حسام عيد – محلل اقتصادي

فريدات من نوعهن، رائدات في القارة السمراء، هن مجموعة أفريقية صنعن التاريخ، حسبما وصفتهن مجلة “فوربس أفريكا”، بقائمتها المشرفة من 50 سيدة منحتها لقب “الأقوى” على مستوى القارة.

تحدين الصعاب، ورسمن مستقبل القارة السمراء، بمختلف الأصعدة والمجالات، محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا، في ريادة المال والأعمال، السياسة، الإعلام، العلوم، الطب، الصحة، التكنولوجيا، الثقافة، الموضة، الرياضة، العمل الاجتماعي، الحياة العامة.

ليقفز معهن، اسم “حواء”، ويُثبتن أنهن جديرات بالصدارة بمستويات عدة؛ فاحتكار المناصب لجنس دون الآخر هو أمر صار كالسراب.

نساء وضعن أفريقيا على دروب لم تكن تستطيع اكتشافها أو خوض غمارها، وخلقن طرقًا عدة لتحقيق طموحاتهن، ليعيدوا كتابة وتشكيل تاريخ قارتهن البكر، ويغلقن الفروق والتفاوتات، مساهمات في فتح سبل جديدة لخلق ثروات لنفع أوطانهم. وفي التقرير التالي نستعرض 14 اسمًا بارزًا من بين هذه القائمة لأكثر النساء قوة وتأثيرًا في أفريقيا.

غراسا ماشيل

قرينة الرئيسين، فهي السيدة الأفريقية الوحيدة التي أصبحت السيدة الأولى في دولتين مختلفتين؛ حيث كانت زوجة الرئيس الموزمبيقي “سامورا ماشيل”، ثم زوجة رئيس جنوب أفريقيا السابق نيلسون مانديلا، ووصف مسارها حتى يومنا هذا بـ”الاستثنائي”.

نضالها متجذر ويمتد لعقود طويلة في الحياة المهنية والعامة؛ وقد بدأ من وطنها موزمبيق حينما شاركت في الكفاح من أجل الحكم الذاتي، بالإضافة لمناصرتها حقوق المرأة الأفريقية بالمحافل الدولية، وكذلك الدفاع المستميت عن حقوق الأطفال.

فيما أسست غراسا ماشيل، صندوق Graça Machel Trust في عام 2010 حيث عملت من خلاله على الدعوة إلى تمكين المرأة، اقتصاديًّا، وماليًّا، وتعليميًّا، وتعزيز أمنهن الغذائي، بالإضافة إلى تفعيل مشاركتهم الجيدة سياسيًا.

وتبقى غراسا ماشيل صانعة الأمل في بناء عالم أكثر عدلًا وإنصافًا لنا جميعًا.

كلير أكامانزي

محامية رواندية، وسيدة أعمال، تشغل منصب الرئيسة التنفيذية لمجلس التنمية الرواندي (RDB)، هذا المنصب جعلها عضوًا في مجلس وزراء رواندا.

وقبل هذا الدور، شغلت منصب رئيس الاستراتيجية والسياسات لرئيس رواندا بول كاجامي.

وقد شغلت أكامانزي أيضًا منصب الدبلوماسي التجاري في لندن ومفاوض تجاري في جنيف في منظمة التجارة العالمية.

فلورنينشو الآكاجي

نيجيرية من ولاية لاجوس، وتعد واحدة من أغنى نساء أفريقيا، وذلك بفضل ممتلكاتها التجارية الضخمة في النفط والأزياء التي لا مثيل لها.

تشغل منصب نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة روز شارون “The Rose of Sharon Group”، كما أنها تُعد أيضا المدير التنفيذي لشركة فامفا أويل.

لذلك تعتبر من أكثر النساء الأفريقيات قوة وتأثيرًا، بفضل ما هي عليه الآن من ثراء من خلال عمل متنوع ومتميز يتبعه جهد كبير. وتقدر ثروتها بـ1.1 مليار دولار.

