مركز فاروس
غيب الموت منذ أيام الدكتور هاني رسلان، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، وأحد القامات المتميزة في الشأن السياسي الأفريقي، والذي كان لكتاباته وأبحاثه صدى واسعا في الأوساط السياسية الأفريقية، ويعد أحد رموز الوحدة بين شعبي وادي النيل مصر والسودان، فهو ابن محافظة قنا بجنوب مصر، وربطته علاقات قوية بالباحثين والسياسيين السودانيين، وغيرهم من المفكرين الأفارقة.
شغل الفقيد عدة مناصب هامة في مؤسسة الأهرام المصرية، فكان رئيسًا ومؤسسًا لوحدة دراسات السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، كما شغل منصب رئيس تحرير مجلة “رؤى مصرية”، وتولى كذلك رئاسة تحرير ملف الأهرام الإستراتيجي.
وكان الراحل مرجعا للباحثين في الشأن الأفريقي، وكان مصدرا مفضلا للصحفيين وللبرامج الإخبارية التي تتناول القضايا الأفريقية، لما تمتع بها من رأي سديد ومعرفة واسعة ورؤية ثاقبة، تمكنه من تقديم قراءة وافية للمشهد، وبخاصة فيما يتعلق بالشأنين السوداني والإثيوبي، كما اهتم بمسقط رأسه محافظة قنا وأسس منتدى دندرة الثقافي الذي كان يحرص على المشاركة فيه ودعوة كبار المثقفين والمفكرين بمصر للمشاركة فيه.
وتصدى الدكتور هاني رسلان لقضايا حوض النيل وحقوق مصر المائية وملف سد النهضة، وفيما يتعلق بقضية سد النهضة، خاض عبر كتاباته وتحليلاته المختلفة ولقاءاته التليفزيونية المتعددة، جولات استطاع من خلالها أن يمثل قوى ناعمة تصدت بالفكر، لكل المزيفين لوقائع القضية، وفضح الادعاءات الإثيوبية، ودافع عن حقوق مصر المائية لم تتزحزح مبادئه أبدا أو تتراجع.
وبرحيله فقدت الأوساط البحثية في الشأن الأفريقي باحثا فذا وطنيا دافع عن قضايا بلاده حتى الرمق الأخير.
وأعلنت ذلك الدكتورة أماني الطويل، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، والخبيرة في الشؤون الأفريقية، خبر وفاة الراحل عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، وقالت: “فقد مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الزميل الأستاذ هاني رسلان، متأثرا بتداعيات اللعين كورونا المستجد”.
وتابعت: “نعزي أنفسنا، وأهله ومحبيه وأصدقاءه ونذكر للفقيد عظيم عمله ومجهوده لخدمة قضايا وطنه، وقضايا وادي النيل، خصوصا دراسات الشؤون السودانية وندعو له بالرحمة والمغفرة وأن يمن عليه الله سبحانه وتعالي بفسيح جناته إنا لله وإنا إليه لراجعون”.
ونعاه الدكتور محمود محيي الدين المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي، قائلا: “فقدنا برحيله عقلًا راجحًا وخبيرًا صاحب حجة ناصعة، ورأي موزون، خاصة في كل ما يرتبط بشئون النيل والسودان وإفريقيا، ووثق ذلك كله في دراسات وأبحاث ومقالات متعددة، ولم يبخل حتى في ظروف مرضه بأحاديث وتعليقات تبصر المهتمين بالشأن العام”.
وأضاف محيي الدين: “كان الدكتور هاني صعيديًا أصيلاً لا تفارقه في أي موقف خصائل النبل والكرم والشهامة”.
واختتم: “غفر الله له وصبر أسرته وأهله الكرام وأصدقاءه على فراقه”.
ونعت الهيئة الوطنية للصحافة برئاسة عبدالصادق الشوربجي، وأعضاء الهيئة ، الدكتور هاني رسلان، وتقدم بخالص التعازي والمواساة لأسرة الفقيد وللأسرة الصحفية المصرية، داعيا المولي عز وجل أن يتغمده بالرحمة والمغفرة، وأن يلهم آله وذويه الصبر والسلوان.
وقال ضياء رشوان نقيب الصحفيين، إنه بوفاة الدكتور هاني رسلان، فقدت الصحافة المصرية عالما من أعلامها في مجال البحث والدراسات، وبالخصوص في الشؤون الإفريقية على مدار أكثر من ثلاثين عاما ، قدم خلالها العديد من الدراسات والبحوث والحلول للأزمات التي تواجه العلاقات المصرية الإفريقية استعان بها متخذو القرار في أغلب القرارات التي تخص القارة السمراء .
وأضاف نقيب الصحفيين:”لذلك ننعي إلي الشعب المصري عامة والعاملين في الحقل البحث والدراسات الأخ والصديق والزميل الغالي الدكتور هاني رسلان مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية”.
وتابع رشوان: “وإذ ننعى الفقيد نتقدم بخالص العزاء والمواساة لأسرته الكريمة وللجمعية العمومية لنقابة الصحفيين والزملاء بمركز الأهرام للدراسات، داعيا المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
ونعى سفير السودان بالقاهرة محمد إلياس، الدكتور هاني رسلان، وقال إن الدكتور رسلان من الرموز التي ارتبطت بمسيرة العلاقات السودانية المصرية، حيث أسهمت كتاباته إسهاماً كبيراً في تطوير العلاقات ودفعها وذلك خلال فترة عمله في مؤسسة الأهرام الصحفية العريقة، حيث كان رئيساً ومؤسساً لوحدة دراسات السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية.
وأضاف أن بفقده فقدت مصر والسودان ومؤسسة الأهرام الصحفية، ابناً باراً بوطنه وقلماً متمكناً وكاتباً أريباً في مجاله أفنى عمره في البحث والتدقيق ودحض الزيف في الشؤون السياسية ودافع عن أفكاره ومواقفه ومبادئه حتى رمقه الأخير.
وختم قائلا: “ننعيه ونسأل المولى تعالى أن يلهم ذويه الصبر والسلوان وأن يسبغ عليه شآبيب الرحمة والمغفرة.”
كما نعاه عدد من الباحثين والمفكرين مؤكدين أهمية الراحل ودراساته ورؤيته الفكرية
فكتب الدكتور حمدي عبدالرحمن أستاذ العلوم السياسية الأفريقية في جامعة القاهرة وجامعة زايد
ونعاه حسن الغزالي مدير مكتب الشباب الأفريقي في وزارة الشباب والرياضة المصرية قائلا
ونعاه الدكتور عمرو الشوبكي قائلا
ونعاه الكاتب السوداني ضياء الدين بلال قائلا
ويتقدم مركز فاروس بخالص العزاء في الفقيد لأسرته ولجميع محبيه.