كتبت – أسماء حمدي

بعد اكتشاف اثنين من أكبر أحجار التنزانيت الثمينة في تنزانيا وبيعها للحكومة، أصبح سانينيو كوريان لايزر عامل المنجم البسيط مليونيرا.

وكان كوريان لايزر والبالغ من العمر (52 عاما) قد عثر على الأحجار الكريمة الزرقاء والبنفسجية والتي تزن  9.27 و5.1 كيلوجرام في تلال ميريراني شمال البلاد، وهي منطقة سيّجها الرئيس جون ماغوفولي في العام 2018 لوقف تهريب الأحجار الكريمة.

إلى عالم المليونيرات

يخطط عامل المناجم التنزاني للاحتفال بعد أن سلمته الحكومة شيكًا بقيمة 7.74 مليار شلن تنزاني أي ما يعادل 3.35 مليون دولار، مقابل أكبر حجرين من الأحجار الكريمة التنزانية تم العثور عليهما على الإطلاق.

وفي حديثه لصحيفة “الجارديان” البريطانية، أشار لايزر الذي يعيش في منطقة سيمانجيرو في مانيارا إلى أنه يأمل في استخدام الأموال لتطوير مجتمعه، قائلا: “أريد بناء مركز تسوق ومدرسة، أريد بناء هذه المدرسة بالقرب من منزلي، هناك الكثير من الفقراء هنا لا يستطيعون تحمل تكاليف ذهاب أطفالهم إلى المدرسة بعيدا، أنا لست متعلما ولكني أحب أن تسير الأمور بطريقة مهنية، وأود أن يدير أطفالي العمل باحتراف”.

“المكاسب المفاجئة لن تغيّر أسلوب حياتي وسأستمر في عملي في رعاية الأبقار فأنا أرعى ما يقربمن 2000 بقرة”، بحسب لايزر.

وأشار انه لم يكن بحاجة إلى اتخاذ أي إجراءات إضافية على الرغم من ثروته الحديثة، قائلا: “هناك ما يكفي من الأمن هنا، لن تكون هناك أي مشكلة، يمكنني حتى التجول ليلا دون أي مشكلة”.

هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها العثور على أحجار بهذا الحجم، يقول لايزر: “أشكر الله على هذا الإنجاز  الكبير، وعندما عثرت علي الأحجار أبلغت المسؤولين الحكوميين، الذين قيّموا الأحجار واليوم دعوني لكي يدفعوا لي وحصلت على شيك بقيمة 7.74 مليار شلن تنزاني”

وتلقى عامل المنجم العديد من مكالمات التهنئة، قائلا “شكراً لكل من يشكرني بطرق مختلفة، شكراً جزيلاً لك”.

وقال أقارب الرجل أنه كان مسافرا في منطقة نائية الأسبوع الماضي، لكنه كان ينظم احتفالات في المساء في قريته.

ومن جانبها أوضحت الحكومة التزانية عبر حسابها على موقع “تويتر”، أن الحجارة الكريمة سيتم وضعها في المتحف الوطني في العاصمة التجارية دار السلام ، حيث يمكن للسياح رؤيتها.

وقال متحدث باسم وزارة التعدين، إن أول حجر كريم وزنه 9.27 كيلوجرام والثاني 5.103 كيلوجرام،  وجدهم ليزر، مزارع الماشية الأسبوع الماضي، لكن الاكتشاف أصبح معروفًا فقط عندما باعها للحكومة.

وأجرى الرئيس التنزاني، جون ماغوفولي اتصالا مع لايزر خلال الحفل الذي تم بثه على شاشة التلفزيون التنزاني لتهنئته، قائلا: “هذه هي فائدة عمال المناجم الصغار، والاكتشاف دليل على أن تنزانيا دولة غنية”.

في العام الماضي، أنشأت تنزانيا مراكز تجارية في جميع أنحاء البلاد للسماح لعمال المناجم الحرفيين ببيع الأحجار الكريمة والذهب إلى الحكومة، وهي خطوة شجعها النشطاء الذين يسعون إلى تحسين ظروف هذه الصناعة.

لا يتم توظيف عمال المناجم الحرفيين رسميًا من قبل أي شركات تعدين وعادة يعملون في فرق أو يتم توظيفهم من قبل المقاولين المحليين الصغار، حيث يعتمد عشرات الملايين من الناس في جميع أنحاء أفريقيا على عائدات هذا النشاط على الرغم من أخطاره.

في عام 1967، تم العثور لأول مرة على أحجار التنزانيت في سفوح كليمنجارو شمال الدولة الواقعة في شرق أفريقيا، ثم شيدت الحكومة التنزانية سياجا حول المنطقة في أبريل 2018 في محاولة للسيطرة على التعدين غير القانوني والأنشطة التجارية، في ذلك الوقت قال المسؤولون إن 40٪ من إنتاج التنزانيت قد فُقد هناك.

وتعد منطقة مانيارا في شمال تنزانيا هي المكان الوحيد المعروف الذي يضم هذه الأحجار التي يرغب في الحصول عليها تجار المجوهرات لبريقها الأزرق البنفسجي الرائع.

كان أكبر اكتشاف سابق للتنزانيت هو 3.38 كجم من الحجر عثرت عليه شركة تعدين تجارية قبل 15 عامًا.

أحجار التنزانيت

و”التنزانيت” هو واحد من أندر الأحجار الكريمة على الأرض، وتكمن جاذبية الحجر الكريم في وجوده بألون متنوعة، بما في ذلك ألوان الأخضر والأحمر والأرجواني والأزرق.

ويتمّ العثور عليها فقط في شمال تنزانيا ويستخدم في الصناعة المحلية هناك، ويقدّر أحد الجيولوجيين المحليين أنّ مخزونه قد ينضب بالكامل خلال العشرين سنة القادمة.

ويتم تحديد قيمة الحجر من خلال ندرته، ويكون لوضوح اللون عامل مؤثر في ارتفاع السعر.

اقتصاد تنزانيا

وتقع تنزانيا في الجزء الشرقي من القارة السمراء، وعلى الرغم من أن عاصمتها هي دودوما، فإن مدينة دار السلام لا تزال أكبر مدينة في تنزانيا ومركزها التجاري.

ويعتمد اقتصادها على عدة قطاعات هي الزراعة والاتصالات والسياحة والتعدين، ويعد قطاع السياحة أحد أسرع القطاعات نموًا في تنزانيا، ويعمل في قطاع السياحة والسفر أكثر من 10% من إجمالي القوة العاملة في تنزانيا.

وعلى الرغم من أن اقتصاد تنزانيا ضعيف، لكنها إذا تم استغلال مواردها الطبيعية بشكل جيد وإذا تم فرض سياسات داعمة لرواد الأعمال فسوف تشهد الدولة نموًا كبيرًا.