كتبت – أماني ربيع

تظل أفريقيا خلابة حتى فيما يبدو قساوة، فنحو أكثر من ثلث القارة الأفريقية مغطاة بالصحراء من البحر الأبيض المتوسط ​​إلى جنوب إفريقيا ومن المحيط الهندي إلى المحيط الأطلسي، لذا محبي السافاري سيجدون ضالتهم في استكشاف البيئة الصحراوية حيث القارة السمراء في أكثر مظاهرها الطبيعية تطرفا وقسوة، لكنها لا تخلو من جمال رغم ذلك.

البعض قد يظن أنه لا يوجد الكثير من الأشياء التي يمكن رؤيتها في الصحاري، لكن في أفريقيا الصحراء ليست مجرد مشهدا طبيعيا، وإنما نافذة على بيئات وثقافات فريدة تعود إلى آلاف أو ملايين السنين، كما هي موطنا أيضا لمشاهد غنية من الحياة البرية

نأخذك في جولة حول 10 صحاري مدهشة في قارة أفريقيا:

الصحراء الكبرى.. 3.6 مليون ميل مربع

تمتد عبر 12 دولة هي: مصر، تشاد إريتريا، ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب، مالي، موريتانيا، النيجر، الصحراء الغربية، والسودان، حجمها يضاهي حجم الولايات المتحدة بأكملها تقريبا، وهي أكبر صحراء حارة في العالم، حيث تصل درجة الحرارة فيها إلى 122 فهرنهايت، وهي ثالث أكبر صحراء على كوكب الأرض، يسبقها صحراء أنتاركتيكا وشمال القطب الشمالي، يبلغ عمرها نحو 7 ملايين سنة.

تعدك الصحراء الكبرى، بمغامرة مع الرمال المتحركة، والمدن المفقودة، والقبائل البدوية ، وهي ليست مجرد صحراء ضخمة موحدة، فهي مكونة من العديد من المناطق، لكل منها مستويات هطول الأمطار ودرجات الحرارة والنباتات والحياة البرية الخاصة بها.

تضاريس هذه الصحراء متنوعة، من البحيرات الجافة والوديان والسهول الحصوية إلى البحار الرملية والكثبان والجبال البركانية والهضاب الحجرية، ورغم أن معظم الصحراء قاحلة لكنها غنية بالحياة البرية، فتجد فيها: الغزال والحمير البرية وقردة البابون والضباع وثعالب الرمال وأكثر من 300 نوع من الطيور.

 ويعيش في هذه الصحراء أيضا، نحو 4 ملايين شخص، معظمهم في موريتانيا والصحراء الغربية والجزائر وليبيا ومصر، وهو مزيج فريد من أنماط الحياة الواسعة المجتمعة معًا في صحراء واحدة.

هناك العديد من الطرق لتجربة فريدة في الصحراء الكبرى، من ركوب الجمال والنزهات الفاخرة في المغرب، إلى السافاري، والاستشفاء في مصر، ومن أكثر مناطق هذه الصحراء غرابة، هي الحديقة الصحراء البيضاء الوطنية في مصر، وتشتهر الصحراء البيضاء، التي تعد جزء صغيرمن الصحراء الغربية الشاسعة ب، التي بدورها جزء من الصحراء الكبرى، ببعض من أندر وأجمل التكوينات الجيولوجية، من رمال بيضاء، وتشكيلات صخرية طباشيرية رائعة، بعضها يشبه عيش الغراب الكبير الذي نحتته الرياح على مدى ملايين السنين.

صحراء كالاهاري.. 350.000 ميل مربع

هي أشهر صحاري أفريفيا، تمتد عبر بوتسوانا وناميبيا وجنوب أفريقيا، وتحظى باهتمام كبير، مع بيئتها المثيرة للإعجاب، وكلمة كالاعاري، هي مزيج من الكلمة التسوانيةKgala ، وتعني العطش الشديد  وكلم Kgalagadi ، التي تعني مكان بلا ماء.

في الحقيقة، يمكن تصنيف أجزاء فقط من كالاهاري على أنها صحراء حقيقية، تتلقى أقل من 10 بوصات من المطر سنويًا، حيث يسمح هطول الأمطار السنوي في كالاهاري الذي يبلغ من 4 إلى 20 بوصة، بنمو الأعشاب والشجيرات الشائكة وأشجار الأكاسيا، ويمر نهر أوكافانجو عبر كالاهاري  وتظهر مصادر المياه غير الدائمة الأخرى خلال موسم الأمطار.

وبسبب هذا الوفرة النسبية في المياه، تعد كالاهاري موطنًا لمجموعة متنوعة من الحيوانات البرية، بما في ذلك الأسود والضباع البنية والميركات والظباء والثعالب ذات أذنين الخفافيش، والطيور والزواحف.

