كتبت – إيمان عبدالعظيم سيد أحمد
مدرس العلوم السياسية المساعد بقسم السياسة والاقتصاد بكلية الدراسات الإفريقية العليا جامعة القاهرة

 إن الاقتراب سياسيًّا من القضايا الصحية لاسيما الإيبولا والكورونا يحمل العديد من الملامح والدلالات وثيقة الصلة بالعلاقة بين شمال وجنوب العالم، ويطرح تساؤلات مثل إلى أي مدى أصبحت قضايا الصحة العامة ذات أهمية سياسية دولية؟ لماذا تصبح قضايا صحية معينة ذات أهمية سياسية دولية في حين تفشل قضايا أخرى في الظهور رغم أهميتها؟ وما هو الأسلوب الذي يتم من خلاله تفسير ما يتعرض له شمال وجنوب العالم من أزمات؟ وما هي النماذج المهيمنة على الصحة العالمية المعاصرة التي تتجلى من خلال تحليل آليات إدارة الصحة العالمية؟ وهل استجابة المجتمع العالمي للأمراض والأوبئة هي استجابة طبية أم أن السياسة تظهر بقوة في مثل هذه المواقف؟

أولًا: موقع قضايا الصحة العامة على أجندة السياسة الدولية

 منذ القرن التاسع عشر، شهد العالم تطوير القواعد والأنظمة والمؤسسات الحاكمة للصحة على المستوى الدولي، وفي الآونة الأخيرة، بدأ العلماء وصناع السياسة يتحدثون عن حوكمة الصحة العالمية، والتي تعرف بأنها مجموعة من الأنشطة التعاونية بين الدول والمنظمات الحكومية الدولية والمنظمات غير الحكومية والتي تسعى للتأثير على طبيعة المشكلات الدولية[ii].

تحمل فكرة حوكمة الصحة العالمية نظرة متفائلة إلى حد كبير فيما يتعلق بقدرة العالم على التعرف على القضايا ومعالجتها من خلال زيادة التعاون الدولي والتنسيق وتوافق الآراء، ولكن يظل التنسيق غير الكافي وعدم تخصيص موارد كافية من التحديات في هذا الصدد وهو ما يعني إخفاقات صارخة لحوكمة الصحة العالمية، تتمثل في عدم المساواة في توفير الصحة، حيث يتم استبعاد مجموعات معينة من الوصول إلى الرعاية الصحية فضلا عن إهمال عدد من القضايا التي تحظى باهتمام أقل من قبل صانعي السياسات أو الممولين أو وسائل الإعلام أو الجمهور. ويتعلق الإهمال أيضا بالإقصاء المنهجي المنظم لبعض الفئات من الحصول على أعلى معايير الرعاية الصحية المتاحة في مجتمع معين، يوضح الإهمال أن حوكمة الصحة العالمية لا تزال غير قادرة على تحديد ومعالجة المشكلات التي تواجهها نسبة كبيرة من سكان العالم خاصة الفقراء والمحرومين.

غالبًا ما يعبر الإهمال عن شبكة مصالح الجهات القوية الفاعلة والجهات المانحة التي تشكل أجندة الصحة العالمية والتي يتم تحديدها حسب الوضع النسبي للدولة والمنطقة أو المجموعة المعنية داخل الهياكل السياسية والاقتصادية العالمية، ومن ثم يتم التغاضي عن بعض القضايا والمجموعات أو عدم معالجتها بشكل كافٍ، بمعنى آخر ينبغي النظر في سياسة تعريف المشكلة الصحية، حيث تعد قضايا صحية معينة مشاكل بينما غيرها لا تعد كذلك.

يبرز في إطار السياسة الصحية دور القوة في هذا الصدد، حيث إن توزيع الموارد المالية والفكرية يؤثر على القدرة على بلورة المشكلات الصحية، كذلك الطريقة التي يفكر بها صانعو السياسة الصحية ويتحدثون بها عن مشكلات الصحة العالمية، هناك عوامل تساهم في صعود قضية ما في نطاق أولويات قضايا الصحة العالمية؛ مثل وجود مؤسسات تعزيز أهمية قضية ما وتقوم بتوصيلها إلى القيادة السياسية، ويمكن تحديد ذلك في أربع فئات:

1- قوة الجهات الفاعلة، ووضع القضية كأولوية صحية والتي تشمل تماسكها ومستوى التعبئة في جميع أنحاء القضية ووجود قيادة قوية ومؤسسات مستدامة.

