كتبت – أماني ربيع

من شعب السان في جنوب أفريقيا وصولًا إلى البربر في أقصى الشمال بالمغرب، يمتد في ربوع أفريقيا عدد لا يحصى من القبائل، في الواقع هناك من يُقَدِّر عدد القبائل الأفريقية بنحو 3 آلاف، ولكم أن تتخيلوا حجم التنوع في التقاليد القَبَلية الفريدة لكل قبيلة، هناك من استطاعَ العلماءُ والباحثون رَصْدَه وكشفَ أسراره، وكنا محظوظين بما يكفي لنتعرف عليه، وهناك من الأسرار ما لن نعرفه أبدًا، لكن في التقرير التالي سنتعرف على 7 عادات قبلية هي مجرد جزء صغير من التراث الأفريقي المذهل.

رقصة الخطبة.. قبيلة “وودابي” النيجر

الطيور تفعل ذلك، وكذلك النحل، إننا نتحدث عن رقصة المغازلة، في قبيلة “وودابي” في النيجر، تبدو طقوس التزاوج بين أفراد القبيلة وكأنها مأخوذة من إحدى صفحات كتاب الطبيعة، و”The Guérewol” هو طقس سنوي يتنافس فيه شباب القبيلة على نيل إعجاب النساء.

يرتدي الشباب ملابس أنيقة ويزينون وجوههم ويتجمعون في صفوف يرقصون ويغنون للحصول على إعجاب 3 قضاة من النساء الشابات في طور الزواج، في هذه القبيلة يكمن جمال الرجل في عينيه وأسنانه الناصعة، لذا غالبًا ما يتكحل الرجال ويبردون أسنانهم، ويعتنون بها جيدا لإظهار جاذبيتهم.

أطباق الشفاه.. قبيلة “مرسي” إثيوبيا

 هناك عادة غريبة تحرص عليها نساء تلك القبيلة حيث يضعن ألواحًا خشبية في شفاههن السفلية، وعندما تصل فتاة “مرسي” إلى سن السادسة عشرة وأحيانا الخامسة عشرة، يتم إحداث قطع في شفتها السفلية بواسطة والدتها، أو أي امرأة كبيرة في السن من القبيلة، ووضع قطعة خشبية لمدة 3 أشهر تتمدد فيها الشفاه، وتنافس النساء في حجم تكبير الشفاه، كما يقمن بتزيين الأطباق برسومات مختلفة، ويكتبن أسماءهن أيضًا عليها، وعبر ألوانها وشكلها يمكن التعرف على وضع المرأة الاجتماعي متزوجة أو عزباء أو أرملة.

القفز فوق الثور.. قبيلة “هامر/ حمر” إثيوبيا

في كل مكان يسعى الرجال لإثبات رجولتهم بطرق عديدة، لكن في قبيلة “حمر” أو “هامر” وأفرادها من الرعاة الذين يحترمون ماشيتهم يستغلون تلك الماشية أحيانًا في رياضات بدائية، وفي تقليد لإثبات الذكورة يقومون بالقفز من فوق الثور، وهي طقوس تستمر لمدة 3 أيام ويجب على جميع الشباب المشاركة فيها، يسعون فيها إلى إثبات كرامتهم وتفوقهم كرجال، ويحمون كرامة العائلة أيضا، تبدأ الطقوس بـ 15 ثورا يتم فركها بالروث لجعل ظهورها زلقة، وإذا فشل الشخص في قفزته فإنه لن يحاول مجددًا إلا بعد عام كامل، وإذا نجح فهذا يعني أنه أصبح مستعدا للزواج من فتاة يختارها والداه، كما يستطيع تربية أطفاله والعناية بماشيته.

العجين الأحمر..”هيمبا” ناميبيا

تُعرف نساء هذه القبيلة الناميبية الشهيرة بشعرهن الجميل ولونهن الأحمر، لكن ما سر هذا اللون الجميل الغني؟ إنها عجينة تسمى “otjize” محلية الصنع لحماية البشرة في ظل ندرة المياه والمناخ الحار الذي يعيشون فيه، تصنع النساء تلك العجينة من راتنجات عطرية من شجيرة أوموزومبا ودهن الماعز وأكسيد الرصاص، يدهنّ بها أجسادهن للوقاية من لدغات الحشرات وحفظ البشرة من حرارة الشمس، كما أن اللون الأحمر من علامات الجمال؛ لذا فتطبيق هذه العجينة والعناية بقوة اللون وتوزيعه على البشرة أشبه بتطبيق ماكياج تقليدي، كما نضع نحن المسكرة وأحمر الشفاه.

