كتبت – شاهيناز جلال

على مر التاريخ وحتى يومنا هذا ارتبطت القضية الفلسطينية بالعديد من الشخصيات النضالية البارزة التي دافعت عن القضية وساندتها دون خوف أو تردد لسنوات طويلة، حيث آمنت بحق الشعب الفلسطيني وناصرت قضيته:  “عاشت فلسطين حرة عربية وعاصمتها القدس”، وأصبحت أسماؤهم نماذج مضيئة في صفحات التاريخ.

ونستعرض هنا ثلاثة زعماء ارتبط اسمهم بفلسطين وعملية السلام، ودعم حقوق شعبها:

الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر

على مدار عقود ومنذ عام 1948 ظلت القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى، واحتلت مساحة كبيرة من الاهتمام المصري، وبرغم تتابع الرؤساء واختلاف السياسات إلا أن ارتباط مصر ظل وثيقًا بالقضية الفلسطينية، وكان أول الرؤساء المصريين اهتمامًا بالقضية منذ مهدها هو الرئيس جمال عبد الناصر.

مقاتل في فلسطين

يعود اهتمام الزعيم الراحل جمال عبدالناصر بفلسطين إلى فترة مبكرة جدًّا من حياته السياسية؛ حيث كانت أول معركة عسكرية يخوضها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر مع الجيش المصري هي “حرب 1948” بفلسطين، بعد أن أمر الملك فاروق في 15مايو 1948 بإرسال الجيش المصري إلى فلسطين للحرب آنذاك لنصرة الشعب الفلسطيني، وكان عبد الناصر وقتئذ عمره 30 عامًا، ويخدم في الكتيبة السادسة مشاة، وكانت رتبته نائب قائد القوات المصرية المسؤولة عن تأمين الفالوجة، وكتب عبد الناصر يومياته وهو في جبهة القتال بفلسطين وسرد فيها أهم المواجهات والأحداث الدقيقة التي مرت في الحرب والتي انتهت بهزيمة الجيش المصري، ونُشرت هذه اليوميات لاحقًا في عام 1978 في كتاب اسمه “يوميات جمال عبد الناصر في حرب فلسطين” .

يُذكر أن الزعيم الراحل شارك بعد حرب النكبة ضمن الوفد المصري في مفاوضات الهدنة مع إسرائيل عام 1949 في جزيرة رودس باليونان، والتي بموجبها رفضت مصر تصنيف خط الهدنة كحدود سياسية لإسرائيل.

وبعد ثورة 23 يوليو 1952، تولي عبد الناصر منصب رئيس الوزراء، واستمر تأييده لحق عودة اللاجئين الفلسطينيين لمنازلهم ورفض السلام مع إسرائيل والقبول بها كأمر واقع على حدود خط هدنة 1949، معتبرًا أن الصراع مع إسرائيل ليس صراع حدود بل صراع وجود، فلا صلح قبل أن يعود الحق لأصحابه.

فلسطين الهم الأكبر لعبد الناصر بعد حكمه

وبعد أن تولي الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حكم مصر، ظلت القضية الفلسطينية في مقدمة اهتماماته، باعتبارها قضية العرب المركزية، وباعتبارها أيضًا جزءًا من الأمن القومي المصري، ففي يناير 1964، دعا عبد الناصر لعقد أول قمة للجامعة العربية في القاهرة، لعمل استجابة عربية موحدة ضد تهديدات إسرائيل بتحويل مجرى مياه نهر الأردن، ودعوة دول العالم إلى الوقوف بجانب العرب في دفع العدوان الإسرائيلي.

وبناء على القمة تم إصدار قرار بإنشاء منظمة فلسطينية تطالب بحقوق شعبه لتمكينه من خوض معركة تحرير وطنه وتقرير مصيره.

منظمة التحرير الفلسطينية

تم الإعلان عن إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية في 28 مايو 1964، وكان أحمد الشقيري رئيسًا لها، وكان هدفها قيادة نضال الشعب الفلسطيني لتحرير فلسطين عبر الكفاح المسلح، ووقف عبد الناصر بجانب المنظمة، وقدم كل التسهيلات اللازمة لإقامتها، معربًا عن تشجيعه وتأييده لخطواتها في مواجهة العدو الصهيوني.

