كتب. محمد الدابولي

باحث متخصص في الدراسات الأفريقية

ارتبط نشوء الظاهرة الإرهابية في أفريقيا جنوب الصحراء بحالة هشاشة تلك الدول وفشلها في بسط سيطرتها على كافة الأقاليم الداخلية بها ومعالجة المشكلات الاجتماعية التي تعاني منها العديد من الجماعات الإثنية والدينية في تلك البلاد.

مثلت أحداث الحرب الأهلية في ليبيا منذ عام 2011 وإلي اليوم دفعة قوية للتنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء، إذ تلامست خطابات الجماعات الإرهابية مع بعض قضايا الجماعات المهمشة في الدول الأفريقية وتجلى ذلك في حالة مالي عام 2012 إذ تحالفت الجماعات الإرهابية الموالية للقاعدة مع الجماعات العرقية المنتمية لجماعة الأزودا.

بيد أن اجراءات مكافحة الإرهاب التي اتخذت في يناير 2013 والتي تمثلت في التدخل الفرنسي من خلال عمليتي السرفال وبرخان وأيضا جهود الدول الإقليمية وتشكيل قوة الساحل G5  في عام 2017 ساهمت بشكل كبير  في الحد من قدرة التنظيمات الإرهابية والمتطرفة ودفعتها إلي الإنزواء في الأودية الصحراوية والابتعاد عن المدن الكبري، فخلال عملية السرفال تم شل قدرات التنظيمات الإرهابية ومنعها من الزحف نحو بماكو  كما تم إنهاء سيطرتها على المناطق الشمالية.

دفعت  الضغوط العسكرية المتواصلة في دول الساحل خاصة مالي والنيجر التنظيمات الإرهاربية إلي محاولة إيجاد ملاذات أمنة لها في دول أخرى مجاورة لدولتي مالي والنيجر تتميز بالهشاشة الأمنية وانتشار المظلوميات المجتمعية، الأمر الذي قد يوفر المناخ والسياق المناسب لانتشار الإرهاب.

وجدت الجماعات الإرهابية ضالتها في دولة بوركينافاسو التي ارتبطت بالإرهاب في مرحلة متأخرة وتحديدا في عام 2016 حينما تعرضت منشآت سياحية وعسكرية في العاصمة واغادغو لعمليات إرهابية، وسرعان ما أعلنت جماعة تدعى «نصرة الإسلام» يقودها داعية بوركيني يدعي «مالام إبراهيم ديكو» مسئوليتها عن الأحداث الإرهابية في البلاد.

أولا. التنظيمات الإرهابية في بوركينافاسو

ينشط في بوركينافاسو حاليا ثلاثة أنواع من التنظيمات الإرهابية أولها تنظيم يدعى نصرة الإسلام أسسه داعية بوركيني يدعي «مالام إبراهيم ديكو» في عام 2016، وسبق لديكو أن أسس جماعة الإرشاد التي تعد نواة للجماعات الإرهابية في بوركينافاسو.

كما ينشط في بوركينافاسو تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى بقيادة أبو الوليد الصحراوي والذي يتخذ من النيجر نقطة انطلاق له، ومؤخرا ظهر نوع جديد من الميلشيات في شمال بوركينافاسو يغلب عليها الطابع الإثني إذ أن أفرادها ينتمون لجماعة الموسى وموجهة في الأساس لمقاومة التنظيمات الإرهابية إلا أنها في الحقيقة متهمة بارتكاب جرائم ضد الجماعات العرقية الأخرى مثل جماعة الفولاني.

  • جماعة نصرة الإسلام

تأسست تلك الجماعة على يد مالام ديكو الذي نجح خلال سنوات معدودة في حشد الالاف من الانصار حول جماعته، فـ«ديكو» نجح في استغلال الأزمات السياسية وأزمة التفاوت الطبقي في شمال بوركينافاسو  في خلق مؤمنين بأفكاره المتطرفة.

كرر  «ديكو» مقولات «توماس سينكارا» حول مسألة التمايز الطبقي في شمال بوركينافاسو ، إلا أن «ديكو» تمكن من تطويع خطاب انتقاد التمايز الطبقي في اجتذاب العديد من العناصر لجماعته المتطرفة، حيث بدأ «ديكو» نشاطه الدعوى والفكري في عام 2009 في إقليم السوم حيث أنشأ إذاعتين لنشر أفكاره وهما إذاعتا (La Voix du Soum و La radio luttecontre la désertification (LRCD). كما أسس جماعة الإرشاد التي حظيت بموافقة حكومية عام 2012.

