تناولت رسالة ماجيستير للباحثة / منى أحمد عوض الله ، والتى تمت مناقشتها عام 2017 فى كلية الدراسات الأفريقية العليا بجامعة القاهرة (معهد البحوث والدراسات الأفريقية سابقا) العلاقات الأمريكية الجزائرية منذ انتهاء الحرب الباردة.
عن انتهاء الحرب الباردة وتأثيرها المحوري فى العلاقات الدولية والنظام الدولى بشكل واضح وكلى، أدى إلى نظام دولي جديد، تبرز فيه الولايات المتحدة الأمريكية بصورة المتحكم والمسيطر على محاور العلاقات الدولية وعلى النظام الدولى الجديد، فمنذ انتهاء الحرب الباردة، وظهور لاعبين دوليين جدد في المجتمع الدولي وتنامي الاتجاه نحو أفريقيا، برزت أهمية العلاقات الأمريكية الأفريقية نظراً لأهمية أفريقيا على كافة المحاور والمجالات، وتماشياً مع ذلك فإن منطقة شمال أفريقيا تزايد الاهتمام بها بما تمثله سياسيا واقتصاديا وأمنيا، وفى ظل ذلك الوضع فإن الجزائر باعتبارها دولة محورية فى هذه المنطقة، ومن الدول ذات الثقل على تلك المستويات، وقد اكتسبت الجزائر مكانة هامة نتيجة للدور الاستيراتيجى التى تتمتع به والذى أعطاها فرصة لتنويع توجهات سياستها الخارجية، لتحقيق أكبر قدر من المصالح وركيزة جيوسياسية للدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والذى اهتمت فيه بضرورة التعاون وبناء علاقات خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر،فإن الموضوعية العلمية والبحثية تؤكد على ضرورة تناول العلاقات الأمريكية الجزائرية لما لهاتين الدولتين من ثقل على المستويين الدولى والإقليمى، وهذا التناول لا يتوقف عند حقبة زمنية من تطور العلاقات، بل يتعدى إلى ما تشهده العلاقات بين الدولتين من متغيرات ومستجدات على كافة المستويات، خاصة وأن هذه العلاقات لها قدر من التفاعلات والتداخلات والتأثيرات بشكل واضح بعد انتهاء الحرب الباردة ، فقد تعاظم دورها في أعقاب أحداث 11 سبتمبر 2001 وغيرها من الأحداث الدولية التى كان لها تأثير محورى على نمط ومسار العلاقات بين الدولتين، ونتيجة لذلك فإن هذا الزخم من التطور فى العلاقات على كافة المستويات يستلزم البحث والتناول والتقييم، وهذا ما سوف يتم التطرق إليه في فصول هذه الرسالة بين الولايات المتحدة الأمريكية والجزائر.
إشكالية الدراسة:
تكمن إشكالية الدراسة في محاولة إلقاء الضوء على كيفية إحداث التوازن في العلاقات والمصالح المتبادلة والمشتركة بين كل من الولايات المتحدة الأمريكية والجزائر في ظل المتغيرات والمستجدات الدولية والإقليمية والوطنية، وبيان كيفية تعامل كل دولة من الدولتين مع الأخرى في تحقيق منظومة أهدافها ومصالحها، وفي كيفية توظيف واستثمار قدرات كل منهما في هذا الصدد. و دراسة واقع العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والجزائر وما تنطوي عليه تلك العلاقات من مستجدات وتتطوارت،و توضيح مدى التعاون بين الولايات المتحدة الأمريكية والجزائر في كافة المجالات الأمنية والعسكرية والدبلوماسية والاقتصادية، وما ينطوي عليه ذلك من تأثيرات على مستوى العلاقات المتبادلة بين الدولتين وعلى مستوى العلاقات والتفاعلات داخل النظامين الإقليمي والدولي في الوقت الحاضر وفي المستقبل المنظور.