وجزء كبير من هذه الصحراء ضمن محمية كالاهاري المركزية في بوتسوانا، ولعل المغامرة الأجمل في كالاهاري، هو قضاء بعض الوقت مع قبيلة البوشمن والتعرف على أسلوب حياتهم التقليدي وثقافاتهم، حيث كالاهاري هي موطنهم.

صحراء كارو.. 155000 ميل مربع

تقع في جنوب أفريقيا، وحجمها أقل من نصف كالاهاري، بيئتها شبه صحراوية، فهي قاع بحر قديم شاسع يمتد على وسط البلاد، واسمها يأتي من كلمة Karoo بلغة البوشمن والتي تعني المكان الجاف.

وتشتهر هذه الصحراء بقلة هطول الأمطار، حوالي 10 بوصات سنويًا، ودرجات الحرارة القصوى والبرودة الشديدة، تاريخيا، كان جفاف صحراء كاروا الشديد والغادر، حاجزا منيعا لمن من يحاولون الانتقال إلى الداخل من كيب تاون.

لا تزال منطقة كارو اليوم منطقة قاحلة مع قلة هطول الأمطاروارتفاع درجات الحرارة. ومع ذلك، لكن تم اكتشاف احتياطي كبير من المياه الجوفية، مما يجعل الزراعة وتربية الماشية أمرًا ممكنًا.

وتتغذى الأغنام التي تعيش فيها على العصارة المتنوعة بالأعشاب والشجيرات المتناثرة في الصحراء، تبعد كارو نحو مائتان وسبعون ميلاً من كيب تاون، وهي موطن لبعض الأشخاص الأكثر إبداعًا في جنوب أفريقيا، من الروائيين والفنانين والموسيقيين والنحاتين، وأصحاب الفنادق الصغيرة والمزارعين الشباب.

ومن أبرز الأحداث التي تشهدها، مهرجان AfrikaBurn ، الذي يتميز بفعاليات مختلفة من لفن والأزياء والموسيقى، ويقام المهرجان سنويًا في أبريل.

صحراء داناكيل .. 52879 ميل مربع

تمتد صحراء داناكيل عبر شمال شرق إثيوبيا ، وساحل جنوب إريتريا ، وشمال غرب جيبوتي، و هي واحدة من أكثر البيئات قسوة في أفريقيا، مع بحيرات الحمم البركانية والينابيع الساخنة وبعض البحيرات المالحة الرائعة متعددة الألوان.

سنويا يتم تسجيل أقل من بوصة واحدة من الأمطار فيها، لذا تعتبر من أكثر الأماكن جفافا وسخونة على وجه الأرض، حيث ترتفع درجات الحرارة إلى 122 درجة فهرنهايت.

وصحراء داناكيل، غير مأهولة بالكامل تقريبًا، باستثناء عدد قليل من سكان العفر الذين يعملون في استخراج الملح الصحراوي.

إذا كنت في إثيوبيا، فلا بأس من زيارة قصيرة إلى منخفض داناكيل، ستكون هناك على موعد مع مشهد من الألوان النابضة بالحياة، لكن احذر المياه الساخنة اإلى حد الغليان، وانبعاثات الغازات الكبريتية الخانقة، والهزات الأرضية المتكررة، والعديد من البراكين النشطة.

صحراء شالبي.. 38.610 ميل مربع

تقع صحراء تشالبي في شمال كينيا ، بالقرب من حدود إثيوبيا، وهي واحدة من أكثر الأماكن سخونة وأكثرها جفافاً في كينيا. يأتي الاسم من لهجة جابرا ، بمعنى “العارية والمالحة”، وهي تبدو مناسبة لطبيعة المكان، حيث كان يومًا ما جزءًا من بحيرة واسعة النطاق.

 يمتلئ الحوض أحيانًا بالمياه الضحلة أثناء هطول الأمطار الغزيرة، ويمكن العثور على بقايا متحجرة من أصداف الحلزون وفقرات الأسماك فيه،

إذا كنت مسافرا إلى صحراء تشالبي، فاستعد لمشهد غريب من تدفقات الحمم الصخرية المتجمدة والأرض المتشققة والرمل والطين الجاف والملح الأبيض.

وحتى في هذا المكان المقفر، قد ترى من بعيد، قطعان النعام والحمر الوحشية ووالحيوانات الأخرى التي استطاعت التكيف مع الصحراء، على الحافة الشمالية للصحراء توجد واحات من أشجار النخيل تجذب طيور الرمل وطيور غينيا وطيور أخرى.

