كتبت – أماني ربيع

قامت مؤسسة English Heritage الخيرية التي تهتم بالحفاظ على التراث البريطاني، بدعم مجموعة من الفنانين لتقديم مجموعة من البورتريهات لـ 6 شخصيات تاريخية من الشتات الأفريقي ساهمت قصصهم في تاريخ إنجلترا.

وكشفت المؤسسة النقاب على مجموعة من اللوحات التي تروي قصصا غير معروفة على نطاق واسع لأشخاص من الشتات الأفريقي في تاريخ إنجلترا، بما في ذلك الإمبراطور الروماني الذي عزز جدار هادريان وحبيبة الملكة فيكتوريا.

وكلفت هيئة التراث برسم هذه الصور وعرضها في الحصون والأديرة والمنازل التاريخية والثكنات ليشاهدها الجمهور في الأماكن حيث تنتمي.

وقالت آنا إيفيس، مديرة مؤسسة التراث الإنجليزي، إن المشروع يهدف إلى بث الحياة في قصص هؤلاء الأشخاص، وعرضها لجمهور أوسع.

وأضافت: “لعبت شخصيات أفريقية من الماضي أدوارًا مهمة في بعض المواقع التاريخية لبلادنا، لكن العديد من قصصهم ليست معروفة جيدًا.”

واللافت في اختيار الفنانين المكلفين برسم اللوحات، هو انتمائهم لخلفية متعددة الأعراق، لتعبر عن هوية الكثيرين من المنتمين للشتات الأفريقي ثواء من الثقافة الكاريبية في جامايكا، أو من أصول نيجيرية وأوروبية وزامبيا، وغيرها، وكلهم يركزون عبر فنهم على تقديم رؤية واقعية وفنية لقضايا العرق والهوية وتعزيز وجود ذوي البشرة السوداء في الفن البريطاني.

سيبتيموس سيفيروس “145 – 211 م”

يعرض في مدينة كوربريدج الرومانية ، جدار هادريان ، نورثمبرلاند.

تشمل موضوعات اللوحات سيبتيموس سيفيروس، الذي ولد في ما يعرف بمدينة الخمس الحالية في ليبيا، سافر إلى بريطانيا في عام 208 بعد الميلاد وأمر بتعزيز جدار هادريان وإعادة احتلال ما يُعرف الآن بوسط اسكتلندا بهدف توسيع إمبراطوريته.

وقامت برسمه الفنانة إيلينا أونوتشي جارسيا التي قالت إنها انجذبت إلى سيبتيموس بسبب خلفيتها متعددة الثقافات، فهي تجمع بين عدة أعراق هي: النيجيرية، والإسبانية والألمانية، وقالت: “هذا جعلني أفكر في كيف يُمكن للناس أن يتخيلوا شخصًا مثلنا”.

وأوضحت: “أردت أن أتجاوز رسم ” الإمبراطور الأفريقي، بصورة كلاسيكية تقليدية، واهتممت بتصوير شخصيته، التي حاولت معرفة خلفيتها، ومعرفة، كيف اختار أن يظهر في عملاته المعدنية وتماثيله وهندسته المعمارية.

وأضافت: “تاريخيًا ، لم يكن لدى ذوي البشرة السمراء، أي وجود في التصوير الفني واللوحات والفوتوغرافية، وكأنما تم إهمال ذلك عمدا، لكن هذا لا ينفي حضورهم التاريخي، لقد غير سبتيموس سيفيروس صورة الإمبراطورية الرومانية “.

وتعمل إيلينا بأسلوب رمزي مستخدمة الزيوت، وتهتم بإبراز الأفكار والقضايا العرقية خلال أعمالها في لوحات مرسومة أو لوحات توضيحية، درست تاريخ الفن في جامعة دورهام ببريطانيا، ولاسابينزا في إيطاليا، وعملت مؤخرا في مجموعة Peggy Guggenheim Collection في البندقية.

ديدو بيل “1761-1804”

تعرض اللوحة بكينوود هاوس ، لندن.

أما الموضوع الثاني فهو بورتريه لديدو بيل، المولودة عام 1761، وهي ابنة امرأة من ذوي البشرة السمراء كانت تنتمي للرقيق، وضابط في البحرية البريطانية.

نشأت الفتاة كجزء من عائلة موراي الأرستقراطية في لندن الجورجية وقضت معظم حياتها في كينوود هاوس على حافة هامبستيد هيث.

وقامت برسم بيل، الفنانة ميكيلا هنري لوي، التي رحبت بفكرة رسم امرأة من ذوي البشرة السوداء نشأت وعاشت في كنف أسرة أرستقراطية، خاصة وأن معظم صور النساء السود في بريطانيا الجورجية كانت تظهرهم فقط كرق مستعبدين.