أهمية الدراسة:
تتمثل أهمية الدراسة فى أنها تتناول واحدة من أهم العلاقات التى تربط الولايات المتحدة الأمريكية بإحدى دول منطقة شمال أفريقيا ،ألا وهى العلاقات الأمريكية- الجزائرية وخصوصا فى مرحلة ما بعد انتهاء الحرب الباردة من خلال الإشارة إلى بعض الاعتبارات المهمة ذات الطابع السياسيى والاقتصادى والأمنى وغيرها ، والتى تبرز مدى أهمية العلاقات بين الدولتين ومنها :
-1أنه على الرغم من وجود علاقات بين الولايات المتحدة والدولة الجزائرية منذ استقلالها، فإن الدراسة تحاول أن تركز على أهمية تلك العلاقات في الفترة منذ انتهاء الحرب الباردة وحتى الوقت الراهن، كمحاولة لتوضيح مستوى تلك العلاقات وتطوراتها ومجالاتها المتنوعة.
2. أن تلك الدراسة تركز على إيضاح مدى اهتمام الولايات المتحدة بالدولة الجزائرية في ظل الدور المتعاظم للنفوذ الأمريكي ليس فقط على مستوى القارة الأفريقية فحسب، وإنما على المستوى العالمي أيضاً، فضلاً عن ارتباط تلك الدراسة بعملية التنافس الأمريكي – الفرنسي داخل القارة الأفريقية منذ انتهاء الحرب الباردة وحتى الوقت الراهن.
3. أن دراسة العلاقات بين الولايات المتحدة والدولة الجزائرية لا يمكن أن تتم بمعزل عن النفوذ الأمريكي المتعاظم داخل أفريقيا، وخصوصا في ظل محاولة الولايات المتحدة الأمريكية فرض هيمنتها وسيطرتها على مجمل مناطق القارة الأفريقية، وهو الأمر الذي يواجه العديد من الصعوبات مع تلك الدول الراغبة في توثيق العلاقات معها، ومنها الدولة الجزائرية التي ترفض مثل تلك المحاولات الرامية إلى فرض الهيمنة والسيطرة، ومحاولات التأثير على السلامة الإقليمية للدول وعلى أمنها وسيادتها، وهو ما يفرض على الولايات المتحدة ضرورة تبني سياسات واستراتيجيات تحترم وتتواءم وتتكيف مع رغبات وإرادات وتطلعات مثل تلك الدول وهو ما تحاول الدراسة توضيحه.
4. من خلال هذه الدراسة فإن هناك محاولة لتقديم صورة للمساعي وللجهود المشتركة للولايات المتحدة والدولة الجزائرية في مجال توسيع وتنويع علاقاتها المتبادلة سياسيا ودبلوماسيا، وأمنيا وعسكريا، واقتصاديا ، خصوصا وأن علاقاتها مع الجزائر تأتي في أعقاب تلك السياسة الجديدة التي تنتهجها الولايات المتحدة الأمريكية تجاه الدول الفرنكفونية في مرحلة ما بعد الحرب الباردة والتواجد الأمريكي الموسع داخل القارة الأفريقية بأسرها.
5.أن الدولة الجزائرية بثقلها الإقليمي تحتل مكانة مميزة لدى الولايات المتحدة ويبرهن على ذلك الاهتمام المتزايد من جانبها وحرصها على تنويع علاقاتها معها، كما أن الجزائر من ناحيتها تبرهن على حرصها ورغبتها المتنامية على الإبقاء على تلك العلاقات مع الولايات المتحدة والحفاظ على استمرارها وتطويرها، في إطار سعي الدولة الجزائرية لتحقيق أهدافها ومصالحها الوطنية.
تقسيم الدراسة:
اقتضت طبيعة الدراسة تقسيمها إلى مقدمة وأربعة فصول وخاتمة وقائمة بالمصادر والمراجع ، فيتناول
-الفصل الأول: بعنوان نشأة العلاقات الأمريكية – الجزائرية. وهو ينقسم إلى مبحثين أولهما بعنوان العلاقات الأمريكية الجزائرية قبل الاستقلال. وثانيهما بعنوان العلاقات الأمريكية الجزائرية منذ الاستقلال حتى نهاية الحرب الباردة.
