كتب – حسام عيد

تعد شركات الخدمات اللوجستية إحدى عوامل التمكين الرئيسية في المنطقة، حيث تنقل البضائع والخدمات في جميع أنحاء العالم. فيما تعمل العديد من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على تطوير البنية التحتية للموانئ الخاصة بها، حتى تتمكن من المنافسة على حصة أكبر من سوق التجارة العالمية.

وأصبحت مصر اليوم من بين الدول الرائدة في ذلك القطاع بفضل إصلاحاتها الاقتصادية المرنة التي مكنتها من تجاوز أزمات وتحديات تداعت لها اقتصادات عالمية كبرى، وأيضًا بفضل استثماراتها المتجددة. كما يؤدي قطاع التجارة الإلكترونية دورًا أيضًا في عملية تحول صناعة الخدمات اللوجستية، مما يزيد من أهمية قطاعات عدة مثل التخزين والتسليم.

هيئة قناة السويس.. الثانية في الشرق الأوسط لعام 2021

وفي تصنيف مجموعة “فوربس” العالمية لقائمة أكبر عشر مؤسسات لوجستية في الشرق الأوسط لعام 2021، جاءت هيئة قناة السويس المصرية في المركز الثاني.

واعتمدت منهجية اختيار المؤسسات والشركات المختارة ضمن القائمة على عدة أسس أهمها تقييم حجم الشركة من حيث الأصول والإيرادات والقيمة السوقية، بالإضافة إلى تحديد نسبة حركة التجارة التي مكنتها الشركة وأهميتها الاقتصادية، فضلًا عن حساب كمية البضائع المنقولة أو المخزنة.

من جانبه، أكد الفريق أسامة ربيع أن اختيار هيئة قناة السويس يعد تتويجًا لجهود الهيئة ونجاحها في تخطي العديد من التحديات والأزمات التي واجهتها على مدار العام وأبرزها جائحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″، وأزمة جنوح سفينة الحاويات البنمية العملاقة “إيفر جيفن EVER GIVEN” ومرور أكثر من 400 سفينة والتطورات التي أعقبتها وأثبتت قدرة القناة على إدارة الأزمات بجدية ونجاح.

وشدد رئيس الهيئة على أن ما شهدته قناة السويس ومشروعاتها من طفرة خلال السنوات القليلة الماضية لم يكن ليتحقق لولا الدعم الدائم من رئيس البلاد عبد الفتاح السيسي وحرصه على متابعة المستجدات الخاصة بمشروعات تطوير المجرى الملاحي والمشروعات التنموية والخدمية المختلفة التي تتبناها الهيئة.

وأضاف أسامة ربيع، أنه تم التعاقد على كراكات بقوة شد “250 طن”، بناءا على تعليمات الرئيس عبدالفتاح السيسي، بتطوير الأسطول الملاحي والكراكات لقناة السويس.

ووجه الفريق ربيع التحية للعاملين بالهيئة في كافة مواقع العمل ممن كانوا على قدر المسئولية وقدموا نموذجًا فريدًا في العمل الوطني المخلص في مختلف الظروف لتظل راية القناة عالية خفاقة.

وجدير بالإشارة، أن قائمة الأفضل تضم مجموعة من أهم المؤسسات العاملة في مجال النقل واللوجستيات في الشرق الأوسط منها موانئ دبي العالمية والهيئة العامة للمواني ومجموعة أسياد وغيرها.

ممر ملاحي استراتيجي عالمي

تعد قناة السويس أقصر طريق يربط بين الشرق والغرب بالمقارنة مع رأس الرجاء الصالح، وذلك بسبب موقعها الجغرافي الفريد الذي يربط بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر.

وهي قناة ملاحية عالمية هامة، يبلغ طولها 192 كيلومترًا (120 ميلًا)، وتصل بين البحر المتوسط عند بورسعيد والبحر الأحمر عند السويس، ويصبغ عليها هذا الموقع الفريد طابعًا من الأهمية الخاصة للعالم ولمصر كذلك، وهي اليوم تعتبر من بين الممرات الملاحية الأكثر أهمية في العالم لما تمثله من دور حيوي واستراتيجي في حركة التجارة العالمية، حيث يمر بها نحو 12% من التجارة العالمية سنويًا.

وتتعاظم أهمية القناة بقدر تطور و​ تنامي النقل البحري و التجارة العالمية؛ حيث يعد النقل البحري أرخص وسائل النقل. وبالفعل، يحقق طريق القناة وفورات في المسافة بين موانئ الشمال والجنوب من القناة، الأمر الذي يُترجم كوفر في الوقت واستهلاك الوقود وتكاليف تشغيل السفينة.

كما أن قناة السويس تعد من أهم مصادر الدخل القومي لمصر. وقد سجلت القناة إيرادات بلغت 3 مليارات دولار في الأشهر الـ6 الأولى من عام 2021، بزيادة قدرها 8.6% مقارنة بـ2.7 مليار دولار في الفترة نفسها من عام 2020. وخلال النصف الأول من عام 2021، عبرت 9763 سفينة من خلال الممر المائي لقناة السويس.

وقد أفاد الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، بأن القناة تشهد أعلى معدل عبور يومي للسفن في تاريخها بـ 87 سفينة.

وأضاف رئيس هيئة قناة السويس، أنه قبل وجود القناة الجديدة، كانت قناة السويس يمر بها من 42 إلى 45 سفينة بشكل يومي على الأكثر، ولكن بوجود القناة الجديدة أصبحت تمر حوالي 87 سفينة، بحمولة تقترب من 5 ملايين طن، بعائد مادي (دخل قومي) يصل إلى 22 مليون دولار.