أماني ربيع
يشارك الإنسان عالمًا به العديد من الحيوانات والحشرات والمخلوقات والنباتات الرائعة، لكن للأسف، يقترب العديد من هذه الأنواع المذهلة من خطر الانقراض.
في عام 2006، بدأ العالم في تخصيص يوم للاحتفاء بالأنواع المهددة بالانقراض، وأصبح يوم 17 مايو من كل عام، يوما لزيادة الوعي حول تدهور أنواع الحياة البرية، من حيوانات وحشرات ونباتات على كوكب الأرض، ولتذكير العالم بضرورة حماية هذه الأنواع، وكذلك تثقيف الناس حول العوامل التي أثرت على انخفاض أعداد هذه الأنواع.
وهناك العديد من منظمات الحفاظ على الحياة البرية التي تشارك في يوم الأنواع المهددة بالانقراض، وغالبًا ما تعقد أحداثًا وأنشطة توفر معلومات حول كيفية المساعدة في تمويل وسائل الحفاظ في جميع أنحاء العالم، بينما يكرس خبراء الحفاظ حياتهم لإنقاذ أنواع الحيوانات والنباتات والحشرات من احتمال الانقراض.
يتم تحديد حالة الأنواع المهددة بالانقراض من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN)، الذي تأسس في عام 1964، ووفقًا للاتحاد فإن ما يقرب من 40٪ من أنواع الحيوانات والحشرات والنباتات في العالم معرضة لخطر الانقراض.
لماذا أصبحت الأنواع مهددة بالانقراض؟
توجد أسباب مختلفة لتعرض الحيوانات للخطر، ونسبة كبيرة منها ناجمة عن التدخل البشري، مثل: إزالة الغابات من أجل الزراعة أو التدمير وفقدان الموائل بسبب التدخل البشري، حيث تفقد العديد من الحيوانات موطنها الطبيعي وتصبح غير قادرة على التكاثر والصيد والبقاء.
يمكن أن يؤدي الصيد الجائر والصيد الجائر للحيوانات إلى دفع الأنواع إلى حافة الانقراض، وهذا الصيد يكون لمجرد المتعة البشرية أو الرضا أو الاستهلاك أو الرياضة، إلى جانب التدخل البشري، فإن الكوارث الطبيعية والتحولات البيئية مثل تغير المناخ المتأثر بالاحتباس الحراري العالمي وموجات الجفاف تؤثر أيضًا على حياة الحيوان.
منذ حوالي 100 عام، غمرت الحياة البرية في أفريقيا السهول بأعداد كبيرة، حيث تجول مئات الآلاف من وحيد القرن والأسود وملايين الأفيال في كل منطقة تقريبًا من القارة باستثناء الصحاري غير الصالحة للسكن، اليوم، لم يتبق من كل ذلك سوى جزء ضئيل، فقد تقلصت أراضي الحياة البرية إلى عدد قليل من الملاجئ المحمية، وتعيش الحيوانات معرضة لتهديد مستمر، وقد يواجه العديد منها الانقراض في غضون عقود من الزمن.
وهذه بعض أكثر الحيوانات الأفريقية تعرضا للانقراض:
الأفيال الأفريقية