-الفصل الثانى: بعنوان محددات العلاقات الأمريكية – الجزائرية بعد انتهاء الحرب الباردة، وهو ينقسم إلى مبحثين أولهما بعنوان المحددات الداخلية للعلاقات الأمريكية الجزائرية. وثانيهما بعنوان المحددات الخارجية للعلاقات الأمريكية الجزائرية.
– الفصل الثالث: بعنوان مجالات التعاون الأمريكية – الجزائرية. وهو ينقسم إلى مبحثين أولهما بعنوان التعاون السياسي والأمني بين الدولتين. وثانيهما بعنوان التعاون الاقتصادى بين البلدين.
الفصل الرابع : بعنوان معوقات العلاقات الجزائرية – الأمريكية وهو ينقسم إلى مبحثين أولهما أولهما بعنوان المعوقات المحلية لنمو العلاقات الجزائرية الأمريكية. وثانيهما بعنوان التحديات الدولية (الخارجية). وتنتهي الرسالة بخاتمة تتضمن نتائج الدراسة ورؤية مستقبلية لها. وقائمة بالمصادر والمراجع العربية والأجنبية التي اعتمدت عليها الدراسة.
ملخص ونتائج الدراسة :
من خلال تناول موضوع العلاقات الأمريكية – الجزائرية منذ انتهاء الحرب الباردة، يلاحظ أن هناك أهدافاً ومصالح متبادلة ومشتركة بين الدولتين، وتحاول كل دولة منهما توظيف واستثمار قدراتهما وإمكانياتهما من أجل تحقيق تلك الأهداف والمصالح، والتي تتفاوت بين الأهداف والمصالح السياسية / الدبلوماسية والأهداف والمصالح العسكرية/ الأمنية، والأهداف والمصالح الاقتصادية/ الاجتماعية، وفي سبيل تحقيق ذلك يتم استخدام العديد من الأدوات ووفقا لمجموعة من السياسات والاستراتيجيات المختلفة.
ويبين تاريخ العلاقات الأمريكية الجزائرية أنها ذات شكل حركى غير مستقر، ففى بعض الأحيان تبدو متكيفة ومرنة وأحيانا أخرى تبدو متوترة. ففى وقت كان المنظور الأمريكى معارضا لسلوك النظام الجزائرى ووقت آخر كان المنظر االأمريكى إيجابيا، ومثلت الجزائر الحليف التقليدى للولايات المتحدة الأمريكية فى المنطقة المغاربية.
ومن خلال تناول موضوع الدراسة يمكن الإشارة إلى أن هناك العديد من النتائج ذات الصلة به ومنها:
أ. النتائج السياسية:
فيما يتعلق بالنتائج السياسية فهي تتركز فيما يلي:
- بالرغم من مرور فترة زمنية طويلة علي استقلال الدولة الجزائرية عن فرنسا إلا أن الدولة الفرنسية ظلت ومازالت تحتفظ بروابط وعلاقات مع الدولة الجزائرية مما أدي إلي وجود حالة من التنافس بين أمريكا وفرنسا علي الجزائر.
- أن توجهات وتحركات الولايات المتحدة الأمريكية للتخطيط الاستراتيجي لفترة ما بعد الحرب الباردة، اعتمد على أولوية إنشاء مناطق إستراتيجية حول المتوسط وفى العالم وكان من بين تلك الأولويات تحسين وتطوير علاقاتها مع الجزائر.
- اتخذت الإدارة الأمريكية مواقف وخطوات في دعم النظام الجزائري وأعادت واشنطن العلاقات مع المسئولين الجزائريين بداية من فترة التسعينيات من القرن العشرين وحتى الوقت الراهن.
- من أهم المحددات المؤثرة في العلاقة الأمريكية – الجزائرية أهمية الجزائر الإستراتيجية والأمنية حيث تتمتع الجزائر بميزة هامة تتمثل في انتمائها إلى محاور متعددة ومتقاطعة على مستويات إقليمية حيث تعتبر قلب المغرب العربي الكبير، وبذلك فهي الدولة الوحيدة ذات الحدود المشتركة مع أقطاره المختلفة، وتمثل كذلك مركزه الاقتصادي والبشرى، وكذلك بحكم اعتبارها قطبا هاما في العالم العربي والإسلامي والأفريقي، حيث تشكل الصحراء الجزائرية عمقها الإفريقي وتضعها في اتصال مباشر مع إفريقيا، مما جعلها محل تجاذب القوى الكبرى المؤثرة على الساحة الدولية للدور الذي يمكن أن تقوم به.
