كتبت – أسماء حمدي

في أحد مناجم بوتسوانا، الدولة الواقع جنوبي القارة السمراء، عثرت شركة “ديبسوانا” للألماس وهي وحدة تابعة لشركة دو بيرز De Beers Plc، على ثالث أكبر قطعة ألماس في العالم، ويبلغ وزن الحجر الثمين  1098 قيراطاً، وتشير التقديرات بأن قيمته تصل إلى 55 مليون دولار، وهو ما يحملُ بارقة أمل لهذه البلاد.

تقول مدير شركة دبسوانا بالوكالة لينيت أرمسترونج: إن الحجر هو ثالث أكبر ماسة بجودة الأحجار الكريمة في العالم على الإطلاق بعد ماسة كولينان Cullinan، التي تم اكتشافها في جنوب إفريقيا عام 1905، وفي تلك الفترة، اشترت حكومة الاستعمار البريطانية، تلك القطعة ثم قدمتها إلى ملك إنجلترا إدوارد السابع.

 أما ثاني أكبر قطعة ألماس موجودة في العالم هي Lesedi la Rona فهي من 1109 قراريط، وتم العثور عليها في بوتسوانا في عام 2015.

في مطلع يونيو الجاري، تم العثور على قطعة الألماس وهي الأكبر منذ أن بدأت الشركة عملياتها قبل خمسة عقود، في منجم “جوانينغ”، وهو أغلى منجم على مستوى العالم، وتم عرض الحجر الكريم أمام الرئيس ماغويتسي ماسيسي، من قبل شركة “ديبسوانا”، فيما كانت عدسات الصحفيين توثق الحدث الكبير.

ووفقا لما ذكرته “بلومبرج”، سيتم تقييم الماسة من قبل شركة Diamond Trading Co ، في بوتسوانا في غضون أسابيع قليلة وفي هذه المرحلة، لا يمكن لـ”دبسوانا” تحديد ما إذا كان سيتم بيع الحجر بواسطة De Beers أو من خلال شركة Okavango Diamond، وهي شركة مملوكة للدولة تمتلك أيضا الحق في شراء أحجار دبسوانا.

وتشير راشيل موثيباتسيلا، المتحدثة باسم الشركة، أن دبسوانا ستعمل مع حكومة جمهورية بوتسوانا ودي بيرز لتقييم الماسة، وبيعها لضمان تحقيق أقصى فائدة لشعب بوتسوانا.

ونقلت “بي بي سي”، عن وزير الموارد المعدنية في البلاد، ليفوكو موجي، قوله: إن اكتشاف الحجر لم يكن ليأتي في وقت أفضل بعد أن ضرب جائحة كورونا مبيعات الماس في عام 2020.

وتعد دبسوانا مشروعا مشتركا عبر شراكة بنسبة 50/ 50 بين بوتسوانا ودي بيرز لتعدين الأحجار الكريمة في الدولة الواقعة في جنوب غرب إفريقيا.

في العام الماضي، أنتجت دبسوانا 16.6 مليون قيراط، مقارنة بـ 23.3 مليون قيراط في عام 2019، وتمثل بوتسوانا أكثر من ثلثي إنتاج De Beers.

وتعتمد البلاد على الماس في 90% من صادراتها، وفي العام الماضي، انخفض إجمالي مبيعات الماس الخام في البلاد بنسبة 30% إلى 2.1 مليار دولار، حيث أوقفت المناجم الإنتاج بسبب جائحة فيروس كورونا.

حمى الألماس

جاءت أنباء هذا الاكتشاف في الوقت الذي استحوذت فيه “حمى الألماس” على قرية صغيرة عبر الحدود مع جنوب أفريقيا، وتوافد الآلاف من صائدي الكنوز على المنطقة، لحفر التربة بعد أن وجد راعٍ محلي حفنة من الحجارة مجهولة الهوية، وسرعان ما انتشر خبر الاكتشاف بعد نشر الصور ومقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي التي تظهر أشخاصا يحتفلون باكتشاف ما يُعتقد أنه بلورات الكوارتز، وفق ما ذكرت صحيفة “ميترو” اللندنية.