تمكن ديكو من خلال جماعة الإرشاد في توسيع قاعدته الشعبية في إقليم السوم،  الأمر الذي أدى إلي تدخل الحكومة من أجل وقف نشاط الجماعة ووقف تراخيص إنشاء مساجد خاصة بها، مما دفع ديكو خلال عام 2013 إلي الانخراط في الجماعات المتطرفة في منطقة الساحل إذ تشير  العديد من المصادر إلى لقاؤه بأمادو كوفا زعيم تنظيم جبهة تحرير ماسينا أحد أبرز الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل، مما أدي إلي القاء القوات الفرنسية العاملة في عملية السرفال إلي القبض عليه في سبتمبر 2013 فقي مدينة تساليت شمال مالي.

أطلق سراح ديكو عام 2015 ليبدأ في إعادة تأسيس جماعته في بوركينافاسو تحت مسمى جديد وهو نصرة الإسلام، وبدأ التنظيم في شن العديد من الهجمات في شمال البلاد والعاصمة وغادوغو، وتمكن التنظيم في تحويل منطقة شمال البلاد إلي ساحة حرب مفتوحة، مما أدي إلي تصنيف الولايات المتحدة للتنظيم كتنظيم إرهابي في فبراير 2018.

تشير العديد من المعلومات التي يتم التأكد من صحتها إلي مقتل مالام ديكو على الحدود المالية البوركينية إثر عملية عسكرية نفذتها القوات الفرنسية بالتعاون مع القوي الإقليمية، مما دفع إلي توليه أخيه جعفر ديكو مسئولية التنظيم خلفا لأخيه.

  • تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى:

بالإضافة إلي نصرة الإسلام ينشط تنظيم داعش وجناحه في الصحراء الكبرى بقيادة أبو الوليد الصحراوي في بوريكنافاسو حيثتشير المعلومات إلي زيادة نشاط داعش في بوركينافاسو عقب وفاة مالام ديكو، حيث انشق عدد من أنصاره وأعلنوا انضمامهم لتنظيم داعش، ففي إبريل 2019 نشر تنظيم داعش تسجيل مرئي لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي يدعو فيه إلي شن هجمات في بوركينافاسو. 

ثانيا. عوامل تمدد التنظيمات الإرهابية في بوركينافاسو

ساهمت عوامل مجتمعة في تفاقم الظاهرة الإرهابية، رغم أن وغادوغو كانت تجنبت الخطر الإرهابي في بادئ الأمر وتحديدا في الفترة الممتدة بين عامي 2012 و2015، فخلال تلك الفترة لم تشهد بوركينافاسو أية نشاط إرهابي ملحوظ، إلا أنه مع بدء عملية التغيير السياسي في وغادوغو  في عام 2014 حيث الإطاحة بنظام بليز كومباوري، ودخول البلاد مرحلة من عدم الاستقرار السياسي، وفي النقاط التالية سيتم إبراز أبرز العوامل التي ساعدت على نشوء الإرهاب والتنظيمات الإرهابية، وهي كالتالي:

  • تفاقم أزمة التغير المناخي: خلال السنوات الأخيرة برزت أزمة التغير المناخي كأحد المعضلات التي تواجه الدول الأفريقية خاصة دول الساحل، فقد أدى التغير المناخي إلي زيادة نسبة التصحر  وجفاف المراعى الطبيعية، الأمر الذي عزز من حدة الاقتتال الأهلي بين الجماعات حول مصادر الكلأ والمياه.

تتميز بوركينافاسو بكونها ذات مناخ إستوائي جاف وذو موسم أمطار قصير الأجل في العادة، وتقسم البلاد إلي ثلاث مستويات مناخية في الطبيعي أولها منطقة الساحل التي تعد أقل المناطق البوركيناوية استقبالا للأمطار حيث تستقبل 600 مم من الأمطار السنوية، في حين تستقبل المنطقة الشمالية السودانية ما بين 600 و 900 مم أما منطقة الجنوب فقد كانت تستقبل  أكثر من 900مم من الأمطار سنويا، إلا أنه في الفترة الأخيرة تغيرت كمية الأمطار المستقبلة الأمر الذي أدي إلي زيادة نسبة التصحر  والجفاف خاصة في المناطق الشمالية وفقدان البلاد لثلث أراضيها الزراعية تقريبا خلال السنوات الأخيرة، الأمر الذي أدي لزيادة حدة الصراعات بين الجماعات الإثنية وتفاقم أزمة التهميش السياسي والاجتماعي في اقليم السوم شمال بوركينافاسو.

  • التشرذم الإثني: بوركينافاسو كغيرها من الدول الأفريقية تتسم بالتشرذم والتشتت الإثني، إذ تضم البلاد نحو 26 مجموعة عرقية يتحدثون 65 لغة محلية إضافة إلي اللغة الفرنسية كلغة رسمية للبلاد، أما بالنسبة للوضع الديني يشكل المسلمون نسبة 65% من تعداد السكان، فيما يشكل المسيحيون حوالي 35% من إجمالي السكان.