لطالما كان يُعتقد أن الفيلة إما أفريقية أو آسيوية، ولكن في الواقع هناك نوعان من الفيلة الأفريقية: فيل السافانا أكبر حجمًا وله أنياب منحنية ويجوب السهول المفتوحة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وفيل الغابات الأصغر حجمًا والأكثر قتامة، وله أنياب مستقيمة، ويعيش في الغابات الاستوائية في وسط وغرب أفريقيا، والنوعان مهددان بالانقراض بشكل حرج، بحسب موقع ناشيونال جيوغرافيك.
وانخفضت أفيال السافانا بنسبة تزيد عن 50 % على مدى ثلاثة أجيال (75 عامًا)، مما يجعلها ضمن فئة الأنواع المهددة بالانقراض، بينما انخفضت أعداد الأفيال الأطول عمرًا في الغابات بنسبة تزيد عن 80 % على مدى ثلاثة أجيال (93 عامًا)، مما يجعلها معرضة لخطر الانقراض بشكل حرج.
وبالنسبة للنوعين، لا يزال الصيد الجائر هو التهديد الأساسي، وذلك بسبب التجارة غير المشروعة في أنيابها، هذا إلى جانب فقدان الموائل بسبب النشاط البشري، بالإضافة إلى تكاثرها البطيء، حيث تستغرق الأفيال وقتًا أطول للتكاثر مقارنة بالثدييات الأخرى، فهي تلد كل ثلاث إلى 6 سنوات، ويستغرق حملها عامين.
وفي عام 2016، أفاد باحثون في مجلة PeerJ أنه بين عامي 2007 و2014، انخفضت أفيال السافانا بنسبة 30 % في 18 دولة أفريقية، وفي عام 2013، وجد تقرير نشرته مجلة PLOS ONE أن أعداد الأفيال في الغابات انخفضت بنسبة 62% في أقل من عقد من الزمان.
بلغت عمليات الصيد الجائر ذروتها في عام 2011، ثم تراجعت منذ ذلك الحين في بعض الأماكن، وخاصة في أجزاء من شرق أفريقيا، ولكنها مستمرة وتزداد سوءًا في مناطق أخرى، وخاصة في وسط وغرب أفريقيا.


البنجولين
البنجولين هو الحيوان الثديي الوحيد ذو الحراشف في العالم، وهو مزيج بين حيوان الأرماديلو وآكل النمل والأفعى، ويعتقد البعض خطأً أن حراشفه لها خصائص طبية، وبسبب ذلك أصبح البنجولين من أكثر الثدييات التي يتم الاتجار بها على وجه الأرض، حيث يتم اصطياده بلا هوادة من أجل حراشفه، ويتم قتله وبيعه في السوق السوداء بما يصل إلى 3000.00 دولار للكيلوجرام، يتم تناول لحمه بينما يتم استخدام قشوره لعلاجات صحية بديلة.
ولسوء الحظ، يصعب إحصاء أعداد البنجولين لأنه منعزل وينشط ليلاً، لذا لا يمتلك الباحثون بيانات موثوقة عن أعداده، وتوجد ثمانية أنواع من البنجولين في العالم، وأربعة في أفريقيا، وهي:
البنجولين أسود البطن (Phataginus tetradactyla)
البنجولين أبيض البطن (Phataginus tricuspis)
البنجولين الأرضي العملاق (Smutsia gigantea)
البنجولين الأرضي Temminck (Smutsia temminckii).
تعيش الأنواع الأربعة الأخرى من البنجولين في آسيا، ولسنوات عديدة، كانت الأنواع الآسيوية هي الهدف الأساسي للصيادين غير الشرعيين، لكن مع انخفاض أعدادها بشكل كبير، يتجه المتاجرون حاليا بشكل متزايد إلى البنجول الأفريقي.
وتعد هذه الحيوانات من أكثر الأنواع المهددة بالانقراض في القارة وعلى مستوى العالم، وتم إدراج جميع الأنواع الثمانية من البنجول من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة على أنها معرضة للخطر أو مهددة بالانقراض بشكل حرج.


