كتبت – أماني ربيع

يسمونها الجزيرة الحمراء لخصوبة تربتها ولونها الدامي الذي يخرج من بين أحشائه الأخضر في أبهى صوره، ويطلقون عليها أحيانًا “القارة الثامنة” لكونها جزيرة منفصلة عن أفريقيا، وهي رابع أكبر جزيرة في العالم، أشبه بباقة من أزهار الجمال المختلفة، حيث تمثل حالة فريدة من التنوع البيولوجي والحياة البرية المذهلة، بوجود آلاف الفصائل من الحيوانات والطيور النادرة، إلى جانب الطبيعة الخلابة التي تجعلها أشبه بفردوس حقيقية.

تقع مدغشقر قبالة الساحل الشرقي لأفريقيا، وتطل على المحيط الهندي، تضم مجموعة من الجزر الصغيرة، وتتميز بشواطئها الغنية بالشعب المرجانية، وهي وجهة سياحية محببة لمحبي المناظر الطبيعية البديعة، ويفضل زيارتها بين أبريل ومايو، حيث تكتسي باللون الأخضر، وتدب الحياة في الثمار والأشجار.

متى تزور مدغشقر؟

مناخ البلاد بشكل عام حار رطب، ومع وجود المرتفعات تصبح الأجواء أكثر لطفًا، وتسمح بالاستمتاع بالطبيعة وحمامات الشمس وصيد الأسماك والغوص، والعام هناك ينقسم إلى موسمين:

بارد جاف من مايو إلى أكتوبر: أكثر أوقات العام ازدحامًا في البلاد، تكون الأجواء مناسبة لالتقاط الصور، واستكشاف الطبيعة، وبإمكانك حضور مهرجان “هيراجاسي” في شهر يونيو.

حار ممطر من نوفمبر إلى أبريل: وهو موسم غني بالكرنفالات المحلية التي تحتفي بالموسيقى الشعبية، لكنه أيضًا موسم خطر لأن البلاد تكون معرضة للأعاصير الخطرة.

أين تذهب في مدغشقر؟

بإمكانك بدء جولتك من العاصمة أنتاناناريفو التي يعود تأسيسها إلى القرن الخامس عشر، وتقع في المرتفعات الوسطى للجزيرة، وتوجد هناك حديقة الحيوان الوطنية والمكتبة الكبرى.

يمكنك زيارة مُجمع قصر روفا الذي كان مركز مملكة ميرينا من القرن السابع عشر، ويضم منازل خشبية مع مقابر ملكية، ومن معالم تلك المملكة أيضا، قصر “أمبوهيمانجا”، وهناك كذلك قصر أندافيافاراتا بتصميم على طراز الباروك يتميز باللون الوردي، بينما يقابلك في وسط المدينة، بحيرة أنوسي التي تحيطها أشجار الجاكاراندا بسوار يشبه القلب.

يمكنك أيضًا التمتع بجولة تسوق في شوارع المدينة المليئة بمنازل تعود لعهد الاستعمار، وزيارة سوق أنلاكيلي القديم، ولا تنسى العبور على حديقة حيوان “تسيمبارا” بحيواناتها النادرة، وأهمها الليمور، وإذا كنت من هواة الطبيعة اذهب شمالًا حيث حديقة “تساراسوترا” حيث تعيش عشرات الفصائل من الطيور المهددة بالانقراض.

بعد الانتهاء من العاصمة يمكنك المرور بمدينة أنتسيرابي، الشهيرة بالينابيع الحرارية، وتتناثر فيها المباني التي تعود غلى عهد الاستعمار الفرنسي، وهناك سوق ” سابوتسي” بإمكانك التسوق لشراء الملابس والمنتجات المحلية، والعبور على بحيرة “أندرايكيبا”.

ولمحبي الطبيعة لابد من زيارة بحيرة “تريتريفا” بمياهها الخضراء المحاطة بالمنحدرات، ومشاهدة حقول الأرز قرب “بيتافو”، ولا تنسَ أن تنطلق برحلة بالقارب على نهر تسيريبيهينا، والتي تمر بين شلال أنوسين أمبيلا ومنحدرات وادي بيماراها.

وفي مدينة تواماسينا الساحلية، ستجد حي البلدة القديمة، حيث القصور التي تعود لعهد الاستعمار، وعلى شاطئ البحر تتناثر المعروضات اليدوية، وأدوات مختلفة مصنوعة محليًّا.

وفي مدينة “ماهاجانجا ” يمكنك مشاهدة شجرة “الباوباب” الضخمة، والاستمتاع بالسياحة الشاطئية في تجربة لا تنسى، ولا تنسَ زيارة “منحدر روج”، الوادي ذي المنحدرات الحمراء المذهلة، والذي يُعد نقطة تجول رائعة في المدينة عبر خليج “بومبيتوكا”.

تقدم لك الطبيعة وليمة لا تنسى من المناظر الخلابة، فمثلًا بمدينة بيرنت ستشاهد الحيوانات النادرة في موطنها الأصلي ما يمثل فرصة لعشاق التصوير، بينما تجد في مدينة مورامانجا غابات المهماز الكلسية، هذا بالإضافة للغابة الاستوائية غرب الجزيرة حيث النباتات النادرة.

ولا تفوت الفرصة للاسترخاء على الرمال الناعمة لشواطئ جزيرة “نوسي بي”، وتناول المأكولات البحرية على الطريقة المحلية، وإذا كنت من هواة الرياضات المائية فعليك بزيارة جزيرة سانت ماري لممارستها والتمتع بالبيئة البحرية المذهلة وسط الشعب المرجانية.

وإذا كنت تريد مغامرة في قلب الطبيعة، فعليك بزيارة منتزه “إيسالو بارك” جنوب مدغشقر، وهو منتزه مفتوح غني بأشجار النخيل الاستوائية، والتلال الجبلية، كان المكان المقدس لقبيلة “بارا”، وتشتهر بتشكيلات فريدة من الحجر الجيري تعود إلى العصر الجوراسي، بالإضافة إلى  بساتين النخيل وغابات “التابيا” المقاومة للحريق.

أما الحديقة الوطنية، “أنديسيب” فهي الحديقة الأكثر زيارة في مدغشقر، حيث تعتبر موطنا لأندر الحيوانات والطيور، وتمثل تجربة فريدة لمحبي التصوير وعلماء النبات والحيوان.

ولا تنس مشاهدة استعراض الحيتان المذهل شرق الجزيرة، حيث تقوم الحيتان بعرض مميز كجزء من طقوس التزاوج في حركات بهلوانية أشبه بعروض السيرك، وهي عروض من عوامل الجاذبية السياحية للبلاد، يأتي السواح لمشاهدتها بشكل خاص.

وفي قرية “إيفاتي”، ستلمس سحر الحياة البسيطة داخل قرية صيد على الساحل الجنوبي للجزيرة، ستقضي إجازتك في هدوء وسط الطبيعة البكر، والتمتع برياضة الغوص.

أما أبرز معالم البلاد فهو ممشى أشجار الباوباب العملاقة، التي تعتبر مزارًا شهيرًا، وإحدى عوامل الجذب السياحي الهامة في مدغشقر.