كتبت – أسماء حمدي

“أنا جيل المساواة” شعار اختارته الأمم المتحدة لإحياء ذكرى اليوم العالمي للمرأة الذي بدأ الاحتفال به قبل نحو 110 سنوات في نيويورك لأول مرة واعتمدته المنظمة في الثامن من مارس عام 1977 من القرن الماضي.

وبحسب الأمم المتحدة، فإن عام 2020 يعد عاما محوريًا للنهوض بالمساواة بين الجنسين في جميع أنحاء العالم، حيث يقوم المجتمع العالمي بتقييم التقدم المحرز في مجال حقوق المرأة منذ اعتماد منهاج عمل بكين عام 1995 في المؤتمر العالمي الرابع المعني بالمرأة بالصين، باعتباره خارطة الطريق الأكثر تقدما لتمكين النساء والفتيات في كل مكان.

البداية

بدأ نضال النساء لانتزاع حقوقهن، عندما خرجن عام 1856 في مظاهرات بشوارع مدينة نيويورك الأمريكية، للاحتجاج على الظروف اللا إنسانية التي كن يجبرن على العمل تحتها، ورغم محاولات الشرطة لتفريق التظاهرات إلا أنهن نجحن في تسليط الضوء على مشكلة المرأة العاملة كقضية ملحة لفتت الأنظار.

في 8 مارس عام 1908، تصدرت قضية عمالة النساء المشهد مجددًا، حيث خرجت آلاف النساء من عاملات النسيج إلى شوارع نيويورك، يطالبن بتخفيض ساعات العمل، ووقف عمالة الأطفال، حاملات “الخبز اليابس وباقات الورود”، في إشارة إلى الحب والتعاطف والمساواة، حيث يرمز الخبز إلى حق العمل والمساواة بينما ترمز الورود إلى الحب والتعاطف.

وبعد مرور عامين على هذه المسيرات، ومع انتشار الوعي بقضايا المرأة، عقِد أول يوم وطني للمرأة الأمريكية في الـ 28 من فبراير عام 1909.

وفي 19 مارس عام 1911م تم عقد أول يوم عالمي للمرأة فى النمسا، والدنمارك، وألمانيا، وفي عام 1921م تم تغيير تاريخ يوم المرأة رسميا لـ 8 من مارس.

وعلى الرغم من احتفال الدول بيوم المرأة إلى أن تخصيص يوم “8 مارس” لم يتم إلا بعد موافقة الأمم المتحدة على تبني تلك المناسبة سنة 1977.

إعادة الأمل

“أن تعطي لحياتك معنى يعني أن تكون منخرطًا في الدفاع عن قضية من القضايا، وفي حالتنا هنا قضية المرأة” الناشطة الحقوقية المغربية لطيفة البوحسيني.

وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، نظمت منظمة “آكشن ايد” – وهي منظمة دولية غير حكومية تهدف للعمل ضد الفقر والظلم في جميع أنحاء العالم – معرضًا للتصوير الفوتوغرافي يحتفي بالمرأة الرائدة في البلدان الفقيرة.

 ويسلط المعرض المقام في لندن، الضوء على قصص نساء أفريقيات رائدات في بلدانهن، من خلال صورهن وقصصهن احتفاء بهن، بحسب صحيفة “الجارديان”.

“إصرار وصمود وعزيمة”، كلمات تحكي قصة مارسيلين بودزا من بوكافو في جمهورية الكونجو الديمقراطية، وهي مؤسس جمعية Rebuild Women’s Hope “إعادة الأمل للنساء” وهي غير هادفة للربح، أسستها في عام 2013 بهدف تمكين المرأة الكونجولية اقتصاديًا.

تضم RWH  ما يقرب من 2000 عضو، وجميعهن يعملن في زراعة القهوة عالية الجودة في جزيرة إدجوي في بحيرة كيفو ويكسبون دخلا مستقلا، واليوم يتم بيع القهوة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.

 يتقارب أعضاء الجمعية في العمر وخبرة الحياتية، بينهن ” أغنيس” وهي أرملة تبلغ من العمر 40 عامًا ووالدة لسبعة أطفال، سيكيليزا 50 عامًا أرملة وأم لخمسة أطفال؛ ونتابوغوما 38 عامًا أم لسبعة أطفال.

تقول بودزا: “في جمهورية الكونجو الديمقراطية، تعتبر المرأة تقليديًا أقل قيمة من الرجل، فهي مجرد أداة للرضا الجنسي أو منتج للأطفال، وتعتبر غير قادرة على المساهمة في احتياجات أسرتها ومجتمعها من خلال عمل كريم”.

وتضيف “أعمل جاهدة لتغيير هذه المفاهيم ودعم ومساعدة المرأة وتوعيتها لتحصل على استقلالها، أتحدث مع النساء حول مخاوفهن والقضايا المحيطة بالصحة الإنجابية”.

