كتبت – أماني ربيع
عندما يتحدث جومي ماركوس بيلو، 29 عاما، مؤسس علامة “Wafflesncream”، عن مجموعة الملابس الجديدة التي تحمل اسم العلامة التجارية الصاعدة، وأطلقت باسم “حب أفريقي”، فإنه يذكر حكايات من وحي الحب، وكيف منحته التأملات في مواقف العشاق وتجاربهم الرغبة في الحديث عن “حب أفريقي” بلمسة محلية خاصة بنيجيريا والقارة الأفريقية، حب نقي وفريد لا يستعير مفرداته من قاموس الغرب.
الثقافة الشعبية للحب
بدأ الأمر خلال جولة تزلج الصيف الماضي، عندما لاحظ ثنائيات العشاق من بنين إلى غانا يرتدون ملابس متناسقة تحمل لمسة من إطلالة الطرف الآخر، كنوع من التقدير المتبادل، وتذكر كيف يمكن للملابس أن تعبر عن الحب، وكيف أن تاريخ عيد الحب يضفي على الكون غلالة رقيقة من السعادة والبهجة؛ فالحب “ليس شيئًا صغيرًا، إنه مثل عيد الميلاد”.
وتصدرت علامة “Wafflesncream” طليعة مشهد الموضة في غرب أفريقيا، وهي لا تتعلق بالموضة بمعنى خلق أبعاد جديدة للأناقة، وإنما خلق تزاوج ثقافي بين التصميم وأقمشة والمنتج النهائي وربطها بالجذور الأفريقية؛ لذا فإن مجموعته الجديدة “حب أفريقي” هي تكريم لشعب سواء في نيجيريا أو عموم القارة؛ حيث لا يحظى الحب عادة بالاحتفاء الملائم، يقول بيلو: “لـم يذهب كثير من الأفارقة إلى الغرب قط، لكنهم يعرفون كيف يشعر المحبون في الغرب، وكيف يكون الحب على الطريقة الغربية”.
ويضيف: “الكثير من المواطنين الأفارقة يحاولون تقليد الغرب، لذا ما نراه في شوارعنا عادة لا يترجم ثقافتنا الشعبية ومعتقداتنا عن الحب”.
تعتمد مجموعة “الحب الأفريقي” على “ثوب العائلة” أو “aso ebi”، صممه ماركوس بيلو مع صديقه فادكامي أوجنسانيا، 24 عامًا، وهو طالب فن وعمارة في لندن.
هذا الثوب مستوحى من الثقافة الشعبية في معظم بلدان غرب أفريقيا، حيث الأحداث الكبرى في الحياة مثل حفلات الزفاف وأعياد الميلاد، يسعى الضيوف إلى شراء ” aso ebi”، وهو أشبه بالزي الموحد في الغرب، والذي عادة ما يختار نقشه وتصميمه من قبل المضيف، للتوافق ملابس الحضور مع العُرف والمناسبة، ويعتبر الظهور بالزي الموحد خروجًا عن الفردية وتعبيرًا عن التضامن الذي هو فعل من أفعال الحب.
كانت الصور الدعائية للمجموعة عبارة عن صورة بالأبيض والأسود لزوجين يحدها ختم من نيجيريا الاستعمارية، وجاءت الفكرة بعد مشاهدة صورة لماليك سيديبي وسيدو كيتا، المصورين الماليين المشهورين، وكيف مكن التقاط خيوط المودة الرقيقية بين ثنائي عاشق، إنه ليس شيئًا تراه، لكن تشعر به.
واختار بيلو وأوجنسانيا المصور النيجيري لوجو ألواموياوا المعروف بصوره أحادية اللون لشوارع لاجوس، لالتقاط صور المجموعة أيضا باللون الأبيض والأسود، رغبة منهم في أن يبدو كل شيء خالدًا غير مرتبط بوقت محدد.
وكانت الأثواب الأفريقية بمثابة فرصة للجمهور والمستهلكين ليشعروا أنهم أحرار في اختيار ماذا يريدون فعله بالقماش، وليس شرطًا أن يتم ارتداء “الثوب”؛ فبالإمكان تحويله إلى وسادات أو ألحفة.
المجموعة تم إطلاقها بالاحتفال بالاتحاد مثلما يحدث في الزواج، لكنها جعلت الأمر أسمى من رابط الزواج ليصبح تكريما واحتفاء بالحب كمفهوم.
يقول أوجنسانيا: “من المهم أن نفكر ونعرف كيف نحب، المشاعر لا تسير وفقًا لقصة محددة سلفًا، وإذا كنت لا ترى سوى طريقة واحدة لفعل شيء ما، فقد تعتقد أن ما تحصل عليه خطأ، لكنه سياقك أنت فقط”.
الحب لا علاقة له بالشكولاتة
“الحب حولنا في كل مكان كما الهواء ولا علاقة له ببطاقات هولمارك وصناديق الشكولاتة والزهور”.
في عام 1993، أطلق أيو هاندي كيندي، مؤسس جمعية العطلات الأمريكية الأفريقية، يوم الحب الأسود كبديل ليوم عيد الحب للأمريكيين من أصل أفريقي، وذلك يوم 13 فبراير من كل عام.
ويتم الاحتفال بقوة الحب الفريدة ضمن الثقافة السوداء، وممارسة المبادئ الخمسة التالية: حب الخالق، والنفس، والأسرة، والمجتمع الأسود، والعرق الأسود.
وقالت هاندي كيندي، لصحيفة ديلي دوت، “نشجع الناس في هذا اليوم على القيام بشيء بسيط للغاية – أن يظهروا الحب لمدة 24 ساعة، يحتفلون ويكفرون عن أخطائهم في حق الغير، ويسامحون الجميع وحتى أنفسهم”.
ويهدف يوم “الحب الأسود” أيضًا إلى زيادة السلام ووقف الكراهية الذاتية وتعزيز العلاقات الصحية بين الأمريكيين السود والبيض.
وأضافت هاندي: “يجب على السود أن يحبوا أنفسهم بما يكفي، ليتمكنوا من التوفيق بين انعدام الثقة لديهم، كجزء من بقايا ثقافة الاسترقاق والعنصرية، والإفراج عن الغضب للمضي قدما في طريق الشفاء من جروح الماضي.
ومنذ إطلاقه، توسع مفهوم يوم “الحب الأسود” ليشمل أحداثا ومهرجانات ملهمة، مثل مهرجان ” L.U.V”. السنوي في واشنطن العاصمة.
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي ، يستخدم الناس “هاشتاج” #BlackLoveDay لمشاركة قصص الحب السوداء الخاصة بهم والدفاع عن كل شيء أسود.