كتب – محمد الدابولي

استهلت الدول الأفريقية عام 2020 بآمال واسعة في إمكانية تحقيق المزيد من الاستقرار السياسي والأمني في القارة، خاصة أن العديد من دول القارة كانت مقبلة على إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية ومحلية بها في دول مثل إثيوبيا وغانا وزيمبابوي ومالي والكاميرون.

اصطدمت العملية الانتخابية في أفريقيا بتفشي جائحة كورونا، حيث تخطى عدد الإصابات في أفريقيا حاجز 50 ألف إصابة، الأمر الذي أصاب معظم الخطط والفعاليات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في أفريقيا بالارتباك الشديد، حيث لجأت معظم الدول إلى تأجيل فعاليتها الاقتصادية والاجتماعية.

رغم تأجيل معظم الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية والرياضية الأفريقية، إلا أن الفعاليات السياسية كالانتخابات والاستفتاءات، اختلفت استجابة الدول الأفريقية (حكومات وأحزاب سياسية وجماعات إثنية) لدعوات تأجيلها نظرًا لتفشي وباء كورونا، فبعض الدول مضت قدمًا في إجراء الانتخابات والاستفتاءات، واضعة تحذيرات تفشي وباء كورونا بسبب التجمعات الانتخابية في دائرة عدم الحسبان، إلا أنه في الوقت ذاته بدأت عدد من الدول الأفريقية الأخرى في أخذ تلك المحاذير في الحسبان، وبدأت تدرس خيارات التأجيل، الأمر الذي أدخلها في حسابات متوترة حول مدى قانونية التأجيل والتداعيات المترتبة على ذلك والفرص البديلة لإجراء الانتخابات، وأخيرًا توجس أحزاب المعارضة من محاولات السلطة الحاكمة في أفريقيا من محاولة استغلال حالة التأجيل من أجل الاستحواذ على السلطة؛ لذا في هذا الدراسة سيتم الإجابة على تساؤل هام وهو التأثيرات المحتملة لتفشي جائحة كورونا على العملية الانتخابية في أفريقيا؟

أولًا- أبرز العمليات الانتخابية في أفريقيا عام 2020

كان من المقرر أن تشهد العديد من الدول الأفريقية خلال عام 2020 إجراء العديد من العمليات الانتخابية على كافة المستويات الرئاسية والتشريعية والمحلية وكذلك الاستفتاءات، وتراوحت استجابة الدول الأفريقية لجائحة كورونا ما بين إعطاء أهمية للتحذيرات الصحية وتأجيل الانتخابات، أو تجاهل التحذيرات، أو التقليل من وطأتها والمضي قدمًا في إجراء الانتخابات.

في البداية يجب الإشارة إلى أن حالة التخبط في مسألة استجابة القائمين للعمليات الانتخابية ما بين التأجيل أو الإجراء ليست مقتصرة على دول أفريقيا فحسب بل معظم دول العالم التي من المقرر إجراء انتخاباتها في هذا العام، فعلى سبيل المثال اتسم إجراء الانتخابات المحلية الفرنسية بالاضطراب الشديد([i])، حيث أجريت المرحلة الأولى من الانتخابات في 15 مارس في وقت تصاعدت الإصابات فيه بشكل غير مسبوق، الأمر الذي أثر على نسبة المشاركة السياسية([ii])، مما دفع الحكومة الفرنسية إلى تأجيل الجولة الثانية من الانتخابات لحين تهدئة الأوضاع والسيطرة على الجائحة([iii]).

وفقًا لتقديرات «المعهد الدولي للديمقراطية ومساعدة الانتخابات» (IDEA) التي أكدت أن 52 دولة على مستوى العالم قامت بتأجيل فعاليتها الانتخابية لحين السيطرة على الجائحة المنتشرة في العالم، إلا أنه في المقابل حرصت بعض الدول على إجراء الانتخابات منهم دول أفريقية حرصت على إجراء الانتخابات خلال شهري مارس وإبريل في ظل تفشي الوباء عالميًّا.