- هناك مجموعة من القضايا الخلافية بين أمريكا والجزائر تتمثل في الصراع العربي الإسرائيلي وقضية الصحراء الغربية و كذلك مواقف الإدارات الأمريكية المتعاقبة من الشئون الداخلية الجزائرية.
- ظلت الولايات المتحدة الأمريكية تعتمد على النفوذ الأوروبي داخل القارة الأفريقية لتحقيق أهدافها، إلا أن المتغيرات الدولية الجديدة المتمثلة في انهيار الاتحاد السوفيتي، وتزايد التنافس الدولي على الجزائر، أدت إلى إعادة توجيه السياسة الأمريكية نحو الجزائر وإعادة ترتيب أولوياتها وأهدافها بشأنها.
- بدأ التنسيق في المجال السياسي بين أمريكا والجزائر يزداد خصوصا بعد توقيع اتفاق السلام بين إريتريا وإثيوبيا في الجزائر العاصمة وبمساهمة أمريكية في ديسمبر 2000، وغيرها من المواقف.
- هناك مجموعة من المواقف السياسية الايجابية لامريكا نحو الجزائر والتي تتمثل في موقفها من الانتخابات التشريعية في الجزائر، وإصلاحات الدولة الجزائرية فيما يتعلق بالخصخصة الاقتصادية، والانفتاح على العالم الخارجي، وكذلك دعمها لمشروع الوئام المدني.
ب. النتائج العسكرية/ الأمنية:
وفيما يتعلق بالنتائج العسكرية/ الأمنية فهي تتركز فيما يلي:
- تنبع العلاقات العسكرية بين الدولة الجزائرية والولايات المتحدة الأمريكية من المصلحة القومية لكلا البلدين وفي مجالات متنوعة ذات طابع سياسي واقتصادي وأمني.
- خلال السنوات الخمس الأولى لأزمة التسعينات قامت أمريكا بعمل حظر عسكري غير معلن على الجزائر ثم شهد التقارب العسكري والاستراتيجي بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية منعطفاً محسوساً في السنوات الأخيرة من تسعينيات القرن العشرين، وانتهى الحظر العسكري على الجزائر بصفة تدريجية فيما يتعلق ببعض المبيعات العسكرية المرتبطة بالحرب وبمكافحة الإرهاب.
- نتيجة لتعرض كل من الدولة الجزائرية والولايات المتحدة الأمريكية من تهديدات أمنية و بداية ” الحرب الشاملة ” على الإرهاب، فقد شكل ذلك نقطة التقاء بين الجزائر وواشنطن حول مكافحة الإرهاب بكافة الطرق والوسائل.
- استفادت الجزائر من مساعدات أمريكية في مجال ” برنامج صندوق التدريب والتعليم العسكري الدولي “IMET” ( international military educational and training)، وخصوصا في ظل التجاوب الواضح من جانب الجزائر في التحرك الفعلي في هذا الاتجاه.
- حدث تطور هام خلال سنة 1998 في العلاقات الأمنية بين البلدين وقد تمثلت آفاق التقارب الثنائي في مجال العمليات والمناورات العسكرية المشتركة، بالإضافة إلي إمكانيات التحرك المشترك في مجال الدفاع والأمن لتوسيع مجالات الشراكة، سواء فيما يتعلق بالمشكلات الأمنية في الشمال الأفريقي أو في أفريقيا جنوب الصحراء.