صحراء ناميب.. 31300 ميل مربع

تمتد عبر أنجولا وناميبيا وجنوب أفريقيا، وتعتبر الأقدم في أفريقيا، حيث يبلغ عمرها 80 مليون سنة، ومن المحتمل جدًا أن تكون هذه الصحراء هي الأكثر تصويرًا في أفريقيا، حيث يتواجد بها أعلى الكثبان الرملية على الكوكب، والتي يزيد ارتفاعها عن 950 قدمًا.

تمتد ناميب على طول الساحل الأطلسي لجنوب أفريقيا وتندمج مع صحراء كالاهاري في الجنوب، والمناخ هناك جاف للغاية، وتلتقي رياح ناميب الجافة بتيار المحيط الأطلسي البارد، وتشكل ضبابًا كثيفًا، هذا الضباب هو مصدر المياه الرئيسي لنباتات الصحراء وحيواناتها.

تضم الصحراء مجموعة متنوعة من الحيوانات مثل: ابن آوى ، والضباع، ومجموعة متنوعة من السحالي والثعابين ، والفيلة المتكيفة مع الصحراء التي يمكن أن تعيش أيامًا بدون ماء.

يعد Welwitschia أحد أكثر المشاهد غرابة في ناميب، وهو نبات غريب المظهر تنمو أوراقه الطويلة بشكل مستمر طوال حياته، ويُعتقد أنه يمكن أن ينمو لمدة 1000 عام أو أكثر.

وأكثر الأمكان ترشيحا، حال زيارتك إلى ناميب، هو مدينة كولمانسكوب، الشهيرة بمدينة أشباح تعدين الماس القديمة.

صحراء جوبان.. 2700 ميل مربع

تقع في الصومال، واسمها جوبان هو كلمة صومالية تعني “الأرض المحروقة”، وهي الاسم الأصلي لشمال غرب أرض الصومال.

وهي عبارة عن صحراء ساحلية صغيرة، ويتميز هذا السهل الصحراوي الرملي المنخفض، أقل من 330 قدمًا فوق مستوى سطح البحر، على ساحل خليج عدن بدرجات حرارة ورطوبة عالية ، وسقوط أمطار قليلة، حوالي 2 بوصة سنويًا.

صحراء نيري .. 270 ميل مربع

تقع صحراء نيري في جنوب كينيا بين متنزهات أمبوسيلي وتسافو ويست ونيروبي الوطنية، ليست بعيدة عن الحدود مع تنزانيا، تتميز بوجود جبل كليمنجارو أعلى قمم أفريقيا فيها، تعاني من انخفاض هطول الأمطار، ومع ذلك، هناك العديد من الينابيع الكبيرة التي تدعم الحياة البرية فيها، حيث بإمكانك مشاهدة الفيل والزرافة ووحيد القرن والأسد والفهد.

في أجزاء من هذه الصحراء، ستجد نموا كثيفا للأشجار الصغيرة، كثير منها شائك وبعضها سام، وخلال موسم الأمطار القصير، تحصل هذه الأشجار على أوراق وأزهار خضراء، لكن في موسم الجفاف، تكون عارية ومتشابكة مع الكثير من الشوك.

 تم العثور على أشجار الباوباب في صحراء نيري ، بعضها يصل عمره إلى 2000 عام ، ويبلغ قطر جذوعها الرمادية في كثير من الأحيان ما يصل إلى 10 أقدام.

وطبعا إذا زرت نيري، فلا يفوتك تجربة تسلق جبل كليمنجارو.

صحراء جراند بارا ، 40 ميل مربع

تقع في جيبوتي، وهي عبارة عن بقايا بحيرة جافة، وتشكل سهولًا قاحلة شاسعة في وسط جيبوتي، وهي صحراء منبسطة وعقيمة بلا شجيرات أو أشجار.

وبالرغم من فقرها بالنباتات، تكيفت عدة أنواع من الثدييات لتعيش فيها، بما في ذلك ديك ديك ، وجرينوك.

صحراء لومبول.. 7 أميال مربعة

في منتصف الطريق بين عاصمة السنغال، داكار، ومدينة سانت لويس الاستعمارية، تقع صحراء لومبول على بعد 7 أميال مربعة من الكثبان الرملية البرتقالية المتناثرة تحت سماء صافية.

هي أصغر صحراء في أفريقيا، يجعل الوصول السهل هذه الصحراء وجهة سياحية شهيرة، حيث يأتي الزوار للاستمتاع بالكثبان الرملية البرتقالية التي تذكرنا بالصحراء الكبرى وناميب.

وبدأ فيها منذ عام 2009، مهرجان موسيقى باسم مهرجان الساحل يقام بالصحراء سنويا.