وبعد النكسة في خطاب ناصر الشهير في يوليو 1967 بمناسبة عيد الثورة قال بكل وضوح: “رغم النكسة، فإن مصر لن تتخلى عن القضية الفلسطينية”.

وبوساطة من عبد الناصر تم في 3 نوفمبر 1969 عقد “اتفاق القاهرة” بين منظمة التحرير الفلسطينية يمثلها ياسر عرفات، والجانب اللبناني يمثله العماد إميل بستاني، ونص الاتفاق على منح المقاتلين الفلسطينيين الحق في استخدام الأراضي اللبنانية لمهاجمة إسرائيل.

المحطة الأخيرة في حياة عبد الناصر

أحداث “أيلول الأسود”

بعد وقوع أحداث أيلول الأسود 1970 “الصدام المسلح الأردني الفلسطيني” في الأردن، وزيادة التوترات بين الطرفين، تدخل الزعيم العربي عبد الناصر على الفور، بالرغم من الإجازة الإجبارية التي منحه لها الأطباء للراحة، إلا أنه لم يدخر جهدًا إلا وبذله من أجل حقن الدماء ورأب الصدع بين الطرفين، ولخوفه من حدوث حرب إقليمية، دعا إلى عقد مؤتمر قمة عربي طارئ في 27 سبتمبر بالقاهرة، انتهى إلى وقف إطلاق النار، وتوقيع اتفاقية جديدة بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الأردنية، سُميت هي الأخرى “اتفاقية القاهرة”، وتعتبر هذه الاتفاقية هي آخر ما قدمه عبد الناصر للأمة العربية، وعلى سبيل الأخص للقضية الفلسطينية، فقد كان يأمل في المصالحة العربية لضمان استمرار عمل منظمة التحرير الفلسطينية، لما تجسده المنظمة من نضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وفاة الزعيم

بعد توقيع اتفاقية القاهرة، ووداعه لآخر الملوك والقادة العرب في مطار القاهرة، وعودته إلى منزله، توفي البطل جمال عبد الناصر بعد عدة ساعات إثر أزمة قلبية حادة، يوم 28 سبتمبر1970، في صدمة كبيرة هزت وجدان كل المصريين وأنصاره ومحبيه في الأمة العربية، وشيع جثمانه الملايين بالدموع والهتاف في أكبر جنازة في الوطن العربي، واعتبر البعض جنازته من أعظم الجنازات في القرن العشرين، حيث خرجت الملايين في الشوارع للمشاركة بحضور رؤساء وملوك الدول العربية، في وداع مهيب يليق بزعيم وطني صاحب تاريخ طويل ومسيرة وطنية مشرفة.

فلسطين في فكر عبد الناصر

بعد استعراض محطات في حياة الزعيم عبد الناصر السياسية، نجد أن القضية الفلسطينية شكلت صفحات هامة من تاريخ حياته والتي كان يعتبرها قضية العرب الأولى المركزية، فلا أحد يستطيع أن ينكر دوره الرائد في خدمة القضية حتى آخر يوم له قبل أن يختطفه الموت ويرحل، فقد كان خطر التوسع الإسرائيلي وهيمنته في فلسطين ماثلًا أمام عينيه، وكان لديه قناعة راسخة أن ما يحدث في فلسطين هو جزء من مخطط استعماري يستهدف الأمة العربية كلها، لذلك لم يكن يدخر الرئيس الراحل جهدًا إلا وبذله في تقديم الدعم المتواصل والمساندة للجانب الفلسطيني في وجه الهيمنة الصهيونية حتى رحيله، مما جعله زعيمًا شعبيًا خالدًا في قلوب محبيه.

