإيطالية، حاول الطرفان مناقشة أفضل السبل للاستفادة من الاكتشاف النفطي العملاق “بالين إكس-1” في الكتلة “سي آي-101″، لتعزيز مكانة البلاد مركزًا مهمًا للطاقة.
وتمتلك ساحل العاج -حتى الآن- 51 حقلًا نفطيًا، منها 4 في حيز الإنتاج و26 قيد الاستكشاف.
والتقى رئيس ساحل العاج الحسن واتارا، الرئيس التنفيذي لشركة إيني كلاوديو ديسكالزي، لمناقشة التقدم المحرز في أنشطة إيني في البلاد، بعد مرور أكثر من شهر على الاكتشاف النفطي البحري.
فيما أثبت أحدث أسبوع للنفط في قارة أفريقيا، والذي جمع المهنيين من القطاع معًا في دبي في أوائل نوفمبر الماضي، أنه كان هناك إحياء للاهتمام بالبلوكات والمنصات البحرية في البلاد، حيث تم منح 15 منها فقط و32 لا تزال متاحة (ثلاثة منها هي قيد التفاوض)؛ ويرجع ذلك إلى حقيقة أنه كان هناك إقبال كبير على تقديم الوفد الإيفواري، بقيادة الوزير توماس كامارا.
وكان العرض التقديمي الذي قدمه سيرجيو لاورا -ممثل شركة “إيني” في أبيدجان، وهو مستكشف متمرس نشط في البلاد لمدة خمس سنوات ولديه فهم عميق لجيولوجيا غانا -هو أبرز المحاضرات المختلفة خلال أسبوع النفط الأفريقي 2021 التي ركزت على آفاق كوت ديفوار، كما أفادت مجلة “أفريكا ريبورت”.
كان على مواطن جنوة أن يحفر بئرًا واحدًا فقط في كوت ديفوار، في الكتلة البحرية سي آي – 101 (CI-101) ضمن الـ(360 كيلومترًا مربعًا) المخصصة لشركة إيني، قبل أن يكتشف رواسب البالين. وأوضح استراتيجية التطوير السريع التي تهدف إلى دخول الحقل الجديد إلى الإنتاج بحلول منتصف عام 2023.
تعاون سلس
من جانبهما، قيم الرئيس التنفيذي لشركة إيني، والرئيس واتارا -خلال اجتماعهما في أكتوبر- الاكتشاف النفطي الأخير، وناقش الطرفان خطط التنمية السريعة لتطويره.
وسلط الرئيس واتارا الضوء على إرادته السياسية القوية لدعم الاستثمارات، وتسريع وصولها إلى السوق من خلال تعاون فاعل من حكومته، وفقًا لإيني.
وأكدت إيني أن الاكتشاف، الذي حدث بعد 20 عامًا من الاكتشاف التجاري الأخير في المنطقة، يقدم مفهومًا جديدًا للتنقيب في حوض ناضج، حسب موقع “بيزنس 24 الغاني”.
وقالت الشركة: “تقدر إمكانات بالين بما يزيد على ملياري برميل من النفط، ونحو 2.4 تريليون قدم مكعبة من الغاز المصاحب، وستسهم أحجام الغاز الكبيرة بها في توليد الكهرباء في ساحل العاج؛ ما يعزز دور البلد بمثابة مركز إقليمي للطاقة”.
وتوقّعت الشركة أن يؤدي الاكتشاف إلى زيادة إنتاج الهيدروكربونات وتعزيز القدرة المحلية وتقليل الواردات.
وتدير إيني الاستكشاف بحصة 90%، في حين تمتلك الحكومة في ساحل العاج حصة نسبتها 10%، وتوصلت الشركة إلى تلك النتائج بعد الحفر في بئر بالين على بُعد 60 كيلومترًا من الساحل، بالتعاون مع شركة النفط الوطنية بيترويك القابضة.
فيما قال سيرجيو لاورا، خلال فعاليات أسبوع النفط الأفريقي في نوفمبر الماضي، تم التخطيط لحفرين آخرين للمتابعة، واحد في عام 2022 والآخر في عام 2023، واللذين يمكن أن يكشفا عن احتياطيات أكبر.
نجاح متسارع
ووفقًا لـ”لاورا”، “حقق برنامج استكشاف إيني في كوت ديفوار نجاحًا سريعًا بسبب التعاون السلس بين المديرية العامة للهيدروكربونات، وهي ذراع وزارة المناجم والبترول والطاقة التي تنظم القطاع النفطي، والشركة الوطنية للنفط والغاز “بتروسي Petroci”، التي تدير غرفة البيانات الجيولوجية.
وتخطط شركة النفط والغاز الإيطالية العملاقة للاعتماد على المستوى العالي من الخبرة للمهندسين والفنيين الإيفواريين بحيث يمكنها زيادة مسؤوليات المديرين المحليين بسرعة، تمامًا كما فعلت في غانا. في غانا، ارتفعت نسبة المديرين المحليين من 50% إلى 80% في خمس سنوات، بفضل برامج التدريب المعجلة -في إيطاليا وأماكن أخرى في أفريقيا- والتوجيه.
وتعتقد مجموعة النفط، التي تنتج حوالي 70 ألف برميل يوميًا في غانا، أنها تستطيع تحديد الرواسب في منطقة غرب أفريقيا بشكل أفضل من منافسيها، وذلك بفضل أنظمة النمذجة الجيولوجية التي أثبتت جدواها؛ وفق ما أفاد مسؤول تنفيذي آخر في مجموعة إيني.
وتتوقع إيني أن تنتج مبدئيًا 15 ألف برميل في اليوم بحلول عام 2023، ثم تصل إلى مرحلة الاستقرار عند حوالي 110 آلاف برميل في اليوم بين عامي 2025 و2026. كما تعتقد أنه نظرًا لوجود البنية التحتية للغاز والكهرباء في الدولة، يمكنها إعادة بيعها نسبيًا.