على مدار تاريخ البلاد حاولت وغادوغو تحقيق الاندماج السياسي بين الجماعات الإثنية المختلفة، بدأت أولي المحاولات في عهد الرئيس الراحل توماس سينكارا الذي اتبع فلسفة تجاوز الأبعاد الإثنية والدينية في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية إلا أن تجربة سينكارا لم تدم طويلا، وجاءت تجربة الاندماج القسري التي اتبعها بليز كومباوري في قمع الاحتجاجات والتطلعات الشعبية، الأمر الذي أدي لانعدام التجانس العرقي والإثني، فجماعة «الفولاني» التي تقطن شمال البلاد كانت ومازالت تعاني من حالات التهميش السياسي والاجتماعي في البلاد وسيطرة «جماعة الموسى» على مقدرات الأمور في بوركينافاسو.

  • انسداد الأفق السياسي: خلال الفترة ما بين عامي 1983 و 1987 شهدت بوركينافاسو تجربة سياسية واقتصادية واجتماعية رائدة في ظل حكم توماس سينكارا الذي عمل علي رفع الأمية من بلاده وتقليل حدة الفجوات الإجتماعية، إلا أن الانقلاب العسكري في عام 1987 بقيادة بليزكومباوري قضى على تطلعات الشعب البوركيني في التقدم والازدهار، كما أدي إلي انسداد الأفق السياسي وانعدام الاستقرار الاجتماعي وهشاشة الوضع الاقتصادي فضلا عن التهميش الاجتماعي وانتهاك حقوق الانسان وهو ما وفر مناخا ملائم لتفاقم خطاب الكراهية.
  • الموقع الجغرافي: لعب الموقع الجغرافي دورا مزدوجا في انتشار الإرهاب في بوركينافاسو، فمن ناحية سهلت الحدود المشتركة مع مالي والنيجر في اختراقها من قبل التنظيمات الإرهابية، ومن ناحية أخري مثلت الطبيعة الجيوسياسية لبوركينافاسو في إيلاء الجماعات الإرهابية أهمية خاصة بها فهي تجمع بين إقليمي الساحل وغرب أفريقيا، فبتثبيت الوجود الإرهابي في بوركينافاسو يمكن للجماعات الإرهابية أن تنقل نشاطها إلى ساحل خليج غينيا الغني بالنفط.
  • ضعف الأجهزة الأمنية في بوركينافاسو: أدى التحول السياسي في بوركينافاسو الذي تم في عام 2014 ورحيل الرئيس الأسبق بليز  كومباوري إلي إضعاف القدرات التنظيمية للجيش والأجهزة الأمنية، فنتيجة الإطاحة بكومباوري تم حل فوج الأمن الرئاسي الذي كان يعد القوة الضاربة في الجيش، كما تمت إحالة العديد من قيادات الاستخبارات البوركينية المحسوبة على كومباوري إلي التقاعد دون تجهيز  القيادات المكافئة لهم، الأمر الذي خلق فراغ أمني في الدولة مما سهل علي التنظيمات الإرهابية القيام بالعمليات الإرهابية.
  • انهيار  الاتفاق الاستخباراتي بين التنظيمات الإرهابية ونظام بليز كومباوري: تشير العديد من المصادر إلي قيام نظام بليز كومباوري في عام 2012 في إبرام صفقات مع الجماعات المسلحة في منطقة الساحل، حيث استشعر  بليو كومباوري الخطر حينما نزح الآلاف من الماليين نحو الحدود البوركينية مما دفعه إلي إبرام صفقات مع تلك التنظيمات، إلا ثمة ضغوط دولية خاصة من الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا أرغمت كومباوري على تغيير سياسته تجاه تلك التنظيمات وذلك من خلال نشر ألف جندي على طول الحدود مع مالي، الأمر الذي دفعه جماعة التوحيد والجهاد في عام 2013 إلي إعلان أن وغادوغو هدفا لعناصر التنظيم. وبعد الإطاحة بكومباوري في 2014 أصبحت الساحة الأمنية في بوركينافاسو متاحة أمام الجماعات الإرهابية.
  • تورط عناصر سابقة من الجيش في دعم التنظيمات الإرهابية: في تقرير لمجموعة الأزمات الدولية أكد اشتباه السلطات البوركينية في العديد من عناصر الجيش السابقة في توفير الدعم اللوجستي والمعلوماتي والاستخباراتي للجماعات الإرهابية ، حيث تم فضل 566 فرد من الجيش والقوات الجوية في عام 2011،  الأمر الذي دفعهم إلي الانخراط في أعمال العصابات وقطع الطرق ودعم الجماعات الإرهابية، ويشار أيضا إلي قيام العديد من رموز نظام كومباوري في دعم الجماعات الإرهابية وتسهيل التحركات أمامهم. 