الرئيس الجزائري هواري بومدين

 “مع فلسطين ظالمة أو مظلومة” جملة خالدة مشهورة للرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين أطلقها في قمة الرباط عام 1974 وارتبطت به، تظهر مدى إيمانه بالقضية الفلسطينية والدفاع عنها ورفض كل أشكال الاحتلال الغاشم والاستسلام للكيان الصهيوني، فسارت من بعده الجزائر حكومة وشعبًا على نهجه في دعم ومساندة الجانب الفلسطيني.

 وكان لهواري بومدين العديد من المواقف والأقوال المأثورة الداعمة للقضية، بدأت منذ أن كان وزيرًا للدفاع حيث أمد حركة فتح وقتها بالأسلحة لمقاومة العدو الصهيوني عام 1964، لتتوالى بعدها المواقف والتضحيات من أجل فلسطين.

محطات في العلاقات الجزائرية الفلسطينية

يعتبر الزعيم العربي بومدين هو الرئيس الثاني للجزائر منذ استقلالها، ومن أبرز القادة السياسيين بالعالم العربي، تولي منصبه الرئاسي في 19 يونيو 1965، ومنذ شغله للمنصب وهو يولي اهتمامًا كبيرًا بالقضايا العربية مدافعًا عنها، ولا سيما القضية الفلسطينية، مواجهًا كثيرًا من المتاعب ومقدمًا كثيرًا من التضحيات من أجل فلسطين.

يُذكر أن افتتاح أول مكتب لمنظمة التحرير الفلسطينية كان في الجزائر عام 1965، حيث كانت الجزائر من أوائل الدول التي اعترفت بمنظمة التحرير، فوجدت المنظمة كل الدعم السياسي واللوجستي في عهد بومدين، وتم تخريج أول دفعة من الضباط الفلسطينيين من كلية شرشال العسكرية في الجزائر.

فقال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عن الجزائر في عهد بومدين “لم تبخل يومًا على الثورة في أي طلب في كافة المجالات من دعم سياسيًا أو لوجستيًا فاتحة ذراعيها لاحتضان الثورة الفلسطينية”، وكان قد أوصى أبناء فلسطين” إذا ضاقت بكم الدنيا توجهوا إلى الجزائر”.

دعم مستمر

بعد نكسة 1967 والهزيمة التي مُنيت بها الجيوش العربية أمام الجيش الإسرائيلي، واحتلاله لقطاع غزة الضفة الغربية وسيناء والجولان، ألقى الثائر العربي بومدين خطابًا شهيرًا رافضًا الهزيمة في محاولة لرفع معنويات الأمة العربية قائلا “الجزائر لا تقبل الهزيمة ولن تقبلها أبدًا، إذا كنا خسرنا معركة فإننا لم نخسر الحرب، هل الأمة العربية استخدمت كل الطاقات الهائلة التي بحوزتها اليوم حتى تقول إنها خسرت الحرب، أبدا لم نستعمل كل الإمكانيات لدينا”.

 وكان بومدين من أوائل المشاركين في المباحثات مع رؤساء الدول العربية المنهزمة للتخطيط للحرب واستعادة الأراضي المحتلة، وساهم في الضغط على السوفييت لإمداد العرب بالأسلحة للقتال في حرب أكتوبر 1973، وطلب من الدول العربية بتأميم محروقاتها لكن لم تستجب أي دولة لطلبه لكنه قام بطرد الشركات الأمريكية و البريطانية من صحراء الجزائر حتى أمم المحروقات عام 1971.

وأرسل الفيلق الثامن في الجيش الجزائري معزَّزًا بمدرعات وطائرات حربية، للقتال في حرب 6 أكتوبر، وخطب في الجنود قائلا: “أمامكم طريقان: إما النصر أو الموت والاستشهاد”.

واستضافت بلاده بعد حرب 6 أكتوبر، القمة العربية (مؤتمر القمة العربي السادس) وعقدت ما بين 26 – 28 نوفمبر عام 1973، لبحث القضايا التي ترتبت على الحرب العربية – الإسرائيلية، وصدر البيان الختامي للقمة بوضع شرطين للسلام، هما انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة بما فيها القدس، واستعادة كافة الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.

