كتب – حسام عيد

محمّلًا برسائل من الرئيس عبدالفتاح السيسي، انطلق وزير الخارجية المصري سامح شكري مساء يوم الأحد الموافق 18 أبريل 2021 في جولة أفريقية، تتضمن زيارة 6 دول شقيقة، لشرح مستجدات ملف سد النهضة وإطلاع رؤساء وقادة تلك الدول على حقيقة الوضع، والموقف المصري وثوابته الداعية لإطلاق عملية تفاوضية جادة وفعّالة تسفر عن التوصل إلى الاتفاق القانوني المنشود والملزم حول ملء وتشغيل السد على نحو يراعي مصالح الدول الثلاث “مصر، السودان، وإثيوبيا”، وذلك قبل الشروع في عملية الملء الثاني واتخاذ أي خطوات أحادية؛ وفق ما أفاد السفير أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية.

واستهل وزير الخارجية المصري الجولة اليوم الإثنين الموافق 19 أبريل، بزيارته كينيا، ومع حلول عصر اليوم ذاته، وصل إلى المحطة الثانية، جزر القمر، ومن المقرر أن يزور الوزير المصري سامح شكري كذلك كل من؛ جنوب أفريقيا، الكونغو الديمقراطية، السنغال، وتونس.

رسالة خاصة تبرزها كينيا

التقى وزير الخارجية سامح شكري، يوم الإثنين، بالرئيس الكيني أوهورو كينياتا، وذلك في مُستهل الجولة الأفريقية.

وصرح السفير أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن الوزير شكري سلم خلال اللقاء الرسالة الموجهة من جانب الرئيس السيسي إلى الرئيس كينياتا بشأن وضع المفاوضات حول سد النهضة والموقف المصري في هذا الصدد، أخذًا في الاعتبار الدور الكيني الرائد على الساحة الأفريقية في العديد من المجالات، وفي ضوء عضويتها غير الدائمة بمجلس الأمن ممثلة عن القارة الافريقية.

وأوضح المتحدث الرسمي أن الوزير شكري حرص في هذا السياق على استعراض مجريات اجتماعات كينشاسا الأخيرة التي استضافتها جمهورية الكونغو الديمقراطية يومي ٤ و٥ إبريل الجاري، والتي شاركت فيها مصر بإرادة سياسية صادقة بهدف الاتفاق على إطلاق مسار تفاوضي جاد يسفر عن اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة يحفظ حقوق الدول الثلاث ويحقق مصالحهم المشتركة، معرباً عن تطلع مصر إلى العمل مع الدول والأطراف المعنية لإيجاد حل لهذه الأزمة والتوصل لاتفاق، بما يحافظ على أمن واستقرار المنطقة.

ونوه حافظ، بأن اللقاء تناول كذلك العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث شدد وزير الخارجية على عمق العلاقات المصرية الكينية، مثمنًا الإرادة السياسية القائمة لدى الجانبين لتطويرها واستغلال ما تشهده حالياً من زخم. وأكد في هذا الاطار اهتمام مصر بدعم المشروعات التنموية في كينيا في المجالات التي تمثل أولوية لدى الجانب الكيني، فضلاً عن الإعراب عن حرص الجانب المصري على دعم الأشقاء في كينيا في شتى المجالات.

فيما نشر الحساب الرسمى للرئاسة الكينية على موقع التواصل الاجتماعى “تويتر”، تغريدة تلخص أهم ما جاء فى لقاء سامح شكرى وزير الخارجية بالرئيس الكيني أوهورو كينياتا، وتسليمه رسالة من الرئيس السيسي، والتى وصفتها بـ”الخاصة”.

‏وقالت الرئاسة الكينية إن وزير الخارجية أعرب عن ثقة مصر فى قدرة كينيا على التوسط فى النزاعات بين الدول الأعضاء بالاتحاد الأفريقي بصفتها عضو غير دائم بمجلس الأمن ممثلة عن القارة الإفريقية.