2- قوة الأفكار أي تماسكها الداخلي ورنينها.

3- السياق السياسي الذي يتضمن لحظات مواتية لتعبئة هذه الأفكار، وكذلك سياقها الهيكلي الذي يمكن فيه تعبئتها واستقبالها.

4- خصائص القضية وإمكانية تقديم قضية موثوقة لشدتها وفعالية التدابير لمعالجتها.

وهو ما يفسر كيف تتحدث وتتحكم السياسة في قضايا الصحة العالمية، وكيف تحدد السياسة جدول أعمال الصحة العالمية، وكيف تحظى بعض قضايا الصحة العالمية ببعض الاهتمام والجانب المظلم في وضع الأجندة الصحية العالمية[iii].  

ثانيًا: القواسم المشتركة بين فيروسي الإيبولا والكورونا

إن الإهمال والتجاهل هو نقطة الانطلاق لتحليل ما يحدث مؤخرًا من انتشار وتفشي كل من فيروسي إيبولا وكورونا، يمكن تعريف الإهمال بأنه عملية مستمرة لجعل مشكلة ما غير مرئية، أو رفض وإنكار الموارد اللازمة لفهمها أو معالجتها، وقد يحدث الإهمال نتيجة الإجراءات التي يتخذها مختلف الفاعلون؛ مثل صانعي السياسات والجهات المانحة ووسائل الإعلام وعامة الناس، من ثم ينطوي الإهمال على وجود علاقات غير متكافئة، والتغلب على الإهمال يشمل بالضرورة ما هو أكثر من الاهتمام السطحي؛ كي لا يتم ترك المشاكل العميقة كما هي[iv].

اندلع فيروس إيبولا عام 2014 في غرب إفريقيا، تحديدًا في غينيا في ديسمبر 2013 وأحيط بإهمال وتجاهل شديد، وتم النظر إليه باعتباره مشكلة إفريقية عرقية، ومن ثم لم يتجلّ على المشهد السياسي والإعلامي تمامًا كما هو الحال بالنسبة لفيروس كورونا، وكان الإهمال هو السمت المميز لفيروس إيبولا منذ بدايته. ففي عام 1939 ظهر شكل حاد من الحمى في الجزء الشمالي من جمهورية الكونجو الديمقراطية، وأطلق المستعمر البلجيكي على هذه المنطقة اسم إيبولا، ولكنهم قاموا بالتعتيم على وجود مثل هذه الحمى، وفي عام 1976 تفشى المرض مرة أخرى في نفس المنطقة وخلف العديد من الخسائر، ورغم ذلك خيم الإهمال على الموقف، وفي عام 2014 أصبحت الإيبولا كلمة معترف بها عالميًّا بعد اندلاع آخر لهذا الوباء، وأيضًا لم يحظ المرض في هذه المرة بالاهتمام رغم ما خلفه من الضحايا، وهو ما يوضح الطرق التي يتم من خلالها تفسير ومعالجة ما يتعرض له جنوب العالم، فهذا التجاهل يعد شكلًا من أشكال العنف الذي تم ممارسته في الحقبة الاستعمارية وما زال مستمرًّا[v].