ماسم الدولةنوع الانتخاباتالتاريخ
1إيرانالانتخابات التشريعيةفبراير 2020
2إسرائيلانتخابات الكينيست2 مارس 202
3غيانا الاستوائيةالانتخابات العامةمارس 2020
4تايوان  انتخابات الحزب القومي الصيني (الكومينتانغ)7 مارس 2020
5فرنسا  الانتخابات المحلية (تم إجراء المرحلة الأولى وسط انخفاض حاد في المشاركة مما أدى إلى تأجيل الجولة الثانية15 مارس 2020
6ألمانياجولتي الانتخابات البلدية في ولاية بافاريايومي 16، 29 مارس 2020
7جمهوريتي مولدوفا والدومينكانالانتخابات المحلية15 مارس 2020
8الولايات المتحدة الأمريكيةالانتخابات الأولية في ولايات أريزونا وفلوريدا وإلينوي17 مارس 2020
9جزر الفانواتوالانتخابات العامة19 مارس 2020
10بولنداالانتخابات العامة19 مارس 2020
11غينياالاستفتاء على تعديلات دستورية وقانونية وانتخابات تشريعية22 مارس 2020
12ماليالانتخابات العامة29 مارس 2020
13أسترالياالانتخابات المحلية في ولاية كوينزلاند29 مارس 2020
14سويسراانتخابات محلية في مدينة لوزيرن29 مارس 2020
15أيرلنداالانتخابات العامة30 ـ 31 مارس 2020
16سويسراجولة الإعادة في الانتخابات المحلية وتم إجراؤها عبر البريد4 إبريل 2020
17الولايات المتحدةالانتخابات التمهيدية في الحزب الديمقراطية في ولاية ويسكونسن7 إبريل 2020
18جمهورية كيريباتيالانتخابات البرلمانية14 إبريل 2020
19كوريا الجنوبيةالانتخابات البرلمانية15 إبريل 2020
20ماليجولة الإعادة في الانتخابات البرلمانية19 إبريل 2020
21الكاميرونالانتخابات البرلمانية12 فبراير 2020
22توجوالانتخابات الرئاسية22 فبراير 2020

المصدر: IDEA

لم تأخذ كل من مالي وغينيا والكاميرون التحذيرات الخاصة بانتشار وباء كوفيد-19، حيث أجرت مالي انتخاباتها العامة يوم 29 مارس، وجولة الإعادة يوم 29 إبريل، وأجرت مالي انتخاباتها وسط إجراءات احترازية مثل إغلاق الحدود وحظر التجمعات التي تزيد عن 50 شخصًا([iv])، أما غينيا فقد أجرت استفتاء على تعديلات دستورية وقانونية وانتخابات تشريعية في 22 مارس 2020، حيث ستسمح تلك التعديلات للرئيس الغيني ألفا كوندي بالترشح في دورة انتخابية ثالثة([v]).

لم تشكل جائحة كورونا تحديًا صارمًا أمام إجراء الاستفتاء والانتخابات في غينيا والانتخابات في مالي والكاميرون وذلك للأسباب التالية:

  • انخفاض عدد الإصابات بوباء كورونا في غينيا وقت إجراء الاستفتاء والانتخابات، الأمر الذي لم يشكل حاجة ملحة أمام الغاؤه أو تأجيله، حيث سجلت غينيا وقت الانتخابات 9 إصابات فقط([vi])، أما اليوم فيبلغ عدد الإصابات اليوم قرابة الألفين إصابة مع وفاة 11 شخصًا ([vii]).
  • رغبة الرئيس الغيني ألفا كوندي في المضي قدمًا في استفتاء على تعديلات تسمح له بالترشح مرة ثالثة.
  • يبدو أن تأثير جائحة كورونا على الوضع في مالي كان أخف وطأة من تحديات أخرى كانتشار الإرهاب، واختطاف زعيم المعارضة في مالي «سوميلا سيسي» أثناء مشاركته في جولة انتخابية يوم 25 مارس 2020، فضلًا عن النشاط المتزايد لجماعة جبهة تحرير ماسينا بقيادة أمادوا كوفا التي شرعت في مهاجمة اللجان الانتخابية وتهديد المواطنين ومنعهم من المشاركة في العملية الانتخابية([viii]).
  • انخفاض عدد الضحايا والإصابات في مالي وقت إجراء الانتخابات حيث سجلت 216 إصابة و13 حالة وفاة فقط، ويعد هذا الرقم هزيلًا بالمقارنة مع ضحايا العمليات الإرهابية في مالي، فعلي سبيل المثال تعرضت مالي في يناير 2020 لهجوم إرهابي على معسكر للجيش المالي في ولاية سيغو وسط البلاد أسفر عن مقتل 20 جنديًّا ماليًّا([ix]).
  • أما الكاميرون وتوجو فتم إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية لديهما في وقت مبكر من شهر فبراير 2020، حيث لم يكن فيروس كوفيد-19 قد تحول إلى جائحة عالمية.

 ثانيًا- العمليات الانتخابية المؤجلة والمرتقبة في أفريقيا

اتخذت العديد من الدول خيار إرجاء العملية الانتخابية ريثما يتم القضاء على جائحة كورونا أو السيطرة عليها بما يسمح بعودة التجمعات الانتخابية، ومن أبرز الدول الأفريقية التي ناقشت مسألة تأجيل الانتخابات إثيوبيا، فيما تدور النقاشات في كينيا حول إمكانية تأجيل الانتخابات العامة المزمع إقامتها في عام 2022 إلى عام 2027 بسبب جائحة كورونا([x])، فيما تم تأجيل بعض الانتخابات المحلية المزمع إجراؤها هذا العام.

تعللت معظم دول العالم في قراراتها بتعليق إجراء الانتخابات في عام 2020 بأهمية تحقيق التباعد الاجتماعي بشكل كافٍ لمنع انتشار الجائحة، وهنا يجب التنويه إلى أن قرارات تعليق الانتخابات شملت الإجراءات اللوجستية التي تتم في فترة ما قبل الانتخابات مثل إعداد كشوف الناخبين وتحسين مقار الانتخابات وغيرها.

وفي المقابل نجد أن دول بنين وبروندي تصران على إجراء الانتخابات الرئاسية بهما والمقرر عقدها يومي 17 و20 مايو، ولم ترد أي معلومة أو مؤشرات حول إمكانية تأجيل الانتخابات في كلا البلدين، وينضم إليهما دول كمصر والجزائر وبوركينافاسو وأفريقيا الوسطى والجابون وناميبيا وسيشل والسنغال ومالاوي.

ويأتي على خط إثيوبيا في تأجيل الانتخابات دول أفريقية أخرى تدرس خيارات تأجيل الانتخابات، وبالفعل اتخذت خطوات أولية في شأن تحقيق ذلك، حيث أقدمت غانا على تأجيل الانتخابات التمهيدية في الحزب الحاكم والتي كان مقررًا لها يوم 25 إبريل 2020، وبالتالي باتت فرصة تأجيل الانتخابات البرلمانية في ديسمبر 2020 رهن التأجيل هي الأخرى، كما تدرس تنزانيا حاليًا مسألة تأجيل الانتخابات العامة لديها والمقرر عقدها في أكتوبر 2020، أما كوت ديفوار فقد أجلت البرامج التدريبة المخصصة لمفوضي ومراقبي الانتخابات.