وميكيلا هي فنانة جامايكية تقيم في لندن وتحتفي صورها النابضة بالحياة بجمال المرأة السوداء، اهتمامها الأساسي هو تمثيل النساء السود في المجتمع، وتهدف إلى تحدي الصورة السلبية للمرأة السوداء التي تهيمن على وسائل الإعلام.

درست ميكيلا في سنترال سانت مارتينز وعرضت أعمالها في عدد من صالات العرض في لندن.

الأب هادريان “630-710 م”

تعرض اللوحة بدير القديس أوغسطين ، كنت.

أما كليفتون باول، فقام برسم أبوت هادريان، وهو عالم أفريقي في إنجلترا الأنجلو ساكسونية ورئيس دير القديس أوغسطين، وهو في الأساس من برقة التي كانت مقاطعة بيزنطية في شمال أفريقيا.

وعبر باول عن سعادته بموضوع لوحته الذي شعر بحضوره منذ بدأ في رسمها، وبدأ في سماع هتافات الرهبان من العهد الجريجوري تدوي في أذنيه خلال عمله.

درس كليفتون باول في مدرسة جامايكا للفنون في كينجستون، وانتقل إلى المملكة المتحدة في أواخر الثمانينيات، وهو رسام ماهر، يتأثر بالأماكن التي سافر إليها والأشخاص الذين التقى بهم، يعمل حاليًا على مشروع رسم بعنوان الفن الأفريقي.

خلال الفترة التي قضاها في المملكة المتحدة ، شارك كليفتون في العديد من المعارض والمعارض الفنية في لندن وباث وستراود، بما في ذلك معرض الفن الأسود الدولي، ومعرض بلوستون والشتات في مركز سالزبوري للفنون.

سارة فوربس بونيتا “1843-1880”

تعرض اللوحة في أوزبورن هاوس، جزيرة وايت

ووقعت سارة فوربس بونيتا من نصيب الفنانة هانا أوزور، وبونيتا هي ابنة حاكم غرب أفريقي، أصبحت ضمن رقيق الملك جيزو ملك داهومي، بنين الحالية.

وفي عام 1850، تم تقديم بونيتا كـ “هدية دبلوماسية” لقبطان البحرية البريطانية، فريدريك فوربس، وتم نقلها إلى إنجلترا.

تعرفت بونيتا على الملكة فيكتوريا التي أصبحت فيما بعد مفتونة بها، وأعجبت بذكائها وفطنتها، وأصبحت الملكة البريطانية عرابة لها، ودفعت تكاليف تعليمها في سيراليون، واعتبرتها بمثابة ابنة لها.

ولدت هانا أوزور في زامبيا عام 1982، كانت هانا نشطة في المجتمع الفني الزامبي قبل أن تنتقل إلى المملكة المتحدة لإكمال درجة البكالوريوس في البرمجة.

قامت بتعليم نفسها بنفسها، وبدأت عام 2019 دراسات فنية رسمية مع التحاقها بدورة دراسية في الفنون الجميلة، تركز هانا في عملها على الموضوعات المتعلقة بالعرق وتعقيدات الهوية والتجربة السوداء.

آرثر روبرتس “1897-1982”

تعرض في ثكنات بيرويك أبون تويد ، نورثمبرلاند

أما كلوي كوكس فقامت برسم آرثر روبرتس، والده من ترينداد، ولد عام 1897 في بريستول ونشأ في جلاسكو، خدم في الحرب العالمية الأولى ونجا من معركة باشنديل، وسوف تعرض لوحته في ثكنة بيرويك أبون تويد في نورثمبرلاند.

وكلوي كوكس، فنانة شابة من أصل كاريبي من برمنجهام،تستخدم ألوان الزيت على القماش لإضفاء الحيوية على صورها الواقعية للغاية.تحرص على استخدام علمها لتمكين أفراد الأقليات العرقية، وتمثيل مجتمع ذوي البشرة السوداء بأمانة وتعاطف لزيادة شعورهم بالانتماء للتاريخ والفنون والثقافة البريطانية.

حازت على جائزة SAA Young Artist of the Year لعام 2020 وجائزة SAA Young Portrait of the Year .

جيمس تشابيل “1648-1730”

تعرض في كيربي هول ، نورثهامبتونشاير.

واللوحة السادسة لجيمس تشابيل (1648-1730)، الخادم في كيربي هول، نورثهامبتونشاير، الذي أنقذ حياة مالك القاعة، قامت برسمها جلوري سامجولي.

ولدت جلوري سامجولي وترعرعت في لندن، وهي فنانة أفريقية كاريبية متعددة التخصصات، بدأت رحلتها الفنية في مدرسة إلثام هيل للبنات ثم حصلت على البكالوريوس في الرسم الفني عام 2017.

أنشأت جلوري المؤسسة الاجتماعية للفن الأرستقراطي الأسود في عام 2019، وتسعى هذه المؤسسة إلى إنهاء استعمار ما يتم تقديمه في المناهج الدراسية السائدة باسم “تاريخ الفن”.