يبدو أن المحو والنسيان والإهمال هو نقطة انطلاق لتحليل ما حدث مؤخرًا من تفشي فيروس إيبولا، استحوذت الإيبولا علي وسائل الإعلام واهتمام الجمهور، مما أدى إلى تعبئة الموارد البشرية والمادية والمالية الضخمة من قبل مجموعة واسعة من الجهات الدولية الفاعلة، ولكن لم يتجاوز الغضب أكثر من التعبير عنه عبر عناوين الصحف ووسائل الإعلام، ثم خيم على الموقف حالة من النسيان والإهمال، وهو ما يعني أن اهتمام وسائل الإعلام والقلق السياسي بشأن قضية معينة لا يعني بالضرورة أن القضية تتم معالجتها بشكل كافٍ، في الواقع يمكن أن تكون وسائل الإعلام والسياسة نظارات ضارة لمعالجة الطبيعة المعقدة للقضايا الصحية، في حالة الإيبولا يعكس المشهد تفاقم الإهمال الذي أحاط بهذا المرض تاريخيًّا، وكذلك إهمال احتياجات ومواطن الضعف لدى السكان الأكثر تضررًا من ذلك، وتم تقديم فيروس الإيبولا وتأطيره على أنه ظاهرة إفريقية وعرقية، بالإضافة إلى أن مشهد تناوله في الإعلام والسياسة يعكس استجابة قصيرة الأجل لإدارة الأزمات[vi].

ولم يختلف الأمر كثيرًا بالنسبة لفيروس الكورونا، في حين أن مشكلة فيروس كورونا نشأت في أواخر ديسمبر 2019 في مقاطعتي ووهان وهوبي بالصين، تحديدًا في مركز هوانان لبيع المأكولات البحرية بالجملة، وكان مصدر الفيروس هو حساء الخفافيش، قام فريق من معهد ووهان للفيروسات بقيادة عالم الفيروسات تششنج لي شي بعزل الفيروس من امرأة تبلغ من العمر 49 عاما ظهرت عليها الأعراض في 23 ديسمبر 2019 قبل أن تصاب بأمراض خطيرة، وأشار الطبيب لي ون ليانج -في 31 ديسمبر- إلى وجود فيروس غير معروف في مقاطعة ووهان وهوبي مثل السارس وmers، وتم العثور على أعراض الحمى والتهاب الحلق والعطس لدى امرأة في المستشفى، وقد شارك الطبيب لي هذا الكلام على صفحات شبكة الإنترنت، وما كان من الشرطة الصينية إلا أن أعلنت أن هذه الأمور مجرد شائعات ضد البلاد، وقامت بحذف ما نشره هذا الطبيب من شبكة الإنترنت والحفاظ على سرية هذه البيانات، وفي 20 يناير 2020 تم الإعلان من قبل وسائل الإعلام الحكومية الصينية عن وجود فيروس كورونا الذي قتل الكثير من الناس في مقاطعتي ووهان وهوبي، وبسبب التأخير في التغطية انتشر الفيروس في العالم وأضر غالبية الناس في مناطقهم، وأعلنت الصين ومنظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ، وتم إغلاق معظم المطارات وألغيت التأشيرات من قبل مختلف البلدان في العالم، تم تأكيد 4594 حالة إصابة بفيروس كورونا، وأكدت الصين أن إجمالي عدد الحالات المؤكدة 4537 بينما تم الاشتباه في 6978 و976 حالة حمى خطيرة[vii]، وتم تسجيل 110 ألف حالة وفاة والعديد في تزايد مستمر [viii]، وبالمثل تم تأكيد 57 حالة خارج الصين والإعلان عن 17 دولة تأثرت من الفيروس، وهي اليابان وجمهورية كوريا وفيتنام وسنغافورة وماليزيا وتايلاند ونيبال وسريلانكا والولايات المتحدة وكندا وفرنسا والمانيا وباكستان ومصر[ix].

ثالثًا: موقف منظمة الصحة العالمية من فيروسي الإيبولا والكورونا

ورغم وجود قاسم مشترك بين فيروسي الإيبولا والكورونا -كما تم توضيحه- إلا أن هذا الأمر لم يستمر كثيرًا، وهو ما يتضح من خلال موقف منظمة الصحة العالمية والمجتمع العالمي من التعامل مع كلا الفيروسين، رغم تفشي الإيبولا في ديسمبر 2013 إلا أنه لم يتم إخطار منظمة الصحة العالمية رسميا إلا في مارس 2014، وبعد الضغط الدولي لم تعلن منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ بسبب الإيبولا إلا في أغسطس من نفس العام، لدرجة أن المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية مارجرت تشان وصفته بأنه أكبر تحدٍّ في زمن السلم، وكذلك الأمم المتحدة وعدد من الوكالات الدولية الأخرى، في الشهر التالي قدمت منظمة أطباء بلا حدود استغاثة مطالبة بتدخل مدني وعسكري من أجل التصدي للوباء[x].