لا وصاية على الفلسطينيين

وفي القمة العربية الثامنة بالرباط في 30 أكتوبر 1974 قال القائد بومدين كلمته الشهيرة “لا وصاية على الفلسطينيين، ومنظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني”، مشددًا على أنه “لا تفاوض، ولا تطبيع، ولا تعامل مع العدو”، واضعًا حدًا للخلافات حول تمثيل الفلسطينيين والحديث باسمهم.

عرفات في الأمم المتحدة

ساعد الرئيس هواري بومدين في إدخال منظمة التحرير الفلسطينية لأول مرة إلى الأمم المتحدة في 13 نوفمبر عام 1974، باعتبارها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، فألقى فيها الزعيم ياسر عرفات خطابه الشهير باعتباره رئيسًا لمنظمة التحرير وقائد لقوات الثورة الفلسطينية منددًا فيه بالإرهاب الصهيوني، ومطالبًا بتطبيق حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم. ومن الجدير بالذكر أن عرفات ذهب على متن طائرة جزائرية، و بجواز سفر جزائري، وبحراسة أمنية جزائرية.

ما قيل في فلسطين

كان للزعيم بومدين عدة أقوال شهيرة قالها خلال مسيرته السياسية، عن قضيته المركزية الأم وهي القضية الفلسطينية، وأصبحت تلك العبارات خالدة في ذاكرة أجيال متلاحقة من الجزائريين والعرب عامة، من بينها:

– “فلسطين هي كالإسمنت المسلح للأمة إذا تمسكنا بها، وإذا تخلينا عنها تصبح قنبلة تنفجر فينا جميعًا”.

– “هل الأمة العربية مستعدة لبذل الثمن الغالي الذي تتطلبه الحرية؟ وأن اليوم الذي يقبل فيه العرب دفع هذا الثمن لهو اليوم الذي تتحرر فيه فلسطين”.

– “إذا أردنا – نحن العرب – أن نسترجع كرامتنا وأن نساعد الشعب الفلسطيني على استرجاع حقوقه المغتصبة، فعلينا أن نكون شاعرين بأنه ليس أمامنا إلا المعركة والنضال والتضحيات وليس هناك طريق آخر بديل غير طريق الهزيمة وطريق الاستسلام”.

رئيس جنوب أفريقيا نيلسون مانديلا

كان المناضل ضد العنصرية نيلسون مانديلا – أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا – وأحد أهم الزعماء في القرن العشرين، يعتبر القضية الفلسطينية إحدى أهم القضايا التي يتبناها على الصعيد الدولي، فهو صاحب المقولة الشهيرة “نحن نعلم جيدًا أن حريتنا غير مكتملة بدون حرية الفلسطينيين”. وبالرغم من الانتقادات التي كان يتعرض لها بسبب كونه نصيرا لفلسطين إلا أن هذا النهج السياسي الداعم للقضية الفلسطينية كان حاضرًا طوال فترة حكمه، فكان له العديد من المواقف الداعمة في المحافل الدولية للشعب الفلسطيني.

عرفات أول المهنئين لمانديلا بعد الإفراج عنه

يذكر أن بعد قرابة 27 عامًا قضاها المناضل الأفريقي مانديلا في السجن بسبب نبذ الكراهية ونضاله ضد الاستبداد والعنصرية في جنوب أفريقيا، خرج من السجن في 9 فبراير 1990، وقام بعدها بأسبوعين بمقابلة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الذي جاء رفقة مجموعة من الزعماء لاستقبال المناضل التاريخي، وعانق الزعيمان بعضهما بحرارة ، فكان زعيم جنوب أفريقيا يتابع وهو في السجن نضال الزعيم ياسر عرفات لتحقيق السلام لشعبه وإقامة الدولة الفلسطينية، معتبرا أن هناك علاقة وثيقة تربطه بعرفات قوامها النضال من أجل حرية شعبيهما من الاحتلال.