مما سبق، يمكن استنتاج أن الدول الأفريقية اتبعت ثلاثة خيارات في تعاملها مع وباء كورونا أثناء الانتخابات وهي:

  • التجاهل لتأثيرات الفيروس، وهو ما حدث في انتخابات توجو والكاميرون ومالي وغينيا إلا أنها أجريت في وقت مبكر لم تكن الجائحة قد انتشرت بشكل كبير، فيما تشكل الانتخابات المرتقبة في مالاوي 2 يوليو القادم مسألة اختبار حقيقي للدول الأفريقية حول إمكانية تنظيم انتخابات وسط تفشي وباء كورونا، فالانتخابات السابقة تمت في وقت لم يكن المرض بهذا الانتشار.
  • التأجيل لحين السيطرة على الفيروس، مثلما فعلت إثيوبيا وكينيا وغيرها من الدول.
  • الانتظار لحين تكشُّف الأمور، وهو الإجراء المتخذ في باقي الدول الأفريقية كمصر والجزائر وغيرهم من الدول، حيث إن معظم تلك الانتخابات من المحتمل إجراؤها خلال الربع الأخير من عام 2020 وتحديدًا في شهور أكتوبر ونوفمبر وديسمبر حيث تتوقع تلك الدول أن تتحسن الأمور قبل حلول الربع الأخير من العام.

ثالثًا- المخاطر والتحديات

تواجه الانتخابات في أفريقيا في حال إجرائها هذا العام العديد من المخاطر والتحديات التي قد تؤثر على مسألة نجاح تلك الانتخابات، ومن أبرز تلك المخاطر والتحديات:

1 – الذعر وانخفاض المشاركة السياسية: تسبب اندلاع وباء كورونا في حالة من الذعر لدى معظم سكان الكرة الأرضية، وبات هناك رِهَابٌ لدى الجميع من ارتياد المناطق المزدحمة والاختلاط بالآخرين، لذا قد يسود ذعر لدى المواطنين من المشاركة في الانتخابات، خاصة كبائن الاقتراع والأحبار وأوراق الانتخابات التي قد يظن البعض أنها وسيلة لنقل العدوى مما قد يضطر المواطنين إلى العزوف الكلي عن المشاركة في الانتخابات بصورة مشابهة لما حدث في الجولة الأولى من الانتخابات المحلية الفرنسية.

2- انعدام مشاركة فئات بعينها في الانتخابات: عطفًا على النقطة السابقة سيؤديانتشار وباء كورونا إلى عدم مشاركة بعينها في الانتخابات في كبار السن وذوي الأمراض المزمنة والخطيرة، وهنا يثار تساؤل كيف سيتم التعامل مع هؤلاء، هل سيتم اتخاذ إجراءات واحتياطات خاصة من أجل سلامتهم الصحية أم ماذا؟

3 – دخول المطهرات على خط الأزمات السياسية والإثنية: من المحتمل أن تبرز للعلن خلال أي انتخابات مقبلة، شكوك المعارضة والجماعات الإثنية الغير ممثلة في الحكم في أن السلطة الحاكمة قد تلجأ إلى عدم تزويد المقار الانتخابية التي ينتشر بها مناصرو المعارضة بالمطهرات الصحية في محاولة للتأثير على نسب التصويت الخاصة بالمعارضة السياسية.

4 – التوقيت الانتخابي: مسألة توقيت الانتخابات محددة قانونيًّا ودستوريًّا، فوفقًا للاشتراطات الدستورية يكون موعد الانتخابات محدد سلفًا، غالبًا ما يتزامن مع انتهاء مدة ولاية الرئيس كما في الانتخابات الرئاسية أو مع انقضاء الفصل التشريعي كما في الانتخابات التشريعية، لذا تواجه الدول الأفريقية تحديًا قانونيًّا ودستوريًّا يتمثل في عدم إمكانية تأجيل الانتخابات لفترة أبعد من المدة المقررة دستوريًّا وقانونيًّا في كل بلد، مما قد يفع باقتراحات على شاكلة تعطيل الدساتير الوطنية وحل البرلمان كحل للمعضلة الدستورية، ولعل حالة الجدل القانوني والدستوري القائمة في إثيوبيا الآن توضح هذا الأمر حيث تم تأجيل الانتخابات المزمع إقامتها في 29 أغسطس 2020 إلى موعد لم يتم تحديده

