كتب – حسام عيد

كشف المستثمرون الأوروبيون عن مشروعين رئيسيين للطاقة الشمسية في جمهورية الكونغو الديمقراطية في غضون أسبوع حيث يستهدفون أحد أقل الأسواق الكهربائية في أفريقيا، حيث يتمتع فقط ما يعادل خُمس سكان الكونغو البالغ عددهم نحو 90 مليون شخص بإمكانية الحصول على الكهرباء بشكل موثوق.

أمر يعني أن هناك إمكانات سوقية هائلة غير مستغلة ستكون مثيرة لاهتمام المستثمرين، والتي من خلالها يمكن تقديم حلول مبتكرة لخدمات ومنتجات الطاقة ستساهم في تحسين حياة ملايين من الأفراد وجعلها ذات قيمة هائلة.

استثمار متجدد بالبنية التحتية للطاقة

مطلع يونيو 2021، وتحديدًا في يوم الجمعة الموافق 4 يونيو، وقع كونسورتيوم بقيادة “جريد ووركس Gridworks”، المطور والمستثمر المدعوم من الحكومة البريطانية في مجال الكهرباء الأفريقية، صفقة مع حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية لإنشاء شركة جديدة للطاقة الهجينة، تحت مسمى “مويي باور Moyi Power”، لبناء البنية التحتية للتوزيع والتوليد التي تعمل بالطاقة الشمسية من أجل تغذية نصف مليون كونغولي. سيكون الاستثمار الأولي للمواقع الثلاثة بحجم 100 مليون دولار على الأقل، ممولًا بمزيج من حقوق الملكية من الكونسورتيوم، والديون المقدمة من مؤسسات تمويل التنمية والمنح الرأسمالية من المانحين ومؤسسات التنمية المالية.

وتعني كلمة Moyi Power؛ “الشمس” في لغة اللينغالا، وهي اللغة الرئيسية المستخدمة في المدن الشمالية الثلاث جيمينا وبومبا وإيزيرو.

وقد وقع الكونسورتيوم، الذي يضم شركة “إيرنوفي Eranove” الفرنسية -شركة ناشطة في إدارة الخدمات العامة وفي إنتاج الكهرباء ومياه الشرب في أفريقيا- وشركة “إيه إي إي باور AEE Power” وهي مطور متخصص في البنى التحتية للطاقة في أفريقيا جنوب الصحراء وتتخذ من إسبانيا مقرًا لها، اتفاقيات امتياز مع وزارة الموارد المائية والكهرباء لتطوير وبناء وتشغيل ثلاث مرافق كبيرة الحجم تعمل بالطاقة الشمسية خارج الشبكة لتزويد مدن جيمينا وبومبا وإيزيرو. تم اختيار الكونسورتيوم ليكون العارض والمطور الفائز بامتياز مدته 22 عامًا بموجب مبادرة “إيسور للوصول إلى الطاقة Essor Access to Energy (A2E)” بعد عملية طرح مناقصة دولية تديرها الحكومة بدعم من المملكة المتحدة.

وقال وزير الموارد المائية والكهرباء موينز موكالينج: “تعد الطاقات المتجددة قطاعًا ذا أولوية بالنسبة لحكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية من أجل النمو وتوليد الدخل والتوظيف”.

توزيع وتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية

من المتوقع أن تستغرق عملية التطوير والتمويل 14 شهرًا على الأقل، ومن المتوقع أن يستغرق البناء 18 شهرًا بعد ذلك. وتتوقع الشركة نشرًا مبدئيًا للوحات الكهروضوئية بسعة 14 ميجاوات، وتخزين البطاريات بسعة 40 ميجاوات في الساعة، وتوليد الديزل بحجم 4 ميجاوات، وتهدف إلى توصيل الطاقة لأكثر من 23 ألف منزل ومستهلك تجاري عبر المواقع الثلاثة في السنوات الخمس الأولى. ستحتاج المحطة بعد ذلك إلى مضاعفة حجمها خلال مدة تتراوح بين ثلاث إلى خمس سنوات.

وتلتزم الشركة الجديدة بتقديم فرص للموردين والمستشارين والموظفين المحليين في تطوير وبناء وتشغيل البنية التحتية للطاقة الشمسية الهجينة.

وقد قال الرئيس التنفيذي لشركة “Gridworks”، سيمون هودسون، في بيان: ” في خدمة هذه المدن الثلاث، تتمتع الشركة الجديدة Moyi Power بالكتلة الحرجة والدعم التنظيمي المفقود في معظم نماذج الشبكات المصغرة. بإمكانها أن تصبح نموذجًا مثاليًا للصناعة خارج الشبكة، ومن ثم المساهمة في خفض التكاليف للمستهلكين وجذب رأس المال طويل الأجل من المستثمرين”.

وأضاف هودسون، “من خلال بناء البنية التحتية الكهربائية، نساعد رواد الأعمال المحليين على تنمية أعمالهم وخلق فرص عمل، ونساعد العائلات في الحصول على تعليم ورعاية صحية أفضل، ونعمل على تمكين النساء”.

وبشكل منفصل، دخلت منصة الاستثمار السويدية والشركة الرائدة في السوق الكونغولي “ترين Trine” –منصة تسهل الاستثمار في الطاقة الشمسية في الأسواق النامية، مما يوفر عائدًا مفيدًا للأفراد وللكوكب وللأرباح الناتجة عن توزيع منتجات وخدمات الطاقة النظيفة ذات المستوى العالمي”- في شراكة مع “التيك جروب Altech Group”، وهي شركة مقرها جمهورية الكونغو الديمقراطية، لتسريع الاستثمارات في الطاقة الشمسية في البلاد وتوسيع الوصول إلى طاقة نظيفة وموثوقة وبأسعار معقولة للأسر خارج الشبكة والفقيرة داخل الشبكة. تبلغ قيمة الشراكة الجديدة 5 ملايين يورو عبر شرائح متعددة. ستمول الجولة الأولى لتمويل الديون أكثر من 3 آلاف نظام للطاقة الشمسية المنزلية في واحدة من أكثر البلدان فقرًا في الطاقة في العالم. ومن المتوقع أن تصل هذه الأنظمة إلى ما يقرب من 14 ألف شخص باستخدام الطاقة النظيفة في 21 مقاطعة من أصل 26 مقاطعة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ويُقدر أنها ستقلل 1300 طن من ثاني أكسيد الكربون. جولات تمويل الديون اللاحقة ستنفذ تباعًا في عام 2021.

ووفقًا لبيانات البنك الدولي لعام 2019؛ أقل من 20% من مواطني جمهورية الكونغو الديمقراطية يحصلون على الكهرباء، حيث يأتي كل توليد الكهرباء الحالي تقريبًا من الطاقة الكهرومائية. وقد أفادت وكالة الطاقة الدولية أن الطاقة الشمسية ستشكل ما يصل إلى 5 تيراوات/ ساعة من الطاقة في عام 2040 مقارنة بحوالي 30 تيراوات في الساعة للطاقة المائية.