جنيفر ريريا

رائدة الأعمال والمصرفية الكينية والممول الأبرز للمرأة، فهي تشغل منصب المديرة التنفيذية لمجموعة نساء كينيا القابضة، وهي مجموعة للتمويل الأصغر والخدمات المصرفية والتأمين تخدم ما يقرب من مليون امرأة معظمها من النساء الكينيات الريفيات.

وتعمل من خلال مؤسستها على تقديم قروض للنساء لشراء هواتف محمولة حتى يمكنهن إجراء معاملاتهن المالية في سرية.

آية الشابي

ناشطة أفريقية، ودبلوماسية تونسية ونسوية، حائزة على جوائز عدة، فهي مؤسسة لعديد من المنصات مثل حركة الشباب الأفريقي، إحدى أكبر الحركات التي يقودها الشباب بالقارة، وبرنامج لقيادة الشباب ولتدريب الجيل القام ليكونوا وكلاء تغيير إيجابي.

وهي أول مبعوثة خاصة للاتحاد الأفريقي على الإطلاق في نوفمبر عام 2018 للشباب، وأصغر دبلوماسية بمجلس رئاسة رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي.

لقد برزت كصوت من أجل الديمقراطية وحازت شهرة عالمية كمدونة سياسية، فهي من أهم المناضلات في العالم من أجل نشر السلام ونبذ العنف، حيث جابت أكثر من 40 دولة أفريقية منذ 2010 بهدف تدريب الشباب والعديد من المدافعين عن حقوق الإنسان في مجال المناصرة وتنظيم حملات التوعية.

جودي دلاميني

طبيبة جنوب أفريقية تشغل منصب رئيس مجلس إدارة شركة أسبن فارماكيرAspen Pharmacare ، وهي شركة أدوية تعمل في أفريقيا وأمريكا الجنوبية وآسيا وأستراليا وأوروبا.

كما أنها تعد سيدة أعمال رائدة، فهي مؤسس ورئيس مجموعةMbekani Group ، وهي شركة استثمارية في جنوب أفريقيا للرعاية الصحية.

منال رستم

شابة مصرية، تعرف بكونها إحدى رائدات الحركات الإنسانية التي من شأنها جعل العالم أفضل.

أنشأت مجتمعا مغلقا للسيدات فقط على فيسبوك باسم Surviving Hijab، والذي يضم الآن 750 ألف عضوة.

وكان هدف منال من إنشاء هذه المجموعة هو القضاء على الصورة النمطية للفتاة والسيدة التي ترتدي الحجاب، وأن تشجع المحجبات على ارتداء ملابسهن بكل فخر.

أنجيليك كيدجو

مطربة وشاعرة من دولة بنين، وتعد من أشهر مطربي موسيقى الجاز القارة السمراء، عرفت كيف تمزج النغمات الأفريقية التقليدية من طفولتها في بنين مع نغمات موسيقى الآر آن بي والفانك والجاز الأمريكية والتأثيرات الموسيقية من أوروبا وأمريكا اللاتينية، لتصبح إحدى النجمات البارزات عالميًّا.

في رصيدها، العديد من الجوائز العالمية؛ كجائزة كريستال البارزة خلال فعاليات المنتدى الاقتصادي في سويسرا، وجائزة “سفيرة الضمير” الصادرة عن منظمة العفو الدولية عام 2016، كما فازت 3 مرات بجائزة الغرامي.

ليديا نسيكيرا

سيدة بوروندية، كان صعودها إلى الساحة الرياضية لافتًا، حيث إنها كانت تدير مرآبًا لتصليح السيارات، ثم خرجت منه لتدخل عالم كرة القدم.

برزت نسيكيرا كلاعبة كرة سلة ولاعبة في الوثب العالي، وذلك قبل أن تطلق فريقها الخاص لكرة القدم، ثم انتقلت إلى العمل في مجال كرة القدم للسيدات، إلى أن تم انتخابها عام 2004 رئيسة لاتحاد بوروندي لكرة القدم وحتى 2013.