5 – تخوفات المعارضة: نظرًا لغياب الدواعي القانونية والدستورية لتأجيل الانتخابات فور انتهاء مدة الولاية الدستورية للبرلمان أو الرئيس، يسود تخوف لدى أحزاب المعارضة من أن يكون تأجيل الانتخابات مدخلًا لمزيد من تغول السلطة التنفيذية وزيادة القمع السياسي، وهو ما عبرت عنه العديد من القوى السياسية الإثيوبية مؤخرًا، مثل جبهة تحرير الأورومو، وجبهة تحرير الأوجاديت الوطنية التي دعت لعقد مؤتمر وطني لتبني مشروع سياسي يرسم ملامح الفترة المقبلة وسبل تأجيل الانتخابات([xi]).

6 – ارتفاع النفقات الانتخابية: ستتسم الانتخابات في ظل كورونا بارتفاع نفقاتها نظرًا لاعتماد المطهرات الصحية ضمن الشروط الأساسية في المقار الانتخابية الأمر الذي سيفرض بعض التكاليف الإضافية، كما سيتحتم على اللجان المنظمة للانتخابات التوسع في عدد المقار الانتخابية لتجنب عمليات تكدس الناخبين أمام لجان الاقتراع، كما ستفرض جائحة كورونا تغييرات جوهرية في مسألة تمويل الحملات الانتخابية التي من المفترض أن تراعي تلك الحملات مسألة الاشتراطات الصحية وتحقيق التباعد الاجتماعي مما يعني انعدام إمكانية عقد مؤتمرات جماهيرية للمرشحين، كما ستدخل المطهرات الصحية ضمن الرشاوى الانتخابية التي سيحرص المرشحون على تقديمها للناخبين أملًا في الحصول على أصواتهم الانتخابية.

7 – مآزق الدعاية الانتخابية: ستواجه الحملات الانتخابية في أفريقيا مأزقا آخر، ألا وهو انعدام التواصل الجماهيري، الأمر الذي قد يدفع البعض إلى استخدام الدعاية السيبرانية كحل لذلك، إلا أنه قد يواجه مشلكة عدم توافر وسائل اتصال تكنولوجية حديثة في بعض المناطق خاصة المناطق النائية والتي تتطلب في الغالب الحضور الشخصي في الحملات الانتخابية.

رابعًا- الحلول البديلة

لا تتوفر حلول كثيرة يمكن من خلالها التغلب على عقبة كورونا أثناء إجراء الانتخابات إلا أنه يمكن اللجوء إلى عدد من الحلول أو الاشتراطات التي من شأنها تقليل الآثار السلبية المحتملة لوباء كورونا على الانتخابات، ومن أبرز تلك الحلول اعتماد أسلوب التصويت البريدي كما جرى في جولة الإعادة في الانتخابات المحلية السويسرية في إبريل 2020، ويمكن تحقيق ذلك عبر تزويد الشوارع في الدول الأفريقية بصناديق البريد قبيل موعد الاقتراع تمكن المواطنين من الإدلاء بأصواتهم وإرسالها عبر البريد، إلا أن المشكلة التي قد تواجه الجميع هي مسألة شكل بطاقة الاقتراع وكيفية توزيعها وكيفية إثبات صحة الصوت.

وفي نقطة أخرى يمكن إجراء الانتخابات عبر التصويت الإلكتروني إلا أن تلك الآلية تواجه مشكلة انعدام أدوات الاتصال في العديد من الدول الأفريقية، فضلًا عن انعدام الأمان الإلكتروني في العديد من تلك الدول التي قد تفشل في حماية برامج التصويت لديها.

يتبقى لنا خيار أخير ألا وهو إجراء الانتخابات وفق شكلها الطبيعي، ولكن مع الأخذ ببعض الاشتراطات أبرزها تعزيز إجراءات السلامة الصحية في المقار الانتخابية، والتوسع في عدد المقار الانتخابية لعدم التكدس، فضلًا عن اختيار المناطق المفتوحة كساحات المصانع والملاعب والاستادات كلجان اقتراع وتصويت، وأخيرًا يجب تقسيم الانتخابات في الدولة الواحدة على أكثر من مرحلتين حتى تضمن الدولة توجيه كافة مواردها وطاقتها لتأمين تلك الانتخابات.