الكلب البري الأفريقي
غالبا ما يُنظر إلى الكلاب الأفريقية باعتبارها آفة، وكان المزارعون يطلقون النار عليها ويقومون بتسميمها بسبب قتلها لمواشيهم، بينما يقتلها آخرون باعتبارها تمثل تهديدا حتى لو لم تقترف ذنبا، لذا فإن إجمالي عدد الكلاب البرية في انحدار بسبب فقدان الموائل الناجم عن إزالة الغابات والتطورات البشرية.
لحسن الحظ، خلال السنوات القليلة الماضية أصبحت الكلاب البرية الأفريقية من أكثر المشاهدة المرغوبة من قبل السائحين في رحلات السفاري، لأنها حيوانات اجتماعية وتقوم بمراسم استقبال مليئة بالضجة والبهجة والاستعراض أمام السائحين، وغالبًا ما تكون مشاهدتها في رحلات السفاري محض صدفة، حيث تقطع الكلاب مسافات هائلة بحثًا عن فريسة، ولا تبقى في نفس المكان لبضعة أسابيع إلا عندما تكون في جحرها، عادةً في أشهر موسم الجفاف.
تتطلب الكلاب البرية الأفريقية نطاقات ضخمة وبالتالي أدى تجزئة الموائل نتيجة للاكتظاظ السكاني إلى انحدارها، وتشمل التهديدات الأخرى: عدوى الأمراض من الكلاب المنزلية، والاضطهاد من قبل مزارعي الماشية، وحوادث الطرق، والصيد العرضي بالفخاخ.
والآن، هناك ما يقرب من 3000 – 5000 كلب بري أفريقي فقط متبقي في محميات الصيد والمتنزهات الوطنية في جميع أنحاء أفريقيا، وفي جنوب أفريقيا، تعد الكلاب البرية، واحدة من أكثر الحيوانات المهددة بالانقراض، حيث يوجد أقل من 500 كلب بري متبقي في البرية.


البطريق الأفريقي
هل يمكنك تخيل البطريق في أفريقيا بعيدا عن الجليد والأجواء الباردة؟ بالفعل يوجد نواع واحد من البطريق يتكاثر في أفريقيا، ويتواجد البطريق الأفريقي وهو أحد أكثر الأنواع المهددة بالانقراض في القارة في مدينة كيب تاون بجنوب أفريقيا، ويمكن رؤيته في خليج بولدرز في شبه جزيرة كيب، حيث يوجد مركز للزوار وممشى خشبي بجوار أعشاشه.
للأسف، انخفضت أعداد البطريق الأفريقي بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة بسبب استنفاد مخزون الأسماك نتيجة للصيد الجائر وانتقال مخزون الأسماك إلى الغرب بسبب تغير المناخ، كما أن البطريق الأفريقي معرض للخطر بسبب الانسكابات النفطية في المياه.


الذئاب الإثيوبية
الذئاب الإثيوبية واحدة من أندر الحيوانات في افريقيا، لها معطف بني محمر، مع بقع بيضاء على بطنها وصدرها وذقنها، وآذانها كبيرة ومدببة ولديها ذيل أسود طويل كثيف، ويمكن العثور على أكبر عدد منها في جبال بيل، ومنذ عام 2008، انخفض عدد الذئاب الإثيوبية بنسبة 30%.، وحاليا هناك ما يقرب من 500 ذئب فقط متبقي.
ويشكل البشر التهديد الأكثر أهمية لهذه الحيوانات البرية في أفريقيا، ويرجع ذلك أساسًا إلى الزراعة والرعي الجائر للماشية، الذي اجتاح أجزاء كبيرة من موطنها، وهو ما أجبر أعدادا كبيرة من هذه الحيوانات على الانتقال إلى المرتفعات، السبب الآخر مرتبط بالأمراض مثل: داء الكلب وحمى الكلاب وخاصة في جبال بيل.