وهي أيضا رمز الاعتزاز ببَرَكة الأرض التاريخية، وهي رمز الدماء؛ رمز الحياة والاستمرارية.

البصق.. “الماساي” كينيا

ينظر شعب الماساي في كينيا وشمال تنزانيا إلى البصق كشكل من أشكال البَرَكة، كما أنه دلالة على الاحترام، يستخدم رجال القبيلة البصق لتحية الأصدقاء أو توديعهم، كما أنه دلالة أيضًا على النجاح في التوصل لاتفاق على صفقة أو تمني حظ سعيد لشخص ما، وليس غريبًا أن تشاهد صديقان يحييان بعضهم البعض عبر البصق في راحة يدهم قبل مصافحة الأيدي.

وعندما يولد طفل، يبصق أفراد الأسرة على الطفل ليتمنوا له حياة طويلة والتوفيق في حياته، كما يبصق الأب على جبين ابنته يوم زفاها ليتمنى لها زواجا مباركا.

رقصة الشفاء.. “سان” بتسوانا وجنوب أفريقيا

من بين كل التقاليد القبلية، يعد هذا التقليد ساحرًا، يمارسه شعب “سان” في جنوب أفريقيا وناميبيا وبوتسوانا وأنجولا، حيث يعتبرون أن هذه الرقصة تمنح قوة مقدسة، تتجمع فيها القبيلة بأكملها أمام حلقة نار لعدة ساعات وأحيانًا لليلة كامل، يقود الرقصة المعالجون وشيوخ القبيلة، يرقصون حول النار وهم يهتفون مع التنفس بعمق حتى يصلوا إلى ما يشبه الغيبوبة، في هذه الحالة يزعمون أن بإمكانهم الوصول إلى عالم الأرواح ويستطيعون السير فوق النار، ولا تستخدم هذه الرقصة فقط لعلاج الأمراض الجسدية، بل أيضا لطرد ما يعرف “مرض النجمة”star sickness، وهي القوة التي تتسبب في مشاعر الغيرة والغضب.

طقوس الزواج.. “ندبيلي” زيمبابوي

تدور حفلات الزفاف في قبيلة “ندبيلي” حول العروس، التي لا ترتدي فستانًا أبيض كما في التقاليد الغربية، وتصنع لها والدة العريس ” Jocolo”، وهي سترة من جلد الماعز المطرزة بالخرز الملون، ترتدي جميع النساء المتزوجات ” Jocolo” في الزفاف،  وتكون محاطة بالأطفال، ويقوم العريس بطقوس احتفالية تكريما لزوجته الجديدة وشكرا لها على قبولها مشاركته في حياته القادمة.

ويتم الاحتفال بالزواج على ثلاث مراحل، ويمكن أن يستغرق عدة سنوات، المرحلة الأولى هي دفع مهر العروس “Labola” على أقساط من النقود أو الماشية، المرحلة الثانية فصل العروس عن محيطها لمدة أسبوعين؛ حيث تقوم النساء بتعليمها كيف تكون زوجة صالحة ويتم الانتهاء من المرحلة الثالثة عندما تنجب العروس طفلها الأول.

يرسل العريس خطابًا إلى عائلة العروس لطلب موعد للتفاوض على مهر العروس “Labola”  ثم عليه شراء خروف وبطانيات ومكنسة وملابس لعائلة الفتاة، ويزور أهل العريس أهل العروس لدفع المهر لابولا، ثم يأخذون الفتاة إلى عائلة العريس للتعرف عليها.

يتم طهي طعام الزفاف بالطريقة التقليدية التي يجب أن تشمل “وجبة الذرة الصفراء التقليدية” اللحوم والسلطات والفواكه والحلويات والكعك.