لتصبح بعد ذلك أول سيدة تنضم إلى اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”.

الكثيرون يلقبونها بـ”المرأة الحديدية” أو “تاتشر كرة القدم البوروندية”، على غرار رئيسة الوزراء البريطانية السابقة في عالم السياسة، وذلك بالنظر إلى الحافل بالمثابرة والعمل الجاد في مجال كرة القدم، الذي يغلب عليه الطابع الذكوري.

فاطمة سامورا

أول سيدة تشغل منصب الأمين العام للاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” منذ 2016، بعد أكثر من 20 عاما من تكريس حياتها للعمل الإنساني بمنظمة الأمم المتحدة.

وتوصف بالسيدة السنغالية الرياضية الرائدة بمجال كرة القدم، فهي كانت واحدة من أبرز الشخصيات التي عملت إنجاح تنظيم مونديال روسيا 2018.

واريس ديري

شابة صومالية يمكن وصف مسيرتها الإنسانية والمهنية بـ”الحدوتة الأفريقية الملهمة”، فطفولتها كانت أليمة بين الصحاري، لكن بعد أن غادرت الصومال وصلت إلى لندن لتصبح عارضة أزياء شهيرة، ثم إحدى فتيات سلسلة أفلام جيمس بوند الأمريكية، ثم سفيرة خاصة للأمم المتحدة قبل أن ينتهي بها المطاف كواحدة من أشهر مؤلفات لندن التي تسجل أعمالها أفضل المبيعات.

وهدفها أصبح أكبر بكثير من ذلك، فأصبحت مدافعة شرسة عن حقوق الفتيات، لتطلق جمعية “زهرة الصحراء” والتي تهدف إلى التوعية بمخاطر الختان، وهو الاسم ذاته الذي يحمله كتابها والفيلم الذي يروي حياتها والذي حصل على جائزتي مهرجان بافاريا ومهرجان سان سيباستيان.

وتعد ديري من القليلات اللائي حوّلن الكفاح ضد ما يعرف بالخفاض أو ختان الإناث إلى قضيتهن الشخصية، وهي من أجل هذه القضية المحورية في حياتها تركت خلف ظهرها نجوميتها التي صنعتها في عالم الإعلانات والأزياء والفن.

بيتليهم تيلاهون أليمو

سيدة أعمال إثيوبية، مؤسسة ومديرة تنفيذية لشركة سول ريبلز، “شركة الأحذية الأسرع نموًا في أفريقيا”.

تلقت أليمو تكريمًا لفطنة أعمالها، بالإضافة إلى جهودها لتحويل الخطاب بشأن أفريقيا بعيدًا عن الفقر إلى روح ريادة الأعمال في القارة، ورأس المال الاجتماعي، والإمكانات الاقتصادية.

وتبيع مؤسستها “سول ريبلز” أحذيتها الصديقة للبيئة لأكثر من 50 دولة حو العالم.

فيرا سونجوي

خبيرة اقتصادية ومصرفية من الكاميرون، وقد عملت في البنك الدولي منذ عام 1998، وفي عام 2015 أصبحت المدير الإقليمي لمنطقة غرب ووسط أفريقيا لدى مؤسسة التمويل الدولية.

وتعد أول امرأة ترأس اللجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة على مستوى وكيل الأمين العام.

تيريزا كاشينداموتو

صاحبة منصب الحاكم الأعلى في منطقة ديدزا بالمنطقة الوسطى من مالاوي.

تملك سلطة رسمية على مدى أكثر من 900 ألف شخص، ويعرف عنها مكافحة زواج الأطفال والقصّر، ولها إجراءات فعّالة مشرّفة في هذه القضية، فهي تلقب بالمناضلة العظيمة لإنهاء التزويج القسري للأطفال، حيث تمكنت من منع زواج أكثر من 800 فتاة قاصر، لتعيدهن إلى مقاعد الدراسة، كما أنها أعادت أكثر من 3 آلاف طفل إلى المدرسة.