ورغم ذلك لم يحظ فيروس الإيبولا باعتراف كافٍ من جانب وسائل الإعلام، وحتى الجمهور وقطاعات من صانعي السياسة، حيث لم يتم النظر إلى الوباء على أنه تحدٍّ، وظل فيروس إيبولا حتى وقت قريب، مسألة ثانوية على جدول أعمال الصحة العالمي، بين عامي 1976 و2012 كان هناك 28 حالة تفشي للفيروس في العديد من البلدان الإفريقية؛ وهي ساحل العاج وجمهورية الكونجو الديمقراطية وجمهورية الكونجو والجابون وجنوب إفريقيا والسودان وأوغندا، ونتيجة لعدم الإبلاغ المنتظم كان هناك 2387 حالة من 1590 حالة وفاة في هذا الاندلاع، كانت الإيبولا مشكلة متكررة في بعض المناطق في القارة الإفريقية في العقود القليلة الماضية وبشكل أكثر دقة، تم السماح لها لتبقى مشكلة[xi].

ورغم علم منظمة الصحة العالمية بهذا التاريخ الطويل لتفشي فيروس إيبولا، فقد انتهى الأمر لديها بتفشي المرض باستخدام نفس الأدوات المستخدمة للتعامل مع الأمراض المعدية الناشئة من خلال إعلان حالة الطوارئ وفقط، وكان بإمكان منظمة الصحة العالمية أن تفعل أكثر من مجرد وصف للمشكلة، وتستطيع إدراج فيروس إيبولا باعتباره نوع معين من المشاكل[xii].

جاءت الممارسة العملية لتعامل منظمة الصحة العالمية مع فيروس الإيبولا بوضع إطار للفيروس باعتباره أزمة ناشئة وحدث محفوف بالمخاطر، وهو ما أعاق مشاركتها في البحث عن الظروف الشاملة التي أدت إلى المشكلة منذ بدايتها. وغضت الطرف عن الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي حولت الإيبولا إلى سمة مستوطنة في هذه المنطقة؟ وما هي الأنظمة الصحية الضعيفة وغير الفعالة التي جعلت من بعض دول غرب إفريقيا غير قادرة على التعامل؟ في حالة ليبريا لم تستطع السلطات الصحية تغيير مسار الوباء، وماذا عن السياق العالمي الذي ظهر فيه تفشي المرض وعدم المساواة الهيكلية. لم تحظ هذه التساؤلات بالاهتمام الكافي، ولم يهتم العالم بتطوير مصل أو لقاح للقضاء عليه.

تعكس الإيبولا تقليدًا طويلًا من التمييز في تاريخ الصحة العالمي، ساهم تأطير تفشي فيروس إيبولا في جعل هذه الظاهرة مرئية بطريقة محدودة للغاية، حيث كان الشغل الشاغل للعالم هو حماية الذات الغربية في مواجهة تهديد آخر. ومن ثم فالمناطق والسكان المتأثرون بالمرض لم يتم النظر إليهم إلا في إطار الخلفية أو الشخصيات الثانوية، وانصب الأمر على الغرب وسفره ومآسيه. ومن ثم ظهر الإهمال جليًّا في إخفاء المجموعات الأكثر تضررًا من المرض والظروف الاقتصادية والاجتماعية التي أدت إلى اندلاع هذا المرض.

في ظل حالة الرفض للتعاطي العالمي مع فيروس الإيبولا، تم وضع الإيبولا في إطار أنها مشكلة إفريقية وعرقية مستمدة من الممارسات المتخلفة والتي تتطلب مزيد من المراقبة والاحتواء، وهو ما يوضح حالة عدم المساواة، وإعادة إنتاج مجموعات معينة ضعيفة، وهكذا تجلى الإهمال في حالة اللامبالاة والتقاعس العالمي عن العمل، وتم وضع السكان في غرب إفريقيا خارج مجال الاهتمام الأخلاقي المستدام، وبناءً على ذلك، فإن وضع الإيبولا في هذا الإطار أدى إلى إنكار العمل من أجل معالجة الجذور العميقة للمشكلة[xiii].

