كتب – حسام عيد
يرى المناصرون للبيئة أن إنتاج الطاقة من المواد الحيوية يوفر وسيلة لأفريقيا للقيام بقفزة هائلة نحو صافي انبعاثات الكربون الصفرية. كما يقولون، سيعزز أيضًا سبل العيش في المناطق الريفية ويقلل من تكلفة استيراد الوقود.
ومع ذلك، يصر آخرون على أن الوقود الحيوي هو وصفة لكارثة يحتمل أن تؤدي إلى إزالة الغابات، وإجلاء أصحاب الحيازات الريفية الصغيرة وفقدان الأراضي التي ينبغي استخدامها لإنتاج الغذاء.
ويمكن للمواد الحيوية توفير الطاقة بطرق متعددة. يمكن استخدام محاصيل معينة لإنتاج الإيثانول، والذي يمكن بعد ذلك مزجه بالبنزين لإنتاج وقود للمركبات. يمكن أيضًا استخدام الإيثانول في مواقد الطهي، ما يوفر بديلًا أنظف للخشب أو الفحم. بدلاً من ذلك، يمكن حرق المحاصيل – أو نفاياتها – لتوليد الكهرباء.
بالطبع، تعتمد أفريقيا بالفعل على الكتلة الحيوية للحصول على الطاقة. وتقدر وكالة الطاقة الدولية أن أكثر من 80٪ من سكان القارة يستخدمون الكتلة الحيوية – بشكل أساسي الحطب والفحم – لأغراض الطهي، كما أفادت مجلة “أفريكان بيزنس”.
لكن إنتاج الوقود الحيوي على نطاق تجاري في أفريقيا كان محدودًا للغاية – مزارع الوقود الحيوي التجارية العملاقة التي شوهدت في البرازيل وأجزاء من جنوب شرق آسيا لا تزال غير شائعة في أفريقيا.
فرصة غير مستغلة
على أرض الواقع، توجد “فرصة غير مستغلة” لاستخدام الوقود الحيوي للمساعدة في تزويد زامبيا بوقود أرخص، ففي غياب إنتاج النفط المحلي، اضطرت البلاد منذ فترة طويلة إلى استيراد النفط عبر تنزانيا.
وزامبيا، مثل العديد من البلدان الأفريقية، تحت رحمة أسعار النفط العالمية المتقلبة وتقلبات أسعار الصرف، ونتيجة لذلك، فإن الوقود “باهظ الثمن حقًا”.
وتستخدم ما يسمى بشبكات Sunbird Bioenergy في زامبيا الآن الكسافا كمواد وسيطة لمعمل تكرير حيوي في مقاطعة “لوابولا” مصمم لإنتاج 120 مليون لتر من الإيثانول سنويًا. وهذا سيعادل 20٪ من استخدام النفط في زامبيا وسيساعد البلاد على خفض فاتورة الواردات بمقدار 100 مليون دولار.
آفاق أرحب
فرصة أخرى تأتي من وقود الطيران المستدام (SAF). فالخطوط الجوية الإثيوبية هي واحدة من العديد من شركات الطيران التي تبدي اهتمامًا بإمكانيات إنتاج SAF في أفريقيا.
وفعليًا، تبحث الناقلة الجوية الوطنية الإثيوبية عن فرص إنتاج وقود الطيران المستدام والدخول في شراكات مع مستثمرين محتملين في هذا القطاع.
وإنتاج SAF من الوقود الحيوي لا يكاد يذكر حاليًا، ويشكل أقل من 0.1٪ من وقود الطائرات المستخدم في جميع أنحاء العالم. وستكون هناك حاجة إلى زيادة كبيرة في الإنتاج في السنوات القادمة.
وقد وجدت دراسة أجراها المعهد الدولي لتحليل الأنظمة التطبيقية وفرع جنوب أفريقيا للصندوق العالمي للحياة البرية في عام 2019 إمكانية “ذات مغزى” لإنتاج وقود الطائرات باستخدام المواد الحيوية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، لا سيما في وسط أفريقيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية ودول جنوب أفريقيا، ومنطقة خليج غينيا. ومع ذلك، حذرت من أن مساحة الأراضي المتاحة لإنتاج الوقود الحيوي ستنخفض بشكل كبير بحلول عام 2050، بسبب الحاجة إلى زراعة المزيد من الغذاء.
مستقبل أكثر اخضرارًا
لا شك أن إمكانية أن تصبح إفريقيا منتجًا رئيسيًا للطاقة الحيوية كبيرة. ومن المتوقع أن تصبح القارة “قوة بيئية”، حيث تساعد الطاقة الحيوية القارة على أن تصبح مستقلة في مجال الطاقة، وفي النهاية مصدر للوقود إلى الأسواق الأخرى.
لقد أصبح الوقود الحيوي “ثمرة معلقة” لاستخدام أكبر للتكنولوجيا الخضراء في أفريقيا. لذلك؛ من المهم تبني الخبرات الدولية لإنتاج الوقود الحيوي لتكون متوافقة مع السياق الأفريقي.
وختامًا، إن المفتاح لأفريقيا هو إيجاد حلول صغيرة وكبيرة الحجم لتسخير الطاقة من المواد الحيوية بطرق تثبت استدامتها على المدى الطويل.