في عام 2017 ، فازت بودزا بجائزة روبرت بيرنز الإنسانية، لتأسيسها جمعية RWH لتغيير حياة النساء في جمهورية الكونجو الديمقراطية إلى الأفضل.

في قلب الخطر

“همة قلبي أقوى من أي خطر”، تقول باميلا توليز وهي صحفية ومصورة وثائقية تعيش في غوما بجمهورية الكونجو الديمقراطية.

نظمت باميلا معرضين للتصوير الفوتوغرافي في غوما، وركز كل منهما على المرأة ودورها في المجتمع، ومؤخًرا التقطت صورا لتفشي فيروس إيبولا في البلاد لصالح وكالة “فرانس برس”، والتي ظهرت في مواقع إخبارية حول العالم.

 تقول باميلا: “أحب عملي رغم أنني في معظم الأوقات في خطر، لكن لأنني متحمس جدًا للتصوير الفوتوغرافي، فأنا دائمًا ما أقول لنفسي أنه يستحق ذلك”.

هازيل دوبي طالبة وناشطة من جنوب إفريقيا، شاركت في مشروع الدعوة للنساء الشابات في المناطق الحضرية المدعوم من  “أكشن إيد”منذ عام 2014، والذي يهدف إلى التأثير على صانعي القرار بشأن القضايا التي تهم الشابات، بما في ذلك الصحة الجنسية والإنجابية، وتحلم بأن تصبح مثل “أوبرا وينفري”.

غوليولثو نومثاندازو  27 عامًا، تعيش في جنوب أفريقيا، أصيبت بفيروس نقص المناعة البشرية منذ سبع سنوات، الآن  تقوم بحملات لزيادة الوعي حول الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية وتستخدم تجربتها لتوعية الآخرين وإلهامهم.

ثاتو إميلي مفوتي 24 عامًا، ناشطة في مجال حقوق المرأة وداعية لحقوق الشباب، ورئيسة منظمة “شباب الحواضر النشطات المواطنات” بجنوب أفريقيا، وهي مجموعة مناصرة للمرأة وحقوقها والتصدي للعنف.

ميورا راجونياري مصورة وثائقية تعيش في جوهانسبرج بجنوب إفريقيا، تم اختياره كواحدة من 10 مصورين ناشئين في مجلة I-D في عام 2018،

عملت راجونياري كمصورة مع عدد من الصحف العالمية، منها وول ستريت جورنال وبلومبرج و”فوج” الولايات المتحدة، و ومساهمة منتظمة في Everyday Africa.

فازت راجونياري بمنحة Getty Images Array وتقول: “كمصورة، فأنت تعتبر مختلفة عن المصور الرجل”.

من أجل الحرية

شهدت آسيا 37 عامًا، سنوات من العنف الأسري أثناء قيامها بتربية أطفالها الأربعة في منطقة واكيسو في العاصمة الأوغندية كمبالا، عملت في العديد من المهن، كبيع الحطب وصناعة الطوب لبناء المنازل، كما عملت في تربية الدجاج، بالإضافة إلى صالون لتصفيف الشعر.

تقول آسيا: “يجب أن تعمل المرأة، من أجل أطفالها ومن أجل نفسها، فهناك الكثير من الرجال القاسيون، لكن إذا ربحت دخلا  يمكنك التغلب على مثل هذه العلاقاتك السامة”.

حصلت آسيا على الدعم من منظمة “أكشن إيد” منذ عام 2013 ، وتلقت المشورة والدعم المالي والمساعدة القانونية للحصول على حضانة أطفالها الأربعة.

“كل ما أريده هو أن أكون أم قوية وداعمة لأطفالي، أريدهم أن يعلموا أنه لا يتعين عليك الاعتماد على شخص ما، عليك أن تعمل من أجل حريتك ونجاحك”، بحسب “آسيا”.

الآن تدرب آسيا الفتيات في صالونها على تصفيف الشعر.. وتقول: “إنني أؤهلهم للعمل بجد ولتمكين أنفسهم، ومن ثم يذهبون ويعملون لأنفسهم، إذا تمكنت جميع النساء في أوغندا من الحصول على فرصة للتمكين فيمكن أن يقل العنف المنزلي”.

إستر روث مبابازي مصورة وثائقية من أوغندا، تركز في عملها على الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والبدنية والعاطفية للحياة اليومية في المناطق الريفية ولجماعات الأقليات.

تعمل مبابازي كمراسلة ومصورة في عدد من الصحف العالمية كالتايم ونيويورك تايم والأوبزرفر وناشيونال جيوجرافيك، وزميلة مؤسسة ماغنوم للتصوير والعدالة الاجتماعية.