ثالثا. الحشد الإثني كآلية لمكافحة الإرهاب في بوركينافاسو

اتخذت بوركينافاسو العديد من الاجراءات من شأنها مكافحة الإرهاب أبرزها شن العديد من الحملات العسكرية في مناطق شمال بوركينافاسو إلا أن تلك الحملات لم تؤت ثمارها فخلال الشهور القليلة الماضية ارتفعت العمليات العسكرية في شمال البلاد مما أدي إلي تشريد أكثر من نصف مليون مواطن على الأقل.

إزاء الفشل الحكومي في التعامل مع الظاهرة الإرهابية في البلاد لجأت الحكومة البوركينية إلي استنساخ تجربة الحشد الشعبي في العراق وإعادة تكرارها مرة أخرى في بوركينافاسو، من خلال تأسيس ميليشيات محلية إثنية هدفها في الأساس مكافحة الإرهاب.

ففي 21 يناير 2020 صوت البرلمان البوركيني على قرار بتسليح الميليشيات المحلية بالأسلحة الخفيفة كالبنادق الآلية في مواجهة التنظيمات الإرهاب، وذلك بعد عمليتين إرهابيتين استهدفتا قريتين مما أدي لمقتل 32 مدني، كما طالب القرار البرلماني ضرورة التنسيق بين الجانبين الميلشيات المحلية وقوى الشرطة.

ويعود تأسيس تلك الميلشيات المحلية إلي عهد توماس سينكارا في ثمانيات القرن العشرين حين أسس ما يسمى لجان الثورة التي كان لها دورا كبيرا في دعم نظام سينكارا وقمع معارضيه، وفي عام 2009 أعاد بليز كومباروي تأسيس تلك الميلشيات المحلية.

تنشط حاليا في شمال بوركينافاسو ميلشيات تدعى Koglweogo ينتمي منتسبيها إلي جماعة الموسى ذات الأغلبية في بوركينافاسو، إلا أن تجربة الميلشيات المحلية في بوركينافاسو  لم تسفر عن مكافحة قوية للإرهاب، بل أدت لتزايد حدة الصراع في إقليم السوم، حيث ارتفع عدد الضحايا في عام 2019 وحدها إلي 2000 قتيل في بوركينافاسو فيما شهدت الشهور الأولي من عام 2020 إلي وقوع 770 قتيل.

أي أن فكرة الميلشيات المسلحة لم تؤت ثمارها بل أدت إلي ازدياد الاقتتال، حيث تحول الصراع من قتال تنظيمات إرهابية إلى اقتتال أهلي بين الجماعات العرقية، فمثلا شنت الجماعات الإرهابية هجوما على قرية مما أدي إلي مقتل 7 أشخاص الأمر الذي استفز ميليشيات Koglweogo  لتقوم بارتكاب مجزرة يوم 9 يناير  2020 أدت لمقتل 40 شخص وإصابة المئات ونزوح الآلاف من جماعة الفولاني، كما تتهم تلك الميلشيات بارتكاب انتهاكات حقوق إنسان ضد جماعة الفولاني.

وتعاني وغادوغو حاليا من انعدام الرقابة السياسية والأمنية علي أعمال تلك الميلشيات، كما تفتقد الأجهزة الأمنية التنسيق والترابط بينها وبين تلك الميلشيات التي غالبا ما تتحرك في إطارات بعيدة عن سياسات الحكومة المركزية وتتحرك في سياقات داعمة لمصالح جماعة الموسي فقط.

المصادر:

  1. Jason Burke, Sahel faces surge in violence from terror attacks, The Guardian, 22 Jan 2020, AT: https://www.theguardian.com/world/2020/jan/22/sahel-faces-surge-in-violence-from-terror-attacks
  2. Simon Marks, ‘We Looked to Escape Death’: Violence Uproots Nearly 500,000 in Burkina Faso, The New York Times, Oct. 15, 2019, AT: 
https://www.thenewhumanitarian.org/feature/2020/03/09/burkina-faso-jihadists-vigilantes-civilian-law
  1. Romane Da Cunha Dupuy and Tanguy Quidelleur, Self-Defence Movements in Burkina FasoDiffusion and Structuration of Koglweogo Groups, noria-research., November 15, 2018, AT:  https://www.noria-research.com/self-defence-movements-in-burkina-faso-diffusion-and-structuration-of-koglweogo-groups/
  2. VOA News, Burkina Faso to ‘Lightly’ Arm Citizens After Terrorists Kill 36, January 21, 2020, AT: https://www.voanews.com/africa/burkina-faso-lightly-arm-citizens-after-terrorists-kill-36

POPULATIONS AT RISK,  Burkina Faso,  The Global Centre for the Responsibility to Protect, 15 March 2020, AT : https://www.globalr2p.org/countries/burkina-faso/