كتب – حسام عيد

تجاهلت أكبر ناقلة جوية في أفريقيا مزاعم بأنها نقلت أسلحة وقوات إلى منطقة تيجراي يوم الأحد 1 أغسطس 2021، وأصدرت بيان نفي واصفة فيه تلك المزاعم بأنها تشهير.

وقد أفادت المزاعم المتداولة على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” عبر هاشتاج مقاطعة الخطوط الجوية الإثيوبية “#BoycottEthiopianA Airlines” والتي نقلتها وكالات عالمية واسعة؛ بأن شركة الطيران الوطنية تدعم المجهود الحربي للحكومة الإثيوبية، من خلال نقل الأفراد العسكريين والأسلحة إلى المنطقة المضطربة.

وقد أوقعت الحرب بين القوات الحكومية وحلفائها من جهة ومقاتلي جبهة تحرير شعب تيجراي من جهة أخرى، آلاف القتلى وفق الأمم المتحدة، التي نبّهت إلى أنّ أكثر من 400 ألف شخص في الإقليم “باتوا يعانون من المجاعة”.

وحتى وإن كان نفي “الخطوط الجوية الإثيوبية” صحيحًا، وأنها لم تنقل الأسلحة والجنود إلى إقليم تيجراي لتكريس الصراع والأزمة الإنسانية، فإنها مارست ولا تزال أساليب تمييزية عنصرية بحق شعب تيجراي.

الرحلات الجوية معلقة

مطلع شهر أغسطس الجاري، نُشرت تعليقات عدة على موقع “تويتر” تتهم الخطوط الإثيوبية بنقل أسلحة وجنود، بعضها مصحوب بصور تظهر جنودًا في إحدى طائراتها.

لكن الشركة دحضت صحة التغريدات. وقالت إن الأخيرة “استخدمت صورًا مختلفة، معدلة عبر فوتوشوب، قديمة وغير ذات صلة لتشويه علامتنا التجارية”.

وتم تعليق الرحلات الجوية من وإلى تيجراي، المنطقة الواقعة في أقصى شمال إثيوبيا، بعد اندلاع المواجهات في نوفمبر. وبعد إعادة فتح المجال الجوي لفترة لتوفير رحلات تجارية مدنية في المنطقة، تم إغلاق المجال الجوي مرة أخرى قبل شهر، ومنذ ذلك الحين لم تُسير الخطوط الإثيوبية أي رحلة جوية في المنطقة خلال شهر يوليو.

وقالت شركة الخطوط الإثيوبية “لم تكن لدينا أي رحلة إلى المنطقة منذ ذاك الحين، ولم تهبط أي من طائراتنا في منطقة النزاع”.

ولا تنفك الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة عن توجيه نداءات عاجلة لفتح ممرات برية وجوية إلى تيجراي، حيث بات أكثر من خمسة ملايين شخص بحاجة ماسة إلى المساعدات.

سياسة التمييز العرقي

في ديسمبر 2020، كان موظفون قد كشفوا لصحيفة “تليجراف” البريطانية أن أكبر شركة طيران في أفريقيا بدأت في تصنيف العاملين بها عرقيًا واستبعادهم من العمل لأنهم يأتون من منطقة متورطة في حرب أهلية مع الحكومة الإثيوبية.

وزعم الموظفون أن الخطوط الجوية الإثيوبية تحركت لحظر أو ترك أولئك الذين هم جزء من أقلية تيجراي العرقية بعد اندلاع صراع أهلي وحشي.

وقد قيل -آنذاك- إن هذه الخطوة هي جزء من نمط من المضايقات التي تستهدف المدنيين من أهل تيجراي في جميع أنحاء إثيوبيا، في أعقاب اندلاع الحرب بين جبهة تحرير شعب تيجراي في الشمال والقوات التي تسيطر عليها الحكومة المتمركزة في أديس أبابا.

ومع احتدام القتال، ازدادت كذلك التقارير التي تفيد بطرد من ينحدر من أقلية تيجراي من وظائفهم وتفتيش الشرطة لممتلكاتهم. وحتى الآن لم يُعرف بعد ما إذا كانت تلك الممارسات المزعومة تنبع من نصيحة حكومية رسمية أم لا؟!.

ويبدو فعليًا أن الخطوط الجوية الإثيوبية، التي تعتبرها الحكومة جوهرة تاج اقتصاد البلاد، من بين أبرز الشركات التي اتُهمت بالتمييز.

وقد قال الموظفون: إن رؤساءهم أمروا الطيارين ومقدمي الطعام والفنيين وحتى حراس الأمن في منتصف نوفمبر 2020 بتسليم شاراتهم وعدم العودة إلى العمل حتى إشعار آخر.