مانديلا بالكوفية الفلسطينية

وكان الزعيم الجنوب أفريقي الراحل نيلسون مانديلا – الحائز على جائزة نوبل للسلام – ظهر عدة مرات مرتديًا الكوفية الفلسطينية الشهيرة بلونيها الأبيض والأسود في المناسبات المهمة تعبيرًا عن دعمه المستمر للقضية، وفي الوقت ذاته كانت “منظمة التحرير الفلسطينية” التي كان يترأسها ياسر عرفات تدعم شعب جنوب أفريقيا في كفاحه ضد حكم الأقلية البيضاء، وكان مانديلا مثلهم الأعلى في النضال ويوجد في مدينة رام الله في الضفة الغربية تمثالًا ضخمًا لنيلسون مانديلا يصل طوله إلى 6 أمتار، أهدته بلدية جوهانسبورج لفلسطين عام 2016 تعبيرًا عن تضامن شعب جنوب أفريقيا الدائم معهم.

زيارة تاريخية لغزة

يذكر أن المناضل الراحل مانديلا قام بزيارة لقطاع غزة في عام 1999 ، وكان على رأس المستقبلين له الرئيس الراحل ياسر عرفات بحضور أعداد كبيرة من الجماهير الفلسطينية المُحبة له، وقام مانديلا بإلقاء خطاب من الأراضي الفلسطينية حاز على إعجاب الجميع أشار فيه إلى أن إذا لم يحقق السلام أي تقدم مع المحتل فيجب أن يواجه بالعنف لاسترداد الحرية.

علاقة وطيدة بين الزعيمين

في شهر مارس 2009 رفعت سفارة فلسطين بجنوب أفريقيا في العاصمة بريتوريا لوحة ضخمة للزعيمين نيلسون مانديلا وياسر عرفات في جنوب أفريقيا، تعكس العلاقة الوطيدة بين الزعيمين، وتخليدا لنضالهما من أجل غاية وهدف واحد جمعهما، وتظهر اللوحة صورة لهما التقطت في تسعينيات القرن الماضي، يحتضن فيها الزعيم نيلسون مانديلا الرئيس الراحل ياسر عرفات، خلال حضورهما لأحد مؤتمرات القمة الأفريقية.

كتاب ياسر عرفات

كتب مانديلا المقدمة الافتتاحية لكتاب عن صديقه في النضال ياسر عرفات، ما يدل على عمق العلاقة القائمة بينهما على قيم مشتركة برفض الظلم والاحتلال.

الكتاب للمؤلفة نانسي دوبر بعنوان “ياسر عرفات.. متى لم يكن هنا!”، وأشاد مانديلا في المقدمة بالرئيس الفلسطيني الراحل قائلا : “كنت أتابع نشاطات الرئيس ياسر عرفات من غياهب سجني، وكم أثار اهتمامي بثباته ومثابرته، لقد آمن به شعبه وسار معه خطوة بخطوة، في السراء كما في الضراء”.

رحيل نيلسون مانديلا

رحل الزعيم نيلسون مانديلا في 5 ديسمبر عام 2013، وشارك مئات القادة والزعماء في كل أنحاء العالم في تأبينه، فقال عنه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيان: “ننعي الزعيم الأممي الكبير فقيد شعوب العالم أجمع وفقيد فلسطين الكبير الذي وقف معنا وكان أشجع وأهم رجالات العالم الذين وقفوا معنا… لن ننسى ولن ينسى الشعب الفلسطيني مقولته التاريخية حين قال إن ثورة جنوب أفريقيا لن تكتمل أهدافها قبل حصول الشعب الفلسطيني على حريته”، وأعلنت الرئاسة الفلسطينية الحداد ليوم واحد على وفاة مانديلا، وفي إبريل 2016، دشن الرئيس محمود عباس، ميدان المناضل الأممي الرئيس الأسبق لجنوب أفريقيا نيلسون مانديلا، وذلك في حي الطيرة بمدينة رام الله، وتم وضع تمثال له من البرونز بالميدان رمزا للصمود والإرادة القوية، ولتبقى فلسطين وجنوب أفريقيا حكاية كفاح مشترك ضد الاحتلال والعنصرية.