فالإطار الذي ظهرت فيه الإيبولا في الإعلام الغربي هو سلوك مثير للاشمئزاز من قبل أنواع معينة من البشر الأفارقة والتهديد الذي يمثلونه لسلامة المجتمع السياسي، وتزامن ذلك من سرد أساسي للقارة الإفريقية كمكان للمأساة واليأس والعجز، ولم ينصرف الاهتمام بمنع المشكلة من الانتشار إلى باقي العالم. وحينما عرضت الإيبولا على الشاشات، تم عرضها كحدث مسرحي وكنوع من رياضة المتفرج مما خلق حالة من اللامبالاة وانفصالًا مطمئنًّا. وحدث تقاعس عالمي عن العمل لإنتاج أمصال لمواجهة الفيروس، ومنع الكفاءات والاستراتيجيات طويلة الأجل كي تتصدى للأمراض في المستقبل.

واختلف الأمر كثيرًا بالنسبة لفيروس كورونا، فبالنسبة لفيروس كورونا المعروف باسم covid-19, والذي قتل أكثر من 210 داخل حدودها وإصابة أكثر من 100000 على مستوى العالم، وأعلنت الصين ومنظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ، وتم إغلاق معظم المطارات وأًلغيت التأشيرات من قبل مختلف البلدان في العالم، تم تأكيد 4594 حالة إصابة بفيروس كورونا، وأكدت الصين أن إجمالي عدد الحالات المؤكدة 4537 بينما تم الاشتباه في 6978 و976 حالة حمى خطيرة، وتم تسجيل 106 حالات وفاة[xiv].

وبالمثل، تم تأكيد 57 حالة خارج الصين والإعلان عن 17 دولة تأثرت من الفيروس؛ وهي اليابان وجمهورية كوريا وفيتنام وسنغافورة وماليزيا وتايلاند ونيبال وسريلانكا والولايات المتحدة وكندا وفرنسا وألمانيا وباكستان ومصر، وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن إجمالي الوفيات على مستوى العالم حتى تاريخه بلغت حوالي 110 ألف حالة وفاة والعدد في تزايد مستمر [xv]. وقد بذلت منظمة الصحة العالمية قصارى جهدها للسيطرة على المرض، واجتمع المدير العام مع الرئيس الصيني شي جي بينج للتغلب على هذه المشكلة وإعلان حالة الطوارئ في الصين، وتم إبلاغ علماء الأمراض لإعداد اللقاحات اللازمة. وتضرر الاقتصاد العالمي وتأثر اقتصاد الصين بشدة نتيجة هذا الفيروس، وتم إيقاف برامج العام الجديد بها على الفور[xvi].

ملاحظات ختامية:

يمكن القول: إن انتشار فيروسي إيبولا وكورونا ليسا ظاهرة طبيعية ولكنهما من صنع الإنسان، ومن المؤكد أن الفيروس كيان طبيعي ولكن تم السماح بحدوث الوباء إلى أن تطور بسبب الأفعال البشرية والتراخي العالمي، ومن الممكن أن يتغير مسار المرض بفعل الاستجابة الدولية، وكانت الاستجابات الدولية ورد فعل المجتمع العالمي لاسيما منظمة الصحة العالمية إزاء فيروسي الإيبولا والكورونا سياسية، وظهر مفهوم القوة فيه بجلاء شديد، حيث تحمل السكان المهمشون في إفريقيا وطأة تفشي الأمراض في السياقات المختلفة، وكان صوتهم أكثر تهميشًا خلال الوباء، يجب أن تكون تجارب الدول الأكثر عرضة للوباء، وخاصة المجتمعات الفقيرة ممثلة في الأدب العالمي، وهذا ما يمكن أن يسهم في التخفيف من بعض الآثار السلبية للسياسة في مجال الصحة العامة.