وسافر المنقبون الذين كانوا يستخدمون المعاول والمجارف والشوك من جميع أنحاء البلاد، للانضمام إلى القرويين الذين يقومون بالحفر.

من جانبه أمر رئيس وزراء الإقليم سهيل زيكالالا، الحشود بمغادرة المنطقة، محذراً من أن الوضع قد يؤدي إلى فوضى وربما تدافع محتمل.

في العقدين الماضيين، عانت سبع دول أفريقية من صراعات أهلية وحشية يغذيها الماس: منها سيراليون، وليبيريا، وأنغولا، وجمهورية الكونغو، وكوت ديفوار، وجمهورية إفريقيا الوسطى، وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

في تقرير عام 2018، زعمت “هيومن رايتس ووتش”، أن انتهاكات حقوق الإنسان في سلسلة توريد الماس مستمرة.

الدول الأكثر إنتاجا للألماس

وعمقت جائحة كورونا، أزمة ضعف الطلب التي تواجهها صناعة الألماس، حيث تسبب إغلاق بعض المناجم في تراجع الإنتاج ما أدى إلى نزوح العملاء على المنتجات الأخرى.

في 2017 وصل حجم الطلب إلى أعلى مستوياته عند 152 مليون قيراط، ثم تراجع تدريجيا إلى 147 مليون قيراط في 2018، ثم هبط نحو 142 مليون قيراط ماس في 2019، وفق موقع الإحصاءات العالمي “Statista”.

في 2020 عام الكورونا، لم تظهر بيانات دقيقة لإنتاج الألماس، إلا أن بول زيمنسكي، محلل ومستشار الألماس المستقل، توقع انخفاض السوق إلى نحو 113 مليون قيراط بسبب تراجع الإنتاج المخطط له من قبل المنتجين الرئيسيين وتعليق العمل ببعض المناجم، كما استبعد زيمنسكي تعافي الطلب على الألماس خلال 2021.

ولضمان مستقبل أفضل لصناعة الألماس، طرح مركز دبي للسلع المتعددة 4 توصيات أساسية ضرورية، تشمل بلورة خطاب جديد، وإعادة التركيز على العلامات التجارية، والتمييز بين المنتجات، وتجاوز المنافسة في مبيعات التجزئة.

ويعد الألماس أكثر المواد صلابة على وجه الأرض، وتشكلت رواسب هذا المعدن منذ 900 عام، وتم العثور على أول حجر منها في القرن الرابع قبل الميلاد في الهند، ويشتهر باستخدامه في صناعة وتصميم المجوهرات الفارهة، ولكن 80% من الماس يستخدم في الأبحاث الصناعية بفضل صلابته.

وتأتي روسيا في مقدمة أكبر البلاد إنتاجا للألماس الطبيعي في العالم، والتي تمتلك أكثر من 12 منجما، واستخرجت في عام 2018 نحو 43 مليون قيراط ماس، بحسب موقع “N S Energy Business”.

أما بوتسوانا هي ثاني أكبر دول العالم في إنتاج الألماس، وقُدر إنتاجها بنحو 23.2 مليون قيراط بقيمة بلغت 3.6 مليار دولار في 2013، بحسب الإحصاءات المتوافرة.

أما ثالث أكثر الدولة المنتجة للماس، هي الكونغو الديمقراطية، والتي استخرجت في 2018 قرابة 16.4 مليون قيراط، ثم ارتفع إلى 19 مليون قيراط في 2019.

وجاءت أستراليا كرابع أكثر الدول إنتاجا للماس، حيث أنتجت 14 مليون قيراط من الألماس يأتي أغلبها من منجم أرجيل المملوك لشركة ريو تينتو، والذي يشهد استخراج حوالي 12 مليون قيراط من الماس سنويا.

فيما شهدت كندا قفزة جيدة، فبعد أن كانت تستخرج حوالي 10.6 مليون قيراط ماس في 2013 بقيمة 1.9 مليار دولار، ارتفع الإنتاج إلى 123 مليون قيراط بقيمة تناهز 2.7 مليار دولار في 2018.