وحيد القرن الأبيض
يعتبر وحيد القرن الأبيض أكبر الأنواع الخمسة لوحيد القرن وقد نجا اليوم بفضل أكثر من قرن من الحفاظ عليه بشكل مكثف، وتتناقص أعداده في المقام الأول بسبب الصيد الجائر، وبحسب لجنة بقاء الأنواع التابعة للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة هناك الآن ما يقدر بنحو 16803 وحيد قرن أبيض، وهي أول زيادة لهذا النوع منذ أكثر من عقد من الزمان.
يُشتق اسم وحيد القرن الأبيض من الكلمة الأفريكانية التي تصف فمه: “wyd” وتعني “واسع”، وقد أساء المستوطنون الإنجليز الأوائل تفسير كلمة “wyd” ونطقوها على أساس أنها “أبيض”، ويُطلق عليه أحيانًا أيضًا اسم وحيد القرن ذو الشفاه المربعة، وتنتج الإناث عجلًا واحدًا، يولد بدون قرن، كل ثلاث سنوات تقريبًا.
يعتبر وحيد القرن الأبيض، إلى جانب وحيد القرن ذي القرن الواحد الأكبر الذي يتساوى معه تقريبًا في الحجم، ثاني أكبر الثدييات البرية بعد الفيل، وله نوعان فرعيان متميزان، ولكن فقط مجموعات وحيد القرن الأبيض الجنوبي (Ceratotherium simum simum) لا تزال قابلة للحياة.
أما وحيد القرن الأبيض الشمالي (Ceratotherium simum cottoni) فقد انقرض في البرية بسبب الصيد الجائر، وتوفي آخر فرد منه في محمية أول بيجيتا في كينيا عام 2018، ولم يتبق منه سوى اثنتين من الإناث وُضعتا تحت حراسة مسلحة على مدار الساعة.
من المحزن أنه بعد جهود الحفاظ الناجحة التي أدت إلى زيادة أعداده بشكل كبير في الستينيات، أصبح وحيد القرن الأبيض مرة أخرى أحد أكثر الحيوانات المهددة بالانقراض في أفريقيا. ويرجع هذا إلى الصيد الجائر غير المشروع لتلبية الطلب المتزايد على قرنه في الأسواق الآسيوية.


وحيد القرن الأسود
ثلاثة من الأنواع الخمسة لوحيد القرن مدرجة ضمن أكثر الأنواع المهددة بالانقراض في العالم، وهي وحيد القرن الأسود والجاوي والسومطري.
في أفريقيا جنوب الصحراء، يعيش وحيد القرن الأسود، وهو نوع من وحيد القرن مهدد بالانقراض بشكل حرج بحسب الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، وبين عامي 1960 و1995، انخفضت أعداد وحيد القرن بنسبة ضخمة بلغت 98٪ بسبب الصيد الجائر، واليوم، يعد الصيد الجائر لوحيد القرن أزمة وطنية في جنوب أفريقيا، حيث تم صيد 394 وحيد قرن هناك في عام 2020.
ويتعرض هذا النوع لتهديد كبير بسبب الصيادين غير الشرعيين الذين يقتلون هذه الحيوانات من أجل الطلب على قرونها التي تستخدم في الطب الصيني التقليدي ويُنظر إلي هذه القرون على أنها رمز للمكانة والثروة والنجاح.
واليوم، لا يوجد وحيد القرن الأسود إلا في أقصى الشمال في كينيا، ويقدر عدد وحيد القرن الأسود المتبقي بنحو 3142، ولا يزال الصيد الدائر يشكل التهديد الأكبر لهذه الحيوانات، بالإضافة إلى فقدان الموائل وتغير المناخ.


الغوريلا
تتعرض الغوريلا في أفريقيا لخطر الانقراض بشكل حرج، وتوجد الغوريلا الشرقية في جمهورية الكونغو الديمقراطية وأوغندا ورواندا، ويقدر عددها بنحو 2600 غوريلا، أما الغوريلا الجبلية، فلم يتبق منها سوى 600 غوريلا، بينما
وتشهد الغوريلا الغربية، التي توجد في أنجولا والكاميرون وجمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو وغينيا الاستوائية والجابون ونيجيريا، انخفاضًا كبيرا في أعدادها، أما الأعداد المتبقية من غوريلا كروس ريفر، فتتراوح بين 100 إلى 250 غوريلا.
وأبرز التهديدات التي تتعرض لها الغوريلا بأنواعها المختلفة، هي فقدان الموائل وانتقال الأمراض من البشر والصيد للحصول على لحوم الأدغال.