[i]. الفرنسيون يصوتون في الانتخابات البلدية وسط توقعات بنسبة إقبال ضعيفة، فرانس 24، 15/ 3/ 2020، متاح على الرابط التالي:

https://www.france24.com/ar/20200315-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%84%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D9%86%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%B9%D9%86%D8%AF-%D9%85%D9%86%D8%AA%D8%B5%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%87%D8%A7%D8%B1-%D8%A8%D9%84%D8%BA%D8%AA-18-38-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84-23-1-%D9%81%D9%8A-2014

[ii]. الانتخابات البلدية الفرنسية: نسبة امتناع قياسية عن التصويت حسب استطلاعات للرأي، فرانس 24، 15/ 3/ 2020، متاح علي الرابط التالي:

https://www.france24.com/ar/20200315-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D9%8A%D9%88%D9%86-%D9%8A%D8%B9%D8%B2%D9%81%D9%88%D9%86-%D8%A8%D9%86%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D9%82%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B5%D9%88%D9%8A%D8%AA-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%84%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%AD%D8%B3%D8%A8-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B7%D9%84%D8%A7%D8%B9%D8%A7%D8%AA-%D9%84%D9%84%D8%B1%D8%A3%D9%8A

[iii]. فرنسا تؤجل الجولة الثانية من الانتخابات المحلية بسبب فيروس كورونا، اليوم السابع، 16/ 3/ 2020، متاح على الرابط التالي:

https://www.youm7.com/story/2020/3/16/%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D8%A7-%D8%AA%D8%A4%D8%AC%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A8%D8%B3%D8%A8%D8%A8-%D9%81%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%B3-%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%A7/4674312

[iv] . انتخابات مالي تمضي قدمًا رغم فيروس كورونا واختطاف زعيم المعارضة، الشروق، 19 إبريل 2020، متاح على الرابط التالي:

https://www.shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=19042020&id=7490ef83-0afd-4a60-b35b-af9678a4169f

[v] . بعد انتخابات واستفتاء.. غينيا تواصل تحدي كورونا، العين الإخبارية، 28/ 3/ 2020، متاح على الرابط التالي:

https://al-ain.com/article/guinea-change-constitution-corona

[vi] . المرجع السابق

[vii] . European Centre for Disease Prevention and Control, today’s data on the geographic distribution of COVID-19 cases worldwide, 7 MAY 2020, At:

https://www.ecdc.europa.eu/en/publications-data/download-todays-data-geographic-distribution-covid-19-cases-worldwide

[viii] . مالي: إجراء الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية رغم جائحة كورونا، APA news، 19 إبريل 2020، متاح على الرابط التالي:

http://apanews.net/ar/news/mly-gr-lgol-lthny-mn-lntkhbt-ltryaay-rghm-gh-koron

[ix] . مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، نشاط متواصل: لماذا تصاعدت الهجمات الإرهابية في مالي مجددًا؟ 29 يناير 2020، متاح على الرابط التالي:

https://futureuae.com/ar-AE/Mainpage/Item/5227/%D9%86%D8%B4%D8%A7%D8%B7-%D9%85%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%B5%D9%84-%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%B9%D8%AF%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%8A-%D9%85%D8%AC%D8%AF%D8%AF%D8%A7%D9%8B

[x] .Kenya’s 2022 general election postponed due to coronavirus? No, 2020 by-elections ‘adversely affected’, Africa check,17 April 2020, At:

[xi] Ethiopia Insight, Opposition parties statement on election postponement, 4 May 2020, AT: https://www.ethiopia-insight.com/2020/05/04/coalition-of-democratic-federalism-statement-on-election-postponement/?fbclid=IwAR0ZliEAw_Oqx2VJivZf-uc811e-d77pYOggGbR3_Ujl1tXVv7JpwfZaKcc