وأوضحت الرئاسة الكينية أن اللقاء تناول أيضا العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك ومن ضمنها الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية بما يخدم دول المنطقة.

جزر القمر.. وإبراز الإرادة السياسية الصادقة

وفور انتهاء زيارته إلى كينيا، وصل وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى موروني، عاصمة جزر القمر، وهي ثاني محطات جولته الأفريقية.

وعقب الاستقبال الرسمي، عقد شكرى جلسة مباحثات ودية مع وزير خارجية جزر القمر ظهير ذو الكمال.

كما التقى وزير الخارجية المصري، رئيس دولة جزر القمر عثمان غزالي، وسلمه رسالة موجهة من الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وتتمتع جزر القمر حاليًا بعضوية هيئة مكتب الاتحاد الأفريقي، حيث تناولت الرسالة الوضع الحالي لمفاوضات سد النهضة واستعراض الموقف المصري في هذا الصدد.

أعلن ذلك السفير أحمد حافظ المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”.

وأشار حافظ إلى أن وزير الخارجية قدم للرئيس القمري كذلك عرضًا حول أهم ما دار في اجتماعات كينشاسا الأخيرة، حيث أبرز الإرادة السياسية الصادقة التي تحلت بها مصر خلال الاجتماعات للعمل على إطلاق مسار تفاوضي جاد يسفر عن اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة، يحفظ حقوق ومصالح الدول الثلاث، فضلاً عن تأكيده تطلع مصر إلى العمل مع مختلف الدول والأطراف المعنية بهدف التوصل إلى حل لهذه القضية على نحو يحول دون المساس بالأمن والاستقرار الإقليمي.

واختتم المتحدث الرسمي تصريحاته بالإشارة إلى أن المقابلة تطرقت أيضًا إلى العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث أكد وزير الخارجية على اعتزاز مصر بالعلاقات المتميزة التي تجمعها بجزر القمر الشقيقة، معرباً عن تطلع مصر إلى تدعيم هذه العلاقات في شتى المجالات بجانب استشراف مجالات جديدة للتعاون، فضلاً عن مواصلة التنسيق والتشاور بين البلدين فيما يخص القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

قضية وجودية.. يدعمها المجتمع الدولي

وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري، قد أكد خلال اجتماع لجنة الشؤون الإفريقية بمجلس النواب يوم الخميس الماضي الموافق 15 أبريل، أنه لا توجد دول صديقة ذات علاقات وطيدة مع مصر تمول سد النهضة الإثيوبى.

وقال: «نقدر ونهتم بالضرر المحتمل الكبير الذى قد يقع على أشقائنا فى السودان فى ظل قرب الملء الثانى لخزان سد النهضة بعد ٣ أشهر وهذا شىء لا نرتضيه»، مؤكدًا أن التقييم الفنى يشير إلى أنه لن يقع ضرر على مصر حال قيام الجانب الإثيوبى بالملء الثانى، موضحًا أن هذا فى إطار التوقع، ولكن كل شىء مرهون بدراسات وتقييم دقيق على أرض الواقع؛ لأنها قضية وجودية وقضية حياة ومرتبطة بحياة الشعب المصرى، ولا تهاون فيها، ولا تعامل معها إلا بكل جدية والتزام.

وأكد شكري أن المجتمع الدولي يرصد تعنت إثيوبيا وحين لجوء مصر للمجتمع الدولي يكون واضحًا تمامًا أن مصر، استنزفت كل الجهود المبذولة من تعنت الأعمال الأحادية من الجانب الإثيوبي.

وكان سامح شكري قد أجرى اتصالًا هاتفيًا قبل أيام بالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، حيث استعرض آخر التطورات في ملف سد النهضة، وخطورة استمرار إثيوبيا في اتخاذ إجراءات أحادية نحو الملء الثاني دون التوصل لاتفاق.