ورغم أن بكين استجابت بشكل أسرع لتهديد فيروس كورونا وتحسنت استجابتها هذه المرة في بعض النواحي مقارنة بفيروس السارس، ولكنها لا تزال تسكت وتعاقب أولئك الذين ينحرفون عن الخط الرسمي مع احتمال الحاق الضرر بهم، ولا تزال تحتجز الناس لنشرهم شائعات، ولكن قمع المعلومات ينذر بخطر كبير، مثلما حدث من تعتيم على “السارس” في السابق، فمع انتشار فيروس كورونا في ووهان، تم الإبلاغ عن الحالة الأولى في 8 ديسمبر، وأصر المسئولون على أنه تم السيطرة عليها وعلاجها، واستجوبت الشرطة ثمانية أشخاص نشروا معلومات عن الفيروس على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن أصرت الحكومة أن ذلك مجرد شائعات. هنا، أخبرت ووهان العالم عن شدة الفاشية في الصين، وهو ما يثير تساؤلًا: هل الكورونا ستجبر الصين هذه المرة على إعادة التفكير في نموذج الحكم السياسي الخاص بها؟

وختامًا، يمكن تقديم عدد من التوصيات بخصوص الحد من انتشار الأمراض والأوبئة تدور في الغالب حول ضرورة تقديم الطعام الحلال للمجتمع الصيني في المستقبل، ويجب تطوير الحجر الصحي من قبل كل دول العالم للحماية من الجراثيم المختلفة، بالإضافة إلى إطلاق وسائل الإعلام لتوعية المجتمع، ويجب توفير شبكة الأمان من قبل منظمة الصحة العالمية في البلدان النامية في الوقت المناسب، ويجب توفير المزيد من الأموال لقسم الصحة في العالم، ويجب زيادة صندوق البحث في جميع مستشفيات العالم لإجراء البحوث الطبية ومضاعفة مختبرات الفحص ومفتشي الأغذية للحد من الأمراض المختلفة في العالم.

هوامش الدراسة


[ii]Joao Nunes,” Ebola and the production of neglect in global health”, Third World Quarterly(routledge :vol. 37, no. 3, 2016),pp. 542–556

[iii] Idem.

[iv] idem

[v] Email L. kapiriri,the politics of disease epidemics: acomparative analysis of SARS ,Zika,and Ebola outbreaks, Global Social Welfare (Canada:Hamilton,Mcmaster university,vol.7,issue 1,march 2020),pp.33-45

[vi] Joao Nunes,” Ebola and the production of neglect in global health….,op.cit.,pp.542-556

[vii] Dr.Naushad Khan, Effects Of Corrona Virus On The World Community (ACase Study of China Wuhan and Hubei Provinces), at: https://papers.ssrn.com/sol3/papers.cfm?abstract_id=3532001

[viii] https://www.arcgis.com/apps/opsdashboard/index.html?fbclid=IwAR3ZA0c4WCk3Xu-_AKSwb- doVHn2gJE6u4YvZVvwUroZ1dzJDKvq1p8OOsA#/bda7594740fd40299423467b48e9ecf6.

[ix]Dr.Naushad Khan, Effects Of Corrona Virus On The World Community …..,op.cit.

[x] Franklin Obeng-Odoom1, Matthew Marke Beckhio Bockarie, “The Political Economy of the Ebola Virus Disease”, Social Change(Sage Publications ,vol. 48,no.1,2018) pp.18–35

[xi]Joao Nunes,” Ebola and the production of neglect in global health…..,op.cit.,pp. 542-556

[xii] Joao Nunes,” Ebola and the production of neglect in global health…..,op.cit.pp. 542-556

[xiii]idem

[xiv]https://www.who.int/ar-

[xv]https://www.arcgis.com/apps/opsdashboard/index.html?fbclid=IwAR3ZA0c4WCk3Xu-_AKSwb- doVHn2gJE6u4YvZVvwUroZ1dzJDKvq1p8OOsA#/bda7594740fd40299423467b48e9ecf6

[xvi] Dr.Naushad Khan, Effects Of Corrona Virus On The World Community …..,op.cit