- تضمن التعاون العسكري الجزائري الأمريكي إجراء مناورات بحرية مشتركة وبرامج مختلفة للتعاون في مجال تبادل المعلومات المشتركة ومنها استفادة الجزائر من الأنشطة الاستخباراتية الأمريكية، والصور الملتقطة عن طريق الأقمار الصناعية الأمريكية، بغرض حماية الحقول والأجهزة النفطية والإستراتيجية بالإضافة إلي عتاد الرصد الليلي، التصنت، والمراقبة.
- تحول موقف الإدارة الأمريكية من تطورات الأزمة في الجزائر منذ عام 2000 والذي تبعه انضمام الجزائر لمسار الحوار المتوسطي لمنظمة الحلف الأطلسي في مارس 2000 ليتعزز هذا المسار بالدور المحوري الذي انفردت به الجزائر في إطار الإستراتيجية الأمريكية الدولية والإقليمية لمكافحة الإرهاب.
ج. النتائج الاقتصادية/ الاجتماعية:
وفيما يتعلق بالنتائج الاقتصادية/ الاجتماعية فهي تتركز فيما يلي:
- في ظل المتغيرات الدولية الراهنة يكاد المتغير الاقتصادي أن يكون أهم عامل يؤثر في السياسة الخارجية للدول نظراً لتأثيراته المتعددة وتعتبر الجزائر قوة صناعية مغاربية خاصة في مجال الصناعات البتروكيماوية المرتبطة بالمحروقات ولها وزن وثقل يقوم بالأساس على عنصر الطاقة الذي يعتبر عاملا مؤثرا في علاقات الجزائر الخارجية ذلك أنها تعتمد في سياستها الخارجية والداخلية.
- أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية تشكل في هذا القطاع أحد أكبر المستثمرين الدوليين في الجزائر، حيث شهدت العلاقات الثنائية بين البلدين تطورا ملحوظ ففي يوليو 2001 وقع البلدان على اتفاقية إطارية للتجارة والاستثمار، وكان هدف هذه الاتفاقية مضاعفة حجم التبادلات التجارية مما يسمح للشركات الأمريكية أخذ أكبر حصة ممكنة في الأسواق والمشاريع الجزائرية، خاصة تلك المتعلقة بقطاع المحروقات.
الرؤية المستقبلية للعلاقات الأمريكية الجزائرية
تري الطالبة أن العلاقات المستقبلية بين الولايات المتحدة الأمريكية والجزائر تتوقف علي سيناريوهات مختلفة تتأثر بمسارات مختلفة ومنها:
المسار الأول: ويمكن بلورة هذا المسار كالتالي:
- إن فرص نمو العلاقات السياسية بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية تكمن في رغبة الولايات المتحدة الأمريكية الاستفادة من النفوذ الإقليمي للجزائر في العمل على إنهاء الخلافات والصراعات الإقليمية,
- إلا أن موقف الولايات المتحدة الأمريكية من مسألة الديمقراطية في الجزائر وحقوق الإنسان تأخذ العلاقات إلي الاتجاه العكسي.
المسار الثانى: ويمكن بلورة هذا المسار كالتالي:
- إن فرص نمو العلاقات الأمنية بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية تكمن في رغبة البلدين التعاون في مكافحة الإرهاب والاستفادة من التجربة الجزائرية التي تمكنت من مكافحة هذه الظاهرة في فترة التسعينات.
- هناك نقاط خلاف بين الجانب الجزائري والجانب الأمريكي تتمثل في مجموعة من القضايا العالقة وتتمثل في الصراع العربي الإسرائيلي حيث تعتبر القضية الفلسطينية أكثر القضايا التي يوجد بشأنها خلاف بين الجزائري وواشنطن، حيث تري الجزائر ان الانحياز الأمريكي لصالح إسرائيل كان علنيًا وغير مشروط في مقابل تهميش الطرف الفلسطيني وهو ما يمثل عائق أمام تطور العلاقات السياسية و نموها.
- بالإضافة إلي قضية الصحراء الغربية التي تعتبر من أهم معوقات تطوير العلاقات الجزائرية الأمريكية و التي يري الجزائر أن الولايات المتحدة الأمريكية تساند و تدعم الجانب المغربي و بالتالي تمثل هذه القضية خلافا رئيسيا بين الدولتين.